ترمب يشنّ هجوماً لاذعاً على قادة أوروبا: «ضعفاء ولا يعرفون ما يفعلون»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يشنّ هجوماً لاذعاً على قادة أوروبا: «ضعفاء ولا يعرفون ما يفعلون»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداً لاذعاً لأوروبا، واصفاً إياها بـ«مجموعة دول متداعية» يقودها «أشخاص ضعفاء». وقال في مقابلة صحافية مع مجلة «بوليتيكو» إنه يرى أن الحلفاء التقليديين لواشنطن عاجزون عن ضبط الهجرة وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما ألمح إلى استعداده لدعم سياسيين أوروبيين يتوافقون مع رؤيته للقارة.

ويمثّل هذا الهجوم الواسع على القيادة السياسية في أوروبا أشدّ انتقاد يوجّهه ترمب حتى الآن إلى ديمقراطيات الغرب، في خطوة تُنذر بحدوث قطيعة أكبر مع دول، مثل فرنسا وألمانيا، تعاني علاقاتها مع إدارته توتراً عميقاً أصلاً.

وقال ترمب عن القادة السياسيين في أوروبا: «أعتقد أنهم ضعفاء... كما أعتقد أنهم يسعون لأن يكونوا شديدي الالتزام بالصواب السياسي». وأضاف: «أظن أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون... أوروبا لا تعرف ماذا تفعل».

وأتبع ترمب انتقاداته الحادة لأوروبا بسلسلة مواقف لافتة تتعلق بالسياسة الداخلية الأميركية؛ إذ قال إنه سيجعل من الضغط لخفض أسعار الفائدة فوراً معياراً أساسياً في اختيار رئيس جديد للبنك المركزي الأميركي. كما أعلن أنه قد يوسّع العمليات العسكرية لمكافحة المخدرات لتشمل المكسيك وكولومبيا.

وحثّ ترمب القاضيين المحافظين في المحكمة العليا، سامويل أليتو وكلارنس توماس - وكلاهما في السبعينات من العمر - على البقاء في منصبيهما.

تأتي تصريحات ترمب بشأن أوروبا في لحظة شديدة الحساسية من المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، في وقت يزداد فيه قلق القادة الأوروبيين من احتمال أن يتخلى ترمب عن أوكرانيا وحلفاء القارة في مواجهة أي عدوان روسي. ولم يقدّم ترمب، في المقابلة، أي تطمينات للأوروبيين بهذا الخصوص، بل أكد أن روسيا باتت في وضع أقوى من أوكرانيا بشكل واضح.

الشخصية الأكثر تأثيراً في رسم ملامح السياسة الأوروبية

واختارت مجلة «بوليتيكو»، أمس، ترمب الشخصية الأكثر تأثيراً في رسم ملامح السياسة الأوروبية خلال العام المقبل، وهو لقب سبق أن مُنح لعدد من القادة، بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وعكست تصريحات ترمب الواثقة بشأن أوروبا تناقضاً حاداً مع بعض مواقفه المتعلقة بالسياسة الداخلية. فالرئيس وحزبه يواجهان سلسلة من الانتكاسات الانتخابية وحالة من الشلل السياسي في الكونغرس هذا الخريف، مع تزايد غضب الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة. ورغم ذلك، بدا ترمب عاجزاً عن تقديم رسالة تتلاءم مع هذه الحقائق الجديدة؛ إذ منح أداء الاقتصاد تقييماً «امتيازاً مضاعفاً»، وأصر على أن الأسعار «تنخفض في كل القطاعات»، ورفض طرح خطة واضحة لمعالجة الارتفاع المتوقع في أقساط التأمين الصحي.

ورغم الاضطرابات المتزايدة داخل الولايات المتحدة، لا يزال ترمب شخصية محورية في السياسة الدولية.

قلق في العواصم الأوروبية

وفي الأيام الأخيرة، سادت حالة من القلق في العواصم الأوروبية عقب صدور «استراتيجية الأمن القومي» الجديدة لإدارة ترمب، وهي وثيقة قدّمت الإدارة الأميركية في موقع الخصومة مع التيار السياسي السائد في أوروبا، وتعهدت بـ«رعاية المقاومة» للسياسات الأوروبية القائمة فيما يتعلق بالهجرة وغيرها من الملفات الخلافية.

