أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها بدأت حملة تشمل عمليات عسكرية ضد عصابات المخدرات الفنزويلية، مؤكدة أن استهداف قارب يحمل مخدرات في البحر الكاريبي قبل أيام يشكل إيذاناً بذلك.
ورغم أن البحرية الأميركية تعترض بين الحين والآخر سفناً يشتبه في تهريبها المخدرات عبر المياه الدولية، فإن الهجوم العسكري المباشر، الثلاثاء الماضي، في الكاريبي كان مختلفاً عن النهج الأميركي المتبع منذ عقود.
وأعلنت إدارة ترمب أن 11 شخصاً من عصابة «ترين دي أراغوا» الفنزويلية المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، كانوا على القارب المستهدف. وبرر الرئيس الضربة العسكرية بأنها جهد ضروري لتوجيه رسالة واضحة إلى عصابات أميركا اللاتينية، من دون أن يجيب على سؤال عن سبب عدم اعتراض القارب واعتقال الذين على متنه من دون ضربه. وخلال استضافته الرئيس البولندي كارول ناوروكي في البيت الأبيض، رأى ترمب أن العملية ستدفع مهربي المخدرات إلى التفكير مرتين قبل محاولة نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة. وقال: «كانت هناك كميات هائلة من المخدرات تدخل بلادنا لقتل الكثير من الناس». وأضاف أنه «من الواضح أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى. وأعتقد أن الكثير من الآخرين لن يفعلوا ذلك مرة أخرى. عندما يشاهدون ذلك التسجيل، سيقولون: دعونا لا نفعل هذا».
الهجمات «ستتكرر»

ولاحقاً، حذر وزير الخارجية ماركو روبيو من أن مثل هذه العمليات «ستتكرر»، مضيفاً أن جهود الحظر الأميركية السابقة في أميركا اللاتينية لم تنجح في وقف تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة وخارجها. وقال خلال زيارة للمكسيك: «ما سيوقفهم هو تفجيرهم والتخلص منهم». وقال إن عصابات ومتاجري المخدرات «يشكلون تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، انتهى الكلام».
وكذلك اعتبر وزير الدفاع بيت هيغسيث، عبر شبكة «فوكس نيوز»، أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يدير بلاده بوصفه «زعيم دولة مخدرات»، مؤكداً أن المسؤولين «يعرفون بالضبط مَن كان على متن تلك السفينة»، و«ما كانوا يفعلونه بالضبط». وشدد على أن الرئيس ترمب «مستعد للهجوم بطرق لم يرها الآخرون».
وفي رد على تصريحات وزير الاتصالات الفنزويلي فريدي نانيز، الذي اعتبر أن الفيديو الذي نشرته إدارة ترمب حول الهجوم أُعدَّ باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكد هيغسيث أن الضربة «لم تكن ذكاء اصطناعياً بالتأكيد»، كاشفاً عن أنه شاهد لقطات حية من واشنطن أثناء تنفيذ الضربة.
قانونية الهجوم
وأثار الهجوم قلق بعض المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) حيال تحوّل روايات الإدارة، بما في ذلك وجهة القارب ومدى مشروعية استخدام الخيارات العسكرية. وبينما أعلن روبيو أولاً أنه كان متجهاً إلى ترينيداد، أكد ترمب أنه كان متجهاً إلى الولايات المتحدة. وفي اليوم التالي، غير روبيو روايته، ليقول إن القارب كان متجهاً إلى الولايات المتحدة.
ولم يُصرح الكونغرس بأي نزاع مسلح ضد «ترين دي أراغوا» أو فنزويلا. وأفاد عدد من الخبراء القانونيين بأنهم لا يعلمون بأي سابقة للادعاء بأن دولة ما يمكنها التذرع بالدفاع عن النفس بوصفه أساساً لاستهداف المشتبه بهم في تهريب المخدرات بالقوة المميتة.
واستناداً إلى تصنيفات إدارة ترمب للعديد من العصابات وكارتلات المخدرات، منظمات إرهابية، أكد روبيو سابقاً أن هذا يعني أن الحكومة يمكنها استخدام القوة العسكرية ضدها. لكن من الناحية القانونية، هذا غير دقيق: فمثل هذه التصنيفات تسمح للحكومة بمعاقبة هذه الجماعات، بما في ذلك تجميد أصولها، لكنها لا تصرح بالقيام بأعمال قتالية ضدها.
وفي عام 2001، أجاز الكونغرس استخدام القوة العسكرية ضد «القاعدة» و«طالبان» في أفغانستان. وتوسعت السلطة التنفيذية، في ظل إدارات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في استخدام هذا القانون لتبرير الحرب ضد الجماعات المتشددة في أماكن أخرى من العالم. لكن هذا القانون لا يجيز الحرب ضد جماعات غير ذات صلة اختارت السلطة التنفيذية تصنيفها على أنها «إرهابية».

