كيف انتقد المشاركون في تسريب «سيغنال» كلينتون بسبب قضية البريد الإلكتروني؟ 

صورة مركَّبة يظهر فيها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ونائب الرئيس جي دي فانس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» جون راتكليف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ونائب كبيرة موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسة مستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر ووزير الخارجية ماركو روبيو الذين تبادلوا رسائل نصية في دردشة جماعية تضمنت خططاً لشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
صورة مركَّبة يظهر فيها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ونائب الرئيس جي دي فانس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» جون راتكليف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ونائب كبيرة موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسة مستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر ووزير الخارجية ماركو روبيو الذين تبادلوا رسائل نصية في دردشة جماعية تضمنت خططاً لشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

كيف انتقد المشاركون في تسريب «سيغنال» كلينتون بسبب قضية البريد الإلكتروني؟ 

صورة مركَّبة يظهر فيها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ونائب الرئيس جي دي فانس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» جون راتكليف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ونائب كبيرة موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسة مستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر ووزير الخارجية ماركو روبيو الذين تبادلوا رسائل نصية في دردشة جماعية تضمنت خططاً لشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
صورة مركَّبة يظهر فيها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ونائب الرئيس جي دي فانس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» جون راتكليف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ونائب كبيرة موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسة مستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر ووزير الخارجية ماركو روبيو الذين تبادلوا رسائل نصية في دردشة جماعية تضمنت خططاً لشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

تبدَّلت مواقف المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذين شاركوا في تسريب خطة لشن هجوم على الحوثيين من خلال إدراج رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» بالخطأ في مجموعة رسائل نصية على تطبيق «سيغنال»، إذ دافعوا عن أنفسهم في مواجهة الانتقادات، ولكنهم هاجموا المرشحة الرئاسية السابقة للحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بسبب استخدامها حساباً بريدياً خاصاً لإرسال رسائل رسمية عندما كانت وزيرة للخارجية. وسلَّطت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء الضوء على هذه المفارقة، وقالت إن محاولات ترمب وكبار قادة إدارته التقليل من شأن خرق أمني كشف عن خطط لضربة عسكرية، تتناقض بشكل صارخ مع رد فعلهم على قضية هيلاري كلينتون.

صورة مركَّبة تجمع هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
صورة مركَّبة تجمع هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

وأضافت أنهم ركزوا غضبهم هذه المرة بشكل كبير ليس على الثغرات الأمنية المحتملة أو العقوبات المترتبة عليها، بل على الصحافي الذي أُضيف عن طريق الخطأ إلى المجموعة وأبلغ عنها، بل إن بعض المشاركين في التسريب، الذين انتقدوا كلينتون، لم يُعلقوا علناً على قضيتهم.

ولفتت إلى أن أحد المخاوف الرئيسية بشأن بريد كلينتون الإلكتروني هو عدم تأمينه بشكل كافٍ، واحتمال وقوع المعلومات الحساسة في أيدٍ غير أمينة، لكنَّ مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، جيمس كومي، صرّح في توصيته بعدم توجيه أي اتهامات إلى كلينتون بأنه لا يوجد دليل على اختراق حساب بريدها الإلكتروني من جهات معادية.

كان ترمب قد أصر، الثلاثاء، على عدم الكشف عن أي معلومات سرية في الدردشة الجماعية، على الرغم من أن غولدبرغ كتب أن الرسائل كشفت عن «معلومات دقيقة حول الأسلحة والأهداف وتوقيت» الضربات في اليمن، فيما قال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إنه يُجري تحقيقاً.

من جانبها، عبَّرت كلينتون عن دهشتها بشأن تقرير غولدبرغ، وقالت عبر تطبيق «إكس»: «لا بد أنك تمزح».

وقارنت الوكالة بين مواقف ترمب وأعضاء إدارته المشاركين في تسريب خطة ضرب الحوثيين وما قالوه بشأن قضية هيلاري كلينتون آنذاك.

