الذكاء الاصطناعي يُحسن قراءة نتائج الفحوص الكاشفة لسرطان الثدي

اختصاصية في مدينة مرسيليا الفرنسية تقرأ نتائج التصوير الشعاعي لاقتفاء أي أثر لسرطان الثدي (أرشيفية - رويترز)
اختصاصية في مدينة مرسيليا الفرنسية تقرأ نتائج التصوير الشعاعي لاقتفاء أي أثر لسرطان الثدي (أرشيفية - رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يُحسن قراءة نتائج الفحوص الكاشفة لسرطان الثدي

اختصاصية في مدينة مرسيليا الفرنسية تقرأ نتائج التصوير الشعاعي لاقتفاء أي أثر لسرطان الثدي (أرشيفية - رويترز)
اختصاصية في مدينة مرسيليا الفرنسية تقرأ نتائج التصوير الشعاعي لاقتفاء أي أثر لسرطان الثدي (أرشيفية - رويترز)

قد يساعد الذكاء الاصطناعي في خفض المجهود الذي يبذله أطباء الأشعة في قراءة نتائج الفحوص الروتينية للنساء الكاشفة لعلامات محتملة للإصابة بسرطان الثدي إلى النصف، كما بيّنت دراسة سويدية كبيرة نُشرت اليوم الأربعاء.

ولاقت النتائج الأوّلية للتجربة ترحيباً، إلا أنّ معدّي الدراسة أكّدوا ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث قبل استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في كشف سرطان الثدي، على نطاق أوسع.

وفي حين عزّزت روبوتات الدردشة من أمثال «تشات جي بي تي» التكهنات في شأن ابتكار تطبيقات مستقبلية للذكاء الاصطناعي، أظهرت هذه التقنية كفاءتها في قراءة الفحوص الطبية.

وفي ظل النقص بأطباء الأشعة الذي تواجهه دول عدة، ثمة آمال في أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تسريع مهمّة تحليل الفحوص التي عادةً ما تستغرق وقتاً طويلاً، وجعلها أكثر دقة.

وقد يؤثر ذلك بصورة كبيرة على سرطان الثدي تحديداً. وبحسب منظمة الصحة العالمية، شُخّصت إصابة أكثر من 2.3 مليون امرأة بالسرطان عام 2020، وتوفيت 685 ألف امرأة بسببه.

وتُساعد الفحوص التي تُجرى للنساء بانتظام، على تحديد العلامات المبكرة للسرطان. وفي أوروبا، تُنصَح النساء اللواتي تراوح أعمارهنّ بين 50 و69 عاماً بالخضوع لتصوير شعاعي للثدي كل عامين، مع تولّي طبيبَي أشعة تحليل النتائج.

وشملت الدراسة التي أُجريت في السويد صوراً شعاعية لثمانين ألف امرأة خضعن لتصوير الثدي بالأشعة السينية في أربع مناطق في جنوب غرب السويد بين أبريل (نيسان) 2021 ويوليو (تموز) 2022.

وجرى تقسيم صورهنّ الشعاعية بشكل عشوائي لتحليلها إما بنظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي أو بواسطة طبيبي أشعة عملا كمجموعة تحكّم.

وقرأت خوارزمية الذكاء الاصطناعي الصور الشعاعية ثم توقعت احتمال إصابة النساء بالسرطان، وتحقق الطبيبان من هذه التوقعات.

وأشارت الدراسة إلى أنّ النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي رصد إصابات محتملة بالسرطان أكثر بنسبة 20% مما توقّعه الطبيبان، مما يعني حالة إضافية لكل ألف امرأة تلقت صورة شعاعية.

وفي ما يخص النتائج الخاطئة، أي عندما تُظهر صورة شعاعية خطأً في البداية أنّ ثمة احتمالاً للإصابة بالسرطان، رصد النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي وطبيبا الأشعة النسبة نفسها وهي 1.5%.

وخُفّض عبء العمل على طبيبي الأشعة بنسبة 44% لدى المجموعة التي خضعت صورها الشعاعية لبرنامج الذكاء الاصطناعي، لأنّ شخصاً واحداً فقط كان عليه قراءة الفحوص بدلاً من اثنين على ما تجري العادة.

وقالت كريستينا لانغ، وهي طبيبة أشعة في جامعة لوند السويدية والمعدة الرئيسية للدراسة، «إن أبرز الإمكانات التي يُظهرها الذكاء الاصطناعي راهناً» هي أنه «يُساهم في تخفيف عبء قراءة الكمية الكبيرة من النتائج على الأطباء».

إلا أنّ لانغ أكدت في بيان أنّ «النتائج الأولية الواعدة ليست كافية في حد ذاتها لتأكيد أنّ الذكاء الاصطناعي جاهز للاستخدام في الصور الشعاعية للثدي».

