واشنطن تتهم مهندساً أميركياً من أصل صيني بسرقة أسرار عسكرية لصالح بكين

تورط في نقل مخططات صواريخ وأنظمة استشعار متطورة تُقدّر قيمتها بمئات الملايين

أثارت حملة التجسس الصينية قلق مسؤولي الأمن القومي الأميركي وكشفت عن نقاط ضعف في الأمن السيبراني بالقطاع الخاص (رويترز)
أثارت حملة التجسس الصينية قلق مسؤولي الأمن القومي الأميركي وكشفت عن نقاط ضعف في الأمن السيبراني بالقطاع الخاص (رويترز)
TT

واشنطن تتهم مهندساً أميركياً من أصل صيني بسرقة أسرار عسكرية لصالح بكين

أثارت حملة التجسس الصينية قلق مسؤولي الأمن القومي الأميركي وكشفت عن نقاط ضعف في الأمن السيبراني بالقطاع الخاص (رويترز)
أثارت حملة التجسس الصينية قلق مسؤولي الأمن القومي الأميركي وكشفت عن نقاط ضعف في الأمن السيبراني بالقطاع الخاص (رويترز)

أعلنت وزارة العدل الأميركية أن مهندساً يحمل الجنسيتين الأميركية والصينية، أقرّ أمام محكمة فيدرالية بتهمة سرقة أسرار دفاعية حسّاسة تتعلق بتكنولوجيا الصواريخ وأنظمة الاستشعار المستخدمة في الفضاء والطائرات العسكرية، وسط مؤشرات على ارتباطه ببرنامج حكومي صيني لاستقطاب الكفاءات.

المتهم، تشنغوانغ غونغ، 59 عاماً، عمل لفترة وجيزة في شركة أبحاث وتطوير مقرها لوس أنجليس، لم يُكشف عن اسمها، قبل أن يتم إنهاء خدماته في أبريل (نيسان) 2023. وخلال تلك الفترة القصيرة، قام بنقل أكثر من 3600 ملف رقمي إلى أجهزة تخزين شخصية، في خرق واضح للإجراءات الأمنية والسرية.

ووفقاً للائحة الاتهام، فإن الملفات التي تم العثور عليها في منزل غونغ بجنوب كاليفورنيا، احتوت على بيانات شديدة الحساسية تشمل مخططات لأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، صُممت للكشف المبكر عن إطلاقات الصواريخ النووية وتعقّب الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط الصوتية، بالإضافة إلى تقنيات تمكّن الطائرات العسكرية من رصد التهديدات الحرارية، واتخاذ إجراءات تشويش مضادة.

كما تضمنت الوثائق خططاً لتطوير الجيل التالي من أجهزة الاستشعار ذات القدرة على كشف الأهداف المنخفضة البصمة الرادارية، ومخططات لتجميعات ميكانيكية متقدمة مسؤولة عن حماية وتبريد تلك المعدات. وبحسب وزارة العدل، فإن الملفات كانت موسومة بوضوح بوصفها معلومات سرّية تُقدّر قيمتها السوقية بمئات الملايين من الدولارات.

ارتباط محتمل ببرامج التجسس التقني الصينية

وكشفت التحقيقات أن غونغ، الذي حصل على الجنسية الأميركية في 2011، تقدّم على مدى سنوات إلى ما يُعرف بـ«برنامج المواهب» الصيني، وهو مبادرة حكومية تهدف إلى استقطاب الباحثين والعلماء ذوي الخبرات المتقدمة، بما يخدم أهداف الصين الاقتصادية والعسكرية.

ووفقاً للوثائق، قدم المتهم مقترحات عدة خلال فترة عمله في شركات تكنولوجية أميركية، كان أبرزها جهاز استشعار للرؤية الليلية، وأرسل رسائل إلى مؤسسات صينية يعرض فيها تكنولوجيا يمكن تسخيرها لأغراض دفاعية.

في عام 2014، تواصل غونغ مع جامعة تقنية صينية عارضاً تصميماً لمحوّل من الإشارة التماثلية إلى الرقمية له تطبيقات عسكرية، وسافر بعد ذلك إلى الصين في أكثر من مناسبة بحثاً عن تمويل لتنفيذ المشروع.

خسائر بالملايين وحكم منتظر

وبحسب الاتفاق القضائي، فإن القيمة التقديرية للخسائر الناتجة عن سرقة البيانات تتجاوز 3.5 مليون دولار. ومن المقرر صدور الحكم النهائي بحق غونغ في 29 سبتمبر (أيلول) المقبل، وقد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى عشر سنوات.

