ترمب يتوعد وموسكو تؤكد أن العقوبات لن تجبرها على تغيير مسارها

قادة أوروبيون يتوافدون على واشنطن لمناقشة إجراءات ضد روسيا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتوعد وموسكو تؤكد أن العقوبات لن تجبرها على تغيير مسارها

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استعداده لتصعيد العقوبات على روسيا، مهدداً بمرحلة ثانية من العقوبات، في أعقاب ما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه أكبر هجوم جوي روسي منذ بداية الغزو في عام 2022، الذي أدى إلى أضرار بمبنى حكومي رئيسي في كييف.

وقال ترمب للصحافيين مساء الأحد، إنه مستعد للمرحلة الثانية من العقوبات، من دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة العقوبات، أو الدول التي سيتم استهدافها بعقوبات لشرائها النفط الروسي. وأضاف ترمب أنه «غير راضٍ» عن استمرار الحرب، لكنه أعرب مجدداً عن ثقته في إمكانية وقف الحرب، وقال: «سنقوم بحل الوضع في أوكرانيا وروسيا»، وشدد على أنه سينهي الحرب، وإلا فسوف يكون هناك ثمن باهظ. ويخطط الرئيس ترمب للحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء، ويخطط أيضاً للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد خرجت تصريحات روسية رافضة لتغيير المسار الروسي في الحرب، حيث أعلن الكرملين يوم الاثنين، أن فرض أي عقوبات أميركية لن يجبر روسيا على تغيير مسارها في الحرب. وصرح المتحدث دميتري بيسكوف بأن العقوبات لن تجبر الاتحاد الروسي على تغيير موقفه الثابت، وأن العقوبات الغربية أثبتت عدم جدواها في الضغط على روسيا.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تفضل تحقيق أهدافها بالطرق السياسية والدبلوماسية، وقال: «بما أن أوروبا وكييف لا ترغبان في الانخراط، فإن روسيا ستواصل العملية العسكرية الخاصة»، وأشار بيسكوف إلى نمو الاقتصاد الروسي بوتيرة أسرع من اقتصاديات دول مجموعة السبع، وصموده أمام التوقعات الغربية بانهياره.

مواقف ترمب المتذبذبة

وتظهر التطورات الأخيرة تشاؤماً مزداداً بالبيت الأبيض، وعدم القدرة على التوصل إلى حل سريع مع جهود الوساطة التي تزداد صعوبة، وأدى ذلك إلى انتقادات ما بين اتهام الإدارة بالتحلي عن أوكرانيا وإجبارها على الاستسلام لمطالب بوتين، وبين الانتقاد لانحياز ترمب لصالح بوتين وإضفاء الشرعية على العدوان الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً بشأن تطوير صناعة بناء المحركات (أ.ب)

وقد ازدادت الشكوك في الموقف الأميركي، حيث وصف البعض تهديدات ترمب بأنها «فارغة» ومتذبذبة لتجنب إعلانه الفشل في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب كما وعد، فيما يشير محللون إلى أن ترمب تأخر في تنفيذ العقوبات، ربما للحفاظ على النفوذ في المحادثات مع بوتين حتى اللحظة الأخيرة. فيما طالب خبراء بخطوة حاسمة لمصادرة الأصول الروسية، وفرض عقوبات فورية ورفع تمويل دفاع أوكرانيا، خصوصاً أن استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا يشير بوضوح إلى أن بوتين غير منزعج من التهديدات.

وتقول كيمبرلي دونوفان، الباحثة بـ«مجلس أتلانتيك»، إن الرئيس الأميركي في وضع جيد لإحلال السلام في أوكرانيا، لكن إدارته بحاجة إلى التسلح بأفضل الأدوات، ونصحت بممارسة أقصى قدر من الضغط على الرئيس بوتين، من خلال فرض عقوبات نفطية ومصادرة الأصول الروسية. ونصح مايكل ماكفول السفير الأميركي السابق لدى روسيا، بفرض عقوبات استباقية على روسيا، للتأكيد على أن الوقت ليس في صالح بوتين.

وقد أطلق ترمب سلسلة من التحذيرات لروسيا، معطياً مهلة زمنية تلو الأخرى، وهدد بفرض عقوبات إذا لم يتم إحراز تقدم نحو السلام. وعكست تصريحات ترمب خلال الشهرين الماضيين، مواقف متذبذبة، حيث أقر بأن العقوبات قد لا تؤدي إلى وقف الصراع فوراً، لكنها قد تجبر على التفاوض، ثم عاد مرة أخرى إلى التهديد بفرض العقوبات.

