واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

الرئيس الروسي توعّد الغرب في حال تعرضت موسكو لضربات من أوكرانيا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT
20

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، وذلك غداة إعلانه خططاً لتوسيع قواعد بلاده المتعلّقة باستخدامها.

وقال بلينكن، لمحطة «إم إس إن بي سي» الأميركية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما أعلنه بوتين «غير مسؤول على الإطلاق، وأظن أن كثيرين في العالم تحدثوا بوضوح عن ذلك سابقاً، كلما لوّح بالسيف النووي، بما يشمل الصين».

وحذّر الرئيس الروسي الغرب، أمس الأربعاء، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية، وأن موسكو ستَعدّ أي هجوم عليها، بدعم من قوة نووية، هجوماً مشتركاً.

وقرار تعديل العقيدة النووية الرسمية لروسيا هو رد «الكرملين» على المشاورات في الولايات المتحدة وبريطانيا حول السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ غربية تقليدية على روسيا.

وقال بوتين، في بداية اجتماع لمجلس الأمن الروسي، إن التعديل جاء رداً على المشهد العالمي المتغير بسرعة، الذي واجه روسيا بتهديدات ومخاطر جديدة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بوتين (71 عاماً)، وهو صانع القرار الرئيسي في الترسانة النووية الضخمة لروسيا، إنه يريد تأكيد تغيير رئيسي واحد تحديداً. وأضاف: «من المقترح عدُّ العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية».

وأضاف: «شروط انتقال روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح أيضاً»، وقال إن موسكو ستدرس هذه الخطوة، إذا رصدت بداية إطلاق مكثف لصواريخ أو طائرات مُقاتلة أو مُسيّرة نحوها.

وأشار إلى أن روسيا تحتفظ أيضاً بالحق في استخدام الأسلحة النووية، إذا تعرضت هي أو بيلاروسيا لأي عدوان، بما في ذلك الاعتداءات باستخدام الأسلحة التقليدية.

وقال بوتين إن التوضيحات مدروسة بعناية ومتناسبة مع التهديدات العسكرية الحديثة التي تواجهها روسيا في تأكيد أن العقيدة النووية تتغير.

وعقب إعلان الرئيس الروسي، اتهمت أوكرانيا القيادة في موسكو بـ«الابتزاز النووي».

وقال أندري يرماك، كبير مسؤولي مكتب الرئيس الأوكراني، عبر تطبيق «تلغرام»، الأربعاء: «لم يتبقّ لروسيا سوى الابتزاز النووي. ليست لديها أي وسيلة أخرى لترويع العالم»، مضيفاً أن محاولة الترويع لن تجدي نفعاً.

وتنصُّ العقيدة النووية الروسية، المنشورة حالياً وفق مرسوم أصدره بوتين عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية، في حال وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.

وتشمل التغييرات الجديدة، التي حددها بوتين، توسيع نطاق التهديدات التي قد تجعل روسيا تفكر في توجيه ضربة نووية، وإدخال حليفتها بيلاروسيا تحت المظلة النووية، وفكرة عدّ أي قوة نووية منافسة تدعم توجيه ضربة تقليدية لروسيا، مشارِكة في الهجوم على روسيا أيضاً.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

يرى خبراء أن هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حلف «شمال الأطلسي» والنظام العالمي القائم، تقوض ثقة حلفائه تحت المظلة الأمنية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ صاروخ «سارمات» في مناورة تجريبية (رويترز)

محلل عسكري أميركي: صاروخ «سارمات» الروسي النووي قادر على تدمير العالم

ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل هي الأكثر تقدماً أيضاً بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة بموجب «معاهدة ستارت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي يتفقد حوض بناء سفن حربية في مكان غير محدّد (أ.ب)

رئيس كوريا الشمالية يتفقد مشروعاً لبناء غواصة نووية

تفقد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مشروعاً لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وأكد أن قدرات بلاده الدفاعية البحرية «ستصبح حاضرة بشكل كامل في أي مياه دون قيود»

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم العربي أعمال تركيب المستوى الثاني لمفاعل الوحدة الثانية بمحطة الضبعة النووية (هيئة المحطات النووية بمصر)

مصر تسرّع العمل في مشروعها النووي

تعمل الحكومة المصرية على تسريع العمل في محطة «الضبعة» النووية، التي يجري تنفيذها بالتعاون مع روسيا، على أمل بدء تشغيلها قبل الموعد المحدد عام 2029.

أحمد إمبابي (القاهرة)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)

تحليل إخباري هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية - الأطلسية؟

هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية -ـ الأطلسية؟ باريس تريد قدراتها النووية للدفاع عن «مصالحها الحيوية» ولكنها منفتحة على إفادة أوروبا منها.

ميشال أبونجم (باريس)

فرار أكثر من 500 سجين في هايتي بعد هجوم شنّته عصابات مسلّحة

جندي كيني يقوم بدورية في ضواحي العاصمة بورت أو برنس (أرشيفية - أ.ب)
جندي كيني يقوم بدورية في ضواحي العاصمة بورت أو برنس (أرشيفية - أ.ب)
TT
20

فرار أكثر من 500 سجين في هايتي بعد هجوم شنّته عصابات مسلّحة

جندي كيني يقوم بدورية في ضواحي العاصمة بورت أو برنس (أرشيفية - أ.ب)
جندي كيني يقوم بدورية في ضواحي العاصمة بورت أو برنس (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت السلطات الهايتية الثلاثاء أنّ أكثر من 500 سجين فرّوا من سجن ميرباليه إثر هجوم شنّته عصابات مسلّحة وسيطرت بنتيجته على أنحاء واسعة من المدينة الواقعة شمال شرق العاصمة بورت أو برنس.

وقال ممثّل الحكومة في المنطقة فريديريك أوسيان لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ الهجوم استهدف ليل الأحد-الإثنين مركز الشرطة والسجن ما أدّى إلى فرار 529 سجينا. وأضاف أنّ عناصر الشرطة، الذين يعانون من نقص في العديد، فرّوا من المركز، مما أتاح للمهاجمين تحرير السجناء.

ولفت أوسيان إلى أنّ المهاجمين عاثوا خرابا بالمدينة الواقعة على بعد حوالى 50 كلم من العاصمة قبل أن تصل تعزيزات عسكرية لصدّهم، مشيرا إلى «وقوع قتلى وجرحى في صفوف السكّان المحليّين». وأضاف أنّ الآلاف من سكّان ميرباليه البالغ عدد سكّانها نحو 100 ألف نسمة لجأوا إلى بلدات مجاورة، في حين تدور في المدينة حاليا اشتباكات مسلّحة بين المهاجمين وقوات الأمن.

وقال أوسيان إنّ المهاجمين «سيطروا على المدرسة الثانوية العامة في المنطقة. الوضع معقّد للغاية. نحن نواجه خطر فقدان السيطرة على المدينة». وتعاني هايتي، الدولة الفقيرة في الكاريبي، من عنف العصابات المسلحة وانعدام الاستقرار السياسي.