حريق غابة داديا اليونانية «خارج السيطرة» لليوم العاشر على التوالي

الغطاء النباتي الكثيف يعوق وصول المياه إلى البؤر المشتعلة في غابة داديا اليونانية (إ.ب.أ)
الغطاء النباتي الكثيف يعوق وصول المياه إلى البؤر المشتعلة في غابة داديا اليونانية (إ.ب.أ)
TT

حريق غابة داديا اليونانية «خارج السيطرة» لليوم العاشر على التوالي

الغطاء النباتي الكثيف يعوق وصول المياه إلى البؤر المشتعلة في غابة داديا اليونانية (إ.ب.أ)
الغطاء النباتي الكثيف يعوق وصول المياه إلى البؤر المشتعلة في غابة داديا اليونانية (إ.ب.أ)

لا يزال الحريق الذي طال غابة داديا، وهي محمية وطنية معروفة بكونها موطناً طبيعياً لأنواع كثيرة من الطيور الجارحة، في شمال شرقي اليونان «خارج السيطرة»، وفق ما أعلن رجال الإطفاء، اليوم الإثنين.

وقال متحدث باسم رجال الإطفاء لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الحريق لا يزال خارج السيطرة» مشيراً إلى أن «نحو 500 رجل إطفاء تدعمهم 100 مركبة و7 طائرات و3 مروحيات يكافحون النيران». وتمتد النيران مسافة نحو 10 كيلومترات، حسب تقديرات رجال الإطفاء في المكان. وقدر مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي (الأحد) على منصة «إكس» أن الحريق أتى بالفعل على 77 ألف هكتار أي ما يوازي 770 كيلومتراً مربعاً.

اندلع الحريق في 19 أغسطس (آب)، واجتاح منطقة إيفروس الحدودية مع تركيا بالقرب من مدينة ألكسندروبولي الساحلية. وعثر هذا الأسبوع في المنطقة على جثث 19 شخصاً يعتقد أنهم مهاجرون وبينهم طفلان.

أضرار بيئية لا تحصى

وخلال الأيام القليلة الماضية، أصدر جهاز الحماية المدني اليوناني أمراً بإخلاء بعض قرى المنطقة.

بينما توجه 3 وزراء الثلاثاء، من بينهم وزير حماية المواطن يانيس إيكونومو والتنمية الزراعية ليفتيريس أفيناكيس، إلى ألكسندروبولي، لتقييم الأضرار.

والأسبوع الماضي، قال رئيس بلدية مدينة سوفلي بانايوتيس كالاكيكوس لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الأضرار البيئية لا تحصى جراء هذا الحريق».

تعد غابة داديا حيوية للاقتصاد المحلي، لأنها تدعم أنشطة الغابات وتربية النحل والسياحة.

ووفقاً لخبراء، فإن الغطاء النباتي كثيف للغاية في هذه المنطقة لدرجة أن النيران غالباً ما تكون غير مرئية، كما أن المياه التي يلقيها رجال الإطفاء لا تصل في كثير من الأحيان إلى البؤر المشتعلة.

وفي شمال أثينا، يواصل الحريق (الاثنين) التمدد لليوم السادس على التوالي في جبل بارنيثا، حيث يأتي على الغطاء النباتي في المنطقة التي تعد رئة خضراء للعاصمة، وفق إدارة الإطفاء التي أشارت إلى أن «270 من رجال الإطفاء وقاذفة مياه ومروحية يكافحون النيران هناك».


مقالات ذات صلة

بيئة رجل وسط مساحة محترقة في سانتا آنا دي فيلاسكو (أ.ف.ب)

مزارعون بوليفيون أمام معضلة بسبب حرائق الغابات

بعد أقل من عام على أسوأ حرائق غابات في تاريخ بوليفيا، يجد المزارعون أنفسهم أمام خيارين: إما مواصلة إشعال الحرائق لتنظيف الأراضي من أجل الزراعة، أو زرع الأشجار.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
الولايات المتحدة​ حريق باليساديس يجتاح حياً وسط رياح قوية في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس الثلاثاء 7 يناير 2025 (أ.ب)

خبراء: التغير المناخي فاقم خطر اندلاع حرائق لوس أنجليس في أميركا

ساهم تغير المناخ في زيادة احتمالية حدوث حرائق الغابات الكبرى التي أودت بحياة 29 شخصاً على الأقل في يناير (كانون الثاني) في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لقطة جوية تُظهر منازل مدمرة جراء حريق باليساديس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

حرائق كاليفورنيا: ارتفاع عدد الضحايا إلى 29 شخصاً

ارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق المدمرة التي وقعت في منطقة لوس أنجليس لتصل إلى 29 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رجل إطفاء وسط حرائق شمال غربي لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

الحرائق المدمّرة... خطر «غير مفهوم» للعلماء

في عصر يشهد حرائق ضخمة تدمّر مدناً وتولّد أعمدة من الدخان مرئية من الفضاء، يقرّ العلماء بأنهم بعيدون عن فهم مختلف آثارها على البشر والطبيعة والمناخ.

