المعارف التقليدية تساعد على حماية النظم الطبيعية حول العالم

مجموعة واسعة من الخبرات يجري تناقلها من جيل إلى آخر

صياد سمك على مركبته في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية يسعى لصيد ما أمكن رغم تناقص الأمطار الذي يهدد بجفاف مخزون النهر من المياه (ا ف ب)
صياد سمك على مركبته في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية يسعى لصيد ما أمكن رغم تناقص الأمطار الذي يهدد بجفاف مخزون النهر من المياه (ا ف ب)
TT

المعارف التقليدية تساعد على حماية النظم الطبيعية حول العالم

صياد سمك على مركبته في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية يسعى لصيد ما أمكن رغم تناقص الأمطار الذي يهدد بجفاف مخزون النهر من المياه (ا ف ب)
صياد سمك على مركبته في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية يسعى لصيد ما أمكن رغم تناقص الأمطار الذي يهدد بجفاف مخزون النهر من المياه (ا ف ب)

يزداد اهتمام حماة البيئة بالممارسات المحلية المتوارثة جيلاً بعد جيل، ودورها الذي قد يكون حاسماً في مستقبل كوكب الأرض. وتشير مجموعة جديدة من الأبحاث إلى أن التقنيات التقليدية، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، في زراعة الغذاء والسيطرة على حرائق الغابات والحفاظ على الأنواع الحيّة المهددة بالانقراض، يمكن أن تساعد في وقف التداعي السريع للنظم الطبيعية حول العالم. ويبقى الاعتراف بأهمية المعارف التقليدية منقوصاً طالما كانت المجتمعات المحليّة بعيدةً عن صنع القرار.

المجتمعات المحلية تحفظ نظمها الطبيعية

تشمل المعارف التقليدية مجموعة واسعة من الخبرات التي يجري تناقلها من جيل إلى آخر في المجتمعات المحلية، وبين شعوب السكان الأصليين. وهي تتضمن رؤيتهم للعالم الطبيعي، بما فيه من نباتات وحيوانات ونظم بيئية، وكيفية استخدام وإدارة الموارد المتاحة على نحو مستدام.

ولا يوجد تعريف محدد لمفهوم «الشعوب الأصلية»، نظراً لتداخله بين ما هو ثقافي وما هو سياسي، ولا سيما المناطق التي تشهد غياباً للاستقرار وتغيُّرات ديموغرافية. وبشكل عام، تشترك الشعوب الأصلية في استمراريتها التاريخية في منطقة ما، وارتباطها بالأرض التي تعيش عليها، ومحاولتها الحفاظ على أنظمتها المعرفية المتميزة. ووفقاً لذلك، تقدّر الأمم المتحدة تعداد السكان الأصليين حول العالم بأكثر من 476 مليون شخص، يعيشون في 90 دولة.

وكان تقرير، صدر عام 2019 عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوُّع البيولوجي وخدمات النظم البيئية (IPBES)، قد خلص إلى أن العالم الطبيعي يتراجع بوتيرة غير مسبوقة. ويشير التقرير إلى أن 3 أرباع اليابسة تعرّضت لتغيُّرات كبيرة بفعل الأنشطة البشرية، كما أن نحو مليون نوع حي أصبح مهدداً بالانقراض.

ويشير التقرير إلى تسارع التدهور البيئي في كثير من مجتمعات السكان الأصليين، إلا أن هذا التدهور أقل حدة مما هو عليه في أجزاء أخرى من العالم. ويقول الخبراء إن هذا الأمر يرجع جزئياً إلى قرون من المعارف التقليدية، وإلى إجماع كثير من المجتمعات المحلية على أهمية الطبيعة وقيمتها العالية من منظورها الثقافي.

ويمكن للمعارف التقليدية أن تساهم في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية بطرق مختلفة. فعبر تراكم التجارب، نجحت الشعوب الأصلية في تطوير مجموعة واسعة من ممارسات الإدارة السليمة للغابات، بما فيها قطع الأشجار الانتقائي وإدارة الحرائق. وقد ساعدت هذه الممارسات في حماية الغابات من الإزالة، وحفظتها من عوامل التدهور.

