تلوث الهواء يسبّب وفاة ألفي طفل يومياً

أشخاص على مسار للسكك الحديدية بينما يتصاعد الدخان من مصانع الصلب بالقرب من أحد الأحياء الفقيرة في دكا ببنغلاديش في 29 أغسطس 2023 (رويترز)
أشخاص على مسار للسكك الحديدية بينما يتصاعد الدخان من مصانع الصلب بالقرب من أحد الأحياء الفقيرة في دكا ببنغلاديش في 29 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

تلوث الهواء يسبّب وفاة ألفي طفل يومياً

أشخاص على مسار للسكك الحديدية بينما يتصاعد الدخان من مصانع الصلب بالقرب من أحد الأحياء الفقيرة في دكا ببنغلاديش في 29 أغسطس 2023 (رويترز)
أشخاص على مسار للسكك الحديدية بينما يتصاعد الدخان من مصانع الصلب بالقرب من أحد الأحياء الفقيرة في دكا ببنغلاديش في 29 أغسطس 2023 (رويترز)

قال تقرير الأربعاء إن نحو ألفي طفل يموتون يومياً بسبب مشكلات صحية مرتبطة بتلوث الهواء، الذي يعد الآن ثاني أكبر عامل خطر للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأسهم التعرض لتلوث الهواء في وفاة 8.1 مليون شخص - نحو 12 في المائة من جميع الوفيات - في عام 2021. وفقاً للتقرير الصادر عن معهد التأثيرات الصحية ومقره الولايات المتحدة.

وبحسب التقرير، فإن هذا يعني أن تلوث الهواء تجاوز استخدام التبغ وسوء التغذية ليصبح ثاني عامل خطر رئيسي للوفاة المبكرة بعد ارتفاع ضغط الدم فقط.

وقال المعهد الذي تعاون مع «يونيسف» في تقريره السنوي عن حالة الهواء العالمي، إن الأطفال الصغار معرضون بشكل خاص لتلوث الهواء.

ووجد التقرير أن تلوث الهواء أسهم في وفاة أكثر من 700 ألف طفل دون سن الخامسة.

ويُعزى أكثر من 500 ألف من هذه الوفيات إلى الطهو داخل المنازل باستخدام أنواع الوقود القذرة مثل الفحم أو الخشب أو الروث، ومعظمها في أفريقيا وآسيا.

وقالت بافي بالانت، رئيسة قسم الصحة العالمية في المعهد لوكالة الصحة الفرنسية: «هذه مشكلات نعلم أننا قادرون على حلها».

وبحسب التقرير، فإن كل شخص في العالم تقريباً يستنشق يومياً مستويات غير صحية من تلوث الهواء.

وأكثر من 90 في المائة من الوفيات كانت مرتبطة بالجسيمات الدقيقة المحمولة في الهواء التي تسمى PM2.5، ويصل قطرها إلى 2.5 ميكرومتر أو أقل.

وتبين أن استنشاق PM2.5 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري ومجموعة من المشكلات الصحية الأخرى.

ويهدف التقرير إلى ربط معدلات الإصابة بهذه الأمراض بمستويات تلوث الهواء.

وبحسب بانت، فإنه على الرغم من الأرقام «الصارخة للغاية»، من الممكن أن التقرير لا يزال يقلل من تأثير تلوث الهواء.

وأوضحت أن التقرير لم يأخذ في الاعتبار كيف يمكن أن يؤثر تلوث الهواء على صحة الدماغ، أو أمراض التنكس العصبي، أو التأثير الذي يمكن أن يحدثه استخدام الوقود الصلب للتدفئة.

ولاحظ التقرير أيضاً أن تلوث الأوزون - الذي من المتوقع أن يزداد سوءاً مع ارتفاع درجة حرارة العالم بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان - مرتبط بما يناهز 500 ألف حالة وفاة في عام 2021.

وتابعت بانت: «تشهد أجزاء كثيرة من العالم على نحو متزايد نوبات قصيرة للغاية ومكثفة من تلوث الهواء»، خلال أحداث مثل حرائق الغابات أو العواصف الترابية أو الحرارة الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات الأوزون.

وترى بانت أن هناك «حلولاً متشابهة للغاية» لكل من تغير المناخ وتلوث الهواء؛ خصوصاً الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وأشارت بانت إلى أنه يمكن القيام بالمزيد بشأن استخدام الوقود الصلب القذر للطهو داخل المنازل، لافتة إلى التحسينات الكبيرة التي قامت بها في هذا المجال.

