لجنة أممية تؤكد حق الأطفال في بيئة نظيفة وصحية

أطفال عند وصولهم لحضور اليوم الأول من المدرسة الابتدائية في تمبلوكس ببلجيكا في 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)
أطفال عند وصولهم لحضور اليوم الأول من المدرسة الابتدائية في تمبلوكس ببلجيكا في 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)
TT

لجنة أممية تؤكد حق الأطفال في بيئة نظيفة وصحية

أطفال عند وصولهم لحضور اليوم الأول من المدرسة الابتدائية في تمبلوكس ببلجيكا في 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)
أطفال عند وصولهم لحضور اليوم الأول من المدرسة الابتدائية في تمبلوكس ببلجيكا في 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى الاثنين أنّ لجميع الأطفال الحق في بيئة نظيفة وصحية، في وقت تزداد فيه الدعاوى القضائية التي يرفعها شباب والمتعلقة بقضايا المناخ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ونشرت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، والمكونة من 18 خبيراً مستقلاً، تحليلاً لمعاهدة دولية مهمة، مؤكدةً أنها تضمن للأطفال الحق في بيئة صحية.

ويعني ذلك وفق ما أوضحت أنّ الدول ملزمة بمكافحة مشاكل؛ مثل التلوث وتغيّر المناخ.

وقالت اللجنة: «يجب على الدول ضمان بيئة نظيفة وصحية ومستدامة من أجل احترام حقوق الطفل وحمايتها والعمل بها».

وأضافت أن «التدهور البيئي، بما في ذلك عواقب أزمة المناخ، يقوض التمتع بهذه الحقوق».

وتعد اتفاقية حقوق الطفل، التي قام خبراء الأمم المتحدة بتحليلها، أكثر صكوك حقوق الإنسان التي تمت المصادقة عليها على نطاق واسع في التاريخ، وفقاً لموقع اللجنة على الإنترنت.

وتأتي مواقف لجنة حقوق الطفل بعد أسبوعين فقط من حكم قاض في ولاية مونتانا لصالح شباب اتهموا ولايتهم بانتهاك حقهم الدستوري في «بيئة نظيفة وصحية»، من خلال تعزيز صناعة الوقود الأحفوري، وهو قرار تاريخي في أول محاكمة كبرى من نوعها بشأن المناخ في الولايات المتحدة.

وفي أماكن أخرى من العالم، حكم القضاء بشكل واضح لصالح شباب، ففي كولومبيا هاجم شبان حكومتهم منددين بإزالة الغابات، وفي ألمانيا تمكن أطفال من تشديد قانون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الدول مسؤولة

وأكدت رئيسة اللجنة آن سكيلتون لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تحليل المعاهدة الذي نشرته اللجنة، يمكن أن يشكل أداة قوية تفيد الشباب الساعين إلى تحقيق العدالة المناخية، مشددة على أهميته القانونية.

وقالت: «يمكن للأطفال أنفسهم استخدام هذه الأداة لتشجيع الدول على فعل ما يلزم ومحاسبتها أمام القضاء في نهاية المطاف».

ولم تنص اتفاقية عام 1989 صراحة على حق الأطفال في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، إلا أن اللجنة ترى أن هذا الحق ضمني ومرتبط بشكل مباشر بكثير من الحقوق الأخرى، مثل الحق في الحياة والبقاء والنمو.

ورأت اللجنة أنّ «الأزمة الكوكبية الثلاثية - وهي حالة الطوارئ المناخية، وانهيار التنوع البيولوجي، والتلوث المنتشر - يشكل نطاقها وحجمها تهديداً عاجلاً ومنتظماً لحقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم».

ونشر الخبراء خلاصاتهم بعد التشاور مع حكومات ومع المجتمع المدني وأطفال. وأدلى أكثر من 16 ألف طفل في 121 دولة بآرائهم بهذا الشأن.

ونقل بيان لجنة الأمم المتحدة عن ناشط هندي اسمه كارتيك ويبلغ 17 عاماً قوله: «أصواتنا مهمة وتستحق أن تُسمع».

وأعرب كارتيك عن اعتقاده بأن هذه المبادئ التوجيهية «ستساعدنا على فهم حقوقنا وممارستها في مواجهة الأزمة البيئية والمناخية».

وشدّدت سكيلتون على أهمية حق الأطفال في الاحتجاج على الممارسات الضارة بالبيئة.

