تظاهرة في لندن عشية محادثات حاسمة حول تلوث البحار

نشطاء يشاركون في مظاهرة خارج المنظمة البحرية الدولية في بداية المؤتمر الثمانين للجنة الحماية البحرية في لندن في 3 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
نشطاء يشاركون في مظاهرة خارج المنظمة البحرية الدولية في بداية المؤتمر الثمانين للجنة الحماية البحرية في لندن في 3 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
TT

تظاهرة في لندن عشية محادثات حاسمة حول تلوث البحار

نشطاء يشاركون في مظاهرة خارج المنظمة البحرية الدولية في بداية المؤتمر الثمانين للجنة الحماية البحرية في لندن في 3 يوليو 2023 (أ.ف.ب)
نشطاء يشاركون في مظاهرة خارج المنظمة البحرية الدولية في بداية المؤتمر الثمانين للجنة الحماية البحرية في لندن في 3 يوليو 2023 (أ.ف.ب)

تظاهر ناشطون من منظمات بيئية مختلفة (الاثنين) أمام مقرّ المنظمة البحرية الدولية في لندن حيث تُعقد اجتماعات مهمة هذا الأسبوع في محاولة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من هذا القطاع الملوِّث للغاية.

ووفق وكالة «الصحافة الفرنسية»، تظاهر العشرات، بعضهم تنكّر بزيّ قنديل البحر، وهم يعزفون الموسيقى أمام مدخل المنظمة للمطالبة بـ«شحن نظيف»، في حين تبدأ المحادثات بين الدول هذا الأسبوع.

وتعمل الغالبية العظمى من سفن الشحن البالغ عددها 100 ألف والتي تنقل 90 في المائة من البضائع في العالم، بزيت الوقود الثقيل.

والقطاع مسؤول عن نحو 3 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي عام 2018، حدّدت المنظمة البحرية الدولية، وهي هيئة منبثقة من الأمم المتحدة، لشركات النقل هدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2008، وهو ما اعتُبر غير كافٍ للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأعربت المنظّمات غير الحكومية عن قلقها حيال عدم تضمين شركات الشحن البحرية باتفاقية باريس، قبل بدء المحادثات (الاثنين).

واستنكر جون ماغز، مدير السياسات حول الشحن في منظمة «Seas at Risk»، بالقول: «تواصل السفن التجارية إلحاق أضرار جسيمة بكوكبنا، من خلال تلويث أكثر للهواء والمحيطات، ناهيك عن تسرب النفط أو المواد الكيميائية والتلوث البلاستيكي والاصطدامات المميتة للحيوانات البحرية».

كما تريد البلدان المعرضة لتغير المناخ وارتفاع منسوب المياه، مثل الدول الجزرية في المحيط الهادئ، تحقيق تقدم سريع.

وأكد سفير جزر مارشال لدى المنظمة البحرية الدولية، ألبون إيشودا، في تصريح تلقته وكالة «الصحافة الفرنسية» عبر البريد الإلكتروني، أنّ «المفاوضات في المنظمة البحرية الدولية حاسمة لوجود الدول الجزرية» في المحيط الهادئ، إلا أنّه أبدى خشيته من أن «تحاول بعض الدول تأخير الطموحات وتنفيذ التدابير»، لا سيما بين الدول المصدرة الرئيسية، وفي مقدمتها الصين.


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير، وفق صحيفة «لوموند» الفرنسية.

كيف تتكون الأعاصير؟

تتشكل الأعاصير فوق المحيط عندما تكون درجة حرارة الماء مرتفعة للغاية - فوق 26 درجة على عمق لا يقل عن 50 متراً. وهذا يسبب تبخراً شديداً، وبالتالي نقل الرطوبة من المحيط إلى الغلاف الجوي. وتكون نتيجة ذلك تشكُّل السحب العاصفة التي تتجمع معاً، وتدور معاً، وتكتسب القوة أثناء تحركها.

تحدث هذه الظواهر بشكل رئيسي بين مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول)، حول خط الاستواء.

يتم الحديث عن إعصار عندما تتجاوز سرعة الرياح 119 كم/ساعة، وعن عاصفة استوائية إذا كانت الرياح أقل عنفاً.

لماذا يصبح الإعصار أكثر شدة؟

بما أن المحيط أكثر دفئاً، فإنه يطلق المزيد من بخار الماء؛ مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير. فالجو الأكثر دفئاً يحمل المزيد من الماء؛ مما يسبب هطول أمطار غزيرة. ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى رياح أقوى. ومع ارتفاع حرارة المحيطات، نتيجة تغيّر المناخ، أصبحت هذه الظواهر تتمتع بمخزون أكبر من الطاقة المتاحة. وتنتج أحياناً بعنف شديد، على شكل رياح أو أمطار.

وليس من المؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من عدد الأعاصير، وفق «لوموند».

والأمر الواضح هو أن الأعاصير أصبحت أكثر شدة، مع المزيد من الدمار - كما حصل في الإعصارين القويين المتتاليين اللذين ضربا الولايات المتحدة في أكتوبر الحالي.

وفقاً لدراسة نُشرت بعد وقت قصير من ضرب إعصار «ميلتون» فلوريدا، كانت الأمطار أقوى بنسبة 20 في المائة إلى 30 في المائة بسبب تغيّر المناخ، وكانت الرياح أكثر شدة بنسبة 10 في المائة. وبشكل أكثر عمومية، وفقاً لمايكل مان، عالم المناخ، فإن «القدرات التدميرية للأعاصير ازدادت بنحو 40 في المائة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الذي حدث بالفعل».