الأعشاب البحرية سريعة النمو تخنق ساحل نيوزيلندا

تنمو بمقدار 3 سنتيمترات في اليوم الواحد

طحالب "الزّوحيفان" البحرية غريبة الشكل (شاترستوك)
طحالب "الزّوحيفان" البحرية غريبة الشكل (شاترستوك)
TT

الأعشاب البحرية سريعة النمو تخنق ساحل نيوزيلندا

طحالب "الزّوحيفان" البحرية غريبة الشكل (شاترستوك)
طحالب "الزّوحيفان" البحرية غريبة الشكل (شاترستوك)

تنتشر طحالب «الزوحيفان» البحرية غريبة الشكل والخبيثة لتشكل ما يشبه حصائر كثيفة أحادية الشكل في قاع البحر على امتداد أجزاء من ساحل نيوزيلندا، مما يثير مخاوف من أنها قد تصبح أسوأ تهديد على الإطلاق للأنواع الغازية للبيئة البحرية المحلية، حسب ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويمكن لطحالب «الزوحيفان» (الاسم العلمي Caulerpa) أن تنمو بمقدار 3 سنتيمترات في اليوم الواحد بالمياه الدافئة والصافية والضحلة، مما يخلق بساطاً أخضر يغطي قاع البحر يغلف كل شيء في طريقه، وتتنافس مع الأعشاب البحرية المحلية، وتخنق المحار، ويمكن أن تتسبب في تقلص تنوع الحياة البحرية.

تنمو أسفل الترسبات البحرية(شاترستوك)

يُذكر أن المخيف في الأمر هو سرعة نمو هذه الطحالب؛ إذ إنك لا ترى سوى حصائر تغطي القاع، والصخور، والمحار، والأصداف، بحسب باري سكوت، عالم الوراثة الجزيئية والأستاذ الفخري في جامعة ماسي، ونائب رئيس «صندوق حاجز أوتيا العظيم للبيئة». وأضاف سكوت: «إنها تؤثر أيضاً على جميع الأشياء التي تنمو أسفل الترسبات البحرية، بما في ذلك المخلوقات الصغيرة التي تتغذى عليها الأسماك». وتم اكتشاف الأنواع الغريبة لأول مرة حول ساحل أوتيا - جزيرة غريت باريار في «خليج هوراكي» بأوكلاند في عام 2021.

وقد شوهدت منذ ذلك الحين بالقرب من جزر أخرى في الخليج وفي مناطق في أقصى الشمال. وتعتقد «وزارة الصناعات الأساسية» أن الطحالب موجودة في مياه نيوزيلندا منذ بضع سنوات، وتغطي الآن ما يقرب من 821 هكتاراً عبر 5 مواقع، بكثافة متفاوتة. وقال سكوت إن ما يحدث يؤدي إلى أضرار جانبية للأنواع الأخرى، لكنه أضاف: «ما يغفله الناس هو الضرر الذي سيحدث جراء عدم اتخاذ أي إجراءات». يُذكر أن الولايات المتحدة نجحت في القضاء على ثاني حالة تفشٍّ، وذلك في نيوبورت بالقرب من لوس أنجليس في عام 2021، باستخدام ما يُعرَف بالتجريف بالشفط، وتبع ذلك تتبع دقيق بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) لإزالة الطحالب الجديدة بمجرد نموها.

ويعتقد سكوت أن طحالب «الزوحيفان» الغريبة يمكن أن تصبح أسوأ تهديد لقاع البحر تشهده نيوزيلندا، لكن الجهود المبذولة للسيطرة عليها باتت محفوفة بالمخاطر.


مقالات ذات صلة

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
أوروبا 2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)

أوروبا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة الشهر المقبل بعد «صيف الموجات الحارة»

من المتوقَّع أن تشهد أوروبا ارتفاعاً في درجات الحرارة، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، بشكل غير معتاد، بعد صيف من موجات الحر والجفاف في جنوب شرقي القارة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
بيئة قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة نحو عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية المعايير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تعمل هيئة المساحة على إبراز كافة المواقع المكتشفة من فوهات وأحافير وكهوف تجاوزت 300 كهف (هيئة المساحة الجيولوجية السعودية) play-circle 00:37

السعودية: فوهة الوعبة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية بالعالم

كشف المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن فوهة الوعبة جرى اختيارها وترشيحها ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
TT

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة «خللاً» في درجات الحرارة، يشكل مؤشراً إلى التغير المناخي وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة، على ما يؤكد الخبير في الأرصاد الجوية لدى هيئة «ميتيو فرنس» للأرصاد الجوية روماريك سينوتي، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية».

