كشف تقرير عن جهود روسيا في إعادة هيكلة وتعزيز شبكة الاستخبارات العسكرية الروسية «GRU»، بهدف تقويض استقرار الحكومات الداعمة لكييف عبر أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وذلك عبر استخدام خدماتها السرية «بشكل عدواني» لتغيير الأنظمة وزعزعة الاستقرار في هذه المناطق، وفق صحيفة «فايننشال تايمز».
وبحسب التقرير، تتزامن هذه الجهود مع إعادة هيكلة ناتجة عن غزو روسيا لأوكرانيا، حيث تسعى «GRU» لإعادة بناء شبكتها الأوروبية باستخدام وكلاء غير شرعيين وشبه شرعيين، بهدف زعزعة الاستقرار وتحقيق تأثير سلبي باستخدام تكتيكات مألوفة من عهد الحرب الباردة.
وفي إطار تلك الجهود، يُشير التقرير إلى تعزيز دور «GRU» في أفريقيا، حيث استحوذت على العمليات الخاصة التي كانت تُنفذها مجموعة «فاغنر» بقيادة يفغيني بريغوجين، الذي توفي في حادث تحطم طائرة، العام الماضي، وفي الشرق الأوسط، يُظهر التقرير أن رمضان قاديروف، من إقليم الشيشان، يقود لحملة علاقات عامة معادية للغرب.
والهدف هو زعزعة الحكومات المعادية لموسكو وتعطيل الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث يستخدمون أساليب تشمل التضليل واستهداف الطبقة الحاكمة واستخدام العنف، وفقاً للتقرير الذي نشرته مؤسسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة، الثلاثاء، في لندن.
وحذرت المؤسسة الفكرية الغربية في تقريرها من أن هذه الجهود الروسية تستهدف زعزعة الحكومات المعادية لموسكو وتعطيل الدعم الغربي لأوكرانيا، مستخدمة تكتيكات تشمل التضليل واستهداف الطبقة الحاكمة واستخدام العنف.
وتتضمن الإصلاحات التي قامت بها «GRU» إنشاء وحدة جديدة تُعرف بـ«خدمة الأنشطة الخاصة»، والتي تشمل وحدة 29155 المسؤولة عن الاغتيالات الخارجية.
ويُشير التقرير إلى أن هذه الإصلاحات تأتي بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة التي قادها عملاء «GRU» في أوكرانيا والجبل الأسود ومولدوفا.
وتتطلب التدابير الروسية المُعيدة لبناء هذه الشبكة موافقة من لجنة مجلس الأمن الوطني الروسي، وفي الوقت نفسه، يُقيم فريق «GRU» فعالية العمليات التجسسية.
ويُشير التقرير إلى أن العملاء الروس يُبلغون أحياناً عن سبب عدم ضرب أهداف معينة، مُظهرين انتقالاً في أسلوب توجيه الإنفاق والتحلي بالشفافية.
تعكس هذه الإصلاحات تحولاً في أساليب جمع المعلومات، حيث يُفضل الآن الحصول على معلومات دقيقة وفعّالة بدلاً من الحصول على معلومات زائفة. ويتضح أيضاً أن الأنشطة الروسية تستهدف بناء شبكات قوية من الوكلاء والتجارب المحلية لتحقيق أهدافها في مختلف المناطق.