تقرير: حرائق الغابات تسبب انبعاثات كربونية قياسية هذا العام

رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق في أرض الخث في أوغان إلير جنوب سومطرة في 12 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق في أرض الخث في أوغان إلير جنوب سومطرة في 12 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: حرائق الغابات تسبب انبعاثات كربونية قياسية هذا العام

رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق في أرض الخث في أوغان إلير جنوب سومطرة في 12 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق في أرض الخث في أوغان إلير جنوب سومطرة في 12 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

تسببت حرائق الغابات التي حطمت الأرقام القياسية في نصف الكرة الشمالي حتى الآن هذا العام بالفعل في انبعاثات كربونية قياسية، وفقاً لما نقلت «وكالة الصحافة الألمانية» عن تقييم أولي أجرته خدمة «كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي» التابعة للاتحاد الأوروبي، صدر اليوم (الخميس).

وتواصل حرائق الغابات الاشتعال في بعض أجزاء نصف الكرة الشمالي، ويستمر موسم الحرائق الشمالية لعام 2023 من مايو (أيار) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

وتشهد كندا، التي بدأت الحرائق فيها في مايو (أيار)، موجة قاسية من الحرائق على نحو خاص.

ووفقاً لخدمة مراقبة الغلاف الجوي، تسببت حرائق الغابات الكندية فيما يقرب من 410 ميغاطن من انبعاثات الكربون حتى الآن، وهي أعلى قيمة تم قياسها على الإطلاق لكندا.

ووصلت بعض الأعمدة إلى أوروبا. وهي مسؤولة عن 27 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية هذا العام حتى الآن.

ويعني استمرار حرائق الغابات النشطة في كندا أنه من المرجح أن ترتفع الانبعاثات لهذا العام بشكل أكبر.

وعلى الرغم من أن حرائق الغابات تحدث بشكل منتظم، فإن تغير المناخ له تأثير، وفقاً لخدمة مراقبة الغلاف الجوي.

وقال مارك بارينغتون، كبير العلماء في الخدمة: «مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة أكثر على المدى الطويل، تزداد فرص التعرض لحرائق غابات مدمرة مثل تلك الموجودة في كندا».


مقالات ذات صلة

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أميركا اللاتينية عنصر إطفاء يحاول إخماد الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، أمس (الأحد)، أن البرازيل «في حالة حرب مع الحرائق والجريمة»، في وقت أُعلِنت فيه حالة الطوارئ في 45 مدينة.

«الشرق الأوسط» (ريبيراو بريتو (البرازيل))
أميركا اللاتينية انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة متخطية 35 درجة مئوية يفاقم الظروف المواتية للحرائق (رويترز)

استدعت إصدار أعلى درجات التحذير... حرائق غابات تستعر في البرازيل

امتدت حرائق غابات أمس (الجمعة) في أنحاء ولاية ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل اكتظاظاً بالسكان، ما استدعى إصدار أعلى درجات التحذير في 30 مدينة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
شؤون إقليمية حرائق الغابات لا تزال مستمرة في إزمير وسط جهود للسيطرة عليها (إكس)

تركيا تعلن السيطرة على حرائق الغابات بشكل كبير

نجحت السلطات التركية في السيطرة على حرائق الغابات المستمرة منذ أسبوع بصورة كاملة في بعض المناطق، في حين تتواصل الجهود للسيطرة على بقيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية تُظهر خلايا نحل محترقة بعد حريق الغابات في قرية سنجقلي (أ.ف.ب)

الحرائق تحول قرية سنجقلي الخلابة في إزمير التركية إلى جحيم (صور)

كانت قرية سنجقلي توفر منظراً خلاباً من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حوّلت ألسنة اللهب أقساماً واسعة منها إلى أثر بعد عين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية منظر عام لمنطقتي بايراكلي وكارشياكا بعد الحريق مع استمرار جهود الإطفاء والتبريد في اليوم الثاني من حريق إزمير الكبير (د.ب.أ)

حريق غابات لا يزال يهدد مناطق سكنية في إزمير التركية

يستمر حريق غابات في تشكيل تهديد لمناطق سكنية في إزمير ثالثة مدن تركيا من حيث عدد السكان.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
TT

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة «خللاً» في درجات الحرارة، يشكل مؤشراً إلى التغير المناخي وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة، على ما يؤكد الخبير في الأرصاد الجوية لدى هيئة «ميتيو فرنس» للأرصاد الجوية روماريك سينوتي، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية».