كما ساهمت المعارف التقليدية في حماية التنوُّع البيولوجي بالإفادة من فهم المجتمعات المحلية للعلاقات بين الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات، وساعدت في تحديد الموائل المهمة وحمايتها، وإدارة مجموعات الأنواع الحيّة المهددة بالانقراض.

وتحتفظ الشعوب الأصلية بتاريخ طويل من التكيُّف مع الظروف المناخية المتغيّرة، ولذلك تدعم الاستفادة من خبراتها تخفيف آثار الاحترار العالمي، وتطوير استراتيجيات جديدة للتكيُّف مع تغيُّر المناخ. وتشمل هذه الاستراتيجيات، على سبيل المثال، تطوير محاصيل مقاوِمة للجفاف، وبناء حواجز بحرية طبيعية لحماية المجتمعات الساحلية من ارتفاع مستوى سطح البحر.

في غابات الأمازون المطيرة، تستخدم الشعوب الأصلية معارفها التقليدية في حماية الغابات من الإزالة والتدهور من خلال القيام بدوريات مراقبة في أراضيهم، وزرع الأشجار، واستخدام أساليب متوارثة في إدارة الحرائق. وتساعد الحرائق المسيطر عليها، ضمن مناطق السكان الأصليين في أميركا الجنوبية وأستراليا، في إقلال حرائق الغابات الواسعة التي ستكون شائعةً في كثير من الأماكن مع مناخ أكثر سخونة وجفافاً.

وفي صحراء كالاهاري، جنوب القارة الأفريقية، توظّف الشعوب الأصلية معارفها في الحفاظ على المياه عن طريق بناء مستوعبات الماء كالحُفَر التجميعية، وريّ المزروعات بطرق تقليدية مثل الري بالتنقيط. ونظراً لمعرفتهم العميقة بالعالم الطبيعي، يستطيع سكان صحراء كالاهاري تتبع حركة المياه الجوفية وعلى السطح، ما يتيح لهم العثور على مصادر المياه، حتى في المناطق الجافة.

وتُعد حياة قبائل بلوش الشاهديغال في إيران مثالاً على ترابط النظم الاجتماعية والبيئية في الأقاليم الصحراوية وشبه الصحراوية. وترتحل هذه القبائل موسمياً مع قطعان الإبل ضمن منطقة تبلغ مساحتها نحو 580 ألف هكتار، وتبني دروعاً من الغطاء النباتي للحماية من العواصف الرملية، ما يساعد في الحفاظ على التنوُّع البيولوجي وتأمين رفاهية الإنسان.

وفي القطب الشمالي، تستخدم شعوب «الإنويت» معارفها التقليدية في التكيُّف مع تغيُّر المناخ من خلال تطوير طرق جديدة لصيد الطرائد والأسماك، وبناء منازل جديدة أكثر مقاومة لظروف الطقس القاسية. وكان لشعوب الإنويت في أقصى شمال كندا دور أساسي في استعادة قطعان الوعل التي واجهت أعدادها انخفاضاً حاداً.

تهميش المجتمعات المحلية يهدد التنمية المستدامة

تساهم المعارف التقليدية في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية في العالم العربي بأساليب مختلفة، تشمل الحفاظ على المياه، وحماية التنوُّع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغيُّر المناخ. ففي المغرب، تُستخدم المعارف التقليدية في حصاد المياه والحفاظ عليها وتنظيم إدارتها بأساليب فعّالة، من بينها «الخطّارة» التي تعتمد على القنوات الجوفية لنقل المياه من الينابيع والأنهار إلى المزارع والقُرى، ويوجد ما يماثلها في المشرق العربي، كالأفلاج في دول الخليج والأقنية الرومانية في بلاد الشام.

