الأمم المتحدة: «زيادة صادمة» في عدد الأطفال المحرومين من المساعدات في النزاعات

فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيما يخص القضايا المتعلّقة بالأطفال خلال النزاعات المسلّحة (متداولة)
فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيما يخص القضايا المتعلّقة بالأطفال خلال النزاعات المسلّحة (متداولة)
TT

الأمم المتحدة: «زيادة صادمة» في عدد الأطفال المحرومين من المساعدات في النزاعات

فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيما يخص القضايا المتعلّقة بالأطفال خلال النزاعات المسلّحة (متداولة)
فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيما يخص القضايا المتعلّقة بالأطفال خلال النزاعات المسلّحة (متداولة)

تتزايد حالات رفض وصول المساعدات الإنسانية للأطفال في أثناء النزاعات بطريقة «صادمة» في جميع أنحاء العالم، حسبما أعلنت ممثلة الأمم المتحدة المعنية بهذه القضايا، اليوم (الأربعاء).

وسجّل أحدث تقرير سنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول حقوق الأطفال في النزاعات، والذي نُشر في يونيو (حزيران) 2023، 3931 حالة مؤكدة لرفض المساعدات الإنسانية للأطفال في جميع أنحاء العالم، من غزة إلى اليمن مروراً بأفغانستان أو مالي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وعلّقت فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة لغوتيريش فيما يتعلّق بالقضايا المتعلّقة بالأطفال خلال النزاعات المسلّحة، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، بالقول إنّها زيادة «متسارعة» منذ عام 2019.

وأضافت أن «البيانات التي تمّ جمعها للتقرير المقبل لسنة 2024 تُظهر أنّنا نتجه إلى تسجيل زيادة صادمة في حالات رفض المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم»، مستنكرة «التجاهل الصارخ للقانون الإنساني».

وأضافت أن حالات رفض وصول الأطفال إلى المساعدات الإنسانية مرتبطة بشكل خاص بـ«القيود المفروضة على الأنشطة والحركات الإنسانية، وبالتدخّل في العمليات الإنسانية والتمييز ضدّ المستفيدين من المساعدات، والهجمات المباشرة والعشوائية على البنى التحتية المدنية»، وكذلك مقتل العاملين في المجال الإنساني.

ولم تحدّد غامبا الدول التي سيتمّ تسليط الضوء عليها على هذا الصعيد في تقرير سنة 2024 المنتظر صدوره في يونيو 2024.

وأظهر التقرير السابق أن القيود على وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة والذي طال 1861 حالة، كان يمثّل جزءاً كبيراً من مجموع الحالات. وتواصل الأمم المتحدة إدانة القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذهب ضحيته نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفق الأرقام الإسرائيلية.

وأعلن تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية لمنظمة «اليونيسيف»، الأربعاء، أمام مجلس الأمن أنه «بسبب القيود، لا يحصل الأطفال على طعام مغذٍّ مناسب لأعمارهم، أو على الخدمات الطبية، ويحصلون على أقل من لترين إلى ثلاثة لترات من الماء يومياً».

وأضاف: «العواقب واضحة»، موضحاً: «يُعتقد أن عشرات الأطفال ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة في شمال قطاع غزة».

وأشار التقرير أيضاً إلى التهديدات التي تواجه وصول الأطفال إلى المساعدات الإنسانية في دولتي السودان وبورما.

من جهة أخرى، يتطرّق تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال في النزاعات المسلّحة إلى أمور أبعد من الحصول على المساعدات الإنسانية، حيث يورد عدد الأطفال الذين قُتلوا وجرحوا أو الهجمات على المستشفيات والمدارس.


مقالات ذات صلة

السودان في مواجهة إحدى أسوأ المجاعات في العالم

شمال افريقيا رجل يحمل سوطاً يحاول السيطرة على حشد من اللاجئين السودانيين يتدافعون للحصول على الطعام بمخيم أدري (نيويورك تايمز)

السودان في مواجهة إحدى أسوأ المجاعات في العالم

في الوقت الذي يتجه فيه السودان صوب المجاعة، يمنع جيشه شاحنات الأمم المتحدة من جلب كميات هائلة من الغذاء إلى البلاد عبر معبر «أدري» الحدودي الحيوي مع تشاد.

ديكلان والش (نيويورك)
بيئة غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات موجات الحر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

قالت الإمارات إنها ترحب ببيان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
آسيا الشيخة حسينة باكية بين مرافقيها لدى تفقدها محطة المترو التي لحقت بها أضرار كبيرة خلال الاحتجاجات في دكا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في «قمع» المظاهرات ببنغلاديش

دعت الأمم المتحدة الخميس بنغلاديش إلى الكشف فوراً عن تفاصيل قمع المظاهرات الأسبوع الماضي وسط تقارير عن «أعمال عنف مروعة».

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك (رويترز)

الأمم المتحدة: 26 قتيلاً جراء هجمات على قرى في بابوا غينيا الجديدة

قالت الأمم المتحدة إن هجمات عنيفة استهدفت 3 قرى نائية في شمال بابوا غينيا الجديدة، أسفرت عن مقتل 26 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.