رُصدت في بداية الأسبوع درجة حرارة تتخطى 30 درجة مئوية على سطح الماء في البحر الأبيض المتوسط. هل ذلك يشكل رقماً قياسياً في هذا الوقت من العام؟

سجّلنا درجة حرارة بين الأحد والاثنين تجاوزت 30 درجة على عوامة قبالة سواحل موناكو، ودرجة حرارة تصل إلى نحو 30 درجة مئوية (29.7 درجة)، على عوامة في الريفييرا التي تقع على مسافة مماثلة من القارة وكورسيكا.

ومن الصعب التحدث عن رقم قياسي؛ لأنّ العوامة التي سجلّت 30 درجة مئوية موضوعة في المياه منذ عام 2014، ولا تحتوي تالياً على بيانات كثيرة ومتعمقة. لكنّ 30 درجة مئوية رقم ملحوظ، لأنّه أكثر من المعدل الاعتيادي بـ4 درجات؛ إذ من المفترض أن تكون درجة الحرارة الاعتيادية للبحر الليغوري، وهو قسم من البحر الأبيض المتوسط، نحو 26 درجة مئوية في هذا الوقت من السنة. وتثير درجة الحرارة الجديدة الدهشة، وينبغي التوقف عندها أكثر من الجانب القياسي.

إلى ماذا يمكن أن نُرجِع هذه الظاهرة؟

عندما نكون أمام هذه الكتلة الهوائية الحارقة التي تستمر لأيام عدة، لا بدّ أن يكون لدينا تبادلات بين المحيط أو البحر والهواء، وسترتفع تالياً درجة حرارة الماء. لكنّ ذلك يحدث بشكل أبطأ؛ بسبب امتصاص المحيط أو البحر للحرارة الإضافية.

يوصَف البحر الأبيض المتوسط بـ«النقطة الساخنة» للتغير المناخي. فهو مساحة جغرافية تُرصد فيها آثار التغير المناخي التي تنعكس أيضاً في درجة حرارة البحر. في الوقت الحالي، يُعدّ الخلل في درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إيجابي؛ أي أن الحرارة مرتفعة جداً مقارنة بالمعتاد.

وقد سُجّل هذا الارتفاع في درجة الحرارة، والمرتبط بموجة حرّ حدثت في صيف 2022، حين رُصدت 30.8 درجة مئوية (درجة حرارة السطح) في البحر الأبيض المتوسط بتاريخ 4 أغسطس (آب) 2022.

ماذا يمكن أن تكون العواقب؟

عندما ترتفع درجة حرارة الماء، تحصل ظواهر فيزيائية كثيرة.

كلما زادت سخونة السائل يتمدد أكثر، وسيكون ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إذن مرتبطاً بزيادة مستوى المياه، وهو ما سنلاحظه على الساحل.

لكن من جهة ثانية، البحر الأكثر سخونة يعني عمليات تبخّر أكثر، ومن المحتمل تالياً أن نشهد مزيداً من المياه في الغلاف الجوي واحتمال هطول الأمطار سيكون أكبر لأنّ الغلاف الجوي سيكون محمّلاً بمزيد من الرطوبة.

كذلك، تمتص البحار والمحيطات حالياً 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، وعندما نقول إنّ متوسط درجة حرارة الأرض يزداد مع التغير المناخي، يكون جزء كبير من هذه الزيادة ممتصاً من المحيطات التي تشهد احتراراً. ومراقبة درجة حرارة المحيطات ستكون مهمة جداً لرصد التغير المناخي ومراقبة حالة الطقس، فالبحر الدافئ هو عامل مفاقم للوضع، تحديداً بالنسبة إلى موجات الأمطار الغزيرة التي نشهدها في جنوب فرنسا.