وتأتي هذه القضية في سياق ازدياد التحذيرات الأميركية من محاولات صينية منهجية لسرقة التكنولوجيا المتقدمة، خصوصاً في مجالات الدفاع والطيران والفضاء، وسط تصعيد مستمر في التوترات بين واشنطن وبكين بشأن الأمن السيبراني والتجسس الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

«مايكروسوفت» تواجه شكوى تتهمها بتخزين بيانات مراقبة إسرائيلية لفلسطينيين

تكنولوجيا صورة لفرع شركة «مايكروسوفت» للتكنولوجيا في حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية (د.ب.أ - أرشيفية)

«مايكروسوفت» تواجه شكوى تتهمها بتخزين بيانات مراقبة إسرائيلية لفلسطينيين

تواجه مجموعة «مايكروسوفت» العملاقة للتكنولوجيا، شكوى تتهمها بأنها تخزّن بشكل غير قانوني داخل الاتحاد الأوروبي بيانات مراقبة الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي كلمة خلال مأدبة عشاء عمدة لندن بقاعة غيلدهول في وسط لندن... 1 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

بكين: ستارمر يوجّه «اتهامات لا أساس لها» بأن الصين تهدّد الأمن القومي البريطاني

اتهمت بكين، الثلاثاء، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتوجيه «اتهامات لا أساس لها» بأن الصين تهدّد الأمن القومي البريطاني.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا عناصر من الشرطة الفرنسية (أ.ف.ب - أرشيفية)

سجن 3 أشخاص في فرنسا بتهمة التجسس والتدخل لحساب روسيا

وُجهت اتهامات قضائية لـ3 أشخاص، أودعوا على إثرها السجن في باريس، في إطار تحقيق مع امرأة فرنسية روسية يُشتبه بها في التجسس الاقتصادي والتدخل لصالح روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ الجاسوس جوناثان بولارد (رويترز)

البيت الأبيض: لم نكن على علم بلقاء سفيرنا لدى إسرائيل مع جاسوس مدان

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن البيت الأبيض لم يكن على علم بلقاء السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي مع جوناثان بولارد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية قاضية تترأس محاكمة في برلين لـ4 أعضاء مزعومين من «حماس» يشتبه في قيامهم بتنظيم مخابئ للأسلحة في جميع أنحاء أوروبا (أرشيفية - أ.ب)

إسرائيل تزعم إحباط «شبكات لحماس في أوروبا»

ادّعت مصادر في قيادة جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، أنها نفَّذت حملةً واسعةً في الأشهر الـ3 الأخيرة بالاشتراك مع أجهزة المخابرات بدول أوروبية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن - 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن - 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن - 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن - 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في استراتيجية جديدة منتظرة منذ مدة طويلة، أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

وتعهّدت الاستراتيجية الجديدة التي نُشرت صباح الجمعة، «تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة لجزئنا من الكرة الأرضية، والابتعاد عن الميادين التي تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الأخيرة».

ودعت إدارة ترمب اليابان وكوريا الجنوبية، الجمعة، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم تايوان في سعيها للدفاع عن نفسها أمام الصين.

وجاء في استراتيجية أمنية عالمية جديدة نشرها البيت الأبيض: «علينا حضّ هذين البلدين على زيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على الإمكانات... اللازمة لردع الأعداء وحماية سلسلة الجزر الأولى»، في إشارة إلى حاجز طبيعي من الجزر يشمل تايوان شرق الصين.


اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
TT

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن سلطات الهجرة ألقت القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس قبل يوم من عيد الغفران اليهودي.

وألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على كارلوس برتغال جوفيا، وهو برازيلي، يوم الأربعاء، بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته المؤقتة المخصصة لغير المهاجرين بعد ما وصفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «واقعة إطلاق نار بدافع معاداة السامية» - وهو ما يتعارض مع وصف السلطات المحلية للقضية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن جوفيا، وهو أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة ساو باولو والذي كان يدرس في جامعة هارفارد خلال فصل الخريف، وافق على مغادرة البلاد. ولم يتسنَّ الوصول إليه بعد للتعليق، ورفضت جامعة هارفارد ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس التعليق.

