«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

غياب الولايات المتحدة ألقى بظلال الشكّ على جدوى المعاهدة

تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)

تبنت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اتفاقاً تاريخياً، اليوم (الثلاثاء)، بشأن كيفية الاستعداد لأي جوائح مستقبلية، في أعقاب تفشي «كوفيد 19» الذي حصد أرواح الملايين بين عامي 2020 و2022، لكن غياب الولايات المتحدة ألقى بظلال الشكّ على جدوى المعاهدة.

وبعد 3 أعوام من المفاوضات، تبنت جمعية الصحة العالمية في جنيف الاتفاق الملزم قانونياً. ورحّبت الدول الأعضاء بالمنظمة بتبني هذا الاتفاق.

ووُصف الاتفاق بأنه انتصار للدول الأعضاء في المنظمة، في وقت تعرضت فيه منظمات متعددة الأطراف، مثل منظمة الصحة العالمية، لضربة شديدة بسبب التخفيضات الحادة في التمويل الأميركي للجهات الأجنبية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة عبر تقنية الفيديو للحثّ على تبني اتفاق مكافحة الجوائح العالمية في جنيف الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «يمثل الاتفاق انتصاراً للصحة العامة والعلم والعمل المتعدد الأطراف. وسيضمن لنا، بشكل جماعي، أن نتمكن من حماية العالم بشكل أفضل من تهديدات الجوائح المستقبلية».

ويهدف الاتفاق إلى ضمان توفر الأدوية والعلاجات واللقاحات عالمياً عند ظهور جائحة جديدة. ويتطلب مشاركة الشركات المصنعة لتخصيص 20 بالمائة من لقاحاتها وأدويتها واختباراتها لمنظمة الصحة العالمية أثناء الجائحة لضمان حصول البلدان الأكثر فقراً على تلك الأشياء.

وشكّلت جائحة «كوفيد 19» صدمة عالمية، و«ذكّرتنا بمرارة وقسوة أن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية»، بحسب ما قالت السفيرة الفرنسية للصحة، آن - كلير أمبرو، التي شاركت في إدارة المفاوضات الخاصة بالاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.

لكن المفاوضين الأميركيين انسحبوا من المناقشات حول الاتفاق، بعد أن أطلق الرئيس دونالد ترمب عملية تستمر 12 شهراً لانسحاب الولايات المتحدة من المنظمة عندما تولى منصبه في يناير (كانون الثاني). وواشنطن هي أكبر الداعمين للمنظمة مالياً.

وبناء على ذلك، لن تكون الولايات المتحدة، التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير لقاح خلال جائحة «كوفيد»، ملزمة بالاتفاق. ولن تواجه الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عقوبات في حال عدم تطبيقها.

وانتقد وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، روبرت إف كينيدي الابن، منظمة الصحة العالمية بشدة في خطاب مصور أمام الجمعية العامة، وقال إنها لم تستفد من دروس الجائحة باتفاقها الجديد.

وأضاف كينيدي: «فاقمت المنظمة ضعفها باتفاق الجائحة الذي سيعقد جميع جوانب الخلل في استجابة منظمة الصحة العالمية للجائحة... ولن نشارك في ذلك».

وجرى التوصل إلى الاتفاق، بعد أن دعت سلوفاكيا إلى التصويت، أمس (الاثنين).

وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن يلقي كلمة عبر تقنية الفيديو منتقداً منظمة الصحة العالمية بشدة الثلاثاء (أ.ب)

وصوّتت 124 دولة لصالح القرار، ولم تصوّت أي دولة ضده، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت، من بينها بولندا وإسرائيل وإيطاليا وروسيا وسلوفاكيا وإيران.

ورحّب بعض خبراء الصحة بالمعاهدة باعتبارها خطوة نحو مزيد من العدالة في الصحة العالمية، بعد أن عانت الدول الأكثر فقراً من نقص اللقاحات وأدوات التشخيص أثناء جائحة «كوفيد 19».

وقال آخرون إن الاتفاق لم يلب الطموحات الأولية، وإنه من دون أطر تنفيذية قوية، ربما يفشل في تحقيق أهدافه حال حدوث جائحة مستقبلية.


