دراسة: 45% من مياه الصنابير الأميركية تحتوي على «ملوثات أبدية»

مياه تتدفق من صنبور في سان أنسيلمو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة في 6 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
مياه تتدفق من صنبور في سان أنسيلمو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة في 6 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
TT

دراسة: 45% من مياه الصنابير الأميركية تحتوي على «ملوثات أبدية»

مياه تتدفق من صنبور في سان أنسيلمو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة في 6 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
مياه تتدفق من صنبور في سان أنسيلمو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة في 6 يوليو 2023 (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة واسعة النطاق أجرتها وكالة حكومية أميركية أن ما لا يقل عن 45 في المائة من مياه الصنابير في الولايات المتحدة ملوثة بلوائح الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS) التي تسمى «الملوثات الأبدية»، مشيرة إلى تلوث أكبر في المناطق الحضرية، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ولوائح الفاعلات بالسطح الفلورية التي تعرف أيضاً بالمواد المشبعة بالفلور والبوليفلور، هي عائلة من مركبات كيميائية اصطناعية يشتبه في أن لبعضها تأثيراً ضاراً على الصحة، حتى إنها قد تكون مسؤولة عن السرطان أو تشوهات خلقية.

وقد ينتهي المطاف بهذه الملوثات التي توصف ﺑ«الأبدية» لدورة حياتها الطويلة، في التصريفات الصناعية ومواقع طمر النفايات، وبالتالي تلوث مصادر مياه مختلفة.

وقالت الواضعة الرئيسية للدراسة كيلي سمالينغ لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «إن الدراسة التي أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، هي الأولى التي تقارن على نطاق وطني وجود لوائح الفاعلات بالسطح الفلورية في المياه التي يوزعها كل من الموردين الخاصين والعامين».

وفي دراستها التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة «إنفايرومنت إنترناشونال»، قدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية وجود احتمال نسبته 75 في المائة لوجود لوائح الفاعلات بالسطح الفلورية في المياه في المناطق الحضرية مقارنة ﺑ25 في المائة في المناطق الريفية.

وأضافت سمالينغ: «فحص علماء هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عينات من مياه جُمعت مباشرة من صنابير مطابخ في كل أنحاء البلاد».

وأشارت إلى أن «تركيزات لوائح الفاعلات بالسطح الفلورية في الإمدادات العامة والآبار الخاصة كانت متشابهة»، مضيفة أن البحث ركز على 32 نوعاً من هذه الملوثات، من بين أكثر من 12 ألفاً، بعضها لا يمكن رصده بالتقنيات الحالية.

وأعلنت مجموعة «3 إم» الأميركية الشهر الماضي أنها ستدفع ما يصل إلى 12.5 مليار دولار لإنهاء الدعاوى القضائية التي أقامها العديد من الشبكات العامة لتوزيع مياه الشرب بعد تلوثها بمركبات ضارة تستخدم في رغوة مكافحة الحرائق ومجموعة من المنتجات الاستهلاكية.

وقالت الشركة إنها تخطط لوقف إنتاج هذه الملوثات بحلول نهاية عام 2025.


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد تريد «رينو» تجنّب الأزمة بعد أن حققت وفورات (رويترز)

الانبعاثات تهدد شركات السيارات الأوروبية بـ 15 مليار يورو غرامات

حذر رئيس مجموعة «رينو» لوكا دي ميو، السبت، من أن شركات السيارات الأوروبية مهددة بغرامات بقيمة 15 مليار يورو إذا لم تحترم قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن الانبعاثات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم (رويترز)

تلوث الهواء والضوضاء يزيدان خطر العقم

كشفت دراسة جديدة عن أن التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار مئات الآلاف من الأسماك الميتة في مجرى مائي بالقرب من ميناء فولوس باليونان (رويترز)

نفوق أطنان من الأسماك يدفع مدينة يونانية لإعلان حالة طوارئ

أعلنت مدينة فولوس الساحلية في وسط اليونان حالة الطوارئ للتعامل مع تبعات تلوث بحري ناجم عن العثور على أطنان من الأسماك النافقة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (اثينا)
بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)
حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)
TT

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)
حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام، بحسب شبكة «سي إن بي سي».

حاز المشروع الرائد الترحيب باعتباره لحظة فاصلة للاستدامة طويلة الأجل للطاقة النووية و«نموذجاً للعالم بأسره».

وفي مرحلة ما إما في العام المقبل أو في أوائل عام 2026، ستتم تعبئة الوقود النووي المستنفد عالي الإشعاع في عبوات محكمة الغلق وإيداعه في صخور تحت الأرض على عمق أكثر من 400 متر تحت غابات جنوب غرب فنلندا.

سيتم عزل العبوات النحاسية المتينة وفصلها عن البشر وإبقاؤها تحت الأرض لآلاف السنين.

«أونكالو»، وهو الاسم التجاري للمنشأة، هي الكلمة الفنلندية للكهف الصغير أو الحفرة. وهو اسم مناسب للمستودع الذي يقع فوق شبكة من الأنفاق بجوار ثلاثة مفاعلات نووية في جزيرة أولكيلوتو، على بعد نحو 240 كيلومتراً من العاصمة هلسنكي.

تأسست شركة «بوسيفا» في عام 1995، وهي مكلفة مسؤولية التعامل مع عملية التخلص النهائي من الوقود النووي المستهلك.

قال باسي توهيما، مسؤول التواصل في «بوسيفا»، لشبكة «سي إن بي سي»: «في الأساس، يتمثل مشروع (أونكالو) في بناء منشأة للتخلص من الوقود المستنفد. وهذا ليس حلاً مؤقتاً، بل هو للأبد».

وأوضح توهيما أن منشأة التخلص الجيولوجي الأولى من نوعها حظيت باهتمام كبير من جانب الجهات الفاعلة في الصناعة، مستشهداً بما وصفه بـ«النهضة» النووية في السنوات الأخيرة وأزمة الطاقة التي عصفت بأوروبا وأجزاء من آسيا من منتصف عام 2021 حتى أواخر عام 2022. وأضاف: «إن إيجاد حل للتخلص النهائي من الوقود المستهلك كان بمثابة الجزء المفقود من دورة الحياة المستدامة للطاقة النووية».

وقد أثار مشروع «أونكالو» جدلاً حول ما إذا كان بإمكان أي شخص ضمان السلامة طويلة الأجل للنفايات النووية المستهلكة، ومدى استخدام الطاقة النووية في مكافحة أزمة المناخ.

توفر الطاقة النووية حالياً نحو 9 في المائة من كهرباء العالم، وفقاً للجمعية النووية العالمية.

ونظراً لأنها منخفضة الكربون، يزعم المدافعون أن الطاقة النووية لديها القدرة على تأدية دور مهم في مساعدة البلدان على توليد الكهرباء، مع خفض الانبعاثات والحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ومع ذلك، تقول بعض الجماعات البيئية إن الصناعة النووية تشكل خياراً مكلفاً وضاراً للبدائل الأرخص والأنظف.