وفي المقابلة، صعّد ترمب من حدّة هذا الطرح، واصفاً مدناً مثل لندن وباريس بأنها «تئن تحت عبء الهجرة» من الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال إنه من دون تغيير في سياسات الحدود «لن تبقى بعض الدول الأوروبية قابلة للاستمرار».

وبلغة شديدة التحريض، هاجم ترمب رئيس بلدية لندن، صادق خان - وهو أول مسلم يتولى هذا المنصب - واصفاً إياه بأنه «كارثة»، وعزا انتخابه إلى «تزايد أعداد المهاجرين» قائلاً: «لقد جاء كثير من الناس إلى لندن... وهم يصوّتون له الآن».

من جانبه، وجّه رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أمس، انتقاداً لإدارة ترمب بسبب وثيقة الأمن القومي، وحثّ البيت الأبيض على احترام سيادة أوروبا وحقّها في تقرير مصيرها.

وقال: «لا يهدد الحلفاء بالتدخل في الحياة الديمقراطية أو في الخيارات السياسية الداخلية لحلفائهم... بل يحترمونها».

غير أن ترمب، في حديثه مع الصحيفة، تجاوز هذه الحدود، مؤكداً أنه سيواصل دعم مرشحيه المفضلين في الانتخابات الأوروبية، حتى وإن أثار ذلك حساسية في الدول المعنية. وقال: «سأعلن تأييدي... سبق أن أيّدت شخصيات لا يحبها كثير من الأوروبيين. أيّدت فيكتور أوربان» - في إشارة إلى رئيس الوزراء المجري الذي يعجب ترمب بسياساته المتشددة في ضبط الحدود.

الحرب الروسية – الأوكرانية

لكن الملف الذي بدا أنه يحظى بأولوية لدى ترمب هو الحرب الروسية – الأوكرانية، لا السياسة الانتخابية الأوروبية. فقد ادّعى أنه قدّم «مسودة جديدة» لخطة سلام، وأن بعض المسؤولين الأوكرانيين أعجبوا بها، لكن الرئيس الأوكراني «لم يطّلع عليها بعد». وأضاف ترمب: «سيكون من الجيد لو قرأها».

والتقى زيلينسكي، أمس، قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، مجدداً رفضه التنازل عن أي جزء من أراضي بلاده لروسيا ضمن أي اتفاق سلام محتمل.

وقال زيلينسكي إنه لا يعوّل كثيراً على دور القادة الأوروبيين في إنهاء الحرب، مضيفاً: «إنهم يتحدثون، لكنهم لا ينجزون، والحرب تمضي بلا توقف».

وفي تحدٍّ جديد لزيلينسكي، الذي يبدو سياسياً أضعف داخل أوكرانيا على خلفية فضيحة فساد، جدّد ترمب دعوته إلى إجراء انتخابات جديدة هناك.

وقال الرئيس الأميركي: «لم تُجرِ أوكرانيا انتخابات منذ وقت طويل... يتحدثون عن الديمقراطية، لكن يصل الأمر أحياناً إلى مرحلة لا تعود فيها ديمقراطية بالفعل».

أميركا اللاتينية

وبينما يقول ترمب إنه يسعى إلى دفع أجندة سلام في الخارج، أوضح أنه قد يوسّع العمليات العسكرية التي تنفذها إدارته في أميركا اللاتينية ضد أهداف تقول واشنطن إنها مرتبطة بتجارة المخدرات. فقد نشر ترمب قوة عسكرية كبيرة في منطقة الكاريبي لاستهداف شبكات تهريب المخدرات والضغط على النظام الحاكم في فنزويلا.

وخلال المقابلة، رفض ترمب مراراً استبعاد احتمال إرسال قوات أميركية إلى فنزويلا في إطار مسعى لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يتهمه ترمب بـ«تصدير المخدرات وأشخاص خطرين» إلى الولايات المتحدة. وقد حذّر بعض القادة في اليمين الأميركي من أن أي تدخل بري في فنزويلا سيكون «خطاً أحمر» للناخبين المحافظين الذين أيّدوا ترمب، جزئياً، لإنهاء الحروب الخارجية.

