سحابة بلازمة جرّاء ثوران بركان تبلغ الفضاء الكوني!

عطلت الأقمار الاصطناعية القريبة

سحابة بلازمة جرّاء ثوران بركان تبلغ الفضاء الكوني!
TT

سحابة بلازمة جرّاء ثوران بركان تبلغ الفضاء الكوني!

سحابة بلازمة جرّاء ثوران بركان تبلغ الفضاء الكوني!

كشف علماء فيزياء يابانيون أن ثوران بركان هونغا - تونغ العام الماضي أدى إلى اندلاع سحابة ضخمة من البلازما فوق خط استواء الأرض. حيث تسبب ظهورها في الطبقات العلوية للغلاف الجوي بتعطيل الأقمار الاصطناعية في نصف مناطق الفضاء القريبة من الأرض، وفق ما أعلنت جامعة ناغويا اليابانية.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال أتسوكي شينبوري الأستاذ المساعد بالجامعة «أظهرت الأرصاد السابقة للانفجارات البركانية أن الفقاعات الكبيرة من البلازما نادرا ما تتشكل على ارتفاعات عالية. أما في حالة ثوران بركان هنغا - تونغ، فلم تصل سحابة البلازما إلى الغلاف الجوي العلوي فحسب؛ بل وصلت إلى الفضاء، ما يشير إلى الحاجة لدراسة كيفية ومدى تأثير هذه الكوارث على العلاقة بين الأيونوسفير والفضاء الكوني القريب من الأرض»، حسب ما نشرت وكالة أنباء «تاس» الروسية.

ووقع بركان هنغا - تونغ بيناير (كانون الثاني) 2022 بجزيرة تحمل الاسم نفسه جنوب المحيط الهادئ بأرخبيل تونغا. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2021 استيقظ البركان، ما أدى إلى وقوع سلسلة من الانفجارات أسفرت بمنتصف يناير 2022 عن انفجار قوي. وأدت هذه الكارثة إلى تدمير الجزيرة «القديمة» في هونغ تونغ وتشكيل جزيرتين جديدتين هما هنغا - تونغ وهنغا - هاباي.

وأثناء انفجار الجزيرة، ألقيت سحابة عملاقة من الرماد إلى الغلاف الجوي بلغ ارتفاعها عدة عشرات من الكيلومترات، فيما سُمع صوت فرقعة قوي ناتج عن انهيار البركان في نيوزيلندا وفي مناطق أخرى من المحيط الهادئ تقع بعيدا عن تونغ. بالإضافة إلى ذلك، أنتج انفجار هنغا - تونغ قدرا هائلا من البرق وعددا كبيرا من الاضطرابات الجوية في الغلاف الأيوني، بالإضافة إلى موجة إعصار بارتفاع 40 مترا. حيث اكتشف شينبوري وزملاؤه أن عواقب الكارثة لم تصل إلى الغلاف الجوي العلوي فقط، بل وصلت حتى إلى الفضاء القريب من الأرض.

وقد حقق العلماء هذا الاكتشاف في سياق الأرصاد الأرضية والفضائية لكيفية تغير حالة الطبقات العليا من الأيونوسفير للأرض أثناء الثوران البركاني. بينما اهتم الفيزيائيون بكيفية تأثير الانفجار والتذبذبات الناتجة عنه على بنية ما يسمى بالطبقة (F ) من الأيونوسفير، والتي تلعب دورا مهما في إرسال الإشارات الراديوية.

من أجل ذلك، قام العلماء بتحليل القياسات الواردة من القمرين الصناعيين العلميين (هيماواري – 8 و آراس)، ودرسوا أيضا كيف تغيرت جودة الإشارات الواردة من نظام الملاحة GPS الأميركي. وفي النهاية أشارت دراسة هذه القياسات والبيانات بشكل غير متوقع إلى أن انفجار البركان أدى إلى تكوين سحابة عملاقة من البلازما في تلك الأجزاء من الطبقة (F) للغلاف الأيوني للأرض التي وقعت فوق خط الاستواء. مؤكدين ان «سحابة البلازما لم تصل الى الطبقات العليا من الأيونوسفير فحسب، بل تجاوزت حدودها وصولا إلى الفضاء القريب فصعدت إلى ارتفاع 2000 كيلومتر. وأدى ذلك لظهور إخفاقات بتشغيل الأقمار الاصطناعية في نصف مناطق الفضاء القريب من الأرض».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تحاور باحثين مشرفين على التجارب الفضائية السعودية

علوم رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني (أ.ف.ب) play-circle 00:55

«الشرق الأوسط» تحاور باحثين مشرفين على التجارب الفضائية السعودية

من شأن التجارب التي بدأ رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي، وعلي القرني في تنفيذها بـ«محطة الفضاء الدولية» أن تقدم إسهاماً في تقديم إجابة على بعض الأسئلة.

حازم بدر (القاهرة)
علوم برناوي والقرني خلال التجربة التعليمية من محطة الفضاء الدولية (واس) play-circle 01:01

برناوي والقرني يجريان تجربة «الطائرة الورقية الفضائية»

أجرى رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني في محطة الفضاء الدولية تجربة تعليمية عن «الطائرة الورقية الفضائية» مع طلاب المدارس المتوسطة في المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق علي القرني وريانة برناوي خلال التجربة التعليمية «انتشار الألوان السائلة» مع طلاب المدارس بالمملكة (واس)

رائدا الفضاء السعوديّان يجريان أولى التجارب التعليمية في الفضاء

شارك أكثر من 3240 طالباً وطالبةً في تنفيذ أولى التجارب العلمية لهم في مجال الفضاء بالتواصل اللحظي مع رائدي الفضاء السعوديّين علي القرني وريانة برناوي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
علوم متطوعون يشاركون في اختبار يقوم على قضاء شهرين في وضعية استلقاء في فرنسا (وكالة الفضاء الأوروبية)

متطوعون يستلقون شهرين من أجل العلم

يشارك متطوعون في مدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا في اختبار يقوم على تمضية شهرين في وضعية استلقاء.