وقد تغير موقف ترمب في أعقاب قمة ألاسكا الشهر الماضي، وتراجع عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري، واختار بدلاً منه اتفاق سلام شاملاً يتضمن الاعتراف بالسيطرة الروسية على أراضٍ محتلة؛ مثل شبه جزيرة القرم، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تراقبها القوات الأوروبية، ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي، مع السماح لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول 2030.

وتحرص إدارة ترمب على عدم التدخل المباشر، وتطالب أوروبا بتقديم الضمانات الأمنية، وتمويل إعادة الإعمار بما يصل قيمته إلى 468 مليار دولار، وطرح ترمب فكرة تقديم مساعدات أميركية لضمان أمن أوكرانيا، ووعد روسيا برفع العقوبات المفروضة عنها إذا وافقت على الاتفاق، إضافة إلى استئناف العلاقات الاقتصادية.

ويقول المحللون إن اتفاق السلام لإنهاء الحرب يتوقف على قضيتين رئيسيتين؛ الأولى تتعلق بتقسيم الأراضي، والثانية تتعلق بالهيكل المستقبلي للأمن الأوكراني، وكلاهما محفوف بالتعقيدات القانونية والسياسية. وفيما يتعلق بالأرض، تقول أوكرانيا إن دستورها يمنعها من التنازل عن أي أرض. كما لا يمكنها إجراء استفتاء أو انتخابات لحل هذه القضية في ظل الأحكام العرفية المفروضة عليها بسبب الغزو الروسي، لكن روسيا ترفض الموافقة على وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالأمن، تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات قوية ضد أي عدوان روسي مستقبلي، بما في ذلك نشر قوات حفظ سلام غربية على الأرض. لكن روسيا استبعدت الموافقة على وجود قوات غربية في أوكرانيا، خصوصاً قوات حلفاء «الناتو».

قادة أوروبيون إلى واشنطن

وأشار ترمب إلى زيارات يقوم بها القادة الأوروبيون إلى العاصمة واشنطن. وقد صرح رئيس مجلس الاتحاد الأوربي أنطونيو كوستا، بأن عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي يجري تنسيقها بشكل وثيق مع الولايات المتحدة.

من جانبه، قال كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض، إنه في أعقاب ازدياد الهجمات الروسية، فإنه سيكون هناك كثير من النقاشات اليوم وغداً، حول مستوى العقوبات وتوقيتها. فيما أشار وزير الخزانة الأميركي إلى إمكانية زيادة العقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي، من خلال حث الدول الأوروبية على الانضمام للولايات المتحدة في فرض عقوبات ثانوية لإجبار روسيا على التفاوض.

وتنتقد إدارة ترمب قيام عدد من الدول بالاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الروسي من روسيا بشكل مباشر، إضافة إلى شراء منتجات نفطية من الهند مصنوعة من النفط الروسي، وهو ما أشار إليه سكوت بيسنت وزير الخزانة بأنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات عقابية على الهند. وقال بيسنت لقناة «إن بي سي» الأميركية، إنه إذا استطاعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات وتعريفات جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، فسوف ينهار الاقتصاد الروسي تماماً، وهذا سيدفع الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: «نحن مستعدون لفرض العقوبات على روسيا، لكننا بحاجة لأن يقوم الأوروبيون بذلك أيضاً».

زيلينسكي الغاضب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت في أوزهورود - أوكرانيا - الجمعة 5 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وفي تصريحات لشبكة «إيه بي سي» يوم الأحد، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن غضبه واستيائه من استمرار الهجمات الروسية على بلاده، مشيراً إلى أن قمة ألاسكا حققت لبوتين ما أراد. وأبدى زيلينسكي شكوكه في أن يقبل بوتين بعقد لقاء مباشر معه، وقال إن الرئيس الروسي يقترح شروطاً للاجتماع لا يمكنه قبولها، وإن بوتين «يتلاعب بالولايات المتحدة». وانتقد الرئيس الأوكراني قيام الأوروبيين بشراء النفط والغاز الروسي، وطالب بالتوقف عن شراء أي نوع من الطاقة من روسيا.

