ترمب: أميركا ستدعم قرار إسرائيل بشأن الموعد النهائي للإفراج عن جميع الرهائن

جيش الاحتلال يجهز «خططاً للهجوم» بالتزامن مع إطلاق سراح المحتجزين

أحد عناصر «حماس» يقوم بالمراقبة من مبنى مطل على منطقة تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
أحد عناصر «حماس» يقوم بالمراقبة من مبنى مطل على منطقة تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
TT

ترمب: أميركا ستدعم قرار إسرائيل بشأن الموعد النهائي للإفراج عن جميع الرهائن

أحد عناصر «حماس» يقوم بالمراقبة من مبنى مطل على منطقة تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
أحد عناصر «حماس» يقوم بالمراقبة من مبنى مطل على منطقة تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (السبت)، إن حركة «حماس» أطلقت للتو سراح 3 رهائن من غزة بينهم مواطن أميركي، موضحاً أن ذلك يختلف عن بيانها الأسبوع الماضي بأنها لن تطلق سراح أي رهائن.

وأضاف ترمب: «يجب على إسرائيل الآن اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله بحلول الساعة 12 ظهرا اليوم وهو الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن، وأميركا ستدعم قرارها».

من جانبه، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي السبت، أن الجيش يعد «خططا للهجوم» في حين تستمر عملية إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بموجب الهدنة مع حركة «حماس».

وقال هاليفي في بيان عسكري «تزامنا مع الحماس الكبير الذي يرافق عودة كل رهينة، فإننا في (الجيش) نذكّر بواجبنا في إعادتهم جميعا. نبذل جهودا هائلة من أجل هذا، وفي الوقت نفسه نعد خططا للهجوم»، من دون مزيد من التفاصيل.

وأطلقت «حماس» في وقت سابق اليوم، سراح الرهائن الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبانوف في غزة، فيما بدأ كيان الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن نحو 369 سجيناً ومعتقلا فلسطينياً في المقابل.

وفي وقت لاحق، أكد حازم قاسم، المتحدث باسم حركة «حماس»، أن الحركة تأمل أن تبدأ خلال أيام محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول إطلاق سراح الأسرى «تتناقض» مع الاتفاق الذي أبرم برعاية الوسطاء والولايات المتحدة، مؤكدا أن الحركة «لديها ما تفعله للتعامل مع إسرائيل إذا تنصلت من التزاماتها» بموجب الاتفاق.

وأردف القول «على أميركا إلزام إسرائيل بالاتفاق إذا كانت حريصة على حياة الأسرى».

ودعا ترمب أمس إلى اتخاذ «موقف متشدد» بشأن غزة، وكان وصف الاثنين تهديد «حماس» بتأخير إطلاق سراح رهائن إسرائيليين بأنّه «مريع»، متوعداً الحركة الفلسطينية بـ«جحيم حقيقي» إذا لم «تتم إعادة جميع (الرهائن) بحلول ظهر السبت».

وفي لقاء مع الصحافيين في البيت الأبيض اقترح ترمب أن «تلغي» إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 يناير (كانون الثاني) إذا لم تفرج «حماس» عن جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل. وقال إنّه سيترك «هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرّر» بشأن ما ينبغي أن يحدّث للهدنة الهشّة السارية بينها وبين «حماس».

وأضاف «لكن في ما يخصّني، فإذا لم تتمّ إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من ظهر السبت ـ أعتقد أنّه موعد معقول ـ فأنا أدعو لأن تُلغى (الهدنة) ولأن تُفتح أبواب الجحيم».