ترمب

قال ترمب، في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، بشأن تسريب الخطة: «الأمر المهم هو أنه لم يحدث شيء. كان الهجوم ناجحاً تماماً». كما وصف مستشاره للأمن القومي، مايكل والتز، بأنه «رجل صالح للغاية»، وأصر على أنه «سيواصل أداء عمله على أكمل وجه»، مضيفاً: «أعتقد أن مهاجمتهم لمايكل ظلمٌ كبير»، واصفاً غولدبرغ بـ«الخسيس». ولاحقاً، قال في مقابلة مع قناة «نيوزماكس»، إن أحد مساعدي والتز كان لديه رقم غولدبرغ، وأن «هذا الرجل كان على اتصال به». وأضاف أيضاً أنه شعر بالارتياح لما حدث، وتابع: «لا يسعني إلا أن أعتمد على ما قيل لي... لكنني أشعر براحة بال كبيرة في الواقع».

ولكن ترمب كان قد قال عن قضية هيلاري كلينتون، في خطاب ألقاه في أكتوبر (تشرين الأول) 2016: «هيلاري هي من أرسلت واستقبلت معلومات سرية على بريد غير آمن، مما عرَّض سلامة الشعب الأميركي للخطر».

المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون تستمع إلى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب خلال المناظرة الرئاسية الثالثة 19 أكتوبر 2016 (أ.ب)
المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون تستمع إلى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب خلال المناظرة الرئاسية الثالثة 19 أكتوبر 2016 (أ.ب)

وأضاف: «رفض النظام المُزوَّر مقاضاتها على سلوكٍ وعرّضنا جميعاً وكل فرد في هذا البلد للخطر. لقد بذلت هيلاري كلينتون جهوداً حثيثة لإنشاء خادم بريد إلكتروني خاص، وتجاوزت إجراءات الأمن الحكومية، وذلك لمنع الجمهور والمسؤولين الفيدراليين من قراءة رسائلها الإلكترونية». وخلال تجمع انتخابي في فلوريدا في يوليو (تموز) 2016، حثّ قراصنة روس على المساعدة في العثور على مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني التي قيل إنها اختفت من خادم كلينتون الخاص. وقال: «روسيا، إن كنتم تُصغون، آمل أن تتمكنوا من العثور على 30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة».

والتز

قال والتز، خلال اجتماع البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، مع ترمب: «أعتقد أن هناك دروساً كثيرة مُستفادة لكثير من الصحافيين في هذه المدينة الذين صنعوا لأنفسهم شهرة واسعة باختلاق الأكاذيب عن هذا الرئيس». وأضاف أن غولدبرغ «هذا الصحافي يريد أن يتحدث العالم عن مزيد من الأكاذيب».

وفي مقابلة لاحقة مع على قناة «فوكس نيوز»، قال والتز: «أتحمل المسؤولية كاملةً. أنا مَن أسَّس المجموعة». كما ناقض ترمب بقوله إنه لم يكن أيٌّ من موظفيه مسؤولاً، وأقرّ والتز أيضاً بأن «الأمرٌ مُحرج»، وقال: «لقد ارتكبنا خطأً». ولكنه كان قد قال في يونيو (حزيران) 2023 عن هيلاري كلينتون: «كيف يُمكن لها حذف 33 ألف رسالة بريد إلكتروني حكومية من خادم خاص، بينما يُتّهم الرئيس ترمب بحيازة وثائق يُمكنه رفع السرية عنها؟»، مشيراً إلى التهم الموجهة إلى ترمب بسوء التعامل مع وثائق سرية وقد أُلغيت القضية بعد فوز ترمب بولاية ثانية.

مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز (يسار) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (وسط) ووزير الدفاع بيت هيغسيث (يمين) يستمعون إلى سؤال من أحد الصحافيين (أ.ف.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز (يسار) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (وسط) ووزير الدفاع بيت هيغسيث (يمين) يستمعون إلى سؤال من أحد الصحافيين (أ.ف.ب)

وزير الدفاع بيت هيغسيث

قال هيغسيث للصحافيين، الاثنين: «لم يُرسِل أحدٌ خطط حرب»، ووصف غولدبرغ بـ«صحافي مخادع وفاقد للمصداقية، امتهن ترويج الأكاذيب».

