تحت شعار «بالحوار يمكننا التغيير» انطلقت في العاصمة البرتغالية لشبونة أعمال المنتدى العالمي الأول الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الديانات والثقافات، بمشاركة عدد كبير من القيادات الدينية والشخصيات السياسية البارزة.
وشهد المنتدى عشية انطلاقه أمسية تعارفية بهدف الاطلاع على أنشطة المركز، استعرض خلالها المشاركون مختلف المجالات التي ينفّذ فيها المركز مشروعات وبرامج متنوعة سيتناولها المحاضرون في الندوات التي ينظمها المنتدى، وتستضيف كوكبة من الخبراء والباحثين الاجتماعيين والدينيين.
وكان الأمين العام للمركز، زهير الحارثي، قد استقبل إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله حميد، المعروف عنه دوره النشط في الدعوة إلى الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، والذي سيكون أحد المحاضرين الرئيسيين في هذا المؤتمر، الذي قال الحارثي إنه يهدف إلى إيجاد حلول لسلسلة الحروب والنزاعات والصدامات الاجتماعية التي تعصف بالعالم منذ سنوات.
وخلال اللقاء مع إمام الحرم المكي في مقر سفارة المملكة العربية السعودية في لشبونة، بحضور عدد من كبار موظفي السفارة، ذكّر المشاركون بأن المركز هو ثمرة مبادرة مشتركة أطلقها خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز وبابا الفاتيكان الراحل بنديكت السادس عشر، بعد اللقاء التاريخي الذي جمعهما في عام 2007، لمناقشة سبل تأسيس مبادرة جديدة للحوار بين الأديان والثقافات.
وكان الهدف تيسير التواصل بين أتباع الأديان بعد قرون من القطيعة وسوء التفاهم، خاصة في الأجواء التي سادت عقب الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وما تبعها من خطابات التفرقة والكراهية.
ويشهد اليوم الأول من المنتدى سلسلة من المحاضرات يلقيها الأمين العام للمركز زهير الحارثي، والرئيس السابق لجمهورية النمسا (حيث تأسس المنتدى عام 2011 قبل أن ينتقل مقره إلى لشبونة)، ورئيس أساقفة القسطنطينية البطريرك برتولوميوس الأول، ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماتيو رنزي، وإمام الحرم المكي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، والقائد الروحي للمسلمين في أذربيجان، ورئيس بلدية لشبونة كرلوس مويداس، وكبير حاخامات بولندا مايكل شودريتش عضو المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا.
ويتولى المداخلات الرئيسية في اليوم الأول من المنتدى الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي إبراهيم علام، والأستاذة غراسا ماشيل نائبة رئيس الحكماء في المركز، والرئيس السابق للبرلمان البرتغالي أوغوستو سانتوس دا سيلفا.
وتخصص جلسات بعد الظهر لمناقشة مواضيع بناء السلم ورعاية البيئة في سياق الكرامة الإنسانية عبر الحوار في خضم التحولات.
وتتناول أيضاً مواضيع التنمية المستدامة ودورها في تعزيز التلاحم الاجتماعي، وتفاعل جميع هذه القضايا مع الشعار الذي رفعه المركز: «الحوار في سياق متحول». وتدير هذه الجلسات الدكتورة فيرا فيريرا ليال رئيسة مناطق التركيز، بمعية الدكتور نايك فالنتر رئيس قسم تنمية القدرات.
وفي الجلسات الحوارية الموازية يناقش المشاركون بشكل معمق التحديات المتعددة للصراعات المسلحة، وأهمية بناء الثقة بين المجموعات الدينية والثقافية المتنوعة، والدور المهم الذي يمكن أن تلعبه القيادات الدينية من أجل تعزيز الالتزام الاجتماعي بمبادئ السلم والعدالة الاجتماعية.
وينظم المنتدى للمرة الأولى في سياق أنشطته الدولية جلسة حوارية حول المدن الحاضنة للتنوع، والتحديات المتنوعة التي تواجهها، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التماسك الاجتماعي. وسيتم التركيز على الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعات الدينية في تعزيز الشمولية الحضرية.