«الشرق الأوسط» (تولوز (فرنسا))
تكنولوجيا 
علي القرني يحمل صندوقاً أخضر لتجربة الاستمطار الصناعي داخل وحدة كولومبوس

تجربة فضائية سعودية لزيادة الاستمطار

بدأ رائد الفضاء السعودي علي القرني، الجمعة، تجربة الاستمطار الاصطناعي التي تهدف إلى رفع نسبته لأكثر من 50 في المائة، في حين نشرت زميلته ريانة برناوي فيديو.

جبير الأنصاري (الرياض)

مفاوضات حساسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

ثلثا إنتاج البلاستيك يلقى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر (إ.ب.أ)
ثلثا إنتاج البلاستيك يلقى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر (إ.ب.أ)
TT

مفاوضات حساسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

ثلثا إنتاج البلاستيك يلقى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر (إ.ب.أ)
ثلثا إنتاج البلاستيك يلقى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر (إ.ب.أ)

تستأنف المفاوضات حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي (الاثنين) في باريس بمشاركة 175 دولة ذات طموحات متباينة، يتحتم عليها التوافق على الملامح الأولية لنص ينتظر بترقب شديد، تحت ضغوط طرفين متعارضين، هما الصناعيون والمنظمات غير الحكومية.

يدخل البلاستيك المشتق من النفط في تركيبة كل ما يحيط بنا كالأغلفة وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية وغيرها. وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضعف خلال عشرين عاما ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد بثلاثة أضعاف بحلول 2060 إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك.

وما يزيد الوضع خطورة أن ثلثي هذا الإنتاج يلقى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر، وأن أقل من 10% من المخلفات البلاستيكية تخضع لإعادة التدوير، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وينتهي الأمر بكمية كبيرة من هذه المخلفات من كل الأحجام في قعر البحار أو في الكتل الجليدية وصولا إلى قمم الجبال وحتى في أحشاء الطيور. ورصدت لدائن بلاستيكية دقيقة في الدم وفي حليب الأم وحتى في المشيمة.

وبمواجهة هذا الخطر على الصحة والتنوع الأحيائي، أنشأت جمعية الأمم المتحدة من أجل البيئة، أعلى هيئة دولية معنية بهذا الشأن، في 2022 في نيروبي «لجنة تفاوض حكومية دولية» مكلفة وضع معاهدة «ملزمة قانونا» بحلول العام 2024.

وبعد مفاوضات أولية، تقنية نسبيا، جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) في أوروغواي، تستأنف لجنة التفاوض الحكومية أعمالها من 29 مايو (أيار) حتى 2 يونيو (حزيران) في مقر اليونسكو في باريس، في ثاني مراحل التفاوض الخمس التي يفترض أن تفضي إلى اتفاق تاريخي يغطي كامل دورة حياة البلاستيك، بما يشمل آثار إنتاجه واستخدامه ومخلفاته وإعادة تدويره.

ولن يفضي لقاء باريس الذي يشارك فيه أكثر من ألف مندوب، إلى مسودة معاهدة، لكنه سيرسم توجهاتها الرئيسية خلال المفاوضات الممتدة على خمسة أيام.

وستنبثق هذه الخطوط العريضة عن توازن القوى القائم، ولا سيما بين الدول الآسيوية التي تؤمن أكثر من نصف الإنتاج وبعض كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة، والدول الـ53 المشاركة في «ائتلاف عالي الطموح لوضع حد للتلوث البلاستيكي».

ويضم الائتلاف: الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وأستراليا والإمارات العربية المتحدة وعددا من دول غرب أفريقيا وأميركا اللاتينية، بقيادة رواندا، والنرويج. ويتصدر «الحد من استخدام البلاستيك وإنتاجه» خريطة طريق هذا الائتلاف، غير أن أهدافه مرفوضة ضمنا من العديد من الدول التي تعول بالمقام الأول على إعادة التدوير والابتكار وإدارة أفضل للنفايات.

وتفاديا للجدل، أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في منتصف مايو تقريرا أوصى بـ«إعادة الاستخدام وإعادة التدوير والاستبدال» لإنشاء «اقتصاد دائري» حقيقي للبلاستيك.

وبإمكان هذه الخطة بحسب البرنامج خفض كمية المخلفات البلاستيكية المتروكة، سواء التي ترمى في مكبات نفايات عشوائية أو تحرق في الهواء الطلق أو تترك في الطبيعة، لتصل إلى 41 مليون طن بحلول 2040، بالمقارنة مع نحو 78 مليون طن عام 2019 وفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وقالت ديان بوموني جواني من منظمة «سورف رايدر» غير الحكومية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لو كان التقرير يتحدث بصراحة أكبر عن (خفض الإنتاج)، فلن توقع دول كبرى إطلاقا على المعاهدة».

ولا يزال الجدل قائما حول إلزامية المعاهدة. فالولايات المتحدة على سبيل المثال تطلب أن تكون وطأتها القانونية محدودة، وأن تقتصر على المبادئ الكبرى للنص، فيما تترك للدول الموقعة حرية إيجاد حلول تناسبها ضمن خطط وطنية، وفق ما أوضح دبلوماسي فرنسي.

وانضم فنانون مثل خواكين فينيكس وجاين فوندا إلى منظمة «غرينبيس» الولايات المتحدة، لمطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن في منتصف مايو برفع سقف طموحاته.