كان هيغسيث قد قال عن رسائل كلينتون في 2016: «أي متخصص أمني، سواءً كان عسكرياً أو حكومياً أو غير ذلك، سيُفصل فوراً بسبب هذا النوع من السلوك، وسيُحاكم جنائياً لتهوره في هذا النوع من المعلومات». وفي العام نفسه، سأل هيغسيث على قناة «فوكس نيوز» التي كان يعمل بها: «ما مدى الضرر الذي يُلحقه ذلك بقدرتك على تجنيد أو بناء حلفاء مع الآخرين عندما يشعرون بالقلق من تسريب المعلومات». وفي حلقة أخرى قال هيغسيث: «لو كان أي شخص آخر غير هيلاري كلينتون، لكان في السجن الآن على ما فعله. لأن الافتراض السائد في مجتمع الاستخبارات هو أنه إذا استخدمت وسائل غير سرية، فهناك احتمال أن تستهدفها حكومات أجنبية وتجمع معلومات استخباراتية منها».

وزير الخارجية ماركو روبيو

لم يعلق علناً على قضية تسريب الخطط العسكرية، ولكنه قال لـ«فوكس نيوز» في 2016 عن قضية كلينتون: «لا أحد فوق القانون، ولا حتى هيلاري كلينتون - حتى لو كانت تعتقد ذلك»، وقال لاحقاً إنه «تهور وانعدام كفاءة تامَّان».

الولايات المتحدة تستخدم أحدث أسلحتها في مطاردة قادة الحوثيين (الجيش الأميركي)
الولايات المتحدة تستخدم أحدث أسلحتها في مطاردة قادة الحوثيين (الجيش الأميركي)

نائب كبير موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسات ستيفن ميلرلم يعلق علناً على التسريب الحالي، ولكنه قال في عام 2022 عن قضية هيلاري كلينتون عبر منصة «إكس»: «يمكن للخصوم الأجانب اختراقه بسهولة من أي مكان في العالم».

مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف

قال راتكليف في جلسة استماع في الكونغرس، يوم الثلاثاء: «للتوضيح، كانت اتصالاتي في مجموعة (سيغنال) قانونية تماماً، ولم تتضمن معلومات سرية». ولكنه كان قد قال لقناة «فوكس نيوز» عام 2018، عن المسؤولين الذين يسيئون التعامل مع المعلومات الحساسة: «من الجيد دائماً أن نرى تحقيقاً وملاحقة قضائية للأشخاص الذين لا يتعاملون مع هذه المعلومات بشكل صحيح».

مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد

قالت غابارد، في جلسة الاستماع في الكونغرس: «هناك فَرق بين النشر غير المقصود وتسريب المعلومات السرية بإهمال وسوء إدارة وسوء نية». ولكنها كانت قد قالت في وقت سابق من هذا الشهر عبر منصة «إكس»: «أي نشر غير مصرح به لمعلومات سرية يُعد انتهاكاً للقانون، وسيُعامل على هذا الأساس».


مقالات ذات صلة

زلزال ميانمار... أول كارثة طبيعية تُعاني من تخفيضات ترمب لتمويل وكالة التنمية الدولية

آسيا متطوعون يبحثون عن ناجين في مبنى متضرر بعاصمة ميانمار (أ.ب)

زلزال ميانمار... أول كارثة طبيعية تُعاني من تخفيضات ترمب لتمويل وكالة التنمية الدولية

لفتت شبكة سكاي نيوز البريطانية إلى أن الزلزال الذي تعرضت له ميانمار وبلغت قوته 7.7 درجة يعد أول كارثة طبيعية تُعاني من وطأة التخفيض الذي أجراه الرئيس الأميركي

العالم المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تخفض موازنتها 20 % بعد انسحاب واشنطن