وأشار الباحثون إلى أنّ الأمر سيستغرق عامين آخرين قبل أن تتمكن التجربة من تحديد ما إذا كان استخدام الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى خفض الإصابات بالسرطانات التي يتم اكتشافها بين مراحل الفحوص الروتينية.

ولفت الأستاذ في الفحوص الكاشفة للسرطان في جامعة كوين ماري في لندن ستيفن دافي الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن خوارزمية الذكاء الاصطناعي ربما بالغت في تشخيص بعض أشكال سرطان الثدي المبكر التي تسمى سرطان القنوات الموضعي.

ورغم ذلك، أشاد بـ«الدراسة القيّمة»، قائلاً إن خفض العبء على أطباء الأشعة «مسألة تنطوي على أهمية كبيرة في برامج كثيرة لفحوص الثدي».


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات الأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية

الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات الأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية
TT

الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات الأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية

الذكاء الاصطناعي التوليدي: تطبيقات الأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية

يترك الذكاء الاصطناعي التوليدي بصمته على جميع الصناعات تقريباً، فهو يتيح للمستخدمين إنشاء صور ومقاطع فيديو ونصوص وصور أخرى من المحتوى آخر عبر محثّات بسيطة.

وتكشف استخدامات الاصطناعي التوليدي بمجالات الرعاية الصحية والموسيقى والفن والتمويل والألعاب والموارد البشرية، تنوعها وتأثيرها المزداد وإمكاناتها المبتكرة اللامتناهية. ومع تحسين المطورين لهذه الأدوات، تكشف أمثلة جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي عبر تطبيقات مختلفة عن فائدة هذه التكنولوجيا الديناميكية.

الأمن السيبراني

مع تطور التكنولوجيا، تتطور المخاطر السيبرانية هي الأخرى، الأمر الذي يوجب على صناعة الأمن السيبراني أن تتطور، للحفاظ على حماية المؤسسات من الاختراقات والجرائم السيبرانية.

ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تحسين مستوى الأمن السيبراني عبر طرق مختلفة. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لمحاكاة البيئات الخطرة التي يمكن لمحترفي الأمن السيبراني استخدامها لاختبار سياساتهم الأمنية وضوابطهم.

كما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي، وفقا لمجلة «إي ويك» الإلكترونية، كذلك تحليل البيانات السابقة للتوجهات العامة، لتحديد المخاطر الأمنية المحتملة، بحيث تتمكن فرق العمل المعنية بالأمن السيبراني تخفيف وطأة هذه المخاطر وتعزيز الوضع الأمني.

> الكشف عن التهديدات والتحليل المتقدم لها من «غوغل»: تستفيد «Google Cloud Security AI Workbench» من قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لدى منصة «غوغل» السحابة (Google Cloud) بغرض توفير مستوى متقدم من الرصد والتحليل. وتتولى توليد كميات هائلة من بيانات الأمان، لمساعدة مستخدميها في تحديد التهديدات المحتملة بشكل استباقي، وتزويدهم باستراتيجيات التخفيف من حدة الأخطار في الوقت المناسب، ما يعزز في النهاية وضع الأمان العام. كما أن المنصة قابلة للتطوير بدرجة كبيرة، ما يعني أنها يمكنها حماية الشركات من جميع الأحجام، من الشركات الصغيرة وصولاً إلى الشركات الكبيرة.

> إدارة الأمن السيبراني باللغة الطبيعية: تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي (CrowdStrike Charlotte AI) لمستخدميه التفاعل مع منصة «فالكون» (Falcon) باستخدام اللغة الطبيعية، وتدعم جهود البحث عن التهديدات والكشف عنها ومعالجتها. وعبر إنشاء واجهات واستجابات بديهية، تبسط «Charlotte AI» جهود إدارة الأمن السيبراني، ما يجعلها في متناول مجموعة أوسع من المستخدمين. كما أن التعلم المستمر من الحوادث السيبرانية في العالم الحقيقي، يعزز باستمرار كفاءتها ضد التهديدات السيبرانية.

> الكشف عن التهديدات المعقدة في الشبكة والاستجابة لها: يجمع برنامج «ThreatGPT» من «Airgap Networks» بين تقنية «جي بي تي» (GPT) وقواعد البيانات البيانية وتحليلات الشبكة المتطورة، لتقديم الكشف الشامل عن التهديدات والاستجابة لها. ويتميز بفاعلية خاصة في بيئات الشبكات المعقدة، وذلك لأنه يولد تحليلات مفصلة واستجابات عملية للتهديدات المحتملة. وتساعد قدرته على تصور تهديدات الشبكة في الوقت الفعلي، فرق الأمن على فهم متجهات الهجوم المعقدة والاستجابة لها بسرعة.

