ترمب متعاطف مع موقف موسكو الرافض لعضوية أوكرانيا في «الناتو»

قال إنه سيلتقي بوتين بعد تنصيبه... وإن الحرب «ستنتهي خلال ستة أشهر... قبل أن تصبح أسوأ بكثير»

الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي ظهر الثلاثاء بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي ظهر الثلاثاء بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
TT

ترمب متعاطف مع موقف موسكو الرافض لعضوية أوكرانيا في «الناتو»

الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي ظهر الثلاثاء بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي ظهر الثلاثاء بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا (أ.ب)

عبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن تعاطفه مع موقف روسيا الرافض لانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي لأن «جزءاً كبيراً من المشكلة» هو هذه القضية. كما عبر عن أسفه لأنه لن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل تنصيبه، بينما أعرب عن أمله أن تنتهي الحرب في غضون ستة أشهر، متراجعاً بهذا عن وعوده السابقة بأنه سينهي الحرب خلال أربعة وعشرين ساعة، مضيفاً: «أرجو أن تنتهي قبل ستة أشهر».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش قمة العشرين باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

وقال ترمب إنه يخطط لمناقشة الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا مع الرئيس الروسي. وعندما سئل من قبل أحد الصحافيين عن اللقاء المحتمل مع بوتين لمناقشة الحرب الأوكرانية، امتنع عن إعطاء تاريخ محدد لكنه قال: «أعلم أن بوتين يرغب في الاجتماع».

وفي سياق متصل، تم إلغاء رحلة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي المنتخب إلى كييف، والتي كانت مقررة، ولكن سيتم إعادة جدولتها، حسبما قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الثلاثاء.

ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وخلال مؤتمر صحافي في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا، الثلاثاء رجح ترمب أن يتم عقد هذا الاجتماع بعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وخلال حملته الانتخابية، كان ترمب يشيد غالباً بعلاقته مع بوتين وادعى أنه يمكنه إنهاء الحرب في أوكرانيا «في غضون 24 ساعة»، دون أن يكشف عن أي تفاصيل حول هذا الادعاء.

ومنذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تقاوم أوكرانيا الغزو الروسي الشامل بمساعدة غربية. وتخشى كييف أنه عندما يتولى ترمب منصبه، يتم تقليص المساعدات الأميركية بشكل كبير. وفي خطاب رأس السنة، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء إلى واشنطن لعدم قطع المساعدات عن أوكرانيا.

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

وحول خطط ترمب للتأثير على الرئيس الروسي للدخول في مفاوضات لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وما إذا كانت إدارته ستسمر في دعم الأوكرانيين أثناء المفاوضات قال الرئيس المنتخب «جزء كبير من المشكلة هو أن روسيا لسنوات عديدة قالت إنه لا يمكن لأوكرانيا الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وتعهد بايدن ألا يتم انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وتعتقد روسيا أن الحلف على عتبه بابهم، وأنا أتفهم شعورهم حيال ذلك، ولكن كان هناك الكثير من الأخطاء التي ارتكبت خلال المفاوضات والطريقة التي كان بايدن يتفاوض بها، وقلت في ذلك الوقت إن الأمور ستنتهي إلى حرب، واتضح بالفعل أنها حرب سيئة للغاية وقد تتصاعد هذه الحرب لتصبح أسوأ بكثير مما هي عليه الآن».

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه (رويترز)

وأوضح الرئيس المنتخب أن وجهة نظره أنه تم التوصل إلى اتفاق ثم انتهكه الرئيس بايدن ملقياً باللوم على الإدارة الحالية. وقال: «أعتقد أنهم توصلوا إلى اتفاق ثم انتهكه بايدن لأنه كان لديهم اتفاق مُرضٍ لأوكرانيا ولأي شخص آخر، لكن بايدن قال يجب أن تكون أوكرانيا قادرة للانضمام لحلف شمال الأطلسي».