وجاء اعتقال جوفيا في الوقت الذي ضغطت فيه إدارة ترمب على هارفارد للتوصل إلى اتفاق لحل سلسلة من المشكلات، من بينها اتهام هارفارد بأنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية ولحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة في بروكلين بولاية ماساتشوستس القبض على جوفيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يحمل بندقية بالقرب من الكنيس في الليلة السابقة لعيد الغفران، وذكر تقرير الشرطة أن جوفيا قال إنه كان يستخدم بندقية خرطوش لاصطياد الفئران في مكان قريب.

ووافق الشهر الماضي على الاعتراف بتهمة استخدام بندقية الخرطوش بشكل غير قانوني وقضاء ستة أشهر تحت المراقبة لحين المحاكمة. وتم إسقاط التهم الأخرى التي واجهها، مثل تعكير الصفو العام والسلوك المخل بالنظام وتخريب الممتلكات كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.

وقال الكنيس في وقت سابق، إن الشرطة أبلغته بأن جوفيا «لم يكن على علم بأنه يعيش بجوار معبد يهودي وبأنه يطلق بندقية الخرطوش بجواره أو أن هناك عطلة دينية».


لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

سلط موقع «ديلي بيست» الأميركي الضوء على ظهور الرئيس دونالد ترمب الخميس وهو يضع ضمادة على يده اليمنى المُصابة بجروح لليوم الثالث على التوالي.

وأضاف الموقع أن ترمب، البالغ من العمر 79 عاماً، كان يخفي يديه خلف المنصة أثناء إلقائه كلمته الافتتاحية في حفل توقيع اتفاق سلام بين رئيسي رواندا والكونغو، في معهد السلام بواشنطن، الذي سُمي باسمه هذا الأسبوع.

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية أنها أعادت تسمية معهد السلام السابق «ليعكس أعظم صانع صفقات في تاريخ أمتنا»، أشاد ترمب بتغيير الاسم في حفل التوقيع يوم الخميس، وقال ترمب: «هذا مبنى جميل، لا بد لي من إخباركم بذلك. لذا، فهذه مناسبة خاصة لأسباب عديدة، أولها أنها أول مناسبة لنا في هذا المبنى نستخدمه من أجل السلام، وهو في جوهره سلام».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وعندما وقف الرئيس الأميركي بجانب المنصة بينما كان المسؤولون الآخرون يُلقون خطاباتهم، كانت الضمادة ظاهرة على يده اليمنى بوضوح، على الرغم من تغطيتها بيده الأخرى أحياناً خلال الحدث.

وتواصل موقع «ديلي بيست» مع البيت الأبيض للتعليق.

وكانت الضمادات رُصدت لأول مرة هذا الأسبوع عندما كان ترمب يضع ضمادتين طبيتين على يده خلال اجتماع وزاري الثلاثاء، حيث أبقى يديه مخفيتين تحت المكتب حتى التقطه مصور وهو يلمس وجهه، والأربعاء، وضع ترمب ضمادة واحدة كبيرة على يده.

وعند التواصل مع البيت الأبيض بشأن سبب وضع الضمادات قدم رداً مُعداً مسبقاً استُخدم عدة مرات في الماضي، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «الرئيس ترمب رجل من الشعب، ويلتقي أميركيين ويصافحهم يومياً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ».

ولفت الموقع إلى أن ترمب بدا ناعساً في حفل التوقيع يوم الخميس، حيث كان يُغمض عينيه أثناء إلقاء الخطب، وشوهد أيضاً بعينين متدليتين خلال اجتماع مجلس الوزراء، وبدا وكأنه يغفو أحياناً، ويومها، أصرت ليفيت على أن ترمب كان منخرطاً تماماً خلال الاجتماع وقالت لـ«ديلي بيست» في بيان: «كان الرئيس ترمب يستمع باهتمام ويدير اجتماع مجلس الوزراء الذي استمر ثلاث ساعات».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ودأب البيت الأبيض على تجنب الأسئلة المتعلقة بالكدمات بالإشارة إلى تقرير طبي صدر في 17 يوليو (تموز)، والذي أفاد بتشخيص إصابة الرئيس بقصور وريدي مزمن، أي إن أوردة الساق لا تعيد الدم إلى القلب كما ينبغي.

وقال البيت الأبيض إنها «حالة حميدة وشائعة» تُلاحظ عادةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وأشار إلى أن ترمب يتناول الأسبرين كجزء من نظامه الغذائي.