وفي أعقاب الهجمات الروسية، نشر زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي مشيراً إلى أن روسيا أصبحت أكثر جرأة في الهجوم على بلاده، وقال: «هذه إشارة واضحة إلى أن بوتين يختبر العالم، فهل سيقبل العالم بذلك؟».


مقالات ذات صلة

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع تصاعد التوتر بسبب الانتشار العسكري الأميركي قبالة فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية) play-circle

ترمب يوافق على بيع السعودية مقاتلات «إف 35»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات أميركية الصنع من طراز «إف 35» إلى السعودية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو (أ.ب)

ترمب وإنفانتينو يعلنان «FIFA Pass»… أولوية في تأشيرات المونديال لمشتري التذاكر

في خطوة غير مسبوقة قبل انطلاق مونديال 2026، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إطلاق نظام جديد يحمل اسم «FIFA Pass».

مهند علي (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب لدى زيارة الأخير إلى الرياض 13 مايو 2025 (أ.ب) play-circle

تحليل إخباري تصريحات ترمب عن السعودية تتجاوز صياغة البروتوكول المألوفة

يعكس تكريم الرئيس ترمب لولي العهد السعودي رغبة في إظهار مستوى استثنائي من الاحترام السياسي وتأكيد مكانة الرياض في حسابات واشنطن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض (منتدى الاستثمار) play-circle

خاص الذكاء الاصطناعي يعزز «العصر الذهبي» للشراكة التقنية بين الرياض وواشنطن

تستعد السعودية والولايات المتحدة لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، يتصدرها الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً محموماً نحو بناء اقتصادات رقمية.

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
TT

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع تصاعد التوتر بسبب الانتشار العسكري الأميركي قبالة فنزويلا، من دون استبعاد نشر قوات أميركية في البلد الواقع في أميركا اللاتينية.

تأتي تصريحات ترمب في خضم تصاعد التوترات بسبب الحشود العسكرية الأميركية الكبيرة قبالة سواحل فنزويلا، مع اتهام واشنطن لمادورو بقيادة كارتل مخدرات «إرهابي».

وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي: «في وقت معين، سأتحدث معه»، مضيفاً أن مادورو «لم يكن جيداً مع الولايات المتحدة». وسئل عما إذا كان يستبعد إرسال قوات أميركية إلى فنزويلا، فأجاب: «كلا، لا أستبعد ذلك، لا أستبعد أي شيء»، وأضاف: «لقد أرسلوا مئات آلاف الأشخاص من السجون إلى بلدنا».

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو متحدثاً في كاراكاس الأحد (إ.ب.أ)

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيسمح بتنفيذ ضربة أميركية على الأراضي المكسيكية ضد كارتلات مخدرات إذا لزم الأمر. ورداً على سؤال طرحه صحافي في البيت الأبيض حول ما إذا سيوافق على عملية أميركية لمكافحة المخدرات في المكسيك، قال ترمب: «هل سأشن ضربات في المكسيك لوقف المخدرات؟ لا بأس بذلك بالنسبة إلي»، لافتاً إلى أن بلاده ستفعل «كل ما يتعين فعله» لوقف المخدرات.


رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو «فخورة» باستضافة قوات أميركية وإجراء تدريبات معها

المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو «فخورة» باستضافة قوات أميركية وإجراء تدريبات معها

المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من ميناء إسبانيا للتدريب المشترك مع قوات الدفاع في دولة ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري يوم 26 أكتوبر 2025 (رويترز)

أعربت رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو كاملا بيرساد بيسيسار، الاثنين، عن «فخرها» باستضافة قوات أميركية لإجراء تدريبات مشتركة وسط الأزمة بين واشنطن وكراكاس، الأمر الذي قوبل بانتقادات من رئيس الوزراء السابق كيث رولي.

وتعد هذه المناورات التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة، الثانية خلال أقل من شهر بين واشنطن والأرخبيل الصغير الناطق باللغة الإنجليزية والواقع على مسافة عشرات الكيلومترات من فنزويلا.

وترسل واشنطن إشارات متضاربة بشأن إمكان توجيه ضربات على الأراضي الفنزويلية. والأحد، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «مناقشات» محتملة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في حين وجّه وزير خارجيته ماركو روبيو تهديدات جديدة.

ومنذ أغسطس (آب)، تحتفظ واشنطن بوجود عسكري كبير في منطقة البحر الكاريبي، ويشمل ذلك 6 سفن حربية، بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

يشاهد الناس السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس غرافلي» وهي تغادر ميناء بورت أوف سبين حيث وصلت السفينة الحربية الأميركية إلى ترينيداد وتوباغو في 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

غير أنّ كراكاس تتهم واشنطن باستخدام تهريب المخدرات ذريعة «لفرض تغيير النظام» عليها والاستيلاء على نفطها، في وقت وصف رئيسها نيكولاس مادورو التدريبات المشتركة الجديدة بأنها «غير مسؤولة».

وكتبت كاملا بيرساد بيسيسار في منشور على منصة «إكس»: «ترحب حكومتي بكل فخر بوحدة مشاة البحرية الاستطلاعية الثانية والعشرين»، معتبرة أن «وجود الولايات المتحدة في المنطقة ساهم في خفض تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر بشكل كبير في بلدنا».

وفي الأسابيع الأخيرة، نفذت الولايات المتحدة نحو عشرين ضربة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ضد سفن تتهمها بنقل مخدرات، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً على الأقل.

وتَعَزَّز الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة بشكل كبير مع وصول حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي تعدّ الأكبر في العالم.

ونددت كاملا بيرساد بيسيسار بالثمن الذي دفعه مواطنو الأرخبيل «الذين قُتلوا بلا رحمة على يد مجرمين وقحين يستغلون علاقاتهم مع عصابات المخدرات وإرهابيي المخدرات»، مضيفة: «لقد حققت شراكتنا مع الولايات المتحدة نجاحات كبيرة، وسنواصل التحرك معاً حتى ننتصر في الحرب على الجريمة».

منذ توليها السلطة في مايو (أيار)، أدلت بيرساد بيسيسار، الحليفة المخلصة لدونالد ترمب، بالعديد من التصريحات المعادية للحكومة الفنزويلية، وجعلت مكافحة الهجرة الفنزويلية واحدة من قضاياها الرئيسية، وربطتها بمعدلات الجريمة المرتفعة في الأرخبيل.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء السابق (2015 - 2025) كيث رولي المناورات بين البلدين.

وقال في مؤتمر صحافي: «في وقت تهدد أميركا بغزو فنزويلا وتدمير فنزويلا، يطلب الأميركيون منا القيام بأمور معيّنة، ومن حقنا أن نقول إن هذا ليس في مصلحتنا وأن نرفضه».

وكان مادورو أعلن تعليق عقود الغاز مع الأرخبيل بعد المناورات الأولى.

وتعدّ ترينيداد وتوباغو ثاني أكبر منتج للغاز في منطقة البحر الكاريبي، حيث يعيش 20 في المائة من السكان تحت خط الفقر، بينما تشهد البلاد ركوداً اقتصادياً. ويأمل بعض المشغّلين في الحصول على عائدات من الاستغلال المشترك لحقل غاز دراغون، الذي يقدر بنحو 120 مليار متر مكعب، ويقع في شمال شرقي المياه الفنزويلية، بالقرب من الحدود البحرية مع ترينيداد وتوباغو.


ترمب يوافق على بيع السعودية مقاتلات «إف 35»

مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
TT

ترمب يوافق على بيع السعودية مقاتلات «إف 35»

مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)
مقاتلة «إف-35» الأميركية المتطورة (أرشيفية)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات أميركية الصنع من طراز «إف 35» إلى السعودية، وذلك عشية زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض يوم الإثنين «سنقوم بذلك، سنبيع مقاتلات «إف 35»... لقد كانوا (السعوديون) حليفا عظيما».

ومن المقرر أن يلتقي ترمب والأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض الثلاثاء.

وحسب وكالة «رويترز» فإن من شأن إتمام الصفقة أن يمثل تحولا كبيرا في السياسة، وهو التحول الذي ربما يغير توازن القوى العسكرية في الشرق الأوسط، ويعزز معادلة الردع وتطوير القدرات الدفاعية والاستراتيجية السعودية.

وقالت «رويترز» إن الرياض طلبت شراء ما يصل إلى 48 مقاتلة من طراز «إف-35» في صفقة محتملة بمليارات الدولارات. وذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن الصفقة تخطت عقبة أساسية في وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) قبل زيارة الأمير محمد بن سلمان.

وعقب صدور تصريحات ترمب صعد سهم شركة «لوكهيد مارتن» المصنعة للمقاتلات بنسبة 1.1 في المائة.