ورداً على سؤال عن احتمال نشر قوات برية، قال ترمب: «لا أريد أن أستبعد أو أؤكد... لا أتحدث عن ذلك. لا أريد أن أتحدث معكم عن استراتيجية عسكرية».

لكن الرئيس قال إنه قد ينظر في استخدام القوة ضد أهداف في دول أخرى تنشط فيها تجارة المخدرات، بما في ذلك المكسيك وكولومبيا. وأضاف: «بالطبع، سأفعل ذلك».

ولم يُبدِ ترمب دفاعاً يُذكر عن بعض أكثر قراراته إثارة للجدل في أميركا اللاتينية، ومنها عفوه الأخير عن الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هرنانديز، الذي كان يقضي حكماً بالسجن لسنوات طويلة في الولايات المتحدة بعد إدانته في قضية تهريب مخدرات واسعة النطاق. وقال ترمب إنه يعرف «القليل جداً» عن هرنانديز، لكنه أشار إلى أن «أشخاصاً جيدين جداً» أخبروه بأن الرئيس السابق كان «مستهدفاً ظلماً» من خصوم سياسيين. وأضاف: «طلبوا مني أن أفعل ذلك، فقلت: سأفعل». من دون أن يذكر هويات هؤلاء.

الاقتصاد والرعاية الصحية

وعند سؤاله عن تقييم أداء الاقتصاد في عهده، منحه ترمب علامة «امتياز مضاعف»، قائلاً إن أي إحباط لدى الناخبين من الأسعار تتحمّل مسؤوليته الإدارة السابقة: «ورثت فوضى... فوضى كاملة».

يواجه الرئيس الأميركي بيئة سياسية شديدة الصعوبة بسبب معاناة الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة؛ إذ قال نحو نصف الناخبين عموماً، وما يقرب من أربعة من كل عشرة ممن صوّتوا لترمب في انتخابات 2024، في استطلاع حديث، إن تكلفة المعيشة بلغت أسوأ مستوى في حياتهم.

وقال ترمب إنه قد يُجري تعديلات إضافية على سياسة الرسوم الجمركية للمساعدة في خفض أسعار بعض السلع، كما فعل سابقاً، لكنه أكد أن اتجاه الأسعار عموماً يسير في المسار الصحيح. وأضاف: «الأسعار كلها تتراجع... كل شيء ينخفض».

لكن بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأخيرة تُظهر أن الأسعار ارتفعت 3 في المائة خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في سبتمبر (أيلول).

وتلقي التحديات السياسية بظلالها على قرار ترمب المتوقع بشأن اختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو منصب سيؤثر بشكل مباشر في المشهد الاقتصادي خلال بقية ولايته. وعندما سُئل عمّا إذا كان جعل خفض أسعار الفائدة فوراً شرطاً أساسياً للمرشح الذي سيختاره، أجاب سريعاً: «نعم».

ويتمثل التهديد الأكثر إلحاحاً لتكاليف المعيشة لدى الأميركيين في انتهاء فترة الدعم الإضافي لخطط التأمين الصحي ضمن برنامج «أوباما كير»، الذي أُقرّ في عهد الرئيس السابق جو بايدن وينتهي العمل به نهاية هذا العام. ومن المتوقع أن تقفز أقساط التأمين الصحي في عام 2026، فيما بدأت جمعيات طبية خيرية بالفعل بتلقي طلبات متزايدة للمساعدة قبل انتهاء الدعم.

ويغيب ترمب إلى حد كبير عن مفاوضات السياسة الصحية في واشنطن، بينما يواجه الديمقراطيون وبعض الجمهوريين الذين يدعمون تسوية لتمديد الدعم، معارضة شديدة من جناح اليمين. وقد يتطلّب التوصل إلى اتفاق يجمع عدداً كافياً من النواب الجمهوريين تدخّلاً مباشراً من الرئيس.

لكن عندما سُئل ترمب عمّا إذا كان سيدعم تمديداً مؤقتاً لدعم «أوباما كير» إلى حين وضع خطة شاملة مع المشرّعين، جاء رده غير حاسم: «لا أعرف... يجب أن أرى أولاً»، قبل أن ينتقل إلى مهاجمة الديمقراطيين بدعوى أنهم «كانوا كرماء أكثر من اللازم» مع شركات التأمين عند وضع قانون الرعاية الصحية.