وقال ترمب: «جزء كبير من المشكلة هو أن روسيا، لسنوات عديدة وقبل وقت طويل من بوتين، قالت لا يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يتدخل في أوكرانيا وأصبح الأمر محفوراً في الصخر».

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن الاجتماعات المخطط لها بين الحكومة الأوكرانية وكيث كيليوج، الجنرال المتقاعد الحاصل على العديد من الأوسمة، الذي كان مستشار ترمب الرئيسي لقضايا الدفاع لفترة طويلة، «مهمة للغاية».

وقال سيبيها خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الآيسلندي في كييف: «أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيعقد في وقته المحدد. نحن على اتصال لتحديد جدول زمني واضح لتنظيمه وضمان أن يكون الاجتماع ذا مغزى قدر الإمكان».

ويضيف وصول ترمب إلى البيت الأبيض مزيداً من عدم اليقين بشأن كيفية تطور الحرب التي استمرت لمدة تقارب الثلاث سنوات وما إذا كان يمكن أن تنتهي في المستقبل المنظور. وتعتمد أوكرانيا على الدعم العسكري الغربي، وخاصة الدعم الأميركي، لمواصلة القتال، لكن ترمب انتقد المليارات من الدولارات التي أنفقتها إدارة سلفه جو بايدن على أوكرانيا. ويحرص المسؤولون الأوكرانيون على إقناع ترمب بالاستمرار في دعم أوكرانيا، فقد أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقوة ترمب وقال إن «عدم قابلية التنبؤ» لدى الرئيس الأميركي قد يكون في صالح أوكرانيا. وعبر أعضاء حلف شمال الأطلسي رسمياً عن دعمهم لانضمام أوكرانيا منذ قمة بوخارست عام 2008، وتواصل إدارة بايدن دعم انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي لكن أوكرانيا لم تتلق أي دعوة رسمية بعد للانضمام إلى التكتل العسكري.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف شمال الأطلسي السابق (د.ب.أ)

وأشار ترمب إلى أن تهديده لحلف شمال الأطلسي بعدم الدفاع عن أعضائه إن لم يدفعوا نصيبهم من تكلفة الدفاع كان تهديداً صائباً أدى إلى استجابة الدول الأعضاء في الحلف وقال: «لا أحد يعرف عن حلف شمال الأطلسي أكثر مني لقد كنت على حق حينما قلت إنهم يستغلون الولايات المتحدة ولم تقم 21 دولة بدفع نصيبها وبمجرد أن هددت بعدم توفير الحماية لهم، تدفقت الأموال». وأضاف: «لقد تعرضت لكثير من الانتقادات وقالوا إن هذا تصريح تهديدي لكني أنقذت حلف شمال الأطلسي وقلتها صراحة للرئيس زيلينسكي إن أوروبا ستتحمل جزءاً من الأموال التي نتحملها الآن سواء أعجبك هذا الوضع أم لا».

وأشار ترمب إلى أن حجم اقتصاد دول حلف الناتو مقارب لحجم الاقتصاد الأميركي ولذا يجب أن يدفعوا فواتيرهم، وأوضح أنه يجب رفع نسبة المساهمة من 2 في المائة من الناتج القومي الإجمالي لكل دولة إلى 5 في المائة.

ورداً على طلب ترمب أعرب مرشح المعارضة الألمانية لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، الذي يعدُّ الأوفر حظاً في الانتخابات التشريعية الألمانية القادمة قال ميرتس: «بالنسبة لهذا الطلب، أقول إنه يجب علينا أولاً تحقيق نسبة الاثنين في المائة كحد أدنى في ألمانيا بشكل حقيقي. نحن لم نصل إلى ذلك بعد. نحققها شكلياً فقط لأننا نعتمد على ما يسمى بالصندوق الخاص».

