منطقة شمال الأطلسي تقترب من تحطيم مستوى الحرارة القياسي

عامل بناء يشرب ماء بارداً وسط موجة من درجات الحرارة المرتفعة في آريزونا (رويترز)
عامل بناء يشرب ماء بارداً وسط موجة من درجات الحرارة المرتفعة في آريزونا (رويترز)
TT

منطقة شمال الأطلسي تقترب من تحطيم مستوى الحرارة القياسي

عامل بناء يشرب ماء بارداً وسط موجة من درجات الحرارة المرتفعة في آريزونا (رويترز)
عامل بناء يشرب ماء بارداً وسط موجة من درجات الحرارة المرتفعة في آريزونا (رويترز)

تتجه المنطقة الشمالية في المحيط الأطلسي لتحطيم المستوى القياسي لأعلى درجات حرارة فيها على الإطلاق، قبل أسابيع من ذروة الحرارة المعتادة في الصيف، بحسب توقعات لمرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي ومنظمة «مركاتور إنترناشونال أوشن» غير الحكومية.

وقال ناطق باسم «كوبرنيكوس» لوكالة الصحافة الفرنسية «بالنظر إلى درجة حرارة سطح شمال الأطلسي في الوقت الحالي (منذ أسابيع)، لم يعد هناك أدنى شك في أن المستوى القياسي المسجل أوائل سبتمبر (أيلول) 2022 سيتم تحطيمه هذا الصيف»، مضيفاً «في هذه المرحلة، إنها مسألة أيام فقط».

كما أنّ منطقة الأطلسي الشمالية التي تسجل مستويات قياسية في الحرارة الموسمية منذ مارس (آذار)، في وضع يفاجئ العلماء، أصبحت نقطة مراقبة مهمة بدلالاتها لارتفاع درجة حرارة محيطات الكوكب تحت تأثير الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة.

ويعود أحدث قياس أجري عبر مرصد «كوبرنيكوس»، وهو غير نهائي، إلى 26 يوليو (تموز)، وقد بلغ 24.70 درجة مئوية، في حرارة «أدنى من المستوى القياسي المسجل في سبتمبر 2022»، البالغ 24.81 درجة مئوية بحسب قاعدة بيانات ERA5 الخاصة بالمرصد التي بدأت سجلاتها في عام 1979.

ولكن وفق المرصد الأوروبي «قد يُحطّم هذا المستوى القياسي عند تحديث البيانات خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أوائل الأسبوع المقبل».

ويُتوقع أن يستمر المنحى التصاعدي، لأنه «في الدورة الموسمية، تُسجَّل ذروة درجات الحرارة في شمال الأطلسي عموما في نهاية أغسطس (آب) أو بداية سبتمبر»، وفق ما أوضحت كارينا فون شكمان من مركز الأبحاث الأوروبي «مركاتور إنترناشونال أوشن»Mercator Ocean international.

وحذّرت عالمة المحيطات من أن «هذا الوضع بالغ الخطورة، إذ شهدنا موجات حرّ بحرية من قبل، لكنّها في هذه الحالة شديدة الثبات وتتوزع على مساحة كبيرة» من شمال المحيط الأطلسي.

وذكّرت بأنّ المحيطات امتصت 90 في المائة من فائض الحرارة لنظام الأرض الناجم عن النشاط البشري خلال العصر الصناعي. و«هذا التراكم للطاقة قد تضاعف خلال العقدين الماضيين»، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات.

على المستوى العالمي، يحطّم متوسط درجة حرارة المحيطات الأرقام القياسية الموسمية منذ بداية أبريل (نيسان).

ويراقب متخصصون إمكان تسجيل مستويات قياسية إضافية باستخدام نظام قياس آخر، نُشر على موقع «كلايمت ريانالايزر»Climate Reanalyzer باستخدام بيانات عامة من وكالة مراقبة المحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA).بالنسبة لهذه الأداة، فإن المتوسطات اليومية في الأيام الأخيرة (24.9 درجة مئوية) هي عند المستوى القياسي المسجل أوائل سبتمبر 2022.

ولكن بحسب متحدث باسم هيئة NOAA، لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن قاعدة البيانات هذه «ليست الأفضل لتحديد هذه الأنواع من المستويات القياسية».


مقالات ذات صلة

«آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

«آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حذّر الاتحاد الأوروبي من الفيضانات المدمّرة وحرائق الغابات التي تظهر أن الانهيار المناخي بات سريعاً القاعدة، مؤثراً على الحياة اليومية للأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تعليق قرار منع السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء ستوكهولم

أحد شوارع العاصمة السويدية (أرشيفية - رويترز)
أحد شوارع العاصمة السويدية (أرشيفية - رويترز)
TT

تعليق قرار منع السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء ستوكهولم

أحد شوارع العاصمة السويدية (أرشيفية - رويترز)
أحد شوارع العاصمة السويدية (أرشيفية - رويترز)

علّقت سلطات مقاطعة ستوكهولم قرار البلدية حظر قيادة السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء وسط المدينة، قبل شهر من دخوله حيز التنفيذ.

وكانت العاصمة السويدية تطمح إلى أن تصبح في 31 ديسمبر (كانون الأول) أول مدينة في العالم تخصص مساحة من وسطها هي حيّ فاخر للتسوق، للمركبات «العديمة الانبعاثات».

وعللت سلطات مقاطعة ستوكهولم قرارها بضرورة درس طعون تقدمت بها خمس شركات تقع مقارها في هذه المنطقة من المدينة، تطالب فيها بإلغاء المبادرة أو تأخير تنفيذها.

وقال نائب رئيس البلدية المسؤول عن النقل لارس سترومغرين لوكالة الصحافة الفرنسية مطلع الأسبوع الجاري أن بلدية المدينة التي يتولاها الديمقراطيون الاشتراكيون والخضر، ترغب من خلال إقامة هذه المنطقة في «تحسين جودة الهواء والحد من التلوث الضوضائي وتشجيع شركات النقل» على اتخاذ خيار أكثر مراعاة للبيئة.

وبلغ تركُّز جزيئات «بي ام 2,5» الدقيقة في ستوكهولم بعد ظهر الخميس ميكروغرامين لكل متر مكعب من الهواء، وفقا لشركة «آي كيو إير»، وهو مستوى جيد وفق معايير منظمة الصحة العالمية التي توصي بعدم تجاوز المعدّل السنوي خمسة ميكروغرامات من هذه الجسيمات، نظرا إلى خطرها الصحي الكبير لقدرتها على الوصول إلى مجرى الدم.

وبعد الإعلان عن هذه المنطقة الخالية من الانبعاثات نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أعرب اتحاد شركات النقل عن استيائه، منتقدا التسرع. ونبّه إلى أن «الكمية المتوافرة في السوق من الحافلات (المطابقة للمعايير الجديدة) لا تزال محدودة جدا».

أما جمعية التجار التي استأنفت القرار في مايو (أيار) الفائت أمام المحكمة الإدارية، فرأت أن قرار إنشاء هذه المنطقة البيئية كان متسرعا و«يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظائف والإضرار بالمناطق التجارية لمدننا».