اقترحت منظمة الصحة العالمية خفض موازنتها بنسبة 20 في المائة إثر قرار أميركا، أكبر مساهم فيها، الانسحاب، الأمر الذي يستدعي تقليص مهماتها وأفراد طاقمها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية رسام إيراني يرسم إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (إ.ب.أ)

تحذيرات لإيران من «مجازفة الحرب»

أطلق مسؤولون غربيون تحذيرات جديدة من أن إيران ستتعرض إلى ضربات قوية في حال رفضت عرض التفاوض الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مجتمعاً بأعضاء حكومته في البيت الأبيض 24 مارس (رويترز)

ترمب يقاوم ضغوط إقالة مستشاريه بعد «فضيحة سيغنال»

كشفت «فضيحة سيغنال» عن اختلاف جوهري في مقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإدارة حكومته بين ولايتيه الأولى والثانية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حديثه في فعالية بالبيت الأبيض (رويترز)

ترمب يضغط لتصعيد الرسوم الجمركية

حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب كبار مستشاريه على اتخاذ موقف أكثر حزماً بشأن الرسوم الجمركية واستعداد الإدارة الأميركية لتصعيد كبير في حربها التجارية العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: زوجة وزير الدفاع الأميركي حضرت اجتماعات حساسة مع مسؤولين عسكريين أجانب

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
TT
20

تقرير: زوجة وزير الدفاع الأميركي حضرت اجتماعات حساسة مع مسؤولين عسكريين أجانب

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب مشاركته تفاصيل حول ضربة عسكرية على الحوثيين في دردشة جماعية على تطبيق سيغنال، أحضر زوجته، وهي منتجة سابقة في قناة «فوكس نيوز»، إلى اجتماعين مع مسؤولين عسكريين أجانب، حيث نوقشت معلومات حساسة.

ووفقاً لعدة أشخاص حضروا أو كانوا على دراية بالأمر، عُقد أحد الاجتماعين في وزارة الدفاع (البنتاغون) في 6 مارس (آذار) بين هيغسيث ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي، في لحظة حساسة لحلف الناتو، بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة قطع تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية مع أوكرانيا.

النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)
النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)

وناقشت المجموعة التي اجتمعت في البنتاغون، والتي ضمّت توني راداكين، قائد القوات المسلحة البريطانية، السبب وراء هذا القرار، بالإضافة إلى التعاون العسكري المستقبلي بين الحليفين.

ووفقاً لمسؤولي الدفاع وأشخاص مطلعين على الاجتماع، يمكن للوزير الأميركي دعوة أي شخص لحضور اجتماعات مع نظرائه الزائرين، ولكن عادةً ما تقتصر قوائم الحضور بعناية على من يحتاجون إلى الحضور، ويُتوقع عادةً من الحضور امتلاك تصاريح أمنية نظراً لطبيعة المناقشات الدقيقة، وغالباً ما تكون هناك حراسة أمنية بالقرب من مكان الاجتماع لإبعاد الحضور غير المدعوين.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن زوجة هيغسيث، جينيفر، ليست موظفة في الوزارة، وليس من غير المألوف أن تمتلك أزواج كبار المسؤولين تصاريح أمنية منخفضة المستوى، لكن متحدثاً باسم البنتاغون رفض الإفصاح عما إذا كانت جينيفر تمتلك واحداً.

وكذلك حضرت جينيفر أيضاً اجتماعاً الشهر الماضي في مقر الناتو في بروكسل، حيث ناقش مسؤولو الدفاع دعمهم لأوكرانيا.

وكان اجتماع بروكسل، الذي عُقد على هامش مؤتمر وزراء دفاع الناتو في فبراير (شباط)، بمثابة تجمع لمجموعة تقودها الولايات المتحدة، تضم نحو 50 دولة، تجتمع دورياً لتنسيق إنتاج وتسليم الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لأوكرانيا. وفي المناقشات المغلقة، تعرض معلومات سرية، مثل التبرعات لأوكرانيا، التي لا يرغبون في كشفها.

