الذكاء الاصطناعي وحماية الأطفال... إليك أبرز النصائح للتعامل معه

يساعد في تحسين المهارات والتكيّف مع وتيرة التعلم الخاصة بالطفل

الذكاء الاصطناعي وحماية الأطفال... إليك أبرز النصائح للتعامل معه
TT

الذكاء الاصطناعي وحماية الأطفال... إليك أبرز النصائح للتعامل معه

الذكاء الاصطناعي وحماية الأطفال... إليك أبرز النصائح للتعامل معه

في عصر تعيد فيه التكنولوجيا الرقمية تشكيل نسيج المجتمع ذاته، فإن فهم كيفية دمج هذه التطورات في حياة أطفالنا وتعليمهم، ليس مفيداً فحسب، بل إنه أمر حتمي. وبينما تنتقل البشرية عبر تعقيدات وإمكانات الذكاء الاصطناعي (AI)، يصبح من الضروري استخدام نهج مدروس ومعقول، لا سيما في سياق تنمية الطفل.

لم يعد من الممكن التغاضي عن دمج التكنولوجيا في التعليم باعتباره مجرد مكمل لأساليب التدريس التقليدية، إذ من المسلم به على نطاق واسع أهميتها في تعزيز التنمية المعرفية وإعداد الأطفال للمستقبل الرقمي.

وقدمت مؤسسة «نوفاكيد» التعليمية الأميركية ومقرها في سان فرانسيسكو، تصوراتها حول دور الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال، كما قدمت في رسالة إلكترونية تسلمتها «الشرق الأوسط» نظرة ثاقبة حول الاستخدام السليم له للآباء.

ثورة في التجربة التعليمية للأطفال

قد يستحضر الذكاء الاصطناعي صوراً للروبوتات وسيناريوهات مستقبلية، لكن الواقع أقوى بكثير. إذ إن الذكاء الاصطناعي هو في الأساس فرع من علوم الكومبيوتر يمكّن الآلات من محاكاة الذكاء البشري، أي التعلم والتفكير وحل المشكلات. وتشمل تطبيقاته مجالات مختلفة، من الرعاية الصحية إلى التمويل، والآن التعليم.

فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال. يحمل الذكاء الاصطناعي الوعد بإحداث ثورة في التجربة التعليمية للأطفال. فهو يوفر مسارات تعليمية مخصصة مصممة خصيصاً لقدرات الفرد، ما يضمن الحصول على محتوى ممتع وسهل الوصول إليه. يمكن للأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحسين مهارات حل المشكلات من خلال تقديم تحديات تكيفية تنمو مع وتيرة التعلم الخاصة بالطفل.

* تحسين تجارب التعلم. يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي داخل البرامج التعليمية إلى تحويل الدروس العادية إلى تجارب تفاعلية تجذب انتباه الأطفال، ما يحفز بيئة تعليمية نشطة تشجع على الفضول والاحتفاظ بالمعرفة.

* تعزيز مهارات حل المشكلات. ومن خلال الخوارزميات الذكية، يمكن للبرامج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تقييم عمليات تفكير الطفل، وتقديم تعليقات شخصية وتعزيز الدوافع. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأنظمة إلى تحسن ملحوظ في قدرات التفكير النقدي.

* التعليم الشخصي. إن قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع منحنى التعلم لدى الطفل تعني إمكانية القيام برحلة تعليمية مصممة خصيصاً، مع توصيات ذكية تعزز فهماً أكثر ثراءً وإتقاناً للمواد الدراسية.

مخاوف خرق الخصوصية ومخاطر التجاوزات

ومع ذلك، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لا يخلو من المخاوف. ومن أهم هذه القضايا المتعلقة بخصوصية البيانات والأمن السيبراني، وهي أمور حيوية عند التعامل مع المعلومات الحساسة للأطفال.

* خصوصية البيانات والأمن والتجاوزات الأخلاقية. مع تزايد الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، أصبحت حماية خصوصية البيانات أمراً بالغ الأهمية. بينما تعمل الآلات على توجيه تنمية العقول الشابة، فلا بد من أخذ الاعتبارات الأخلاقية في الاعتبار.

في أي مرحلة يؤدي تدخل الذكاء الاصطناعي إلى إعاقة التعلم بدلاً من مساعدته؟ مع اكتساب الذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة في تعليم الأطفال، تلوح في الأفق العديد من المخاوف الأخلاقية، مما يدل على مخاطر محتملة. وتشمل هذه القضايا المتعلقة بخصوصية البيانات، حيث إن جمع واستخدام بيانات الأطفال يتطلب ضمانات صارمة وموافقة صريحة من الوالدين أو الأوصياء. ولكن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من الدور الحاسم للرقابة البشرية، ما يؤدي إلى عواقب غير مقصودة.

يثير الافتقار إلى الشفافية في عمليات صنع القرار في مجال الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن المساءلة واحتمال التوصل إلى نتائج مبهمة وغير قابلة للتفسير. تعد معالجة هذه التحديات الأخلاقية أمراً بالغ الأهمية لضمان التكامل المسؤول للذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال وحماية رفاهية المتعلمين الصغار.

* التأثير على المهارات الاجتماعية. مع زيادة وقت استخدام الشاشات، يجب تقييم الآثار المترتبة على التفاعلات وجهاً لوجه وتطوير المهارات الاجتماعية بعناية. إن إيجاد التوازن أمر بالغ الأهمية لضمان النمو الشامل للأطفال.

إرشادات لاستخدام الذكاء الاصطناعي مع الأطفال

للتغلب على هذه التحديات، إليك بعض الإرشادات حول دمج التكنولوجيا في تعليم الأطفال:

* تطبيقات الذكاء الاصطناعي المناسبة للعمر. اختر أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المناسبة للفئة العمرية للطفل، مع التأكد من أنها تدعم مراحل النمو وأهداف التعلم.

* المراقبة والإشراف. تضمن المراقبة النشطة من قبل أولياء الأمور والمعلمين أن تظل تدخلات الذكاء الاصطناعي جزءاً مفيداً من تجربة تعلم الطفل.

* موازنة وقت الشاشة. تعتبر فترات الراحة المنتظمة ومجموعة متنوعة من الأنشطة ضرورية لضمان تطوير علاقة صحية للأطفال مع التكنولوجيا.

أمثلة على الذكاء الاصطناعي للأطفال

* الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي... من الروبوتات القابلة للبرمجة إلى الألغاز الذكية، يشق الذكاء الاصطناعي طريقه إلى الألعاب والألعاب الممتعة والتعليمية في الوقت نفسه، ومثال ذلك Osmo مجموعة جينيس للمبتدئين. إذ تقدم أوسمو مجموعة من الألعاب التعليمية للأطفال، بما في ذلك Genius Starter Kit التي تتضمن تقنية الذكاء الاصطناعي. تستخدم المجموعة كاميرا عاكسة تعمل بالذكاء الاصطناعي لتتبع حركات الطفل وتفاعلاته مع الأشياء المادية، وإدخالها في العالم الرقمي. ويغطي موضوعات مختلفة، مثل الرياضيات والتهجئة، ويعزز التعلم من خلال الخبرات العملية.

* التطبيقات والمنصات التعليمية. تعمل الشركات على تطوير تطبيقات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تلبي احتياجات الأطفال الناطقين باللغة العربية على وجه التحديد. توفر هذه المنصات تجارب تعليمية غامرة وتفاعلية. قد تكون منصات لتعلم اللغات أو المواد التعليمية الأخرى مثل الرياضيات والعلوم والبرمجة، مثال: نوفاكيد: منصة تعلم اللغة الإنجليزية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

* في مجال تعليم اللغات. وتبرز نوفاكيد بوصفها رائدة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للمشاركة والمساعدة في المهارات اللغوية للأطفال في جميع أنحاء العالم. تستخدم هذه المنصة عبر الإنترنت أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لإنشاء تجربة تعليمية ديناميكية وسريعة الاستجابة. يمكن للوالدين استكشاف فوائد نوفاكيد لتعزيز الكفاءة اللغوية لأطفالهم بطريقة شخصية وفعالة.

ونوفاكيد Novakid هي شركة ألعاب تعليمية مشهورة بمنصتها الرائدة في صناعة تعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عاماً. كمنصة تعلم مبنية على الألعاب.

في الختام، بينما يقدم الذكاء الاصطناعي حدوداً من الإمكانيات لتنمية الطفل، فإنه يتطلب اتباع نهج مسؤول وحكيم. وبينما يستكشف الآباء في حول العالم فوائد الذكاء الاصطناعي لأطفالهم، فمن الضروري أن يظلوا على علم ويقظين في تحقيق التوازن بين الميزة التكنولوجية ورفاهية الطفل.


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة التقارير الطبية

صحتك التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على تقليل عبء التوثيق وتحسين دقة التقارير (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة التقارير الطبية

أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكّن أجهزة الكمبيوتر من متابعة الجراحين وهم يجرون العمليات ثم كتابة ملحوظات ما بعد الجراحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا مالك منصة «إكس» وشركتيْ «تسلا» و«سبيس إكس» الملياردير إيلون ماسك في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)

ماسك يصف برنامجاً تطلقه شركته غداً بأنه «أذكى ذكاء اصطناعي»

أعلن الملياردير إيلون ماسك أن النسخة الأحدث من برنامج الذكاء الاصطناعي «غروك 3» ستُعلَن، مساء الاثنين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. فقد تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» في نطاق ضيق نسبياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص السعودية لا تواكب التكنولوجيا فقط بل تسهم في صياغة مستقبل الاتصالات عالمياً (إريكسون)

