تخفيضات تهدّد الأمن القومي: الولايات المتحدة تفقد كبار علمائها النوويين

ماسك في البيت الأبيض خلال 9 مارس 2025 (أ.ب)
ماسك في البيت الأبيض خلال 9 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

تخفيضات تهدّد الأمن القومي: الولايات المتحدة تفقد كبار علمائها النوويين

ماسك في البيت الأبيض خلال 9 مارس 2025 (أ.ب)
ماسك في البيت الأبيض خلال 9 مارس 2025 (أ.ب)

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، طالت عمليات التسريح وبرامج التعويضات المالية كبار العلماء النوويين والمهندسين وخبراء السلامة في الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها لتحديث ترسانتها النووية، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

نزف العقول في قطاع حساس

على مدى الأسابيع الماضية، خسرت الوكالة أكثر من 130 موظفاً اختاروا الاستقالة مقابل تعويضات مالية، بالإضافة إلى فصل 27 موظفاً آخرين في إطار تسريحات جماعية. وكان من بين المغادرين علماء ومهندسون مسؤولون عن عمليات نقل المواد النووية وبناء المفاعلات الخاصة بالغواصات النووية، فضلاً عن خبراء في معايير السلامة البيئية داخل المنشآت الحيوية.

تراجع القدرات في مرحلة حرجة

تدير الوكالة النووية ترسانة البلاد البالغة 3748 رأساً نووياً، وتعمل على مشروع تحديثي ضخم بقيمة 20 مليار دولار سنوياً. ومع أن الوكالة كانت قد بدأت في تعويض نقص موظفيها، إلا أن التخفيضات الأخيرة أوقفت تقدمها، ما يهدّد قدرتها على الإشراف على مشروعات التحديث الكبرى، بما في ذلك الأسلحة النووية للغواصات والطائرات القاذفة.

مخاوف من تأثيرات كارثية

حذّر مسؤولون حاليون وسابقون من أن هذه التسريحات قد تؤثر سلباً في أمن المنشآت النووية وبرامج تطوير الأسلحة. كما قد تؤدي إلى إضعاف الرقابة على آلاف المتعاقدين الذين ينفذون أعمال الوكالة.

وأكد سكوت روكر، نائب رئيس برنامج أمن المواد النووية في مبادرة التهديد النووي: «هذه التخفيضات تجعل المهمة أكثر صعوبة، فقد فقدت الوكالة بعضاً من أفضل قادتها وأكثرهم كفاءة».

تحركات في الكونغرس وتداعيات سياسية

أثارت هذه القرارات انتقادات واسعة حتى من داخل الكونغرس، حيث تدخّل بعض أعضائه لإيقاف تسريحات إضافية.

وأشار السيناتور أنغوس كينغ إلى أن الإدارة الحالية تتعامل مع تقليص حجم الحكومة بطريقة عشوائية وغير مسؤولة.

في المقابل، أكدت وزارة الطاقة أن التخفيضات استهدفت وظائف غير حيوية، وهو ما يتناقض مع الوثائق والمقابلات التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، التي كشفت عن أن الكثير من المغادرين كانوا من أصحاب التصاريح الأمنية العالية، الذين يصعب تعويضهم سريعاً.

مع استمرار عمليات التحديث النووي، يبقى التساؤل مطروحاً: هل ستؤثر هذه التخفيضات في جاهزية الردع النووي الأميركي؟



ترمب يكشف عن الجيل السادس من الطائرات المقاتلة

جانب من المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه ترمب عن «إف 47» في البيت الأبيض 21 مارس (إ.ب.أ)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه ترمب عن «إف 47» في البيت الأبيض 21 مارس (إ.ب.أ)
TT
20

ترمب يكشف عن الجيل السادس من الطائرات المقاتلة

جانب من المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه ترمب عن «إف 47» في البيت الأبيض 21 مارس (إ.ب.أ)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه ترمب عن «إف 47» في البيت الأبيض 21 مارس (إ.ب.أ)

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الجيل السادس من الطائرات المقاتلة «إف 47»، التي يقول البنتاغون إنها ستتمتع بقدرات تخفٍ واختراق ومناورة، تفوق كثيراً قدرات الأسطول الأميركي الحالي.

وأعلن ترمب، في مؤتمر صحافي عقده في المكتب البيضاوي مع وزير الدفاع بيت هيغسيث، منح شركة «بوينغ» عقداً يقدّر بـ20 مليار دولار لتطوير مقاتلة «إف 47» لصالح القوات الجوية الأميركية. وقال: «بعد منافسة دقيقة وشاملة بين بعض كبرى شركات صناعات الطيران في الولايات المتحدة، ستمنح القوات الجوية عقد منصة (مقاتلة) الجيل الجديد للتفوق الجوي إلى (بوينغ)».