التجارة الإلكترونية

شهدت عمليات تشغيل الشركات عبر الإنترنت تحسناً كبيراً، منذ أن بدأ الذكاء الاصطناعي في الهيمنة على الفضاء الرقمي. ويتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي لأصحاب الأعمال تحسين مواقع الويب الخاصة بهم، عبر دمج برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات، والربط بين منصات مختلفة للحصول على عمليات عمل مبسطة.

ويساعد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بمجال التجارة الإلكترونية، أصحاب الأعمال على تحسين حملاتهم التسويقية عبر استهداف الجمهور المناسب لمنتجاتهم أو خدماتهم، ما يسهم في زيادة المبيعات والإيرادات.

> منصة التجارة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي «شوبيفاي» (Shopify):

تعدّ واحدة من أكثر منصات التجارة الإلكترونية استخداماً. وبفضل واجهتها سهلة الاستخدام وتكاملها مع تطبيقات مختلفة، يسهل على أصحاب الأعمال تحسين مواقع الويب الخاصة بهم، والوصول إلى الجماهير المطلوبة. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في «شوبيفاي» لأغراض متنوعة، منها توضيح أوصاف المنتجات، وتخصيص تجربة العملاء، وتحسين جهود التسويق عبر تحليلات البيانات وتوقعات التوجهات العامة الجديدة.

> التوصية بالمنتج الرائج: تساعد منصة «Sell The Trend» شركات التجارة الإلكترونية، في اكتشاف المنتجات الرائجة أو الشائعة. وتعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات السوق، والتنبؤ بالمنتجات التي من المرجح أن تكتسب شعبية. ويساعد ذلك شركات التجارة الإلكترونية، على البقاء في صدارة المنافسة عبر تخزين المنتجات الشائعة والترويج لها. ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي الشركة كذلك في إنشاء أوصاف جذابة للمنتج ومواد تسويقية بناءً على الاتجاهات الحالية.

> روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي لخدمة العملاء «ماني تشات» (ManyChat):

تمثل منصة دردشة آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي، تعمل على تحسين دعم العملاء عبر أتمتة المحادثات على مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة. وتتيح للشركات إنشاء برامج دردشة آلية، باستخدام ميزة السحب، التي يمكنها الرد على استفسارات العملاء وتقديم الدعم، وحتى تنظيم المعاملات. ويساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي بها في إنشاء ردود مخصصة والمشاركة بالمحادثات، ما يسهم نهاية الأمر في زيادة رضا العملاء وإنتاجيتهم.

الخدمات المصرفية والمالية

يستغل قطاع التمويل قوة الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر حالات استخدام تتنوع ما بين تحسين مستوى تقييم المخاطر وتخصيص تجارب العملاء، وصولاً إلى تبسيط العمليات. وتمكن هذه التكنولوجيا المؤسسات المالية من تقديم خدمات أكثر تخصيصاً، وتحسين عمليات صنع القرار وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

> الكشف عن الاحتيال والوقاية منه:

تستعين منصة «ARIC»، التابعة لشركة «Featurespace»، بالذكاء الاصطناعي التوليدي للكشف عن المعاملات الاحتيالية، والتصدي لها في الوقت الفعلي. وعبر التعلم من كل معاملة، فإنها تولد نماذج يمكنها تحديد حالات الشذوذ والاحتيال المحتمل، ما يعزز أمان العمليات المالية.

أما قدرة المنصة على التكيف، فتعني أنها يمكنها حماية مجموعة واسعة من المعاملات المالية، من المدفوعات عبر الإنترنت إلى العمليات المصرفية.

> نصائح مالية مخصصة:

تعتمد تطبيقات «Cleo» على الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتقديم نصائح مالية مخصصة، بجانب المساعدة في إعداد الميزانية. وعبر تحليل عادات الإنفاق والبيانات المالية للمستخدمين، تخلق اقتراحات مخصصة لمساعدة المستخدمين في إدارة شؤونهم المالية بفاعلية أكبر، وتشجيع الادخار والحد من النفقات غير الضرورية. أما واجهتها الودية والتفاعلية فتجعل إدارة الشؤون المالية سهلة الوصول وأكثر يسراً أمام المستخدمين.

> معالجة الفواتير الآلية:

يستخدم برنامج «Yooz» الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة معالجة الفواتير وطلبات الشراء، وتحويل سير عمل الحسابات الدائنة. وعبر استخراج البيانات وتحليلها من الفواتير، يتولى إنشاء الإدخالات والتصنيفات، ما يبسط عملية الموافقة ويعزز كفاءة العمليات المالية. ويتكامل التطبيق بسلاسة مع الأنظمة المالية الحالية، ما يوفر انتقالاً سلساً إلى العمليات الآلية دون تعطيل سير العمل.