وكما في القمم السابقة حول المناخ أو التنوع البيولوجي، يتمحور التوتر أيضا حول توزيع الجهود المطلوبة بين الاقتصادات الثرية التي تعد تاريخيا من الأكثر تلويثا، ودول لا ترغب في وضع نموها الاقتصادي في خطر من دون الحصول على مقابل مالي.

من جهة أخرى، يثير ضم قطاع الصناعات البلاستيكية الذي يمثل مليارات الدولارات وملايين الوظائف إلى العملية، مخاوف المنظمات غير الحكومية. وكتبت نحو 175 من هذه المنظمات بقيادة «غرينبيس» إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة معددة سلسلة من التدابير للتصدي لـ«نفوذ شركات الصناعات البتروكيميائية» في المفاوضات.

وسيحضر ممثلون عن هذه الشركات، ولا سيما جمعية «بلاستيك أوروبا» إلى مقر اليونسكو، فيما لن يكون بوسع جميع المراقبين من مهنيين وعلميين وممثلي جمعيات حضور الاجتماعات كل يوم لعدم توافر مقاعد كافية.

وتهدف فرنسا، الدولة المضيفة التي كانت أول بلد حظر الأطباق والأكواب الأحادية الاستخدام في المطاعم، إلى إقرار حظر للمنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بحلول العام 2040، وأن تجعل من هذا الاجتماع واجهة لطموحاتها.

وفي هذا السياق، تنظم الحكومة اعتبارا من (السبت) اجتماعا سياسيا بمشاركة نحو أربعين وزيرا للبيئة ودبلوماسيين رفيعي المستوى، ليعرضوا بحضور علماء ومنظمات غير حكومية مجموعة الحلول التي أوصى بها الاتحاد الأوروبي، أحد كبار مستهلكي البلاستيك في العالم ولو أنه باشر الحد من استخدامها واعتماد تشريعات أكثر تشددا.


تباطؤ أبكر من المتوقع في تيارات المحيطات العميقة بأنتاركتيكا

رحلة استكشافية علمية لقياس التلوث قبالة سواحل أوروبا (أ.ف.ب)
رحلة استكشافية علمية لقياس التلوث قبالة سواحل أوروبا (أ.ف.ب)
TT

تباطؤ أبكر من المتوقع في تيارات المحيطات العميقة بأنتاركتيكا

رحلة استكشافية علمية لقياس التلوث قبالة سواحل أوروبا (أ.ف.ب)
رحلة استكشافية علمية لقياس التلوث قبالة سواحل أوروبا (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة حديثة أن تباطؤ تيارات المحيطات العميقة، الناجم عن ذوبان الجليد في أنتاركتيكا، استحال واقعاً قبل عقود «من الجدول الزمني المتوقع»، ما يهدد الحياة البحرية ويسرّع الاحترار المناخي.

ولطالما حذر العلماء من أن التسارع في ذوبان الجليد بالقطب الجنوبي وارتفاع درجات الحرارة، مدفوعاً بانبعاث غازات الدفيئة جراء الأنشطة البشرية، من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على الشبكة العالمية للتيارات المحيطية التي تحمل المغذيات والأكسجين والكربون.

وأشارت دراسة سابقة باستخدام نماذج مطورة عبر الكومبيوتر، إلى أن دوران المياه في أعمق أجزاء المحيطات سيتباطأ بنسبة 40% بحلول عام 2050 إذا ظلت الانبعاثات مرتفعة.

لكن الدراسة التي نُشرت نتائجها أخيراً في مجلة «نيتشر كلايمت تشاينج»، والتي تستند إلى حد كبير على بيانات رصد جمعها مئات العلماء على مدى عقود، تُظهر أن هذه العملية قد تباطأت بالفعل بنسبة 30% بين تسعينيات القرن الماضي وعام 2010.

وقالت المعدة الرئيسية للدراسة كاثرين غان من وكالة العلوم الأسترالية وجامعة ساوثهامبتون البريطانية إن «بياناتنا تُظهر أن تأثيرات تغير المناخ تحصل قبل الموعد المتوقع». وأضافت: «حدوث ذلك ليس مفاجئاً بطريقة ما. لكنّ المفاجأة تكمن في التوقيت».

وقد تكون التداعيات كبيرة، إذ تعمل أعماق المحيط في القارة القطبية الجنوبية «كمضخة» رئيسية للشبكة العالمية لتيارات المحيطات.

وصرحت غان لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «عندما يتباطأ دوران المحيطات، يبقى المزيد من ثاني أكسيد الكربون والحرارة في الغلاف الجوي، ما يسرع من ظاهرة الاحترار المناخي».

وتشكّل المحيطات عنصر تنظيم مناخي حاسماً، إذ تمتص كميات كبيرة من الكربون الإضافي الذي أطلقه البشر في الغلاف الجوي منذ منتصف القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى أكثر من 90% من الزيادة في حرارة الأرض.

وارتفعت درجات حرارة سطح البحر بشكل كبير، مسجلة أرقاماً قياسية جديدة في وقت سابق من هذا العام، بينما يؤدي الاحترار أيضاً إلى ذوبان القمم الجليدية في المناطق القطبية، وإلقاء كميات هائلة من المياه العذبة في المحيط.

ويعطل ذلك وظيفة حيوية أساسية للحياة البحرية.

وكشفت دراسة «نيتشر كلايمت تشاينج»، أن الأكسجين الذي يصل إلى أعماق المحيط قد انخفض.

ويمكن أن يؤدي فقدان الأكسجين هذا إلى تعطيل التنوع البيولوجي، ما يجبر «حيوانات أعماق المحيطات على اللجوء إلى مناطق أخرى أو تكييف سلوكها».