ووفقاً لأشخاص مطلعين على كلا الاجتماعين، لم يكن بعض الحضور الأجانب في الاجتماعات على دراية بجينيفر هيغسيث، وقالوا إن آخرين فوجئوا بحضورها، لكنهم مضوا قدماً دون إبداء أي اعتراضات.

ولم يتضح بعد ما إذا كان وجودها قد أثّر على ما نوقش في أي من الجلستين.

وأثار أعضاء في الكونغرس من كلا الحزبين مخاوف بشأن تعامل هيغسيث مع معلومات عسكرية حساسة، عقب الكشف عن استخدامه هو ومسؤولين آخرين في الإدارة محادثة جماعية على منصة سيغنال للمراسلة، ضمّت صحافياً، لمناقشة وتنفيذ ضربة على الحوثيين في اليمن.

ووجّه السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والسيناتور جاك ريد، العضو الديمقراطي البارز في اللجنة، رسالة يوم الأربعاء يطلبان فيها من المفتش العام لوزارة الدفاع فتح تحقيق في المحادثة.

ويصطحب كبار مسؤولي وزارة الدفاع زوجاتهم أحياناً في رحلات رسمية ومناسبات احتفالية. ففي مؤتمر صحافي عُقد خلال مؤتمر حلف (الناتو) في بروكسل، صرّح هيغسيث للصحافيين بأن جينيفر انضمت إليه و«التقت بعائلات جنود أميركيين» في بلجيكا وألمانيا.

لكن من النادر أن يحضر الأزواج، وهم مواطنون عاديون، اجتماعات الأمن القومي، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الدفاع.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث في البيت الأبيض (أ.ب)

وقال تشاك هاغل، وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس باراك أوباما: «عندما تُعقد اجتماعات مع وزراء أو مسؤولين رفيعي المستوى في حلف الناتو، غالباً ما تتضمن هذه الاجتماعات محادثات أمنية حساسة». وأضاف: «إذا كنت ستناقش قضايا أمنية قومية بالغة السرية، فعليك أن تكون انتقائياً للغاية. ما مدى أهمية الشخص الذي تدعوه؟»

وذكر أن حضور زوجة الوزير في مثل هذه المحادثات «يُرسل رسالة إلى الوزارة؛ لماذا يفعل الوزير ذلك؟ إنه يُثير قلق الموظفين بشأن ما يجب قوله ولمن. إنه يُثير قضية لا داعي لطرحها».

وقال مسؤول سابق رفيع المستوى في إدارة أوباما إن بيل كلينتون لم يحضر أي اجتماع مع وزير الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون.

وفي إدارة ترمب السابقة، واجه مايك بومبيو التدقيق بشأن دور زوجته، سوزان، عندما كان رئيساً لوكالة المخابرات المركزية، ثم وزارة الخارجية.

وشاركت سوزان في الفعاليات الاجتماعية لوكالة المخابرات المركزية، وشغلت منصباً فخرياً في إدارة تدعم أفراد عائلات العاملين بالوكالة، وعملت غالباً بالقرب من زوجها في المخابرات، وهو ما أقرّ به متحدث باسم الوكالة في عام 2018 رداً على تقارير وسائل الإعلام.

كما وافقت على طلبات لموظفي وزارة الخارجية نيابة عن زوجها، بما في ذلك بعض الأعمال ذات الطابع الشخصي، التي وجدها تقرير المفتش العام للوكالة «غير مناسبة».

بيت هيغسيث (أ.ب)
بيت هيغسيث (أ.ب)

وبالنسبة لهيغسيث، يشارك فرد ثانٍ من أفراد أسرته في أعمال الوزارة أيضاً حيث انضم شقيقه الأصغر فيليب هيغسيث، وهو منتج بودكاست، مؤخراً إلى وزارة الأمن الداخلي كحلقة وصل مع وزارة الدفاع، وفقاً للمتحدثة باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون.

وقالت ويلسون إن فيليب يسافر حالياً مع هيغسيث في جولة لزيارة حلفاء وقواعد أميركية في آسيا.