وإلى فترة قريبة، كان نظام «الحِمى» قائماً في كثير من الدول العربية، وهو موروث تقليدي للمناطق المحمية يهدف إلى تحقيق الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية على يد المجتمعات الأهلية المحيطة بالحمى ولمصلحتها. ويُعدّ نظام الحمى هاماً لأنه يُشرك المجتمعات المحلية في النظام الحكومي للمحميات الطبيعية، وتنتج عنه فوائد للمجتمعات المحلية التي تعمل على دعمه لجدواه الاقتصادية وقابليته للاستدامة. وتوجد دعوات علمية للعودة إلى نظام الحمى في العالم العربي بعد إدخال بعض التعديلات عليه.

ساهمت المعارف التقليدية في حماية التنوُّع البيولوجي

وفي السنوات الأخيرة، أبدت مصر اهتماماً بالمعارف التقليدية، كطريقة للحفاظ على التنوُّع البيولوجي والتخفيف من آثار تغيُّر المناخ. وأطلقت الحكومة المصرية عدداً من المبادرات لتعزيز الإفادة من خبرات المجتمعات المحلية في ما يتعلق بإدارة الموارد الطبيعية، وآليات تعزيز الوصول إلى الموارد الجينية وتقاسم منافعها، كما في حالة الأعشاب الطبية ومستحضرات التجميل. وتؤكد استراتيجية وخطة العمل المصرية للتنوُّع البيولوجي على أهمية إشراك المجتمعات المحلية والاستفادة من خبراتها وتوسيع نطاق دعمها.

ورغم مصادقة مصر على كثير من الاتفاقيات التي تدعم توظيف المعارف التقليدية في مجالات البيئة والتنوُّع البيولوجي والحفظ والتنمية المستدامة، فإن المعارف التقليدية قلّما تلعب دوراً في التعليم والبحث. وتخلص دراسة، نشرتها دورية «سبرينغر للبيئة والتنمية والاستدامة» عام 2021، إلى محدودية الاستفادة من المعارف التقليدية ضمن المناطق المحمية المصرية، بسبب ضعف خطط إشراك المجتمعات المحلية. وتستثنى من ذلك المناطق ذات المقوّمات السياحية المتميزة، مثل المحميات الواقعة في سيناء وعلى شواطئ البحر الأحمر.

وتُعد الخبرات المحلية حقلاً واعداً لتطوير كثير من الممارسات التي تدعم نظم الاقتصاد الدائري، عبر خفض استهلاك الموارد وتوفير الطاقة وتدوير المخلّفات. ففي مجال الزراعة المستدامة، يمكن الاستفادة من الخبرات المحلية في انتخاب وإكثار المحاصيل المقاومة للجفاف، وإدارة الآفات والأمراض من دون استخدام مواد كيميائية ضارة، وتحسين خصوبة التربة.

وفي مجال الطاقة المتجددة، يمكن تطوير الخبرات المحلية في بناء أفران شمسية، وتسخير طاقة الرياح، واستخدام الكتلة الحيوية كمصدر للطاقة. وفي مجال إدارة النفايات، توجد ممارسات محلية راسخة في تحويل مخلّفات الطعام إلى سماد، وإعادة تدوير المواد، وتقليل استخدام المنتجات التي يمكن التخلص منها.

ولأن حياتهم تقوم على الارتباط الوثيق بالأرض، تُعد المجتمعات المحلية والسكان الأصليون في مقدمة من يواجه تداعيات تغيُّر المناخ. فمن صحراء كالاهاري إلى جبال الهيمالايا وغابات الأمازون المطيرة، تعصف حالات الجفاف والفيضانات والحرائق بالمجتمعات التي تعاني من الفقر وتتعرض لتعديات على أراضيها.

وفي بعض الحالات، تدفع الضغوط المتزايدة الأجيال الشابة إلى التخلي عن موروثها التاريخي وانتهاج أساليب غير مستدامة لتسريع التنمية. وعلى سبيل المثال، تتعرض الغابات الاستوائية الجبلية في مقاطعة شمال كيفو في الكونغو الديمقراطية لتهديدات متزايدة بسبب النزاعات المسلحة والصيد الجائر والتعدين. وفيما كانت الأنشطة التقليدية للمجتمعات المحلية توفّر الحماية لهذه الغابات، بدأت الأجيال الشابة تفقد صبرها وأخذت تأمل بمساهمة سريعة للغابات في تلبية احتياجاتها الاقتصادية والاجتماعية.