ويخيّم الغموض على نيات الإدارة الأميركية فيما يتعلق بسياسة الرعاية الصحية. ففي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، كان البيت الأبيض يعتزم الكشف عن مقترح لتمديد مؤقّت لدعم «أوباما كير»، قبل أن يؤجَّل الإعلان. وعلى مدى سنوات، وعد ترمب مراراً بطرح خطة شاملة لاستبدال برنامج «أوباما كير»، لكنه لم يفعل ذلك قط.

وقال ترمب: «أريد أن يحصل الناس على تأمين صحي أفضل وبكلفة أقل... سيحصل الناس على المال، وسيشترون التأمين الذي يرغبون فيه».

وعندما ذُكّر بأن الأميركيين يعدّون حالياً ميزانياتهم لعام 2026 ويشترون هدايا الأعياد وسط حالة عدم يقين بشأن أقساط التأمين، ردّ قائلاً: «لا تكونوا دراميين... لا تكونوا دراميين».

المحكمة العليا

تقع أجزاء واسعة من أجندة ترمب الداخلية حالياً أمام المحكمة العليا، التي يملك فيها التيار المحافظ أغلبية 6 مقابل 3، وهي أغلبية تميل عموماً إلى مواقفه لكنها سبق أن وضعت عقبات أمام أكثر محاولاته جرأة لتوسيع سلطاته التنفيذية.

وجاء حديث ترمب بعد أيام من موافقة المحكمة على النظر في الطعون المتعلقة بدستورية «حق المواطنة بالولادة»؛ أي منح الجنسية تلقائياً لأي شخص يولد على الأراضي الأميركية. ويسعى ترمب إلى التراجع عن هذا الحق، وقال إن منعه من ذلك سيكون «كارثياً».

ولم يُجب ترمب عما إذا كان سيسعى إلى سحب الجنسية من أشخاص وُلدوا مواطنين بموجب القانون القائم، في حال حكمت المحكمة لصالحه، قائلاً إنه «لم يبحث المسألة بعد».

وفي موقف يخالف بعض الأصوات داخل الحزب الجمهوري التي تأمل أن يفكر أقدم قاضيين محافظين في المحكمة — كلارنس توماس (77 عاماً) وصامويل أليتو (75 عاماً) — في التقاعد قبل الانتخابات النصفية، حتى يتمكن ترمب من ترشيح قاضٍ محافظ جديد ما دام الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ، قال ترمب إنه يفضّل بقاءهما في منصبيهما. وأضاف: «آمل أن يبقيا... فأنا أراهما رائعين».


مقالات ذات صلة

ترمب يلوّح بتغييرات بسياسة الرسوم للمساهمة في خفض بعض الأسعار

الاقتصاد ترمب يتحدث خلال طاولة مستديرة حول دعم المزارع في قاعة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض (أ.ب)

ترمب يلوّح بتغييرات بسياسة الرسوم للمساهمة في خفض بعض الأسعار

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقوة عن استراتيجية فرض التعريفات الجمركية مؤكداً أنها كانت المحرك لتدفق استثمارات ضخمة إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب خلال مشاركته في قمة غزة أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

ترمب يُحدد شرطاً مسبقاً لرئيس «الفيدرالي» المقبل: خفض الفائدة فوراً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن تخفيض أسعار الفائدة فوراً سيكون «شرطاً أساسياً» لاختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحقيقات وقضايا الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

سوريا بعيون أميركية... «رحلة جنونية من العزلة إلى الانفتاح»

يرى خبراء أميركيون أن سوريا الجديدة تواجه تحديات داخلية تشمل الاستقرار السياسي وإعادة بناء الاقتصاد، فضلاً عن تحديات خارجية تتعلق برفع العقوبات ومكافحة الإرهاب.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد رجل يمر أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك (رويترز)

عشية قرار الفائدة... مخاوف استقلالية «الفيدرالي» تُقلق قاضي المحكمة العليا

أشار قاضٍ رئيس في المحكمة العليا الأميركية، هو بريت كافانو، إلى رغبته في حماية استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية الرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز (رويترز)