هيمنة جوية

وعدّ ترمب الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة، الذي يتوقّع أن يجري إنتاجه خلال العامين المقبلين، إنجازاً سيمكّن سلاح الجو الأميركي من الحفاظ على الهيمنة الجوية، ويبقي أميركا في طليعة صناعة الطيران والتكنولوجيا. وقال الرئيس إن المقاتلة كانت في طور الإعداد «لفترة طويلة من الزمن»، وإن نسخة تجريبية منها تحلّق منذ قرابة 5 سنوات. وأضاف: «بهذه المقاتلة التي تحمل الرقم الجميل (إف 47)، لا يمكن أن يكون هناك أي شيء يضاهي قدراتها؛ من السرعة إلى القدرة على المناورة، وما يمكن أن تحمله من حمولة». ولم يكشف الرئيس الأميركي سوى عن تفاصيل قليلة عن شكل المقاتلة الجديدة «إف 47»، وقد أبرزت الصورة التي عرضها في البيت الأبيض طائرة مسطحة دون ذيل مع مقدمة حادة.

تتمتع «إف 47» بقدرات تخفٍ ومناورة خارقة (رويترز)
تتمتع «إف 47» بقدرات تخفٍ ومناورة خارقة (رويترز)

وأشاد الرئيس بقدرات المقاتلة الجديدة، وقال إنها «ستكون الأكثر تقدماً (...) والأكثر فتكاً. وكانت النسخة التجريبية من المقاتلة تُحلّق سراً لمدة 5 سنوات، ونحن على ثقة من أنها تتفوّق بشكل كبير على قدرات أي دولة أخرى»، مضيفاً أن «أعداء أميركا لن يتوقعوا هذا أبداً، ونأمل ألا نضطر إلى استخدامها».

من جانبه، قال وزير الدفاع إن «هذا البرنامج هو الجيل القادم من الهيمنة الجوية (الأميركية). فلدينا طائرات (إف 15) و(إف 16) و(إف 18) و(إف 22) و(إف 35). والآن أصبحت لدينا طائرات (إف 47)، التي ترسل رسالة واضحة إلى حلفائنا أننا لن نرحل، وإلى أعدائنا بأننا قادرون على استعراض قوتنا حول العالم دون عوائق لأجيال قادمة».

الطائرة الأكثر تطوّراً

خضع برنامج تطوير الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة، الذي انطلق قبل سنوات، لمراجعة خلال ولاية جو بايدن. جاء ذلك بعدما شكّك بعض النقاد في تكلفة وضرورة البرنامج، حيث لا يزال البنتاغون «يكافح» من أجل إنتاج الطائرة الأكثر تطوراً حالياً «F 35»، وفق ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس». ومن المتوقع أن تكلف دافعي الضرائب أكثر من 1.7 تريليون دولار على مدى عمرها الافتراضي.

عدّ بيت غيغسيث أن الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة يضمن الهيمنة الجوية الأميركية (رويترز)
عدّ بيت غيغسيث أن الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة يضمن الهيمنة الجوية الأميركية (رويترز)

بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المراقبين أن قاذفة القنابل الشبح المستقبلية للبنتاغون «B-21 Raider»، ستحتوي على العديد من التقنيات المتطورة نفسها، والذكاء الاصطناعي، وقدرات الدفع، والتخفي. وقد تم بالفعل بناء أكثر من 1100 طائرة من طراز «F 35» للولايات المتحدة، والعديد من الشركاء الدوليين. كما تم التخطيط لبناء أسطول من نحو 100 قاذفة شبح مستقبلية من طراز «B 21»، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 130 مليار دولار على الأقل. وتقوم الآن أول طائرة «B 21» برحلات تجريبية. وانتقد ترمب وهيغسيث الإدارة الأميركية السابقة لتعليقها العمل ببرنامج تطوير المقاتلة الجديدة. وكان وزير القوات الجوية في إدارة بايدن، فرانك كيندل، قد أمر بتعليق البرنامج لمراجعة ما إذا كانت لا تزال هناك حاجة إلى الطائرة، أو ما إذا كان البرنامج، الذي تم تصميمه لأول مرة في عام 2018، بحاجة إلى تعديل ليعكس السنوات القليلة الماضية من التقدم في القتال الحربي.

صورة للطائرة المقاتلة الجديدة كما استعرضها الرئيس ترمب في البيت الأبيض (رويترز)
صورة للطائرة المقاتلة الجديدة كما استعرضها الرئيس ترمب في البيت الأبيض (رويترز)

وتولّت تلك المراجعة مراكز أبحاث وأوساط أكاديمية، ودرست كيف سيبدو الصراع مع الصين باستخدام الجيل الجديد من المقاتلات، ومن دونها. وخلصت هذه المراكز إلى أن هناك حاجة إلى الجيل الجديد من المقاتلات. ثم ترك كيندل القرار بشأن الشركة التي ستنتج الطائرة المقاتلة لإدارة ترمب، حسبما قال مسؤول دفاعي تحدث لـ«أسوشييتد برس» شريطة عدم الكشف عن هويته. وقال المسؤول إن المقاتلة الجديدة ستجلب «مستوى مختلفاً تماماً من القدرات على الرصد المنخفض». كما سيكون لها مدى أطول من «F 35» أو غيرها من الطائرات المقاتلة الحالية، لذلك ستتطلب إعادة التزود بالوقود بشكل أقل. وقال المسؤول إنه من المخطط له أيضاً نسخة مستقبلية غير مأهولة، مع قيام البنتاغون بتحسين الذكاء الاصطناعي للطائرة.