ولكن إلى جانب تعطيل الحياة البرية، فإن التغييرات التي تطرأ على هذه المضخات الرئيسية للمحيطات من شأنها أن تقلل أيضاً كمية الكربون التي يمكن للمحيطات أن تمتصها، وتجلب الكربون الذي تم تخزينه في أعماق المحيط لمئات الآلاف من السنوات إلى السطح.


دراسة: نيويورك المثقلة بمبانيها تغرق تدريجياً في البحر!

نيويورك تقترب كل يوم من داخل المحيط (رويترز)
نيويورك تقترب كل يوم من داخل المحيط (رويترز)
TT

دراسة: نيويورك المثقلة بمبانيها تغرق تدريجياً في البحر!

نيويورك تقترب كل يوم من داخل المحيط (رويترز)
نيويورك تقترب كل يوم من داخل المحيط (رويترز)

ذكرت دراسة نُشرت في مجلة «إيرثز فيوتشر» ( Earth’s Future)، أن مدينة نيويورك بدأت تغرق بالفعل بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر حولها بأكثر من ضعف المعدل العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع ما بين 8 بوصات و30 بوصة بحلول عام 2050.

إضافة إلى ذلك، يتوقع العلماء المزيد من الظواهر الطبيعية المتطرفة والمتكررة مثل هطول الأمطار الشديدة والأعاصير والعواصف بسبب أزمة التغير المناخي.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي عالم الجيوفيزياء البحثي في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية توم بارسونز، لـ«سي إن إن»: «نحن نقترب كل يوم إلى داخل المحيط». وأضاف: «شهدنا حدثين رئيسيين من الأعاصير مع ساندي وإيدا في نيويورك، حيث تسبب هطول الأمطار الغزيرة بغمر المدينة بالمياه».

وتهدف الدراسة لإظهار أنه يُمكن للمباني الشاهقة في المناطق الساحلية أو المطلة على النهر أو واجهة البحيرات أن تسهم في مخاطر الفيضانات في المستقبل، وأهمية اتخاذ تدابير للتخفيف من الآثار الخطرة المحتملة.

وزن مباني نيويورك يعادل وزن 1.9 مليون طائرة «بوينغ» محملة تماماً (رويترز)

* مخاطر غرق نيويورك... وغموض

ووفقا للدراسة، قام الباحثون بحساب كتلة 1084954 مبنى موجودة في الأحياء الخمسة لمدينة نيويورك في ذلك الوقت، ووصلوا إلى استنتاج مفاده أنهم كانوا يزنون نحو 762 مليار كلغ، أي ما يعادل 1.9 مليون طائرة «بوينغ» من طراز 747-400 محملة تماماً.

وبعد ذلك استخدم فريق الدراسة عمليات المحاكاة لحساب تأثيرات هذا الوزن على الأرض، ومقارنة ذلك ببيانات الأقمار الصناعية التي تظهر جيولوجيا السطح الفعلية. وكشف هذا التحليل عن المعدل الذي من المتوقع أن تغرق فيه المدينة، وفق «سي إن إن».

وأوضح بارسونز أن «المتوسط يبلغ نحو 1 إلى 2 ملم في السنة، مع بعض المناطق التي يكون فيها هبوط أكبر يصل إلى نحو 4 ملم في السنة». والهبوط هو المصطلح التقني لغرق سطح الأرض لأسباب طبيعية أو اصطناعية، وفقاً لما شرحت الشبكة.

ووجدت دراسة أخرى أجريت في سبتمبر (أيلول) 2022، أن 44 مدينة ساحلية، من أصل 48 مدينة تعد الأكثر اكتظاظاً بالسكان تشهد فيها مناطق تغرق بمعدل أسرع من ارتفاع مستويات سطح البحر. ويتمثل النهج الجديد لهذه الدراسة الأخيرة في مراعاة وزن مباني مدينة نيويورك على وجه التحديد وكيفية مساهمتها في هبوط الأرض تحتها، وفق «سي إن إن».

ومع ذلك، لن يحدث الغرق بسبب المباني فقط. وقال بارسونز لـ«سي إن إن»: «يمكننا أن نرى وجود مبانٍ على تربة ناعمة جداً والحشو الصناعي. وفي أماكن أخرى، نرى هبوطا يصعب تفسيره». وأضاف: «وهناك الكثير من الأسباب المختلفة لذلك، مثل الاسترخاء بعد الأنهار الجليدية الذي حدث بعد العصر الجليدي الأخير، أو ضخ المياه الجوفية».

* تدارك المخاطر

وأشارت الدراسة إلى أن الهبوط يمكن أن يشكل تهديداً للفيضانات في وقت أبكر من ارتفاع مستوى سطح البحر، وليس فقط في مدينة نيويورك.

ووفق بارسونز فهذه قضية عالمية، وتحدث عن جاكرتا التي تغرق بسرعة كبيرة، حيث تخطط الحكومة الإندونيسية لبناء عاصمة جديدة في مكان آخر.

ووفقاً للدراسة، فإن بعض المناطق في مانهاتن وبروكلين وكوينز، هي من بين تلك التي تغرق بمعدل أسرع من المتوسط.

وقد ارتفع مستوى سطح البحر حول نيويورك بأكثر من ضعف المعدل العالمي.

وقالت صوفي كولسون عالمة الجيوفيزياء وباحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر لوس ألاموس الوطني الذي لم يشارك في الدراسة: «نحن نعلم أن مستويات البحار العالمية آخذة في الارتفاع، وأن الشواطئ تتغير، وأنه من الأهمية بمكان فهم تأثير الأنشطة البشرية، مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على عالمنا الذي يزداد احتراراً».