مقالات ذات صلة

«أنا سجين سياسي»... رسالة من الطالب الفلسطيني محمود خليل

الولايات المتحدة​ متظاهر يرفع لافتة تطالب بإطلاق سراح الطالب الفلسطيني محمود خليل في نيويورك في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

«أنا سجين سياسي»... رسالة من الطالب الفلسطيني محمود خليل

وصف محمود خليل، الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا، نفسه بأنه «سجين سياسي»، في أول تصريح له منذ احتجازه والتهديد بترحيله من الولايات المتحدة.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين عام 2019 (د.ب.أ) play-circle

تقرير: بوتين يريد من ترمب اعترافاً رسمياً بالأراضي التي استولت عليها روسيا في أوكرانيا

كشفت صحيفة روسية، عن أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف رسمياً بكل المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو سيادتها عليها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة «الناتو» ببريطانيا في 4 ديسمبر 2019 (أ.ب)

تحليل إخباري عصر نووي جديد... أوروبا خارج «المظلة» الأميركية

تمرّ أوروبا اليوم بالصدمة الأهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فمَن دافع عنها، ومَن وضعها تحت جناحه النووي الحامي، يبدو كأنه تخلّى عنها. فكيف ستتصرف؟

المحلل العسكري
الولايات المتحدة​ صورة ملتقطة يوم 14 يونيو 2019 في أوساكا باليابان تظهِر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين 2019 (د.ب.أ)

ويتكوف: من المرجح عقد اجتماع بين ترمب وبوتين

صرّح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بأن عقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين أمر «مرجح».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا بوتين خلال حضوره اللقاء السنوي لاتحاد المصنعين الروس (إ.ب.أ)

محادثات بوتين - ترمب... انطلاق «العمل المشترك» لتسوية الصراع في أوكرانيا

انطلاق «العمل المشترك» لتسوية الصراع في أوكرانيا وتفاهمات على الخطوط العريضة وتباين في التفاصيل وترقب «جولات حوار مكثفة»

رائد جبر (موسكو)

«أنا سجين سياسي»... رسالة من الطالب الفلسطيني محمود خليل

متظاهر يرفع لافتة تطالب بإطلاق سراح الطالب الفلسطيني محمود خليل في نيويورك في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متظاهر يرفع لافتة تطالب بإطلاق سراح الطالب الفلسطيني محمود خليل في نيويورك في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

«أنا سجين سياسي»... رسالة من الطالب الفلسطيني محمود خليل

متظاهر يرفع لافتة تطالب بإطلاق سراح الطالب الفلسطيني محمود خليل في نيويورك في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متظاهر يرفع لافتة تطالب بإطلاق سراح الطالب الفلسطيني محمود خليل في نيويورك في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وصف محمود خليل، الطالب الفلسطيني بجامعة كولومبيا الأميركية، نفسه بـ«السجين السياسي»، مؤكداً في رسالة قرأها على محاميه من مقر احتجازه في ولاية لويزيانا أنه اعتُقل لأنه كان يمارس «حقه في التعبير عن رأيه»، ووصم الإدارة الأميركية بأنها «عنصرية».

ونشرت وسائل إعلام، يوم الأربعاء، رسالته التي تُعد أول تصريح علني له منذ احتجازه في الثامن من الشهر الجاري من مقر إقامته في نيويورك.

وعلى الصعيد القضائي، عرقل قاضٍ أميركي، الأربعاء، محاولة من إدارة الرئيس دونالد ترمب لرفض طعن خليل على الإجراءات القانونية لاعتقاله من قِبل موظفي الهجرة لمشاركته في احتجاجات داعمة للفلسطينيين، وأحال القضية إلى نيوجيرسي.

واتفق جيسي فورمان، قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، مع وزارة العدل على عدم اختصاصه بالبت في القضية، وأمر بإحالة القضية إلى المحكمة الاتحادية في ولاية نيوجيرسي، حيث كان خليل محتجزاً وقت طعن محاميه في اعتقاله لأول مرة في نيويورك.

ولم يُصدر فورمان قراراً بشأن طلب خليل الإفراج عنه بكفالة.