مرشح المعارضة الألمانية لمنصب المستشار ميريتس زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس (أ.ف.ب)

وأعرب ميريتس زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي عن تأييده لزيادة الإنفاق الدفاعي بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية وليس وفقاً لنسب مئوية مجردة. وفي تصريحات لمحطة إذاعة «بايرن 2»، قال ميرتس إن «النسب، سواء كانت اثنين أو ثلاثة أو خمسة في المائة، غير ذات أهمية في الأساس، ما يهم هو أن نفعل ما هو ضروري للدفاع عن أنفسنا». من جانبه، صرح زعيم الحزب المسيحي البافاري، ماركوس زودر، بأن النسبة يجب أن تكون «أكثر بكثير من ثلاثة في المائة».


مقالات ذات صلة

المحكمة العليا ترفض طلب ترمب تعليق نطق الحكم بحقه في نيويورك

الولايات المتحدة​ رسم توضيحي لجلسة محاكمة ترمب، في نيويورك 7 مايو 2024 (رويترز)

المحكمة العليا ترفض طلب ترمب تعليق نطق الحكم بحقه في نيويورك

رفضت المحكمة العليا الأميركية الخميس محاولة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في اللحظة الأخيرة وقف نطق الحكم بحقه في قضية شراء سكوت ممثلة الأفلام الإباحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (حساب كوستا عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الأوروبي رداً على ترمب: «نحن أقوى معاً»

شدّد رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أنّ الولايات المتحدة وأوروبا «هما أقوى معاً».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

رفضت محكمة الاستئناف في نيويورك طلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تأجيل النطق بالحكم بشأن إدانته بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث وبجانبه السيناتور الجمهوري جون باراسو بعد اجتماع مع المشرعين الجمهوريين بمبنى الكابيتول في 8 يناير (رويترز)

ترمب بـ«الكابيتول» منفتحاً على خيارات جمهورية لتحقيق أولوياته

عبّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن انفتاحه على استراتيجيات مختلفة لإقرار أولوياته التشريعية، داعياً الجمهوريين إلى تجاوز خلافاتهم حول الحدود والطاقة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن: جوزيف عون هو «الزعيم المناسب لهذه الفترة» في لبنان

بايدن: جوزيف عون هو «الزعيم المناسب لهذه الفترة» في لبنان
TT

بايدن: جوزيف عون هو «الزعيم المناسب لهذه الفترة» في لبنان

بايدن: جوزيف عون هو «الزعيم المناسب لهذه الفترة» في لبنان

رحّب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بانتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان الخميس، معتبرا أنّ قائد الجيش هو «الزعيم المناسب لهذه الفترة».

وقال بايدن في بيان «أثق بالرئيس عون، وأعتقد بشكل راسخ أنّه الزعيم المناسب لهذه الفترة»، معتبرا أنّ عون سيوفر «قيادة حاسمة» في الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين إسرائيل وحزب الله. وأنهى انتخاب عون شغورا دام أكثر من عامين ويمكن أن يمثل خطوة نحو انتشال البلاد من الانهيار المالي.

وقال بايدن لاحقا في نهاية اجتماع بشأن الاستجابة لحرائق الغابات الكبرى في مدينة لوس أنجليس الأميركية «لدينا أخيرا رئيس». وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تحدث إلى عون هاتفيا الخميس لمدة «20 دقيقة إلى نصف ساعة»، واصفا الرئيس اللبناني بأنه «رجل من الطراز الأول».

وتعهد بايدن «مواصلة دعم الولايات المتحدة لقوات الأمن اللبنانية ولتعافي لبنان وإعادة إعماره»، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان حول المكالمة الهاتفية.

من جهته قال وزير الخارجية أنطوني بلينكن في بيان «هذه لحظة تاريخية يسعى فيها لبنان جاهدا لتنفيذ الالتزامات المقطوعة بموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية، وإرساء سلام واستقرار دائمين للشعب اللبناني». وأضاف بلينكن «كما أنها فرصة للمضي قدما في الإصلاحات الأساسية» و»تعزيز المؤسسات من أجل إعادة بناء لبنان قوي ومستقر ومزدهر».

من جهة ثانية تحدث بايدن الخميس عن إحراز «تقدم حقيقي» في المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض «إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم».

وأضاف «ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن). حماس هي التي تقف في طريق هذا التبادل حاليا، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه».