برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لـ«الشرق الأوسط»: 2024 سيكون عام التحول الرقمي

روبرت أوب: نتطلع إلى رقمنة عادلة بين الدول

«UNPD»: تقييمات جاهزية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الحكومات تساعدنا على تحديد القدرات والثغرات والأولويات لدى الدول (شاترستوك)
«UNPD»: تقييمات جاهزية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الحكومات تساعدنا على تحديد القدرات والثغرات والأولويات لدى الدول (شاترستوك)
TT

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لـ«الشرق الأوسط»: 2024 سيكون عام التحول الرقمي

«UNPD»: تقييمات جاهزية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الحكومات تساعدنا على تحديد القدرات والثغرات والأولويات لدى الدول (شاترستوك)
«UNPD»: تقييمات جاهزية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الحكومات تساعدنا على تحديد القدرات والثغرات والأولويات لدى الدول (شاترستوك)

يلتزم «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)» باعتباره الذراع التنموية للأمم المتحدة، بالقضاء على الفقر لأكثر من خمسة عقود من الزمن. وإدراكاً منه للإمكانات التكنولوجية الكبيرة، شرع البرنامج، عام 2019، في رحلة التحول الرقمي للشركات، هذه الرحلة لا تتضمن تعزيز الأنظمة الداخلية للبرنامج فحسب، بل تركز أيضاً على تعزيز تأثيره الذي يمتد في 170 دولة.

تشمل البرامج الرقمية لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» 125 دولة، ويشارك ما يقرب من 40 إلى 50 دولة بنشاط في مبادرات التحول الرقمي الوطنية. وتتضمن هذه المبادرات مناقشات حول الاستراتيجيات الرقمية، وصياغة السياسات، وإنشاء وزارات أو وكالات رقمية. ويتجلى تأثير الرقمنة في مجموعة واسعة من المجالات، مما يدل على أهميتها المتزايدة في الجهود العالمية التي يبذلها «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».

«UNPD»: ندعم البلدان في رحلات التحول الرقمي وتسخير قوة التكنولوجيا من أجل التحولات الخضراء والاستدامة (شاترستوك)

التحول الرقمي في البرنامج

في حديث خاص، لـ«الشرق الأوسط»، من مدينة لشبونة البرتغالية، قال روبرت أوب، كبير المسؤولين الرقميين في «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)»، إن التحول الرقمي يرتكز على عدة مبادئ؛ منها تعزيز المنافع العامة الرقمية، وضمان تسريع التكنولوجيا للتقدم نحو أهداف التنمية المستدامة. ويعمل هذا التحول على مواءمة جهود الرقمنة مع أهدافها التنموية الأوسع.

تلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في برامج «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، حيث يتباين تأثيرها عبر السياقات، ففي برامج تغير المناخ، على سبيل المثال، تُسهّل التكنولوجيا تكيّف صغار المزارعين مع الظروف المناخية المتغيرة، وتدعم الحكومات في تشكيل سياسات فعّالة. وينطوي ذلك على الاستفادة من التقنيات؛ مثل أجهزة استشعار إنترنت الأشياء «IoT»، وإدخال الذكاء الاصطناعي «AI» لتحليل البيانات، مما يؤدي إلى تحسين الممارسات الزراعية وصنع السياسات. ويقول روبرت أوب، لـ«الشرق الأوسط»، إنه رغم عدم تطوير البرنامج للتكنولوجيا بشكل كامل، فإنه يتعاون مع عدد من المطورين.

 

 

 

 

 

حقائق

استراتيجية «UNDP» الرقمية 2022 - 2025

  • تعزيز التحول الرقمي الشامل عبر مساعدة البلدان على بناء بيئات رقمية شاملة.
  • تمكين استخدام التكنولوجيا الرقمية لحل المشكلات العالمية.
  • زيادة الوصول إلى الإنترنت بأسعار معقولة وذات جودة عالية.
  • تطوير المهارات الرقمية اللازمة للوظائف والابتكار
  • استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لمعالجة المشكلات العالمية
  • تطوير سياسات وممارسات رقمية عادلة وشاملة.

