ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق غزة»: بداية لأشياء عظيمة قادمة
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
20
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق غزة»: بداية لأشياء عظيمة قادمة
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم (الأربعاء) عبر منصته «تروث سوشيال» التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط.
وبينما لم يصدر بعد أي إعلان رسمي من جانب إدارة الرئيس جو بايدن بشأن اتفاق وقف النار في غزة، كتب ترمب محتفياً على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «لدينا صفقة بشأن الرهائن في الشرق الأوسط وسيتم إطلاق سراحهم قريبًا... شكراً لكم».
وكتب ترمب «اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي هذا لم يكن ليحدث إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث أشار إلى العالم أجمع أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأميركيين وحلفائنا. وأنا سعيد للغاية لأن الرهائن الأميركيين والإسرائيليين سيعودون إلى ديارهم للاجتماع بأسرهم وأحبائهم».
وتابع «مع إبرام هذا الاتفاق، سيواصل فريق الأمن القومي الخاص بي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، العمل عن كثب مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذًا آمنًا للإرهابيين. وسنواصل تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة، بينما نبني على زخم وقف إطلاق النار هذا لتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم التاريخية. هذه ليست سوى بداية لأشياء عظيمة قادمة لأميركا، بل والعالم!».
وأشار الرئيس الأميركي المنتخب الى انه «حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض. تخيلوا فقط كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود إلى البيت الأبيض..».
وأعلن مسؤول مطلع لـ«رويترز» اليوم إن إسرائيل وحركة «حماس» اتفقتا على وقف القتال في غزة وتبادل للرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين مما يمهد الطريق أمام نهاية محتملة للحرب المستمرة منذ 15 شهرا والتي قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب.
وكشف المسؤول إن قطر ومصر وأميركا تضمن تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء أولا، ثم رفات الرهائن القتلى. وأضاف: «حركة حماس ستفرج عن الرهائن على مدى ستة أسابيع، بواقع ثلاث رهائن كل أسبوع والبقية قبل نهاية الفترة».
وخلال أشهر من المحادثات المتقطعة الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهراً، سبق أن أكد الجانبان (إسرائيل وحماس) أنهما قريبان من وقف إطلاق النار ثم واجها عقبات في اللحظات الأخيرة. والخطوط العريضة للاتفاق الحالي قائمة منذ منتصف عام 2024.
قال رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوغ فورد، الثلاثاء، إن المقاطعة ستعلق فرض رسوم إضافية بنسبة 25 في المائة على الكهرباء المرسلة إلى ثلاث ولايات أميركية.
كييف تبدي استعدادها لقبول اقتراح واشنطن لوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
قالت أوكرانيا إن محادثاتها مع الولايات المتحدة التي استضافتها مدينة جدة السعودية، الثلاثاء، قطعتْ خطوات مهمة نحو استعادة السلام الدائم، وأبدت استعدادها لقبول اقتراح أميركي بوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً. وأضافت الرئاسة الأوكرانية، في بيان، أن وقف إطلاق النار المقترح «يمكن تمديده بموافقة متبادلة من الطرفين، ويخضع للقبول والتنفيذ المتزامن من قبل روسيا»، وأن الولايات المتحدة ستبلغ موسكو بأن «المعاملة بالمثل من جانب روسيا هي مفتاح تحقيق السلام».
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على واشنطن أن «تقنع» موسكو بقبول المقترح الذي طُرح خلال المحادثات الأوكرانية الأميركية في جدة بالسعودية. وقال زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «يتعين على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالقيام بذلك»، مضيفاً أن أوكرانيا تنظر إلى اقتراح الهدنة «بشكل إيجابي».
فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستقبل وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، التي قال إنها مستعدة للمفاوضات. وصرح روبيو للصحافيين بعد محادثات استمرت أكثر من ثماني ساعات في جدة بأنهم «سينقلون هذا العرض الآن إلى الروس، ويأملون أن يوافقوا على السلام. الكرة الآن في ملعبهم».
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز مع المفاوضين الأوكرانيين (أ.ف.ب)
فيما أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز عن أمله في إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد أن قبلت كييف اقتراح هدنة الـ30 يوماً مع روسيا، وخوض مفاوضات فورية. وأفاد والتز: «لقد انتقلنا من مسألة ما إذا كانت الحرب ستنتهي إلى كيفية إنهائها»، مضيفاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «حرّك الحوار العالمي بأكمله». وقال والتز إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي.
وعقدت الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا مباحثات إيجابية في مدينة جدة، غرب السعودية. والتقى وفدا البلدين بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان، ومثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف. ووفقاً لمصادر مطلعة، سادت أجواء إيجابية خلال المناقشات بين الجانبين.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز (أ.ف.ب)
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، الذي يقود وفد بلاده، إن المباحثات اتسمت ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف. وقال يرماك، في منشور عبر «تلغرام» مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بنّاء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد 3 أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
تأتي هذه المحادثات في وقت يكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب التي بدأت بالغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية، التي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة في البيت الأبيض بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن الولايات المتحدة «سترفع على الفور الوقف المؤقت لتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما ستستأنف المساعدة العسكرية لأوكرانيا»، وأفادت بأن الوفدين الأميركي والأوكراني ناقشا أهمية جهود الإغاثة الإنسانية كجزء من عملية السلام، خصوصاً خلال وقف إطلاق النار المقترح «بما في ذلك تبادل الأسرى والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسراً».
واتفق الوفدان على تسمية فريقيهما والبدء فوراً في مفاوضات نحو سلام دائم يوفر الأمن لأوكرانيا على المدى الطويل، وتعهدت الولايات المتحدة بمناقشة هذه المقترحات مع ممثلين من روسيا، حسب بيان الرئاسة الأوكرانية.
وأكد الوفد الأوكراني أن الشركاء الأوروبيين سيشاركون أيضاً في عملية السلام. وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت الرئاسة الأوكرانية إن البلدين اتفقا على الإسراع في إبرام اتفاقية شاملة تهدف إلى تطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا «لتعزيز اقتصادها وتعويض تكلفة المساعدات الأميركية، وضمان ازدهار أوكرانيا وأمنها على المدى الطويل».
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز (أ.ف.ب)
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.
إلى ذلك، قال المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية، عباس داهوك، إن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا». وأوضح داهوك، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه «المناقشات رفيعة المستوى وفرت فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر».
كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا وروسيا في كييف 20 فبراير (أ.ب)
وأضاف: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن». ولفت المستشار العسكري إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو».