كلما «أبدع» زادت «أعطاله»... «هلوسات» الذكاء الاصطناعي تفوق خبرة المطورين

كل تقنية جديدة تجلب معها أخطاءها (رويترز)
كل تقنية جديدة تجلب معها أخطاءها (رويترز)
TT

كلما «أبدع» زادت «أعطاله»... «هلوسات» الذكاء الاصطناعي تفوق خبرة المطورين

كل تقنية جديدة تجلب معها أخطاءها (رويترز)
كل تقنية جديدة تجلب معها أخطاءها (رويترز)

يرفع الذكاء الاصطناعي التوليدي الستار عن حقبة جديدة من أعطال البرامج المتجذرة في القدرات الإبداعية نفسها التي تجعله قوياً.

ووفق موقع «أكسيوس»، فإن كل تقنية جديدة تجلب معها أخطاءها، لكن أخطاء الذكاء الاصطناعي ستكون شائكة ومحبطة بشكل خاص لأنها مختلفة تماماً عن تلك التي اعتدنا عليها.

وتم تشغيل شبكة AT&T الخلوية وبرنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «Gemini» من «غوغل» في الأسبوع الماضي.

وحوالي الساعة 3:30 صباحاً من يوم الخميس، وردت تقارير عن انقطاع خدمة AT&T على الساحل الشرقي، واشتكى العملاء عبر «ريديت» و«إكس» وسجلوا مشكلاتهم على Downdetector، وهو موقع يكتشف متى تتعطل الخدمات.

ويبدو أن التأثير كان واسع النطاق، وأدى انهيار AT&T، بسبب «خطأ في تكوين البرنامج» إلى ترك آلاف العملاء من دون خدمة لاسلكية أثناء تنقلاتهم الصباحية.

كما لم يتمكن بعض المستخدمين في الولايات المتحدة من الاتصال برقم الطوارئ 911 نتيجة لانقطاع الخدمة. وبحلول الساعة 9 صباحاً بالتوقيت الشرقي، كان Downdetector يُظهر أكثر من 72000 انقطاع في خدمة AT&T في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ورغم أن حالة انقطاع الشبكة الذي يعلم صناع التكنولوجيا التعامل معه مألوفة، كان خطأ «غوغل» مختلفاً تماماً، إذ أحدث منشئ صور «Gemini» مجموعة متنوعة من الصور غير التاريخية الخاص به، مثلاً عندما طُلب منه تصوير الجنود النازيين، تضمن رسوماً توضيحية لأشخاص سود يرتدون الزي العسكر، وعندما طُلب منه رسم البابا، ظهرت صورة لامرأة ترتدي الثوب البابوي.

لقد كان هذا خطأ أكثر تعقيداً من خطأ AT&T. وأوقفت «غوغل» مؤقتاً جميع عمليات إنتاج صور الأشخاص باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من حل المشكلة.

ووفق «أكسيوس»، «غوغل» كانت تتخذ احتياطات تشبه إلى حد كبير تلك التي تعلمت كل شركة ذكاء اصطناعي تطبيقها بعد سنوات من الأخطاء المحرجة، خصوصاً في عالم الصور البشرية، حيث بدا أن جميع الإرهابيين وفق الذكاء الاصطناعي لديهم بشرة داكنة، وكان كل طبيب ذكاء اصطناعي ذكراً أبيض.

وأشار الموقع إلى أنه في حادثتي AT&T و«غوغل»، فشلت الأنظمة بسبب ما طلب الناس من أجهزة الكومبيوتر القيام به. وتعطلت خدمة AT&T اللاسلكية عندما حاولت اتباع تعليمات جديدة تحتوي على خطأ أو تناقض تسبب في توقف النظام عن الاستجابة. هذه هي الطريقة التي حدثت بها معظم أعطال أجهزة الكومبيوتر منذ اختراعها.

لكن «أكسيوس» لفت أيضاً إلى أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تعمل بالأوامر والتعليمات، بل تستخدم «الأوزان» (الاحتمالات) لتشكيل المخرجات.