مقالات ذات صلة

ما مدى ضرر التدخين الإلكتروني؟ أدلة جديدة تكشف عن المزيد

صحتك بيع السجائر الإلكترونية المخصصة للاستخدام مرة واحدة سيحظر في بريطانيا (رويترز)

ما مدى ضرر التدخين الإلكتروني؟ أدلة جديدة تكشف عن المزيد

تشير دراسات إلى أن منتجات التدخين الإلكتروني قد تترك تأثيرات سلبية عميقة على القلب والرئتين والدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج جلسة مجلس الوزراء برئاسة الأمير محمد بن سلمان في جدة الثلاثاء (واس)

السعودية تتبنَّى يوماً عالمياً للوقاية من الغرق

تبنَّى مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوماً عالمياً للوقاية من الغرق في 25 يوليو من كل عام.

«الشرق الأوسط» (جدة)
صحتك «السيلياك الصامت» هو اضطراب مناعي ذاتي خطير يسبب تلفاً في الأمعاء الدقيقة لدى بعض الأشخاص عند تناولهم الغلوتين (رويترز)

هل من الممكن أن تكون مصاباً بمرض «السيلياك الصامت»؟

«الداء البطني»، أو ما يُعرَف باسم «السيلياك الصامت»، هو اضطراب مناعي ذاتي خطير يُسبب تلفاً في الأمعاء الدقيقة لدى بعض الأشخاص عند تناولهم الغلوتين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص مجاعة ثالثة تفتك بالغزيين play-circle 03:44

خاص مجاعة ثالثة تفتك بالغزيين

250 فلسطينياً على الأقل، من بينهم 66 طفلاً، قضوا جوعاً نتيجة سوء التغذية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة... «الشرق الأوسط» تسلّط الضوء على هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك وسائل التواصل الاجتماعي تُهدد الصحة النفسية للمراهقين (رويترز)

«الصحة العالمية» تحذِّر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والعزلة على الأفراد

أصدرت «منظمة الصحة العالمية» تقريراً كشف أن شخصاً من بين كل 6 أشخاص في العالم يعاني الوحدة، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الصحة والرفاهية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

رفض قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم الأربعاء، طلب إسرائيل إلغاء مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ريثما تنظر المحكمة في الطعون الإسرائيلية على اختصاصها القضائي بشأن الحرب على قطاع غزة.

وفي قرار نشر على الموقع الإلكتروني للمحكمة، رفض القضاة أيضاً طلباً إسرائيلياً بتعليق التحقيق الأوسع الذي تجريه الجنائية الدولية حول ما يشتبه في أنها فظائع ارتكبت بالأراضي الفلسطينية، وفقاً لـ«رويترز».

كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بحق نتنياهو وغالانت والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في قطاع غزة.

وقالت المحكمة في فبراير (شباط) إن القضاة سحبوا مذكرة الاعتقال بحق الضيف بعد ورود تقارير موثوقة عن وفاته.

وترفض إسرائيل اختصاص المحكمة، ومقرها لاهاي، وتنفي ارتكاب جرائم حرب في غزة، حيث شنت حملة عسكرية تقول إنها تهدف إلى القضاء على «حماس» بعد الهجوم الذي قادته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن سقوط قتلى. وتطعن إسرائيل على مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت.

وترى إسرائيل أن قرار دائرة الاستئناف الصادر في أبريل (نيسان)، الذي يأمر الدائرة التمهيدية بالمحاكمة بمراجعة اعتراضات إسرائيل على اختصاص المحكمة، يعني عدم وجود أساس قضائي صحيح لمذكرات الاعتقال.

ورفض القضاة التعليل باعتباره غير صحيح، قائلين اليوم الأربعاء إن الطعن القضائي الإسرائيلي على مذكرتي الاعتقال لا يزال معلقاً، وسيستمر سريانهما حتى تصدر المحكمة حكمها في هذه المسألة تحديداً.

ولا يوجد جدول زمني لإصدار حكم بشأن الاختصاص في هذه القضية.

وفي يونيو (حزيران)، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على أربع قاضيات بالمحكمة الجنائية الدولية، في رد غير مسبوق على إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق نتنياهو. وشاركت قاضيتان من الأربعة الصادرات بحقهن عقوبات أمريكية ضمن اللجنة التي قضت برفض طلب إسرائيل.