موسكو: المقترحات الأفريقية لإنهاء الحرب في أوكرانيا «يصعب جداً تنفيذها»

الخطة قائمة على الاعتراف بسيادة الدول كما تعترف بها الأمم المتحدة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ف.ب)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ف.ب)
TT

موسكو: المقترحات الأفريقية لإنهاء الحرب في أوكرانيا «يصعب جداً تنفيذها»

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ف.ب)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ف.ب)

دعا وفد الوساطة الأفريقية، أمس السبت، أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى إنهاء «الحرب» في أوكرانيا، مقدّماً مقترحات عدّت موسكو أنه «يصعب جداً تنفيذها»، غداة رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذه المبادرة الدبلوماسية الجديدة لوضع حد للنزاع.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، الذي ترأس وفد الوسطاء الأفارقة، في مستهل اجتماع مع بوتين في سان بطرسبرغ بشمال غرب روسيا: «لا يمكن لحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية (...) نأمل في أن تنتهي هذه الحرب». وأضاف: «من مصلحتنا المشتركة أن تنتهي هذه الحرب»، مشدداً على أن الدول الأفريقية «تتأثر سلباً» بهذا النزاع.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي وفد الوساطة الأفريقية (أ.ب)

وفقاً لرامابوزا، يمكن تلخيص مقترحات السلام الأفريقية في نقاط عشر، بما فيها «خفض التصعيد من الجانبين» و«الاعتراف بسيادة» الدول، كما تعترف بها الأمم المتحدة، وتوفير «ضمانات أمنية» لجميع الأطراف، ورفع العراقيل أمام تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، و«تحرير أسرى الحرب» المستمرة منذ فبراير (شباط) 2022، وإعادة الإعمار، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي نهاية الاجتماع قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن هذه الخطة الأفريقية «يصعب جداً تنفيذها»، لكنه أضاف رغم ذلك أن «الرئيس بوتين أبدى اهتمامه بدرسها»، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية.

وضم الوفد أربعة رؤساء هم إلى جانب رامابوزا، ماكي سال من السنغال، وهاكيندي هيشيليما من زامبيا، وغزالي عثماني من جزر القمر، التي ترأس الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر.

والتقى الوفد، بوتين، في روسيا، بعدما أجرى، الجمعة، وفق رئاسة جنوب أفريقيا، «محادثات بناءة» مع زيلينسكي في كييف.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي وفد الوساطة الأفريقية (إ.ب.أ)

مقاربة متوازنة

وفي وقت سابق، قال بوتين: «نحن نشيد بمقاربة متوازنة لأصدقائنا الأفارقة حيال الأزمة الأوكرانية». وأضاف: «نحن منفتحون على حوار بناء مع الراغبين في سلام يستند إلى مبادئ العدالة مع أخذ المصالح المشروعة للأطراف في الاعتبار».

وتابع بوتين: «في روسيا، نكنّ احتراماً كبيراً لموقف الدول الأفريقية من أجل الحفاظ على الاستقرار (...) وندعم تطلعاتها نحو سياسة سلمية».

وتضررت القارة الأفريقية بشدة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي مع ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة والتأثير الأوسع للحرب على التجارة العالمية.

وتعرضت جنوب أفريقيا للانتقاد بسبب قربها من موسكو، وهي ترفض التنديد بروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا مؤكدة اعتمادها موقفاً حيادياً مع الدعوة إلى الحوار.

ويحاول الكرملين استقطاب القادة الأفارقة إلى معسكره، مقدماً روسيا على أنها سد منيع أمام الإمبريالية الغربية، ومتهماً الغرب بمنع صادرات الحبوب والأسمدة الروسية الضرورية إلى أفريقيا جراء العقوبات.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ميلوني تصل إلى الصين في زيارة رسمية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
TT

ميلوني تصل إلى الصين في زيارة رسمية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

أعلنت وسيلة إعلام رسمية صينية أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وصلت بعد ظهر اليوم (السبت) إلى الصين في زيارة رسمية، وذلك لتحفيز العلاقات التجارية، والتطرق إلى الحرب في أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهي الزيارة الأولى لميلوني إلى الدولة الآسيوية، منذ توليها منصبها عام 2022.

ومن المقرر أن تلتقي المسؤولة الإيطالية خلال زيارتها التي تستمر 5 أيام، وتنتهي الأربعاء، الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، بحسب بكين.

وقال تلفزيون «سي جي تي إن» الصيني على موقع «ويبو» الاجتماعي: «وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بعد ظهر (السبت) 27 يوليو (تموز) إلى بكين في زيارة رسمية».

وأرفقت القناة رسالتها بصورة لطائرة تابعة للجمهورية الإيطالية على مدرج المطار.

قال مصدر حكومي إيطالي إن الهدف من الزيارة هو «إعادة تحريك العلاقات الثنائية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك».

وذكر المصدر أن مباحثات ميلوني مع كبار القادة الصينيين ستركز على «القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال الدولي بدءاً بالحرب في أوكرانيا».

وبالإضافة إلى بكين، ستزور ميلوني شنغهاي (شرق) عاصمة الصين الاقتصادية.

انسحبت إيطاليا من الاتفاقية مع الصين بشأن طرق الحرير الجديدة العام الماضي، بعد أن كانت الدولة الوحيدة في مجموعة السبع المشاركة في هذا البرنامج الاستثماري الضخم من جانب بكين في البنى التحتية بالخارج.

قبل وصولها إلى السلطة، رأت ميلوني أن الالتزام بهذا البرنامج، وهو حجر الزاوية لطموحات الرئيس شي جينبينغ لزيادة تأثير بلاده في الخارج، كان «خطأ جسيماً».

وتضمنت مذكرة التفاهم غير الملزمة بين روما وبكين تعهدات تعاون واسعة النطاق في المجالات اللوجستية والبنى التحتية والتمويل والبيئة.

لكن التفاصيل كانت نادرة، وأدَّت قلة الشفافية إلى عدم ثقة حلفاء إيطاليا.

ومنذ ذلك الحين، سعت إدارة ميلوني إلى تحسين العلاقات مع الصين، الشريك التجاري الرئيسي.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في أبريل (نيسان) أن «علاقاتنا مع الصين إيجابية حتى لو كان هناك منافسة بيننا وتباين في مواقفنا بشأن بعض القضايا».

وشدد على أن انسحاب روما من مشروع طرق الحرير الجديدة «لم يكن خطوة عدائية تجاه الصين».