روسيا تحذّر من «عودة» أميركية - أطلسية إلى أفغانستان ودول الجوار

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية بغداد في 6 فبراير 2023 (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية بغداد في 6 فبراير 2023 (د.ب.أ)
TT

روسيا تحذّر من «عودة» أميركية - أطلسية إلى أفغانستان ودول الجوار

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية بغداد في 6 فبراير 2023 (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية بغداد في 6 فبراير 2023 (د.ب.أ)

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «عودة البنى التحتية العسكرية» الأميركية أو الأطلسية إلى أفغانستان أو دول الجوار في وسط آسيا، وذلك خلال استضافته مؤتمراً إقليمياً حضره مسؤولون من «طالبان»

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تعدّ روسيا أفغانستان وأجزاء واسعة من آسيا الوسطى ضمن مناطق التأثير المرتبطة بأمنها القومي. ومنذ سحب واشنطن قواتها من البلاد في صيف 2021، سعت موسكو وبكين إلى ملء الفراغ من خلال التواصل مع «طالبان» العائدة إلى الحكم، على رغم تباينات عميقة معها.

إلا أن روسيا تواجه تحديات في مناطق نفوذها التقليدية في ظل العزلة التي فرضتها عليها أطراف غربية ودولية، على خلفية غزوها لأوكرانيا مطلع عام 2022.

وقال لافروف، في كلمة خلال مؤتمر لدول جوار أفغانستان أقيم في مدينة كازان بوسط روسيا: «سنواصل تطوير اتصالات مختلفة الأوجه مع أفغانستان».

وأضاف في المؤتمر الذي حضره وزير خارجية «طالبان» أمير خان متقي: «نعتبر أن عودة البنى التحتية العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى أراضي أفغانستان والدول المجاورة أمر غير مقبول، أياً ما كانت الذرائع».

وأشار إلى أن موسكو «قلقة من محاولات أطراف غير إقليميين الانخراط بشكل إضافي في أفغانستان... سنكون يقظين بالتحديد بشأن هذا الأمر»، داعياً الدول الأخرى إلى القيام بالأمر نفسه.

وتأتي تصريحات لافروف بعد أيام من ترحيب أوزبكستان، الجارة الشمالية لأفغانستان، بـ«تعزيز» تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع في أوزبكستان، عقب لقاء بين الوزير باخودير قربانوف وقائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم» مايكل كوريلا، في طشقند، الثلاثاء: «تتعزّز العلاقات الودّية بين البلدين في مجال الدفاع كلّ عام».

وأكد بيان الوزارة أن الطرفين بحثا "الإنجازات في المجال العسكري وإمكان مواصلة التعاون».

وعلى رغم انسحابها قبل أكثر من 10 أعوام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي ترأسها روسيا وتضمّ عدة جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي، فلا تزال أوزبكستان مرتبطة بشكل وثيق بموسكو في مجالات عدة بينها التسلّح، لكنها تتعاون أيضاً مع دول غربية.

بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، استضافت أوزبكستان لفترة مؤقتة قواعد عسكرية للتحالف الذي قادته واشنطن في أفغانستان.

وفي أواخر أغسطس (آب)، أنجزت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان في عملية شابتها فوضى واسعة.

وغزت القوات السوفياتية أفغانستان خلال الثمانينات من القرن الماضي، وخاضت خلال تلك الحرب معارك ضد تنظيمات متطرفة أفغانية. ولا تزال روسيا تصنّف حركة «طالبان» التي حكمت أفغانستان للمرة الأولى بين منتصف التسعينات وحتى الغزو الأميركي في 2001، «منظمة إرهابية»، إلا أنها أبقت على تواصل معها منذ عودتها إلى الحكم في كابول اعتباراً من 2021.

وأعرب لافروف عن أمله في أن تقوم سلطات «طالبان» «بكل ما في وسعها لتعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات».