ويقوم أكثر من ملياري شخص بالطبخ على مواقد عادية أو فوق نيران مكشوفة داخل منازلهم، ويستنشقون الدخان الضار.


مقالات ذات صلة

المانجروف والسواحل السعودية... جهود متواصلة لزراعة 100 مليون شجرة

يوميات الشرق تستهدف السعودية زراعة أكثر من 100 مليون شجرة مانجروف (واس)

المانجروف والسواحل السعودية... جهود متواصلة لزراعة 100 مليون شجرة

برزت عدة حملات لزراعة أكثر من 10 آلاف شتلة على سواحل 5 مناطق في السعودية، تزامناً مع اليوم العالمي للأراضي الرطبة، بمشاركة لافتة من قبل المتطوعين.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق اهتمام كبير بالنمر العربي للحفاظ عليه من الانقراض (الشرق الأوسط)

فعاليات ومبادرات سعودية احتفاءً باليوم العالمي لـ«النمر العربي»

احتفت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا باليوم العالمي للنمر العربي، الذي يوافق 10 فبراير من كل عام، إذ نظمت العديد من الفعاليات والمبادرات المجتمعية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق أحد الثعابين التي نقلتها شركة «نقل الزواحف» في سيدني من منزل (صفحة الشركة عبر فيسبوك)

رجل يعثر على 102 ثعبان أسود سام في حديقة منزله بسيدني

قال رجل من مدينة سيدني الأسترالية إنه كان «مندهشاً تماماً» عندما أمسك صائدو الثعابين بأكثر من 102 ثعبان سام من فناء منزله الخلفي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
علوم تسهم المواقع المحددة في تسريع تحول السعودية نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة (واس)

10 مواقع لتخزين الطاقة الشمسية والرياح في البحر الأحمر

توصّلت دراسة بحثية جديدة أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» لأفضل 10 مواقع مقترحة لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بيئة باحثو كاوست يفكّون شيفرة الطبيعة لكشف سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود (الشرق الأوسط)

باحثو «كاوست» يكشفون سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود

كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أن بقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة يعتمد على الكائنات الحية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

باحثو «كاوست» يكشفون سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود

باحثو كاوست يفكّون شيفرة الطبيعة لكشف سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود (الشرق الأوسط)
باحثو كاوست يفكّون شيفرة الطبيعة لكشف سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود (الشرق الأوسط)
TT

باحثو «كاوست» يكشفون سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود

باحثو كاوست يفكّون شيفرة الطبيعة لكشف سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود (الشرق الأوسط)
باحثو كاوست يفكّون شيفرة الطبيعة لكشف سر قدرة الشعاب المرجانية على الصمود (الشرق الأوسط)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أن بقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة يعتمد أيضاً على الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخلها. ويمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير البروبيوتيك (المعززات الحيوية) التي يمكنها أن تحمي الشعاب المرجانية أو حتى إنعاشها، ويساعد في إعادة إحياء الشعاب المرجانية الساحلية، وبالتالي تعزيز مصائد الأسماك والسياحة والصناعات الأخرى التي تعتمد على هذه النظم البيئية المتنوعة.

وتعد الشعاب المرجانية من أكثر الكائنات البحرية تأثراً بتغير المناخ؛ إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى نفوقها بسرعة مقلقة، حيث يتوقع الخبراء أن يختفي نحو 90 في المائة من الشعاب المرجانية بحلول منتصف القرن. وعلى الرغم من أن الشعاب المرجانية تشكل فقط واحداً في المائة من قاع البحر، فإنها تُعد من أكثر العناصر قيمة، إذ يُقدر العلماء أن أكثر من 30 في المائة من الحياة البحرية يعتمد عليها، بالإضافة إلى أن أكثر من مليار شخص في العالم يعتمدون عليها اقتصادياً.