إن العمل مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، والتعلُّم من خبراتها المتوارثة، يساعد في تطوير حلول مستدامة للتحديات البيئية التي يواجهها العالم. ويؤدي تجاهل هذه المجتمعات، وتهميشها في كثير من الحالات، إلى تهديد قدرة النظم الطبيعية على الصمود ووضع الأجيال الشابة أمام خيارات صعبة.


مقالات ذات صلة

ارتفاع حصيلة فيضانات إسبانيا إلى ثلاثة قتلى

أوروبا سيارات متضررة جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات على مشارف فالنسيا (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع حصيلة فيضانات إسبانيا إلى ثلاثة قتلى

عثرت فرق البحث، الاثنين، على جثتي رجلين فُقد أثرهما بعد أمطار غزيرة تسببت بفيضانات في جنوب إسبانيا، حسب ما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الإطلاقات تمثل خطوة إضافية نحو تحقيق رؤية المركز في تنمية الحياة الفطرية بالمملكة (واس)

إطلاق 61 كائناً فطرياً في محمية الملك خالد الملكية بالسعودية

أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، 61 كائناً فطرياً في محمية الملك خالد الملكية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)

العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

اكتشف علماء حفريات إيطاليون الآلاف من آثار أقدام الديناصورات على صخرة شبه عمودية على ارتفاع أكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح البحر في متنزه ستلفيو الوطني.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الولايات المتحدة​ مياه الفيضانات في الولايات المتحدة (أ.ب)

كندا وأميركا تتأهبان لمزيد من الأمطار والفيضانات

انحسرت مياه الفيضانات في غرب الولايات المتحدة وكندا، اليوم السبت، بعد أيام من الأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
بيئة عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024

«الشرق الأوسط» (جنيف)

دبة قطبية بكندا تتبنى شبلاً في واقعة نادرة

دب قطبي (أرشيفية- رويترز)
دب قطبي (أرشيفية- رويترز)
TT

دبة قطبية بكندا تتبنى شبلاً في واقعة نادرة

دب قطبي (أرشيفية- رويترز)
دب قطبي (أرشيفية- رويترز)

رصد باحثون في كندا مؤخراً حالة نادرة جداً لدبة قطبية تبنَّت شبلاً لم تلده في شمال البلاد.

وقال الباحث في هيئة البيئة الكندية إيفان ريتشاردسون الذي يجري دراسات بشأن هذا المفترس الأكبر في القطب الشمالي منذ 25 عاماً، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم تُسجَّل سوى 13 حالة (من هذا النوع) خلال 45 عاماً».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، تمكن ريتشاردسون وفريقه من الإمساك بدبة مع شبلين لها، يبلغ سن أحدهما 10 أشهر، والآخر 11 شهراً، بالقرب من تشرشل التي تُلقَّب بـ«عاصمة الدببة القطبية في العالم»، والواقعة في شمال مانيتوبا بوسط كندا.

وأضاف: «عندما اقتربنا، لاحظنا أن أحد الشبلين يحمل علامة تعريف، بينما الآخر لا يحملها»؛ مشيراً إلى أن الأم نفسها شوهدت قبل بضعة أشهر مع شبل واحد فقط.

دب قطبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

وفي هذه المنطقة الشمالية، يضع الباحثون علامات تعريف على الدببة القطبية ليتسنى لهم تتبعها ودراستها طوال حياتها.

وأكدت عمليات التتبع عبر أطواق مزودة بنظام تحديد المواقع العالمية (جي بي إس) والملاحظات التي أجرتها منظمة «بولار بيرز إنترناشيونال»، وهي مجموعة بحثية معنية بالدببة القطبية، أن الأنثى المعنية احتفظت بالشبلين معها لأسابيع.

وقال إيفان ريتشاردسون: «إنها قصة رائعة. هذه الدببة القطبية تتمتع بحسِّ أمومة مذهل؛ إذ إنها مهيَّئة بطبيعتها لرعاية صغارها».