إلى ذلك، قالت إنه «يجب على الدول أن تكفل سماع أصوات الأطفال عند اتخاذ قرارات كبيرة»، مضيفة أنه يجب على الدول أيضاً «التأكد من أن الشركات تحذو حذوها».

ولا تتمتع لجنة الأمم المتحدة بسلطة إلزامية، لكن الدول تتعهد من حيث المبدأ احترام التوصيات.


مقالات ذات صلة

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

المشرق العربي أطفال فلسطينيون يركبون على ظهر عربة وهم يحملون أمتعتهم في غزة (أ.ف.ب)

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات لديهم هواتف ذكية خاصة بهم (رويترز)

هاتف ذكي جديد للأطفال من دون «تيك توك» أو «فيسبوك»

يقوم صانعو أجهزة «نوكيا» بتطوير هاتف للأطفال مزوّد بالإنترنت، ولكن لا يخولهم الوصول إلى «تيك توك»، أو «إنستغرام»، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تحذر من تفش لفيروس شلل الأطفال في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تعرب عن «قلقها الشديد» إزاء تفشي شلل الأطفال في غزة

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشٍّ لفيروس شلل الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب، فيما بدأت إسرائيل بالفعل تطعيم قواتها ضد المرض.

«الشرق الأوسط» (القدس)
يوميات الشرق «ماتيل» تطرح «باربي مكفوفة» بهدف تمكين الأطفال المكفوفين بالمجتمع (ماتيل)

إطلاق أول «باربي» كفيفة تستعين بعصا

أطلقت شركة «ماتيل» الأميركية لتصنيع الألعاب أول دمية «باربي مكفوفة»، موجِّهة بذلك رسالة إيجابية للأطفال الذين يعانون من ضعف النظر والعمى.

جوسلين إيليا (لندن)

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن
TT

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

حذّرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في الجنوب الأفريقي وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع 5 دول لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يكافحون لتأمين الطعام.

وصرحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالوكالة في أفريقيا الجنوبية لولا كاسترو لوكالة الصحافة الفرنسية في جوهانسبرغ، الجمعة، أن «الفترة الأسوأ مقبلة الآن. لم يتمكن المزارعون من حصاد أي شيء والمشكلة هي أن الحصاد المقبل في أبريل (نيسان) 2025».

بعد مالاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أصبحت ليسوتو قبل أسبوعين آخر دولة تعلن حال الكارثة الوطنية في أعقاب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو.

وأضافت كاسترو أن دولاً أخرى مثل أنغولا وموزمبيق قد تحذو قريباً حذوها أو تبلغ عن وجود فجوة بين الغذاء المتوفر وما يحتاجون إليه.

وأشارت إلى أن بعض التقديرات تفيد بأن الجفاف هو الأسوأ في المنطقة منذ قرن.

وقالت كاسترو، الجمعة، من مكتب برنامج الأغذية العالمي في جوهانسبرغ، إن ما لا يقل عن 27 مليون شخص تضرروا في منطقة يعتمد الكثيرون فيها على الزراعة.

وأضافت أن الجفاف أتلف 70 في المائة من المحاصيل في زامبيا و80 في المائة في زيمبابوي، ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت كاسترو: «الذرة جافة تماماً ورقيقة ونموها ضعيف ويسأل المزارعون عما عليهم فعله ليتمكنوا من إطعام أسرهم».

حتى لو تراجعت ظاهرة النينيو، فإن آثارها لا تزال قائمة.

أطفال من قبيلة الماساي يركضون أمام حمار وحشي قال السكان المحليون إنه نفق بسبب الجفاف (أ.ب)

وأضافت: «لا يمكننا التحدث عن مجاعة لكنّ الأشخاص عاجزون عن شراء وجبات كافية أو استهلاك عدد كافٍ من السعرات الحرارية يومياً. بدأ الأطفال يخسرون الوزن والسكان يعانون».

يشجع برنامج الأغذية العالمي المزارعين على زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف مثل الذرة الرفيعة والدخن والكسافا لمواجهة فترات الجفاف مستقبلاً.

وقالت كاسترو إن برنامج الأغذية العالمي، الذي وجه نداء للحصول على 409 ملايين دولار لتوفير الغذاء وغير ذلك من مساعدات لنحو ستة ملايين شخص في المنطقة، لم يتلقَّ حتى الآن سوى 200 مليون دولار.