دور الذكاء الاصطناعي

لقد اكتسب الذكاء الاصطناعي شهرة عالمية، و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» ليس استثناءً من استخدامه. ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في النمذجة التنبؤية لإدارة الكوارث، وتحليل تأثير الفقر، وتحليل صور الأقمار الصناعية، لتحديد الأُسر ذات الدخل المنخفض. وقد استجاب «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» من خلال بدء تقييمات جاهزية الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع الحكومات؛ لتحديد القدرات والثغرات والأولويات في الدولة. ويساعد هذا النهج الاستباقي البلدان على تعزيز قدراتها وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. ويضيف روبرت أوب، لـ«الشرق الأوسط»، أن مثل هذه المبادرات تعكس التزام «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» بتقديم حلول رقمية شاملة ومصممة خصوصاً لتلبية الاحتياجات والأهداف المحدَّدة.

ضمان الشمول الرقمي

يدرك «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» الفجوة الرقمية والحاجة إلى ضمان الشمول الرقمي وإمكانية الوصول إليه، ولا سيما في المناطق ذات البنية التحتية ووسائل الاتصال المختلفة. ورغم أن البنية التحتية المادية ضرورية، فإن تركيز البرنامج يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. وبما أن غالبية سكان العالم يعيشون في مناطق تتوفر بها إمكانية الاتصال بالهواتف المحمولة، يركز «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» على القدرة على تحمل التكاليف، والمهارات الرقمية، والخدمات التي يمكن الوصول إليها. ويعتبر روبرت أوب، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظمة تقدم برامج لبناء القدرات الرقمية، وتدعم المبدعين في إنشاء منصات سهلة الاستخدام، وتستكشف الشراكات بين القطاعين العام والخاص مع شركات الاتصالات؛ لمواجهة تحديات القدرة على تحمل التكاليف وإمكانية الوصول. ويضيف أن جهود البرنامج التعاونية مع مُشغّلي الاتصالات أسفرت عن التزامات بتعزيز إمكانية الوصول الرقمي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

حقائق

دراسات وإحصاءات

  • الاتحاد الدولي للاتصالات عام 2023: 731 مليون شخص في المناطق الريفية تمكنوا من الوصول إلى الإنترنت في عام 2022، ليصل المجموع العالمي إلى 5.7 مليار.
  • شركة «Accenture»: في عام 2024، 62 في المائة من الشركات تعتقد أن التقنيات الرقمية ضرورة لنجاحها.
  • اليونسكو: خلال عام 2025، 85 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً سيستخدمون الإنترنت.
  • البنك الدولي عام 2022: التقنيات الرقمية يمكن أن تضيف 12 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

التطلعات لعام 2024

يستعدّ «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» لعام مهم مُقبل في مجال التحول الرقمي. ويقول روبرت أوب إنه يجري التخطيط للمشاركة في المناقشات العالمية، من خلال الاتفاق الرقمي العالمي، ومعالجة موضوعات حاسمة مثل الشمول الرقمي، وبناء القدرات، وحوكمة الذكاء الاصطناعي. كما يظل «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» ملتزماً بدعم البلدان في رحلات التحول الرقمي، وتسخير قوة التكنولوجيا، من أجل التحولات الخضراء والاستدامة، مما يضمن تسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.

مع تطور المشهد الرقمي، يظل «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» ثابتاً في التزامه بالاستفادة من التكنولوجيا؛ حتى لا يتخلف أحد عن الركب ويعزز التنمية المستدامة على نطاق عالمي. ومن خلال الابتكار والتعاون، يواصل البرنامج قيادة التغيير الإيجابي ودعم الدول في احتضان المستقبل الرقمي.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يواجه تحدي الاتفاق على هدف عالمي جديد لتمويل المناخ

الاقتصاد امرأة تمرّ بالقرب من لافتة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في باكو (رويترز)

«كوب 29» يواجه تحدي الاتفاق على هدف عالمي جديد لتمويل المناخ

يجتمع العالم، الاثنين، في العاصمة الأذربيجانية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29) والذي ينعقد في ظل تنامي تحديات المناخ.

آيات نور (الرياض)
العالم العربي امرأة تعبُر أرضاً غمرتها المياه في إحدى قرى جنوب السودان (أ.ب)

تأثر 1.4 مليون شخص بفيضانات جنوب السودان ونزوح 379 ألفاً

تأثر نحو 1.4 مليون شخص بالفيضانات في جنوب السودان، بينما نزح أكثر من 379 ألف شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )
العالم المدخل الرئيسي لمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة - 22 سبتمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة حذرة تترقب عودة ترمب لرئاسة أميركا

تستعد الأمم المتحدة لعودة دونالد ترمب لرئاسة أميركا واحتمال تقليص الولايات المتحدة تمويل المنظمة والعمل معها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي رجل يحمل امرأة فلسطينية فقدت ساقها عندما أُصيب منزل عائلتها في غارة إسرائيلية بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:29

الأمم المتحدة: نحو 70 % من قتلى حرب غزة نساء وأطفال

كشف تقرير للأمم المتحدة اليوم (الجمعة) أن النساء والأطفال يشكّلون «نحو 70 في المائة» من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
TT

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

أظهرت نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، مثل النماذج التي يقوم عليها نموذج «GPT-4»، قدرات مذهلة في توليد النصوص، سواء أكان ذلك في كتابة الشعر، أو تأليف المقالات، حتى تقديم حلول برمجية. تُدرَّب هذه النماذج، المعتمدة على بنى معمارية متقدمة تُعرف باسم «المحوّلات» (Transformers)، على توقع تسلسل الكلمات، ما يمكّنها من الاستجابة للمطالبات بطرق تحاكي فهماً يشبه البشري. ومع ذلك، تشير أبحاث حديثة إلى أن هذه النماذج، على الرغم من قدراتها المثيرة للإعجاب، قد لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم.

خريطة لمدينة نيويورك الأميركية (أدوبي)

التنقل في مدينة نيويورك دون خريطة

في دراسة حديثة قادها آشِش رامباتشان، أستاذ مساعد في الاقتصاد وباحث في مختبر نظم المعلومات واتخاذ القرار بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (LIDS)، قام الباحثون باختبار مدى قدرة نموذج لغوي مبني على «المحوّلات» على التنقل في مدينة نيويورك. وبينما أظهر النموذج دقة عالية في تقديم توجيهات دقيقة خطوة فخطوة عبر شبكة شوارع المدينة، تراجع أداؤه بشكل كبير عندما تمت إضافة عراقيل مثل إغلاق بعض الشوارع والتحويلات.

وعندما حلّل الباحثون أنماط التنقل التي أنتجها النموذج، اكتشفوا أن «خرائط» مدينة نيويورك التي كوّنها النموذج كانت تحتوي على مسارات غير واقعية، مثل شوارع غير موجودة وروابط غير دقيقة بين تقاطعات متباعدة. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات حول حدود هذه النماذج، خاصة في البيئات التي تتطلب دقة كبيرة.

التداعيات في العالم الحقيقي

تنطوي هذه القيود على تداعيات هامة. فعلى الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي تبدو قادرة على التعامل مع مهام معقدة، فإن أداءها قد يتراجع بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية، ولو بشكل بسيط. على سبيل المثال، قد يتمكن النموذج من التنقل في خريطة ثابتة لمدينة نيويورك، لكنه يتعثر عند مواجهة تحديات غير متوقعة، مثل إغلاق الشوارع. ويحذر فريق البحث من أن استخدام هذه النماذج في تطبيقات حقيقية قد يؤدي إلى فشل غير متوقع إذا واجهت سيناريوهات خارجة عن بيانات التدريب.

لعبة «أوثيللو» هي لعبة ألواح استراتيجية يشارك فيها لاعبان يلعبان على لوح مقسم إلى 8 × 8 مربعات غير مختلفة اللون (أدوبي)

مقاييس لتقييم الفهم

لمزيد من التعمق في مدى قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على تكوين «نماذج للعالم»، أي تمثيلات داخلية للقواعد والهيكليات، طوّر الفريق مقياسين جديدين للتقييم، هما «تمييز التسلسل» و«ضغط التسلسل».

يقيس «تمييز التسلسل» قدرة النموذج على التمييز بين سيناريوهات مختلفة، مثل تمييز موضعين مختلفين على لوحة لعبة «أوثيللو». ويقيّم المقياس ما إذا كان النموذج يفهم أن مدخلات مختلفة تحمل دلالات مختلفة.