وقد انخفض عدد الدببة القطبية في غرب خليج هدسون بنسبة 30 في المائة خلال بضعة عقود فقط، من نحو 1200 دب في ثمانينات القرن الماضي إلى 800 دب اليوم. ويعود ذلك جزئياً إلى تسارع ذوبان الجليد الذي يشكل عنصراً ضرورياً لبقائها.

مع ذلك، لا يوجد دليل يربط بين هذا التبني وتغير المناخ، وفق ريتشاردسون.

ويجري حالياً فحص جيني لتحديد الأم البيولوجية للشبل المتبنَّى. وقال العالِم إنَّ ثمة «احتمالاً كبيراً أن نكتشف هويتها».

على مدى 45 عاماً، رُصد أكثر من 4600 دب قطبي في هذه المنطقة من كندا، ما يجعلها، حسب ريتشاردسون: «أفضل مجموعة دببة قطبية دُرست في العالم».


العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)
أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)
TT

العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)
أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)

اكتشف علماء حفريات إيطاليون الآلاف من آثار أقدام الديناصورات على صخرة شبه عمودية على ارتفاع أكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح البحر في متنزه ستلفيو الوطني، وهو اكتشاف يقولون إنه بين أغنى مواقع العصر الترياسي في العالم، وفقاً لـ«رويترز».

وتمتد المسارات، التي يصل عرض بعضها إلى 40 سنتيمتراً وتظهر عليها علامات مخالب، لمسافة خمسة كيلومترات تقريباً في منطقة فالي دي فرايلي الجليدية المرتفعة قرب بورميو، وهو أحد أماكن استضافة الأولمبياد الشتوي لعام 2026 في إقليم لومبارديا الشمالي.

وقال كريستيانو دال ساسو عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي بميلانو في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، في مقر رئاسة إقليم لومبارديا: «هذا أحد أكبر مواقع آثار الأقدام في إيطاليا وأقدمها، ومن أروع المواقع التي رأيتها منذ 35 عاماً».

ويعتقد الخبراء أن هذه الآثار خلّفتها قطعان من الديناصورات آكلات الأعشاب طويلة العنق، على الأرجح من فصيلة بلاتيوسورس، منذ أكثر من 200 مليون سنة عندما كانت المنطقة بحيرة دافئة، وهي مثالية لتجول الديناصورات على الشواطئ تاركة آثاراً في الطين قرب المياه.

ومع تحرك الصفيحة الأفريقية تدريجياً نحو الشمال مؤدية إلى إغلاق المحيط تيثيس وتجفيفه، طويت الصخور الرسوبية التي شكلت قاع البحر، مما أدى إلى تكون جبال الألب.

وقال خبراء إن آثار أقدام الديناصورات المتحجرة تحولت من الوضع الأفقي إلى الوضع الرأسي على منحدر جبلي رصده مصور للحياة البرية في سبتمبر (أيلول) في أثناء مطاردته غزلاناً ونسوراً.


القطب الشمالي يسجّل أعلى معدل حرارة سنوي بتاريخ السجلات

قِطع جليد عائمة في المحيط المتجمد الشمالي (رويترز-أرشيفية)
قِطع جليد عائمة في المحيط المتجمد الشمالي (رويترز-أرشيفية)
TT

القطب الشمالي يسجّل أعلى معدل حرارة سنوي بتاريخ السجلات

قِطع جليد عائمة في المحيط المتجمد الشمالي (رويترز-أرشيفية)
قِطع جليد عائمة في المحيط المتجمد الشمالي (رويترز-أرشيفية)

سجّل العام المنصرم أكثر السنوات حرارة على الإطلاق في المنطقة القطبية الشمالية، وفق تقرير صادر عن وكالة أميركية مرجعية يرسم صورة قاتمة لمستقبل القطب الشمالي المعرَّض بشكل خاص لتبِعات تغيّر المناخ.

ووفق هذا التقرير السنوي، الذي نشرته الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، الثلاثاء، فقد تجاوزت درجات الحرارة في المنطقة القطبية الشمالية بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025، المعدل المسجل بين عاميْ 1991 و2020 بمقدار 1.60 درجة مئوية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».