وأوضحت أن «هذا البحث يلقي نظرة على عامل بشري مهم لم يجرِ التركيز عليه إلا مؤخراً، وهو تأثير وزن المباني الحضرية على هبوط الأراضي الساحلية».

كما أشارت إلى أن «نيويورك من بين أكثر المناطق الساحلية كثافة سكانية في العالم، حيث جرى تشييد جزء كبير من بنيتها التحتية الحيوية في مناطق ساحلية منخفضة». وأضافت أن «فهم كيف ولماذا يتغير المشهد الطبيعي، وتحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات أمر ضروري لاتخاذ الاستعدادات الصحيحة للتخفيف من ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل».


مسح: الحيوانات معرضة أكثر للانقراض في الصين مقارنة ببقية العالم

الباندا العملاق (رويترز)
الباندا العملاق (رويترز)
TT

مسح: الحيوانات معرضة أكثر للانقراض في الصين مقارنة ببقية العالم

الباندا العملاق (رويترز)
الباندا العملاق (رويترز)

أظهر تقييم نشرته الحكومة الصينية هذا الأسبوع أن الحيوانات تواجه خطر الانقراض بقدر أكبر في الصين مقارنة بباقي بلدان العالم، إذ تواجه البيئات الطبيعية تهديدات من اتساع الرقعة الحضرية وتعديات البشر.

وفي محاولة لعكس الضرر الذي لحق بالبيئة بفعل النمو السريع أنشأت الصين متنزهات وطنية ومحميات طبيعية ووضعت مخططا بيئيا أطلقت عليه اسم مخطط «الخط الأحمر» لحماية البيئات المهددة من النشاط البشري. وأصبحت 30 في المائة من أراضي البلاد مناطق خاضعة للحماية.

لكن أعدادا كبيرة من الأنواع لا تزال معرضة للخطر نتيجة التوسع الحضري السريع وتطوير البنية التحتية الذي يدمر البيئات الطبيعية واستغلال الحيوانات، وفقا لمسح شمل أكثر من 4300 نوع محلي أجراه 213 خبيرا بقيادة وزارة البيئة.

وقالت الوزارة في تقرير نُشر في وقت متأخر يوم الاثنين: «تظهر النتائج أن خطر انقراض الفقاريات في الصين أعلى بكثير من المتوسط العالمي. انقراض الأنواع ووقائع الانقراض المحلي حدثت في جميع مجموعات الحيوانات».

وأضافت: «النشاط الاقتصادي البشري غير خصائص الأرض... مما تسبب في خسارة وتفكك البيئات الطبيعية للحيوانات البرية وتقليص أو حتى اختفاء أعداد الفقاريات».

وقالت الوزارة إن ما يقرب من 30 في المائة من أنواع الزواحف في الصين مهددة، وهي نسبة أعلى من المعدل العالمي البالغ 21.2 في المائة. وارتفع العدد الإجمالي إلى 137 نوعا، بعد أن كان 110 أنواع منذ مسح سابق عام 2004.

وفي الوقت نفسه، تم تحديد 176 نوعا من البرمائيات على أنها مهددة، ارتفاعا من 128 وتشكل أكثر من 40 في المائة من الإجمالي، وهو ما يزيد أيضا بكثير على المعدل العالمي.

وأحرزت الصين بعض التقدم لا سيما مع أنواع «تتمتع بالجاذبية» مثل الباندا العملاقة التي وصل عددها إلى 1800. وخفض الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في 2021 تصنيف الباندا من «المهددة» بالانقراض إلى «المعرضة» لخطر الانقراض.

وقالت الوزارة إن العدد الإجمالي للثدييات المهددة انخفض أيضا إلى 178 نوعا من 223 في 2004، مع خفض تصنيف خمسة أنواع «مهددة بالخطر بقدر كبير» إلى «مهددة».

ومع ذلك، لا يزال الرقم يشكل 26.4 في المائة من العدد الإجمالي للأنواع التي خضعت للتقييم والبحث، وهو أعلى من نسبة الثدييات المهددة في القائمة الحمراء العالمية للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، والتي بلغت 21.8 في المائة في عام 2014.


«غبار سحري» لتبريد كوكبنا من الاحتباس الحراري

جيم مان يحمل "الغبار السحري"(غيتي)
جيم مان يحمل "الغبار السحري"(غيتي)
TT

«غبار سحري» لتبريد كوكبنا من الاحتباس الحراري

جيم مان يحمل "الغبار السحري"(غيتي)
جيم مان يحمل "الغبار السحري"(غيتي)

في محجر محاط بضجيج الآلات الثقيلة في أسكوتلندا، ينحني جيم مان ليلتقط حفنة من الصخور السوداء الصغيرة، وبابتسامة بسيطة، يقول: «هذا هو الغبار السحري»، نطقها وهو يفرك صخوراً سوداء بين أصابعه، حسب موقع «بي بي سي» البريطاني.

وكان الرجل يحمل قطعاً من البازلت هي في الأصل صخرة بركانية صلبة ليست نادرة ولا تتميز بشيء خاص عن غيرها، لكن من خلال عملية تُعرف باسم «تعزيز تجوية الصخور» أصبح بالإمكان المساعدة في تبريد كوكبنا الذي يعاني من الاحتباس الحراري.

وبات علماء الأمم المتحدة الآن واضحين أن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحده لن يكون كافياً لوقف المستويات الخطيرة للاحترار؛ إذ يشيرون إلى الحاجة في المستقبل إلى إزالة جزء من ثاني أكسيد الكربون، بإخراجه بنشاط من الغلاف الجوي.