مقالات ذات صلة

حريق ضخم... إجلاء سكان منطقة روسية بعد هجوم بمسيّرة أوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون خارج المباني التي اشتعلت فيها النيران جراء القصف في بيلغورود (رويترز)

حريق ضخم... إجلاء سكان منطقة روسية بعد هجوم بمسيّرة أوكرانية

تسبب حريق ضخم اندلع بعد هجوم بمسيّرة أوكرانية في منطقة فورونيج الروسية المتاخمة لأوكرانيا، في انفجار مواد متفجرة اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ عاملة في إحدى لجان الانتخابات تحضر بطاقات الانتخاب عبر البريد في كارولينا الشمالية (رويترز)

مسؤول بالمخابرات الأميركية: إيران وروسيا والصين تحاول التأثير على الانتخابات

قال مسؤول كبير بالمخابرات الأميركية، الجمعة، إن إيران أصبحت أكثر نشاطاً من ذي قبل، وتُصعد من نشاطها للتأثير على الناخبين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الجيش الأوكراني يطلق صواريخ من راجمة على خط المواجهة في منطقة خاركيف مع استمرار الهجوم الروسي 2 أغسطس 2022 (رويترز)

أوكرانيا: أسقطنا 27 من 44 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية

قالت القوات الجوية الأوكرانية، الجمعة، إنها أسقطت 27 من أصل 44 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (إ.ب.أ)

الكرملين: يجب الرد على التقييد الغربي لوسائل الإعلام

نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول، الجمعة، إن على روسيا أن «ترد بشكل مناسب» على القيود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

بوتين: توقف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكبد روسيا «خسائر» مالية

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الخميس)، بأن عدم تمديد كييف العقد مع شركة «غازبروم» لنقل الغاز الروسي إلى الأوروبيين سيكبد بلاده «خسائر» مالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الصين تؤكد للولايات المتحدة أنها تمثل «فرصة» اقتصادية و«ليست تهديداً»

المبعوث الأميركي للمناخ جون بوديستا خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقاعة الشعب الكبرى في بكين 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي للمناخ جون بوديستا خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقاعة الشعب الكبرى في بكين 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

الصين تؤكد للولايات المتحدة أنها تمثل «فرصة» اقتصادية و«ليست تهديداً»

المبعوث الأميركي للمناخ جون بوديستا خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقاعة الشعب الكبرى في بكين 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي للمناخ جون بوديستا خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقاعة الشعب الكبرى في بكين 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

أكد نائب وزير التجارة الصيني لنظيرته الأميركية، السبت، أن بلاده تمثل «فرصة» اقتصادية و«ليست تهديداً» للولايات المتحدة، وذلك خلال محادثات عدَّها «مهنية وعقلانية وبراغماتية».

وتعد التجارة أحد مجالات الخلاف الكثيرة بين القوتين العالميتين، إلى جانب التنافس في التكنولوجيا والتوترات في بحر الصين الجنوبي، وكذلك ملف تايوان.

لكن بكين وواشنطن تحاولان منذ العام الماضي مواصلة الحوار رغم الخلافات بينهما.

واستقبل نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شوين، السبت، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للتجارة، ماريسا لاغو، في تيانجين بشمال الصين، في ثاني اجتماع هذا العام بين المسؤولين المكلفين بقضايا التجارة الدولية.

وأجرى المسؤولان محادثات «مهنيّة وعقلانية وبراغماتية» حول القضايا السياسية والتجارية التي أثارها خصوصاً أصحاب الأعمال في البلدين، وفق ما قالت وزارة التجارة الصينية في بيان.

وأعرب وانغ شوين عن مخاوف بلاده بشأن رسوم جمركية إضافية عدة وعقوبات فرضتها الولايات المتحدة على شركات ومنتجات صينية.

كما أكد أن بكين تعارض القيود التي فرضتها واشنطن على التجارة والاستثمار «بحجة قدرة الإنتاج الصينية المفرطة».

وأكد لمحاورته أن «الصين الحديثة، ذات عدد السكان الكبير، هي فرصة للولايات المتحدة، وليست تهديداً»، بحسب الوزارة.

تتعرض شركات ومنتجات صينية لكثير من العقوبات أو القيود الأميركية، اتخذت خصوصاً بذريعة التصدي للمنافسة غير العادلة أو حماية الأمن القومي.

وأعلنت الولايات المتحدة مجدداً، الخميس، تشديد الرقابة على صادرات تكنولوجيات متقدمة، وهو إجراء يستهدف العملاق الآسيوي من بين دول أخرى.

وفي إطار تصميمها على إبطاء التقدم الصيني في قطاع السيارات، أعلنت الولايات المتحدة أيضا في مايو (أيار) عن مضاعفة الرسوم الجمركية أربع مرات (من 25 في المائة إلى 100 في المائة) على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.

ومع ذلك، يبدو أن القوتين مصممتان على مواصلة المحادثات. وبحسب البيت الأبيض، فقد بدأ الإعداد لاتصال هاتفي محتمل في الأسابيع المقبلة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ.