إدارة ترمب تدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية

في خطوة لإرضاء بوتين وإنهاء الحرب

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
TT
20

إدارة ترمب تدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)

قبل ساعات قليلة من المكالمة المقررة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قالت تقارير مسربة إن الإدارة الأميركية بصدد الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية في إطار صفقة أوسع لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.

وأشار موقع «سيمافور»، نقلاً عن مسؤولَين مطلعَين على المناقشات، إلى أن الرئيس ترمب أعلن صراحة عن ضرورة تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية لروسيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ 3 سنوات. وأشار المسؤولان إلى أن البيت الأبيض لم يتخذ قراراً نهائياً بعد.

وغزت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وأعلنت ضمها إلى روسيا، في خطوة عدّتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والأمم المتحدة غير قانونية، وأكدت أنها أرض أوكرانية محتلة.

صورة تعود إلى عام 2014 لجنديين روسيين أمام قطع حربية أوكرانية في سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي بالقرم (أ.ب)
صورة تعود إلى عام 2014 لجنديين روسيين أمام قطع حربية أوكرانية في سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي بالقرم (أ.ب)

«تقسيم الأصول»

وقد صرح الرئيس ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، الجمعة، بأن هناك مناقشات بشأن «تقسيم بعض الأصول» دون أن يعطي تفاصيل عنها. وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، للصحافيين الأسبوع الماضي: «لقد عانى الأوكرانيون كثيراً، وعانى شعبهم كثيراً، ومن الصعب في أعقاب أمر كهذا الحديث عن تنازلات... لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا الوضع ومنع مزيد من المعاناة».

وأشار مستشار الأمن القومي، مايك والتز، يوم الأحد، إلى أنه من غير الواقعي أن تستعيد أوكرانيا كامل أراضيها من روسيا، وقال: «هل سنطرد كل روسي من كل شبر من الأراضي الأوكرانية؛ بما في ذلك شبه جزيرة القرم؟».

من هجوم أوكراني سابق استهدف جسر القرم الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه الجزيرة (أ.ب)
من هجوم أوكراني سابق استهدف جسر القرم الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه الجزيرة (أ.ب)

وطرح ترمب لأول مرة احتمال الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية خلال ترشحه للرئاسة عام 2016، أي قبل سنوات من شن روسيا غزوها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وكرر ترمب خلال ولايته الأولى أنه «سينظر» فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستتحرك للاعتراف بها. وقال ترمب خلال مقابلة عام 2018 مع جورج ستيفانوبولوس من قناة «إيه بي سي نيوز»: «سكان القرم، بناءً على ما سمعته، يفضلون البقاء مع روسيا على البقاء حيث هم الآن». وأضاف: «وعليكم النظر في هذا أيضاً». وخلال حملته الانتخابية العام الماضي، صرح ترمب بأنه يستطيع إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا بالضغط على أوكرانيا للتخلي عن بعض الأراضي.

تحديات ورفض متوقع

ترمب وبوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» في أوساكا باليابان عام 2019 (أ.ب)
ترمب وبوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» في أوساكا باليابان عام 2019 (أ.ب)

من المتوقع أن تقابَل أي خطوة أميركية للاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم برفض من الجانب الأوكراني والأوروبي، ففي بداية الحرب، رفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مراراً أي أفكار للتنازل عن الأراضي الأوكرانية لمصلحة روسيا. وأقر العام الماضي بصعوبة استعادة شبه جزيرة القرم بالوسائل العسكرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن استعادة الإقليم إلا من خلال الدبلوماسية. ومن المتوقع أن تقابَل مثل هذه الخطوة برفض واسع من الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» والاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

مسؤول في «الفيدرالي»: رسوم ترمب الجمركية قد ترفع معدّل التضخّم

الاقتصاد مبنى الفيدرالي الأميركي في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

مسؤول في «الفيدرالي»: رسوم ترمب الجمركية قد ترفع معدّل التضخّم

قال مسؤول رفيع في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، اليوم (الأربعاء)، إن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادة الرسوم الجمركية من شأنها أن ترفع التضخّم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس ترمب يوقّع أمراً تنفيذياً لإصلاح نظام الانتخابات الأميركية يثير الكثير من التساؤلات القانونية والحزبية (إ.ب.أ)