هندوراس تطلب من الإنتربول توقيف رئيسها السابق المُعفى عنه من ترمب

طلب مكتب المدعي العام في هندوراس الاثنين من الإنتربول توقيف الرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز الذي عفا عنه دونالد ترمب في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (تيغوسيغالبا)

على غرار تكساس... فلوريدا تدرج «الإخوان المسلمين» و«كير» في قائمة الإرهاب

صورة عامة لولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)
صورة عامة لولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)
TT

على غرار تكساس... فلوريدا تدرج «الإخوان المسلمين» و«كير» في قائمة الإرهاب

صورة عامة لولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)
صورة عامة لولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)

أعلن حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، يوم الاثنين، تصنيف واحدة من كبرى منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، على أنها «منظمة إرهابية أجنبية»، بعد خطوة مماثلة اتخذتها ولاية تكساس الشهر الماضي.

ويستهدف القرار مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في أمر تنفيذي نشره ديسانتيس على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، ويمنح التصنيف ذاته لجماعة الإخوان المسلمين، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

ولم تصنف الحكومة الأميركية كلاً من «كير» أو جماعة الإخوان المسلمين منظمتين إرهابيتين أجنبيتين.

ويطلب الأمر من وكالات ولاية فلوريدا، منع المجموعتين وأي شخص قدم لهما دعماً مادياً، من الحصول على عقود أو وظائف أو أموال من أي وكالة تنفيذية أو وزارة حكومية بالولاية.

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، ذكرت «كير» وفرعها في فلوريدا، أن المنظمة تعتزم مقاضاة ديسانتيس رداً على ما وصفته المنظمة بـ«الإعلان غير الدستوري والتشهيري».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أدرجت ولاية تكساس الأميركية الثلاثاء منظمتين إسلاميتين؛ إحداهما جماعة الإخوان المسلمين، في اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية.

وبالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وضع حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت، أيضاً، منظمة «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير) الناشطة في الدفاع عن حقوق المسلمين، في قائمة تكساس للكيانات الإرهابية.

ونددت حينها «كير» التي لديها نحو 30 فرعاً في مختلف أنحاء البلاد؛ منها 3 في تكساس، بقرار «تشهيري لا يستند إلى أساس واقعي أو قانوني».

وكذلك، اتّهمت المنظمة التي تعارض بشدة السياسة الأميركية بشأن الحرب في غزة، أبوت، بالدفاع عن أجندة مؤيدة لإسرائيل، وتأجيج «الهستيريا المعادية للمسلمين منذ أشهر من أجل تشويه سمعة المسلمين الأميركيين المنتقدين للحكومة الإسرائيلية».

وأعرب حاكم ولاية تكساس عن دعمه الثابت لإسرائيل، ووصف الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين التي كانت تنظم في تكساس منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بأنها معادية للسامية.

وتصنيف كيانات على أنها منظمات إرهابية، يقع عادة ضمن اختصاص الحكومة الفيدرالية وليس الولايات.


دخول مجاني للأميركيين إلى الحدائق الوطنية في عيد ميلاد ترمب

أحد الحدائق الوطنية الأميركية (أرشيفية)
أحد الحدائق الوطنية الأميركية (أرشيفية)
TT

دخول مجاني للأميركيين إلى الحدائق الوطنية في عيد ميلاد ترمب

أحد الحدائق الوطنية الأميركية (أرشيفية)
أحد الحدائق الوطنية الأميركية (أرشيفية)

سيتمكن الأميركيون من دخول الحدائق الوطنية مجانا في عيد ميلاد الرئيس دونالد ترمب، في أحدث خطوة تتخذها إدارته لرفع مكانته.

لكّنهم سيفقدون الامتياز الحالي المتاح لهم بدخول الحدائق الوطنية بشكل مجاني في يومين وطنيين يحييان ذكرى الناشط السياسي مارتن لوثر كينغ جونيور ونهاية العبودية. وتقول إدارة ترمب إن التغييرات التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، هي جزء من مساعي الرئيس لوضع الأميركيين أولا. وتعمل إدارة الحدائق الوطنية أيضا على زيادة رسوم الدخول لغير المقيمين.