وتقع عملية «تعزيز تجوية الصخور» في منطقة ما بين الطبيعية وما صنعه الإنسان. تتطلب عملية «التجوية» تدخل الطبيعة بشكل تدريجي للغاية، لكن باستخدام محرك «توربو» لإزالة الكربون بشكل أسرع.

لآلاف السنين، استمرت الصخور والمنحدرات البركانية في إزالة الكربون ببطء أثناء عملية التجوية خلال هطول الأمطار. غير أن عملية «التجوية الصخرية المعززة» تستخدم قطعاً صغيرة لزيادة كمية التلامس بين المطر والصخور، وبالتالي تعزيز التجوية وإزالة الكربون.

سواء كانت في جرف أو مكدسة في محجر، فإن عملية تفتيت البازلت تجري ببطء شديد. ولتحقيق سرعة أكبر في إزالة الكربون، هناك حاجة لنشر البازلت عبر مساحة أكبر.

ويذكر أن هذا المكان هو الذي يأتي إليه المزارعون المحليون لمساعدة الكوكب، وأيضاً للحصول على سماد مجاني في المقابل. ناهيك عن فائدته في التخلص من الكربون، فقد أثبتت التجارب فائدة البازلت في تحسين نوعية المحاصيل وكذلك رعي الماشية.

غير أن بعض الخبراء يشعرون بالقلق من أن تقنيات إزالة الكربون بهذه الطريقة قد تصرف انتباه الناس عن أكثر أولوية إلحاحاً لخفض الانبعاثات، بل واستخدامها مبرراً لمواصلة العيش في عالم يعاني من كثافة الكربون.


أوروبا ترغب في حظر إتلاف الملابس غير المبيعة

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف قبالة مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل ببلجيكا (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف قبالة مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل ببلجيكا (رويترز)
TT

أوروبا ترغب في حظر إتلاف الملابس غير المبيعة

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف قبالة مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل ببلجيكا (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف قبالة مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل ببلجيكا (رويترز)

يرغب الاتحاد الأوروبي في حظر إتلاف الملابس الجديدة غير المبيعة، في إطار قانون جديد عن التصميم المراعي للبيئة يرمي إلى تسهيل عمليات تصليح المنتجات الاستهلاكية وإعادة تدويرها.

ويظهر هذا الحظر في موقف تبناه (الاثنين) «مجلس الاتحاد الأوروبي»، وهو هيئة تمثل الدول الأعضاء الـ27، في شأن مشروع قانون عن التصميم الإيكولوجي المرتبط بمختلف المنتجات التي تُستهلك، ومن بينها الأجهزة الإلكترونية. ويحدد النص؛ الذي عرضته المفوضية الأوروبية في مارس (آذار) 2022 متطلبات جديدة في تصميم المنتجات، للحد من تأثيرها على البيئة، وجعلها موثوقة أكثر وقابلة لإعادة الاستخدام والتصليح، بالإضافة إلى تسهيل إعادة تدويرها وزيادة فاعليتها لناحية الموارد المستهلكة.

وأكد «المجلس» في بيان رغبته في «تعزيز الطموح المرتبط بهذا التشريع»، من خلال إضافة بند يحظر إتلاف المنسوجات والأحذية والملابس غير المبيعة، موضحاً أن هذه الخطوة ترمي إلى «الحد من الأثر البيئي للملابس والإكسسوارات التي تُنتَج ولا تُستخدم مطلقاً».

وستُستثنى من هذا القانون المؤسسات الصغيرة جداً، فيما ستستفيد الشركات المتوسطة من إعفاء ضمن مدة انتقالية لـ4 سنوات، مما يمنحها الوقت للتكيّف مع التشريع الجديد. وترغب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أن تُستثنى السيارات من القانون، مؤكدة أن مجال تصنيع المركبات يخضع أصلاً لتشريعات مماثلة. ولن يطال القانون المنتجات الغذائية والطبية؛ لأنها تخضع لتشريع آخر.

ولا يزال يتعيّن التفاوض على النص مع البرلمان الأوروبي الذي يُفترض أن يبدي موقفاً في شأنه خلال الأسابيع المقبلة. ويشير اقتراح القانون إلى إضافة رمز رقمي يعدّ «جواز سفر رقمياً» على شكل رمز استجابة سريعة (كيو آر كود)، إلى الملابس ومجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية. ويتيح هذا الرمز للمستهلكين معرفة أثر مشترياتهم على البيئة، كما يوفر معلومات عن مسار المنتج والمواد المستخدمة في تصنيعه، مما يسهّل عمليتي تصليحه وإعادة تدويره.


دراسة: أكثر من نصف بحيرات العالم الكبيرة «في خطر»

صورة توضح مدى انحسار شواطئ بحيرة بريسبا (أ.ف.ب)
صورة توضح مدى انحسار شواطئ بحيرة بريسبا (أ.ف.ب)
TT

دراسة: أكثر من نصف بحيرات العالم الكبيرة «في خطر»

صورة توضح مدى انحسار شواطئ بحيرة بريسبا (أ.ف.ب)
صورة توضح مدى انحسار شواطئ بحيرة بريسبا (أ.ف.ب)