أما خليل فقد قال في رسالته: «إن اعتقالي الظالم يدل على العنصرية ضد الفلسطينيين التي أظهرتها كل من إدارتي بايدن وترمب خلال الستة عشر شهراً الماضية، حيث واصلت الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالأسلحة لقتل الفلسطينيين ومنعت التدخل الدولي».

وأضاف أنه احتُجز لأنه كان يدعو لمناصرة القضية الفلسطينية وإنهاء «حرب الإبادة» في غزة، واتهم الولايات المتحدة بالعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب والسعي لقمعهم بعنف.

لكن إدارة ترمب تعترض على مثل هذه الاتهامات، وتقول إن خليل، الذي يحمل البطاقة الأميركية الخضراء، عرضة للترحيل لأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يرى أن وجوده في الولايات المتحدة قد تكون له «عواقب سلبية على السياسة الخارجية الأميركية» من دون تحديد تفاصيل هذه العواقب.

كما اتهم البيت الأبيض خليل بدعم حركة «حماس»، من دون أن يقدم أيضاً أدلة على ذلك.

وأشار خليل في رسالته إلى استئناف العمليات العسكرية في غزة وإلى ضرورة مواصلة الاحتجاج.

مساعي الترحيل

تسعى الإدارة الأميركية إلى ترحيل خليل البالغ من العمر 30 عاماً وإلغاء إقامته، ما أثار موجة احتجاجات ومطالبات بإطلاق سراحه. وباتت قضية خليل اليوم قضية متعلقة بحرية الرأي والتعبير المحمية في التعديل الأول من الدستور الأميركي.

ويقول مدير وكالة الهجرة والجمارك الأميركي، توم هومان، إن هناك «حدوداً» لحرية الرأي؛ لكن كثيرين يعترضون على اعتقال خليل، ويعتبرونه اعتداءً على التعديل الأول من الدستور.

مدير وكالة الهجرة الأميركي توم هومان يتحدث مع الصحافيين في البيت الأبيض في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ويجيء الديمقراطيون على رأس المعترضين، وكتب مشرعون منهم رسالة احتجاج حادة اللهجة لوزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الأمن القومي كريستي نوم يتهمون فيها إدارة ترمب بـ«تسليح نظام الهجرة لسحق حرية التعبير».

وأضافوا: «هذا يضع بلادنا إلى جانب بلاد يقودها استبداديون»، وحثوا الإدارة على التراجع عن قرارها والإفراج عن خليل «قبل التعرض لهزيمة قاسية أخرى في المحكمة وإلحاق ضرر فادح بالبلاد».

تحديات في المحاكم

وبالفعل، ستواجه المحاكم تحديات كثيرة خلال النظر في قضية خليل؛ فالحجة القانونية التي اعتمدت عليها الإدارة في قرارها تعود إلى البند رقم 237 في قانون الهجرة والجنسية الذي أقره الكونغرس عام 1952، ويعطي وزير الخارجية صلاحية ترحيل أي شخص «إذا رأى أن وجوده له عواقب سلبية جدية على السياسة الخارجية الأميركية».

وأُقر هذا البند أيام الحرب الباردة، وهو ما أشار إليه النواب الديمقراطيون قائلين: «إن استخدام بند قانوني قديم للمعاقبة يُعتبر هجوماً خطيراً على التعديل الأول وعلى جميع من يتمتع بحمايته». واتهموا الإدارة الأميركية بعمل «مناورة ستثير الفتنة».

وأضافوا: «إنها ممارسات للمستبدين، لا مكان لها في مجتمع ديمقراطي يدّعي أنه يتزعم حرية التعبير».

ولا يزال محامو خليل يحاولون الحصول على أجوبة من المدعين العامين بشأن ظروف احتجازه، ونقله المفاجئ من نيويورك إلى لويزيانا حيث النظام القضائي يعد محافظاً مقارنة بالنظم الليبرالي في نيويورك.

وعزت السلطات سبب نقله إلى «انتشار بق الفراش» في سجن نيويورك.