ويقول منتقدون إن التغييرات التي طرأت على قائمة ما تسميه الإدارة «الأيام الوطنية المجانية» تهدف إلى رفع مكانة الرئيس والترويج له مع التقليل من أهمية تاريخ الولايات المتحدة في مجال العبودية ونضالها من أجل الحقوق المدنية.

وفي عام 2025، كانت هذه القائمة تتضمن يوم مارتن لوثر كينغ جونيور الذي يصادف ثالث اثنين من يناير (كانون الثاني)، ويوم جونتينث في 19 يونيو (حزيران) الذي يحيي ذكرى اليوم الذي تحرر فيه آخر الأميركيين المستعبدين (عام 1865).

وأفادت وزارة الداخلية في بيان بأن الأيام الثمانية المجانية في عام 2026 ستشمل عيد ميلاد ترمب في 14 يونيو (حزيران) الذي يصادف أيضا يوم العلم حين اعتمد العلم الأميركي عام 1777. وقال كورنيل وليام بروكس، وهو رئيس سابق لجمعية «ناشونال أسوسييشن أوف ذي أدفانسمنت أوف كولورد بيبول» إن هذا الإجراء هو إهانة لمارتن لوثر كينغ جونيور.

بدورها، قالت السيناتور الديموقراطية كاثرين كورتيز ماستو على المنصة نفسها «لم يكتفِ الرئيس بإضافة عيد ميلاده إلى القائمة، بل حذف منها اليومين اللذين يُخلّدان نضال الأميركيين من أصل إفريقي من أجل الحقوق المدنية والحرية. بلادنا تستحق أفضل من ذلك».


ترمب يهدد المكسيك بزيادة الرسوم 5% بسبب نزاع حدودي على المياه

الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال مائدة مستديرة حول دعم المزارعين بالبيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال مائدة مستديرة حول دعم المزارعين بالبيت الأبيض (أ.ب)
TT

ترمب يهدد المكسيك بزيادة الرسوم 5% بسبب نزاع حدودي على المياه

الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال مائدة مستديرة حول دعم المزارعين بالبيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال مائدة مستديرة حول دعم المزارعين بالبيت الأبيض (أ.ب)

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الاثنين بفرض رسوم جمركية إضافية خمسة بالمئة على المكسيك، متهما إياها بانتهاك معاهدة لتقاسم المياه.

وكتب ترمب في منشور على موقع تروث سوشيال «تطالب الولايات المتحدة المكسيك بالإفراج عن 200 ألف فدان-قدم من المياه قبل 31 ديسمبر (كانون الأول)، ويجب أن تأتي البقية بعد ذلك بفترة وجيزة». وقال «المكسيك لا تستجيب حتى الآن، وهذا أمر غير عادل للغاية لمزارعينا الأميركيين الذين يستحقون هذه المياه التي تشتد الحاجة إليها».

كما أعلن ترمب حزمة مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين الأميركيين، مستهدفا قاعدة دعم رئيسية تضررت جراء سياساته التجارية والتعرفات التي فرضها. وقال خلال اجتماع مع منتجين زراعيين في البيت الأبيض إنه يتخذ «إجراءات حيوية لحماية المزارعين الأميركيين والدفاع عنهم».

ويواجه ترمب ضغوطا متزايدة لمساعدة المزارعين الذين ساهم الدعم الذي قدّموه له في الانتخابات الرئاسية في فوزه بولاية ثانية، لكنهم تضرروا بشدة جراء التعرفات الجمركية الشاملة التي فرضها. ومنذ عودة ترمب في يناير (كانون الثاني) إلى السلطة، تضرر العديد من المزارعين الأميركيين من إجراءات اتخذها شركاء تجاريون ردا على التعرفات الجمركية التي فرضها ترمب على سلع مستوردة مستخدمة في الزراعة.

وقال ترمب خلال الاجتماع «نحن نحب مزارعينا، وكما تعلمون فإن المزارعين يحبونني». وأوضح ترمب أن حزمة المساعدات البالغة 12 مليار دولار التي ستخصص للمزارعين ستموَّل من «جزء صغير نسبيا» من عائدات الرسوم الجمركية.