تعد الشعاب المرجانية من أكثر الكائنات البحرية تأثراً بتغيّر المناخ (الشرق الأوسط)

وتعتمد الشعاب المرجانية على علاقتها التكافلية مع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخلها. وتُغذي الشعاب المرجانية والكائنات الدقيقة بعضها بعضاً، مما يسمح لكليهما بالبقاء والتكاثر. ويؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات إلى إضعاف هذه العلاقة التكافلية مما يؤدي إلى ابيضاض المرجان، وهي ظاهرة يتم فيها طرد الكائنات الدقيقة من الشعاب المرجانية مما يؤدي إلى فقدان المرجان ألوانه المتميزة. ويدلل ابيضاض المرجان على زيادة فرصة نفوق المرجان، إذ إن ارتفاع درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة فقط يكفي لتحفيز هذه الظاهرة. ولكن، مع جهود التدخل المناسب، يمكن عكس هذه الظاهرة.

وتقود هذه الدراسة البروفسورة راكيل بيكسوتو، وهي خبيرة رائدة في مجال استدامة الشعاب المرجانية، خاصة فيما يتعلق باستخدام بالبروبيوتيك التي تعمل على تجديد الكائنات المتعايشة مع المرجان. تعمل البروبيوتيك إلى حد كبير بمثل وظيفة الميكروبيوم البشري، وهي مجموعة الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والطحالب التي تعيش في أمعاء الإنسان. تتمحور أبحاث بيكسوتو على دراسة الميكروبيوم المرجاني لتطوير عملية تحضير البروبيوتيك المرجاني بشكل أفضل.

البروفيسورة راكيل بيكسوتو (الشرق الأوسط)

وقالت بيكسوتو: «بطريقة ما، تمكنا من فك شيفرة الطبيعة، وكشفنا عن الميكروبات التي تختارها الشعاب المرجانية بشكل طبيعي لمقاومة الإجهاد الحراري. فقد كانت الشعاب المرجانية التي يحتوي ميكروبيومها على مزيج خاص من الكائنات الدقيقة حقيقية النوى والبكتيريا أكثر مقاومة للحرارة».

وشدّدت بيكسوتو على أن بحث كاوست يستند إلى عقود من الأبحاث في مجال البروبيوتيك المرجاني، وقالت: «لقد نجحنا في اختيار البروبيوتيك الفعال لبعض الوقت، لكن هذه النتائج الجديدة ستمكننا من تعزيز العملية وتسريعها. فالطبيعة تستخدم البروبيوتيك بالفعل بوصفه حلّاً، ونحن نستفيد من هذه الأفكار لتعزيز وتسريع عمل الطبيعة في الاستجابة لتغيُّر المناخ».

في الدراسة الجديدة، وجدت بيكسوتو مع الباحثة إريكا سانتورو وزملاء أن نوعاً من المرجان يعرف بـ(Mussismilia hispida) - وهو من الأنواع المرجانية التي تعيش في موطنها الأصلي البرازيل وهو حيوي بالنسبة لكثير من الشعاب المرجانية في تلك المنطقة - يمكن تقسيمه إلى مرجان مقاوم للحرارة وآخر حساس للحرارة، وهو اختلاف وجد الباحثون أنه يمكن أن يُعزى إلى الميكروبيوم الموجود فيهما. في ميكروبيوم الشعاب المرجانية المقاومة للحرارة، كانت الكائنات الدقيقة حقيقية النوى أكثر وفرة، وكان لها تأثير قوي على عملية الأيض، بينما كانت البكتيريا أكثر وفرة في أبناء عمومتها الحساسة للحرارة، وكان لها تأثير أقوى.

ويعتقد العلماء أنه من خلال دراسة الكائنات الحية الدقيقة التي ترتبط بقدرة الشعاب المرجانية على تحمل ارتفاع درجات الحرارة، يمكن المساهمة في عملية تصميم البروبيوتيك المرجاني. تقول سانتورو: «لدينا الآن ترسانة من المعلومات حول كيفية اختيار الطبيعة للميكروبيوم لجعل الشعاب المرجانية أكثر مقاومة للإجهاد الحراري. ستعمل البيانات الجديدة على تحسين نظام الفحص لدينا بشكل كبير واختيار بروبيوتيك أكثر قوة».

ويسلط هذا البحث الضوء على الدور المهم للبروبيوتيك المرجاني في إعادة إحياء الشعاب المرجانية المتدهورة وتعزيز قدرتها على الصمود. وأضافت بيكسوتو: «البروبيوتيك أداة قوية ليس فقط لحماية الشعاب المرجانية، ولكن أيضاً لتسريع نموها وصمودها. فمن خلال فهم آليات الطبيعة الخاصة وتعزيزها، يمكننا زيادة قدرة الشعاب المرجانية على البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل في مواجهة تغيُّر المناخ».