بايدن وسوناك يوقعان «إعلان الأطلسي» للتعاون الاقتصادي والطاقة النظيفة 

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال المؤتمر الصحافي المشترك، مساء الخميس، عقب محادثات ثنائية مغلقة، على التزامهما بمساعدة أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي مهما تطلب الأمر ومهما طال أمد الصراع.

وكرر بايدن ثقته في أن الكونغرس سيستمر في توفير التمويل اللازم لمساندة أوكرانيا رغم تصريحات القادة الجمهوريين بشأن التكلفة العالية للحرب الأوكرانية.

وأعلن الزعيمان شراكة اقتصادية جديدة للقرن الحادي والعشرين، لتعزيز وتعميق الأمن الاقتصادي للبلدين، تتضمن تخفيف الحواجز التجارية وتسريع انتقال الطاقة النظيفة والاستثمار في التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتقوية سلاسل الإمداد خاصة في المعادن، ومواجهة التحديات الجيوسياسية وطموحات الصين وهيمنتها على سلاسل التوريد.

ووقع الزعيمان «إعلان الأطلسي» الذي يضع معايير جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين ويخفف من بعض المشكلات التي تسبب فيها قانون بادين لخفض التضخم وأزال بعض الحواجز التي عرقلت استيراد بريطانيا بعض المعادن المهمة في صناعة السيارات الكهربائية. ويسمح الإعلان للشركات البريطانية بالحصول على إعانات ضريبية أميركية جديدة.

مؤتمر صحافي مشترك للرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ب)

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك أكد بايدن أنه ناقش مع سوناك الدعم لأوكرانيا، مشددا على أنه سيستمر مهما طال الأمر. وقال: «يكفي أن تتخيلوا ما الذي كان ممكنا أن تقوم به روسيا لولا هذه المواجهة الدولية فهل تعتقدون أن روسيا كانت ستكتفي بكييف فقط». وأشار إلى أنه ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني كيفية الاستمرار في الارتقاء بالشراكة بين البلدين في عالم سريع التغير.

وقال سوناك «أعرف أن البعض تساءل عن نوعي الشراكة مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وأقول لكم احكموا من خلال الأفعال ونحن ملتزمون بالقيم والمبادئ أكثر من أي وقت مضي، ونحن حليف موثوق به أكثر من أي وقت مضي ووجهة استثمارية جذابة أكثر من أي وقت مضي».

وتخلى سوناك عن الآمال في إبرام اتفاقية تجارة حرة كاملة بين بلاده والولايات المتحدة وشدد خلال المؤتمر الصحافي على أن النهج الجديد والشراكة الجديدة هما الأفضل في مواجهة التحديات الاقتصادية التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا والطموحات الصينية الاقتصادية.

وقال سوناك في إجابته عن الصحافيين «على مر الأجيال حاربنا جنبا إلى جنبا وحققت المملكة المتحدة والولايات المتحدة ما يتجاوز الحدود وتبادلنا المعلومات التي لا نتشاركها مع أحد آخر، وبنينا أقوى علاقة استثمارية في تاريخ العالم، ولذلك فمن الطبيعي حينما نواجه أكبر تحول في اقتصاداتنا منذ الثورة الصناعية أن نتطلع إلى بعضنا البعض لبناء مستقبل اقتصادي أقوى معا».

تهرب بادين من توضيح موقفه من دعم وزير الدفاع البريطاني بن والاس بصفته مرشحا لتولي منصب الأمين العام لحلف الناتو خلفا لستولتنبرغ، وقال في إجابته عن أسئلة الصحافيين «هذا الأمر لم يتضح بعد وسيتعين علينا الحصول على إجماع داخل حلف الناتو».

ومن المقرر أن يقوم بنس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الناتو بزيارة البيت الأبيض يوم الاثنين والاجتماع بالرئيس بايدن لمناقشة عدة قضايا؛ من أبرزها الحرب في أوكرانيا والتحضير لقمة الناتو في ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو (تموز) المقبل، وستتطرق النقاشات إلى المرشحين المحتملين لخلافة ستولتنبرغ الذي تنتهي ولايته في سبتمبر (أيلول) المقبل.