كشفت دراسة أن أكثر من نصف البحيرات والمسطحات المائية الكبيرة في العالم تجف منذ أوائل تسعينات القرن الماضي لأسباب على رأسها تغيّر المناخ، مما يؤجج مخاوف إزاء توفر مياه للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء. وخلُص فريق من الباحثين الدوليين إلى أن بعض أهم مصادر المياه العذبة في العالم، امتداداً من بحر قزوين بين أوروبا وآسيا إلى بحيرة تيتيكاكا في أميركا الجنوبية، فقدت مياهاً بمعدل تراكمي بلغ نحو 22 غيغا طن سنوياً على مدى 3 عقود تقريباً، ويساوي ذلك المعدل 17 مثل حجم المياه الموجودة ببحيرة ميد، أكبر الخزانات المائية الطبيعية في الولايات المتحدة. وقال فانغ فانغ ياو، المتخصص في علم المياه السطحية بجامعة فيرجينيا وقائد فريق البحث الذي أعدَّ الدراسة المنشورة في دورية «ساينس» العلمية، إن 56 في المائة من التراجع في مياه البحيرات الطبيعية يرجع إلى الاحتباس الحراري والاستهلاك البشري، لكن تزايد درجات الحرارة «له النصيب الأكبر في ذلك». ويعتقد علماء المناخ بشكل عام أن المناطق القاحلة في العالم ستصبح أكثر جفافاً في ظل تغيّر المناخ، وأن تلك المليئة بالمياه ستزداد نسبة المياه فيها، لكن الدراسة خلُصت إلى فقدان المياه بشدة في المناطق الرطبة. وقال ياو: «ينبغي عدم غض الطرف عن هذا». وأجرى العلماء تقديرات لمساحة نحو 2000 بحيرة ضخمة باستخدام قياسات الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى نماذج المناخ وعلم المياه. وجاءت نتيجة أبحاثهم أن استهلاك البشر غير المستدام، والتغيّرات في معدل هطول الأمطار وهدْر المياه، والترسيب، وارتفاع درجات الحرارة أدت جميعها إلى انخفاض مناسيب مياه البحيرات على الصعيد العالمي، وحدث ذلك في 53 في المائة من البحيرات من 1992 إلى 2020. وكشفت الدراسة أيضاً أن استهلاك البشر غير المستدام يتسبب في جفاف بحيرات مثل بحر آرال في وسط آسيا والبحر الميت في الشرق الأوسط، بينما تأثرت بحيرات في أفغانستان ومصر ومنغوليا بارتفاع درجات الحرارة التي يمكنها أن تزيد من تبخر المياه. وارتفعت مستويات المياه في ربع البحيرات، وغالباً ما كان ذلك نتيجة لبناء السدود في مناطق نائية مثل هضبة التبت الداخلية.


خوفاً من اندلاع الحرائق... مقاطعة كندية تغلق 12 حديقة عامة

تصاعد الدخان جراء حريق فرب فوكس في ألبرتا بكندا (رويترز)
تصاعد الدخان جراء حريق فرب فوكس في ألبرتا بكندا (رويترز)
TT

خوفاً من اندلاع الحرائق... مقاطعة كندية تغلق 12 حديقة عامة

تصاعد الدخان جراء حريق فرب فوكس في ألبرتا بكندا (رويترز)
تصاعد الدخان جراء حريق فرب فوكس في ألبرتا بكندا (رويترز)

أغلقت سلطات مقاطعة ألبرتا الكندية 12 حديقة عامة محلية قبل عطلة نهاية الأسبوع؛ خشية اندلاع حرائق جديدة، على ما أعلن مسؤولون أمس (الجمعة).

وكانت مقاطعة ألبرتا قد أعلنت حالة طوارئ، وطلبت مساعدات خارجية بعدما دُمّر 800 ألف هكتار من الأراضي في حرائق تسببت في إجلاء آلاف الأشخاص عن منازلهم منذ مطلع الشهر.

والجمعة، سجّلت المقاطعة 94 حريقاً نشطاً في الغابات، بينها 26 حريقاً كانت خارجة عن السيطرة، بحسب مسؤولين.

وفي مقاطعة بريتيش كولومبيا المجاورة كان الوضع مقلقاً أيضاً، بحيث خرج 22 حريقاً عن السيطرة، وأصدرت السلطات عشرات طلبات الإخلاء.

اجتماع صباحي لرجال الإطفاء قبل توجههم للتصدي لحرائق لونغ ليك البرية في ألبرتا (رويترز)

وأكّد مسؤولون في المقاطعة (الجمعة) إغلاق كلّ الحدائق العامة في ألبرتا، البالغ عددها 12 حديقة.

وأوضح المدير التنفيذي في «وكالة إدارة الكوارث» في ألبرتا، كولين بلير، أنه «مع اقتراب المقاطعة من عطلة نهاية أسبوع ساخنة وجافة طويلة في شهر مايو (أيار) هذا، لا يزال وضع حرائق الغابات الحالي في ألبرتا متقلباً».

وقال: «من الضروري أن يبقى سكّان ألبرتا جميعاً حذرين، وأن يتابعوا عن كثب التطورات بشأن وضع الحرائق في مختلف أنحاء المقاطعة».

ولفتت مديرة وحدة المعلومات في قسم إدارة حرائق الغابات في ألبرتا، كريستي تاكر، إلى أن نصف الحرائق تقريباً بدأها أشخاص.

وقالت: «سندير وضع الحرائق في الغابات في مواجهة ظروف قاسية، ونطلب من سكان ألبرتا مساعدتنا أيضاً... لا تكونوا مسؤولين عن اندلاع حرائق جديدة في الغابات».

ومن المتوقع أن تبلغ مستويات الحرارة 28 درجة مئوية نهاية الأسبوع الجاري، وهو معدّل أعلى من المعدلات الموسمية في هذه المقاطعة.

وانتشر أكثر من 2500 عنصر لإطفاء الحرائق، ومن المتوقع أن يصل 110 عناصر إطفاء أميركيين لمساعدة العناصر الكنديين في الأيام المقبلة.

بعد أكثر من أسبوعين على الحرائق الشديدة، أُطلقت تحذيرات بشأن نوعية الهواء السيئة في غرب ووسط كندا، وفي عديد من الولايات الأميركية المجاورة.