رُصدت في بداية الأسبوع درجة حرارة تتخطى 30 درجة مئوية على سطح الماء في البحر الأبيض المتوسط. هل ذلك يشكل رقماً قياسياً في هذا الوقت من العام؟

سجّلنا درجة حرارة بين الأحد والاثنين تجاوزت 30 درجة على عوامة قبالة سواحل موناكو، ودرجة حرارة تصل إلى نحو 30 درجة مئوية (29.7 درجة)، على عوامة في الريفييرا التي تقع على مسافة مماثلة من القارة وكورسيكا.

ومن الصعب التحدث عن رقم قياسي؛ لأنّ العوامة التي سجلّت 30 درجة مئوية موضوعة في المياه منذ عام 2014، ولا تحتوي تالياً على بيانات كثيرة ومتعمقة. لكنّ 30 درجة مئوية رقم ملحوظ، لأنّه أكثر من المعدل الاعتيادي بـ4 درجات؛ إذ من المفترض أن تكون درجة الحرارة الاعتيادية للبحر الليغوري، وهو قسم من البحر الأبيض المتوسط، نحو 26 درجة مئوية في هذا الوقت من السنة. وتثير درجة الحرارة الجديدة الدهشة، وينبغي التوقف عندها أكثر من الجانب القياسي.

إلى ماذا يمكن أن نُرجِع هذه الظاهرة؟

عندما نكون أمام هذه الكتلة الهوائية الحارقة التي تستمر لأيام عدة، لا بدّ أن يكون لدينا تبادلات بين المحيط أو البحر والهواء، وسترتفع تالياً درجة حرارة الماء. لكنّ ذلك يحدث بشكل أبطأ؛ بسبب امتصاص المحيط أو البحر للحرارة الإضافية.

يوصَف البحر الأبيض المتوسط بـ«النقطة الساخنة» للتغير المناخي. فهو مساحة جغرافية تُرصد فيها آثار التغير المناخي التي تنعكس أيضاً في درجة حرارة البحر. في الوقت الحالي، يُعدّ الخلل في درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إيجابي؛ أي أن الحرارة مرتفعة جداً مقارنة بالمعتاد.

وقد سُجّل هذا الارتفاع في درجة الحرارة، والمرتبط بموجة حرّ حدثت في صيف 2022، حين رُصدت 30.8 درجة مئوية (درجة حرارة السطح) في البحر الأبيض المتوسط بتاريخ 4 أغسطس (آب) 2022.

ماذا يمكن أن تكون العواقب؟

عندما ترتفع درجة حرارة الماء، تحصل ظواهر فيزيائية كثيرة.

كلما زادت سخونة السائل يتمدد أكثر، وسيكون ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إذن مرتبطاً بزيادة مستوى المياه، وهو ما سنلاحظه على الساحل.

لكن من جهة ثانية، البحر الأكثر سخونة يعني عمليات تبخّر أكثر، ومن المحتمل تالياً أن نشهد مزيداً من المياه في الغلاف الجوي واحتمال هطول الأمطار سيكون أكبر لأنّ الغلاف الجوي سيكون محمّلاً بمزيد من الرطوبة.

كذلك، تمتص البحار والمحيطات حالياً 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، وعندما نقول إنّ متوسط درجة حرارة الأرض يزداد مع التغير المناخي، يكون جزء كبير من هذه الزيادة ممتصاً من المحيطات التي تشهد احتراراً. ومراقبة درجة حرارة المحيطات ستكون مهمة جداً لرصد التغير المناخي ومراقبة حالة الطقس، فالبحر الدافئ هو عامل مفاقم للوضع، تحديداً بالنسبة إلى موجات الأمطار الغزيرة التي نشهدها في جنوب فرنسا.