ترمب يجري تغييرات جذرية تثير الجدل حول إدارة الانتخابات الأميركية

رجَّح خبراء أن يثير الأمر التنفيذي معارك سياسية وقانونية ودستورية مكثفة، بخاصة في الولايات التي تضع قوانين للتصويت تختلف بشكل كبير عن الأمور الواردة فيه

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)

رئيس وزراء كندا: حرب ترمب التجارية تضر الأميركيين

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اليوم (الأربعاء)، أن الحرب التجارية التي يثيرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تضر الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (تورونتو )
الولايات المتحدة​ أشخاص يشاركون في تجمع جماهيري لمطالبة الكونغرس بحماية تمويل هيئات البثّ العامة الأميركية في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

ترمب يصوّب على القضاء والمحامين ويصبّ غضبه على الإعلام

كثّف الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملته على القضاة الذين يُصدرون أحكاماً ضد خططه لإحداث تغيير عميق في الحكومة الأميركية، مستهدفاً وسائل الإعلام أيضاً.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال»

البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال»

حمّل البيت الأبيض اليوم (الأربعاء)، مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز المسؤولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس وزراء كندا: حرب ترمب التجارية تضر الأميركيين

مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)
مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)
TT
20

رئيس وزراء كندا: حرب ترمب التجارية تضر الأميركيين

مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)
مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اليوم (الأربعاء)، أن الحرب التجارية التي يثيرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تضر الأميركيين، مشيراً إلى تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أقل مستوياتها منذ سنوات، وفق «أسوشييتد برس».

وقال كارني أثناء تجمع انتخابي في مدينة وندسور بإقليم أونتاريو قبل الانتخابات العامة الكندية يوم 28 أبريل (نيسان) المقبل، أن العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة وكندا تتعرض الآن لضغوط أكبر من أي وقت مضى في تاريخ البلدين.

وأضاف كارني: «حربه (ترمب) التجارية تضر المستهلكين والعمال الأميركيين وستضرهم بصورة أكبر. أرى ثقة المستهلكين الأميركيين عند أقل مستوياتها منذ سنوات».

يأتي ذلك بعد يوم واحد من صدور تقرير معهد «كونفرانس بورد» الخاص عن ثقة المستهلكين الأميركيين الذي أشار إلى انخفاض ثقة المستهلك الأميركي للشهر الرابع على التوالي، مع تراجع قلق الأميركيين بشأن مستقبلهم المالي إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاماً، وسط تزايد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية والتضخم.

وذكر معهد «كونفرنس بورد» أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض بمقدار 7.2 نقطة في مارس (آذار) الحالي إلى 92.9 نقطة، في حين كان المحللون يتوقعون انخفاضاً إلى 94.5 نقطة، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة «فاكت سيت».

وذكر تقرير مؤسسة «كونفرنس بورد» الصادر أمس أن مؤشر توقعات الأميركيين على المدى القصير بشأن الدخل والأعمال وسوق العمل انخفض بمقدار 9.6 نقطة ليصل إلى 65.2 نقطة.

ويأتي ذلك في حين فرض ترمب رسوماً بنسبة 25 في المائة على منتجات الصلب والألومنيوم الكندية ويهدد بفرض رسوم شاملة على كل المنتجات الكندية وكل شركاء الولايات المتحدة التجاريين الآخرين اعتباراً من 2 أبريل.

وقال كارني إن ترمب «يريد كسرنا حتى تستطيع أميركا السيطرة علينا... وهذا لن يحدث أبداً لأننا لا ننظر فقط إلى أنفسنا وإنما ننظر إلى كل الآخرين».

جاءت تصريحات كارني بالقرب من جسر أمبسادور بريدج الذي يعد أشد المعابر الحدودية بين الولايات المتحدة وكندا ازدحاماً، وتمر منه 25 في المائة من إجمالي حجم التجارة بين البلدين ويلعب دوراً مهماً في تجارة السيارات بشكل خاص.

وقال كارني إن هذا الجسر يمر عليه بضائع بقيمة 140 مليار دولار كندي (98 مليار دولار) سنوياً ونحو 400 مليون دولار كندي يومياً.

كما أعلن كارني، اليوم، عن إنشاء «صندوق الرد الاستراتيجي» برأسمال قدره ملياري دولار كندي (1.4 مليار دولار أميركي) لحماية وظائف قطاع السيارات الكندي المتضررة من رسوم ترمب.