في السنوات الأخيرة، تعرض غرب كندا بشكل متكرر لظواهر مناخية شديدة، زادت حدتها ووتيرتها بسبب الاحتباس الحراري.


بحجم الأرنب... عودة كنغر نادر لأستراليا بعد 100 عام على اختفائه

البيتونغ ذي الذيل الكثيف هو جرابيّ نادر بحجم أرنب يشبه الكنغر (أ.ف.ب)
البيتونغ ذي الذيل الكثيف هو جرابيّ نادر بحجم أرنب يشبه الكنغر (أ.ف.ب)
TT

بحجم الأرنب... عودة كنغر نادر لأستراليا بعد 100 عام على اختفائه

البيتونغ ذي الذيل الكثيف هو جرابيّ نادر بحجم أرنب يشبه الكنغر (أ.ف.ب)
البيتونغ ذي الذيل الكثيف هو جرابيّ نادر بحجم أرنب يشبه الكنغر (أ.ف.ب)

تُسجّل في أستراليا عودة لحيوان البيتونغ ذي الذيل الكثيف، وهو جرابيّ نادر بحجم أرنب يشبه الكنغر، بعد أكثر من 100 عام على اختفائه من جنوب القارة.

وكانت هذه الجرابيات الصغيرة التي تُطلَق عليها أيضاً تسمية بيتونغ تسمانيا وتقفز بقوائمها الخلفية مثل الكنغر، تنتشر في أكثر من 60 في المائة من أستراليا، لكنها باتت فريسة للقطط والثعالب، وتأثر وجودها سلباً بعمليات تطهير الأراضي التي لجأ إليها الاستيطان الأوروبي قبل أكثر من قرنين.

وتراجع عدد هذه الحيوانات تالياً من عشرات الملايين إلى ما بين 12 ألفاً و18 ألفاً اليوم، معظمها في جزر أستراليا وفي مناطق محمية وفي جيوب قليلة من غرب أستراليا.

لكنّ هذه الحيوانات تعود اليوم إلى الظهور في شبه جزيرة يورك بجنوب أستراليا بعدما أطلق العلماء 120 منها على مدار عامين لمعرفة ما إذا كان بإمكانها البقاء على قيد الحياة.

لهذه الحيوانات الصغيرة دور مهم في البيئة الأسترالية (أ.ف.ب)

ولاحظ باحثون اليوم (الجمعة)، أن المخلوقات الصغيرة تشهد تكاثراً، مشيرين إلى أنهم رصدوا 85 حيوان بيتونغ ذا ذيل كثيف، ووجدوا أن 40 في المائة منها وُلدت في شبه الجزيرة بينما كانت 42 من الإناث الخمس والأربعين تحمل في جيوبها صغاراً.

وشرح خبير البيئة في لجنة المناظر الطبيعية في منطقة نورذرن آند يورك، ديريك ساندو، أن عودة هذه الحيوانات إلى جنوب أستراليا تحققت بفضل برنامج مكثف لضبط القطط والثعالب، بالإضافة إلى سياج مصمم للحد من مرور الحيوانات المفترسة من دون استبعادها تماماً.

وأضاف أنه «كنغر صغير بحجم الكاحل (...) لديه قائمان خلفيان قويان جداً، ويحمل صغاره في جرابه، كما يفعل الكنغر، لكنه لا يزن سوى كيلوغرام ونصف الكيلوغرام».

وأفاد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية بأنّ لهذه الحيوانات دوراً مهماً في البيئة الأسترالية.

وأضاف أنها «تحفر كثيراً، ويمكن لبيتونغ صغير أن ينقل أطناناً من التربة سنوياً. تحفر الأرض، وتقيم موائل صغيرة لتسلل المياه وزرع البذور، لذا فهي تؤدي دوراً مهماً في المنظومة البيئية».


المياه تنحسر في نصف بحيرات العالم وسدوده

مقياس يوضح منسوب المياه بعد هطول أمطار في باكستان (أرشيف-رويترز)
مقياس يوضح منسوب المياه بعد هطول أمطار في باكستان (أرشيف-رويترز)
TT

المياه تنحسر في نصف بحيرات العالم وسدوده

مقياس يوضح منسوب المياه بعد هطول أمطار في باكستان (أرشيف-رويترز)
مقياس يوضح منسوب المياه بعد هطول أمطار في باكستان (أرشيف-رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن كمية المياه تتقلص في أكثر من نصف بحيرات العالم وخزاناته، وهو اتجاه يهدد هذا المصدر الحيوي للمياه العذبة ويُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري والإفراط في استخدام البشر له.

يعيش نحو ربع سكان العالم في مناطق تعاني بحيراتها من الجفاف أو تتبخر المياه في سدودها، وفق الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة «ساينس» العلمية المرموقة.

وقال بالاجي راجاغوبالان، الأستاذ في جامعة كولورادو بولدر والمشارك في وضع الدراسة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «البحيرات في خطر على مستوى العالم، وهذا له تبعات واسعة. إنها توفر للمجتمعات والإنسانية شريان الحياة، ومع ذلك فهي لا تحصل على الاحترام الذي تستحقه».

تغطي البحيرات نحو 3% من سطح الأرض، لكنها تمثل 87% من المياه العذبة السائلة عليها. وهي تُستخدم للاستهلاك البشري أو الزراعة أو حتى لإنتاج الكهرباء.

عاينت دراسات سابقة جفاف وتدهور حالة البحيرات الكبرى بشكل منفرد. لكن هذه الدراسة هي الأولى التي تقدم عرضًا تفصيليًا للاتجاهات العالمية وأسباب التغيرات المرصودة، وذلك بفضل أرصاد الأقمار الصناعية.

عاجل الأناضول: نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية بلغت 83.99%