ويمكن للمطورين التدخل، ومن الواضح أنهم فعلوا ذلك مع «Gemini» لكنهم لم يحصلوا على النتائج التي يريدونها.

لا يمكن توقيف الذكاء الاصطناعي التوليدي عن «الإبداع»

وشرح الموقع أن «Gemini» غير قادر على «التفكير» بوضوح في الفرق بين البحث التاريخي والإبداع، وقال إن «النظام الأكثر ذكاءً، أو أي إنسان مطلع بشكل معقول، سيعلم أن الكنيسة الكاثوليكية في روما لم يكن لديها بابا ليس ذكراً».

وبحسب الموقع، فإن صنع الأشياء هو في صميم ما يفعله الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تنظر البرامج التقليدية إلى قاعدة التعليمات البرمجية الخاصة بها لتنفيذ التعليمات التالية؛ ثم تقوم برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية «بتخمين» الكلمة أو البكسل التالي في تسلسل بناءً على الإرشادات التي يقدمها الأشخاص لها.

يمكنك ضبط الذكاء الاصطناعي مما يجعل مخرجاته أكثر أو أقل عشوائية. لكن لا يمكنك إيقافه عن الإبداع، وإلا فلن يفعل أي شيء على الإطلاق.

وبالتالي، غالباً ما تكون الاختيارات التي تتخذها نماذج الذكاء الاصطناعي غامضة، وحتى منشئوها لا يفهمون تماماً كيفية عملها، وفق الموقع، لذلك عندما يحاول المطورون إضافة «حواجز حماية» لتنويع نتائج الصور على سبيل المثال أو الحد من الدعاية السياسية وخطاب الكراهية، فإن تدخلاتهم تؤدي إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها، ومن الممكن أن تأتي بنتائج عكسية. ولكن عدم التدخل سيؤدي إلى نتائج متحيزة ومزعجة أيضاً.

كلما «أبدع» الذكاء الاصطناعي ستزيد «هلوسته»

وأشار الموقع إلى أننا كلما حاولنا استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية لتمثيل الواقع بدقة وتكون بمثابة أدوات معرفية، زادت إلحاحية محاولة الصناعة وضع حدود حول «الهلوسة» والأخطاء التاريخية.

وبمرور الوقت، ومع تعلم هذا المجال من الخبرة، يمكن لمبرمجي الذكاء الاصطناعي أن ينجحوا في ترويض وضبط نماذجهم لتكون أكثر واقعية وأقل تحيزاً. ولكن قد يتبين أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي واجهة أساسية للعمل المعرفي هو مجرد فكرة سيئة للغاية ستستمر في إرباكنا، وفق «أكسيوس».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق روبوت دردشة يشجع مراهقاً على قتل والديه (رويترز)

بسبب تحديدهما وقتاً لاستخدام الشاشة... «تشات بوت» يشجع مراهقاً على قتل والديه

رفعت دعوى قضائية في محكمة في تكساس بعدما أخبر روبوت محادثة (تشات بوت) شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً، بأن قتل والديه كان «استجابة معقولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين: روسيا تتعاون مع دول «بريكس» لتكوين تحالف في الذكاء الاصطناعي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا ستطور الذكاء الاصطناعي مع شركائها في مجموعة «بريكس» ودول أخرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
يوميات الشرق الألعاب الإلكترونية تشكل جزءاً كبيراً من حياة كثير من المراهقين (جامعة فلندرز)

دعوى على «الذكاء الاصطناعي» تكشف مخاطر جديدة

تقدمت والدة شاب يبلغ من العمر 17 عاماً بدعوى قضائية ضد تطبيق «Character.ai»، متهمة الشركة بتعريض ابنها لتأثيرات مدمرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شعار «إنفيديا» في قمة الذكاء الاصطناعي للشركة بمومباي 24 أكتوبر 2024 (رويترز)

«إنفيديا» تخضع لتحقيق صيني بسبب مكافحة الاحتكار

أعلنت الصين، يوم الاثنين، بدء تحقيق ضد شركة «إنفيديا» بشأن انتهاكات مشتبه بها لقانون مكافحة الاحتكار في البلاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).