خاص رئيس «إريكسون» لـ«الشرق الأوسط»: «شبكات الاتصال في كأس العالم 2034 ستكون الأكثر تطوراً»

يقول رئيس «إريكسون» الشرق الأوسط وأفريقيا إن السعودية تقود التحول الرقمي بشبكات الجيل الخامس، فيما تستعد للسادس مع استضافتها إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا امرأة تسير أمام شاشة كبيرة تُظهر شعار شركة «غوغل» (أ.ب)

«لحماية الأطفال»...«غوغل» تختبر الذكاء الاصطناعي لتحديد أعمار المستخدمين

أعلنت شركة «غوغل»، يوم الأربعاء، أنها ستبدأ في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد ما إذا كانت أعمار المستخدمين مناسبة لاستخدام منتجاتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وكالة الأمن السيبراني الأميركية تعفي موظفي مكافحة التضليل الإعلامي

وكالة الأمن السيبراني الأميركية تعفي موظفي مكافحة التضليل الإعلامي
TT

وكالة الأمن السيبراني الأميركية تعفي موظفي مكافحة التضليل الإعلامي

وكالة الأمن السيبراني الأميركية تعفي موظفي مكافحة التضليل الإعلامي

أكد متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي لموقع Nextgov/FCW، أمس (الأربعاء)، أن مجموعة من الموظفين داخل «وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية» المتخصصين بمكافحة التضليل والمعلومات المضللة وعمليات التأثير ذات الصلة، قد مُنحوا أخيراً إجازة إدارية، كما كتب ديفيد دي مولفيتا (*).

تهميش موظفي مكافحة التضليل

وأكد البيان التقارير السابقة حول تهميش الموظفين، وهي الخطوة التي تأتي في الوقت الذي تعهدت فيه وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بإصلاح وإعادة تشكيل نطاق الوكالة السيبرانية وسط مخاوف الحزب الجمهوري من أن جهودها السابقة للحد من المعلومات الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في فرض الرقابة على الأصوات المحافظة.

وقالت مساعدة وزير الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين: «تجري الوكالة تقييماً لكيفية تنفيذها مهمة أمن الانتخابات مع التركيز بشكل خاص على أي عمل يتعلق بالتضليل والمعلومات المضللة». وأضافت: «بينما تجري الوكالة التقييم، تم وضع الموظفين الذين عملوا على (مكافحة) التضليل والمعلومات الخاطئة، إضافة إلى مكافحة عمليات التأثير الأجنبي، في إجازة إدارية».

والإجازة الإدارية هي «غياب إداري عن العمل دون خسارة أجور العمل أو الإجازة»، وفقاً لمكتب إدارة الموظفين. ولم يتضح على الفور عدد الموظفين الذين تم وضعهم في هذه الفئة.

وفي خطوة ذات صلة، ألغت المدعية العامة بام بوندي أخيراً فرقة عمل مكافحة التأثير الأجنبي التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، التي تم تشكيلها في عام 2017 لمعالجة تأثير الجهود الأجنبية للتدخل في الانتخابات الأميركية.

التضليل الإعلامي: حقائق ومزاعم

خلال جائحة «كوفيد – 19» وحتى انتخابات 2020، كانت وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية على اتصال منتظم بمنصات التواصل الاجتماعي لإبلاغها بالمحتوى المضلِّل أو المضلَّل، الذي تم إنشاؤه أو تضخيمه من قبل خصوم أجانب وكيانات محلية. لكن الوكالة بدأت في تجميد الاتصالات بعد دعوى قضائية نشأت في ميسوري في يوليو (تموز) 2023 زعمت أن جهود إدارة بايدن للإشارة إلى المعلومات المضللة تنتهك حقوق التعديل الأول وقمع الأصوات المحافظة سياسياً.

ركزت العديد من المنشورات المضللة التي تم الإشارة إليها حول فاعلية لقاح كوفيد، بالإضافة إلى مزاعم ترمب التي لا أساس لها من الصحة بشأن تزوير الانتخابات. تم رفع القضية إلى المحكمة العليا، التي انحازت في النهاية إلى إدارة بايدن في هذا الشأن العام الماضي.

وكان براندون ويلز، المدير التنفيذي السابق لوكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الذي غادر في أغسطس (آب) الماضي، قال للمشرعين في جلسة استماع عقدت أخيراً إن حصة الإنفاق على جهود الوكالة في مكافحة التضليل بلغت أقل من 1 في المائة من ميزانيتها - نحو 2 مليون دولار من إجمالي 3 مليارات دولار - ودحض أي مزاعم للحزب الجمهوري بأنها فرضت الرقابة على الأميركيين.

* مجلة «ديفينس وان»، خدمات «تريبيون ميديا»