أما مقياس «ضغط التسلسل» فيقيّم قدرة النموذج على إدراك الحالات المتطابقة، مثل وضعين متطابقين على لوحة لعبة «أوثيللو»، ويفهم أن خطوات التحرك التالية من كل وضع يجب أن تكون متشابهة.

قام الفريق باختبار هذه المقاييس على فئة معينة من المسائل تشمل تسلسلاً محدداً من الحالات والقواعد، مثل التنقل في شبكة شوارع أو لعب «أوثيللو». من خلال هذه التقييمات، سعى الباحثون لفهم ما إذا كانت النماذج قد طوّرت بالفعل نماذج منطقية للعالم.

العشوائية قد تؤدي إلى فهم أعمق

كشف البحث عن نتيجة غير متوقعة، حيث أظهرت النماذج التي دربت على تسلسلات عشوائية قدرة أكبر على بناء نماذج داخلية دقيقة مقارنة بتلك التي دربت على بيانات منظمة. على سبيل المثال، في لعبة «أوثيللو»، كانت النماذج المدربة على حركات عشوائية قادرة على التعرف على جميع الحركات الممكنة، حتى الحركات غير المثلى التي لا يلجأ إليها اللاعبون المحترفون.

وأوضح كيون فافا، الباحث الرئيسي وأستاذ زائر في جامعة هارفارد، أنه «من الناحية النظرية، عندما يتم تدريب النموذج على حركات عشوائية، فإنه يرى مجموعة كاملة من الاحتمالات، بما في ذلك الخيارات غير المحتملة». ويبدو أن هذا التعرض الواسع «يساعد النموذج في تكوين نموذج أكثر دقة للعالم، وإن لم يلتزم بالأسلوب الأمثل».

ورغم هذه النتائج، لم يستطع أي من النماذج تكوين نموذج منطقي متكامل للعالم في مهمة التنقل. وعندما أضاف الباحثون تحويلات إلى خريطة نيويورك، فشلت جميع النماذج في التكيف. وأشار فافا إلى أن «التراجع في الأداء كان مفاجئاً؛ إغلاق واحد في المائة فقط من الشوارع تسبب في انخفاض الدقة بشكل حاد، من أداء شبه مثالي إلى 67 بالمائة فقط».

تراجع أداء نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير عندما تتغير المتغيرات البيئية ولو بشكل بسيط (أدوبي)

بناء نماذج للعالم موثوقة

تسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على تحدٍ كبير، يتمثل في أنه عندما تبدو المحوّلات قادرة على أداء مهام معينة، فإنها قد تفتقر إلى الفهم الأساسي للقواعد. وشدّد رامباتشان على ضرورة الحذر، قائلاً: «غالباً ما يفترض الناس أنه بما أن هذه النماذج تحقق نتائج رائعة، فلا بد أنها طوّرت فهماً جوهرياً للعالم. لكن دراستنا تشير إلى أننا بحاجة إلى النظر في هذا الافتراض بعناية وعدم الاعتماد على الحدس فقط».

ويخطط الباحثون لتوسيع دراستهم لتشمل تحديات أكثر تعقيداً حيث قد تكون القواعد غير معروفة كلياً أو متغيرة. وباستخدام مقاييسهم التقييمية على هذه المجالات، يأملون في فهم حدود نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وتوجيه تطويرها في المستقبل.

تداعيات أوسع وأهداف مستقبلية

تتجاوز تداعيات هذا البحث فهم العالم الافتراضي، وتمس التطبيقات العملية. إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي غير قادرة على تكوين نماذج داخلية دقيقة للعالم، فإن ذلك يثير تساؤلات حول استخدامها في مجالات تتطلب منطقاً دقيقاً، مثل القيادة الذاتية، والأبحاث العلمية، والتخطيط اللوجستي. ويقول الباحثون إن الحاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تدريب هذه النماذج وتقييمها لتكون أكثر تكيفاً وموثوقية.

هذا البحث مدعوم من قبل عدة مؤسسات، بما في ذلك مبادرة علوم البيانات في جامعة هارفارد، ومؤسسة العلوم الوطنية، ومؤسسة ماك آرثر. سيتم عرض الدراسة في مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية، حيث سيواصل الباحثون مناقشة تعقيدات نماذج الذكاء الاصطناعي واستكشاف مسارات جديدة لتطويرها.