«الشرق الأوسط» (باريس)

روبيو: أوكرانيا ستضطر للتنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

روبيو: أوكرانيا ستضطر للتنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن أوكرانيا ستضطر إلى التنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن روبيو قوله في أثناء حديثه إلى الصحافيين على متن الطائرة خلال رحلته إلى جدة، اليوم (الاثنين)، «أهم ما يجب أن نؤكد عليه هنا هو ضرورة امتلاك أوكرانيا الإرادة للقيام بخطوات صعبة، تماما كما سيتعين على روسيا اتخاذ قرارات صعبة لإنهاء هذا الصراع أو على الأقل إيقافه بطريقة ما».
وأضاف روبيو «على كلا الطرفين أن يدركا أنه ليس هناك حل عسكري لهذا الوضع. فروسيا غير قادرة على احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي الوقت ذاته، سيكون من الصعب جداً على أوكرانيا، في أي أفق زمني معقول، إجبار الروس على التراجع إلى مواقعهم قبل عام 2014».

وأوقفت إدارة ترمب المساعدات العسكرية لأوكرانيا عقب المواجهة الحامية بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني بسبب رفض ترمب منح كييف أي ضمانات أمنية في صفقة مقترحة تتعلق بالموارد الطبيعية لأوكرانيا.

معارضة خطاب «معادٍ» لروسيا

في سياق متصل، قال روبيو إن الولايات المتحدة ستعارض أي خطاب «معادٍ» لروسيا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، هذا الأسبوع.

وصرّح لصحافيين أثناء توجّهه إلى جدة في السعودية لإجراء محادثات مع أوكرانيا: «في نهاية المطاف، لا يمكننا الموافقة على أي بيان لا ينسجم مع موقفنا القاضي بجلب كلا الطرفين إلى طاولة المفاوضات».

وأضاف روبيو أن الموقف لا ينطوي على «انحياز لأي طرف، بل يأتي لشعورنا بأن الخطاب المعادي يصعّب أحياناً جلب الأطراف إلى الطاولة».

وأقرّ روبيو باختلاف وجهات النظر بين الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة؛ أي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.

لكنّه قال إن الولايات المتحدة «هي حالياً الجهة الوحيدة التي يبدو أنها في وضع يمكّنها من جعل محادثات كتلك ممكنة».

وأحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحوّلاً جذرياً في موقف الولايات المتحدة التي صوّتت، الشهر الماضي، إلى جانب روسيا وضد معظم حلفائها الغربيين في قرار للأمم المتحدة لم يتضمّن دعوة إلى انسحاب موسكو الكامل من أراضٍ استولت عليها في أوكرانيا.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (رويترز)

وروبيو موجود في جدة لإجراء محادثات مع وفد أوكراني لاستكشاف مدى استعداد كييف لتقديم تنازلات، بعدما جمّد ترمب المساعدات للأوكرانيين، إثر اجتماع في البيت الأبيض شهد سجالاً حاداً بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

تستضيف كندا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، اجتماع وزراء الخارجية في شارلوفوا في مقاطعة كيبيك، اعتباراً من الأربعاء، في حين يمارس ترمب ضغوطاً قصوى على جارة الولايات المتحدة وحليفتها.

فرض ترمب رسوماً جمركية على كندا التي يواصل الحديث عن ضمها للولايات المتحدة لتصبح «الولاية الـ51»، قائلاً إنها تعتمد بشكل غير عادل على الولايات المتحدة.

وتوقّع روبيو البحث في التوترات مع نظيرته الكندية ميلاني جولي، إلا أنه شدّد على أن الولايات المتحدة وكندا ما زالتا تتشاركان «الكثير من المصالح المشتركة» وهما منضويتان في حلف شمال الأطلسي وقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد).

وقال: «من واجبنا أن نسعى، إلى أقصى حد ممكن، للحؤول دون أن يتأثر سلباً كل ما نعمل عليه معاً بسبب أمور نختلف بشأنها في الوقت الراهن».