هاريس تترأس جلسة الكونغرس للمصادقة على فوز ترمب

الرئيس المنتخب يتعهد بالعفو عن «مقتحمي الكابيتول»

مشاهد من اقتحام «الكابيتول» في 6 يناير 2021 (رويترز)
مشاهد من اقتحام «الكابيتول» في 6 يناير 2021 (رويترز)
TT

هاريس تترأس جلسة الكونغرس للمصادقة على فوز ترمب

مشاهد من اقتحام «الكابيتول» في 6 يناير 2021 (رويترز)
مشاهد من اقتحام «الكابيتول» في 6 يناير 2021 (رويترز)

في الذكرى الرابعة لاقتحام «الكابيتول»، يختلف المشهد كلياً في العاصمة الأميركية واشنطن، ما بين السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، والتاريخ نفسه من هذا العام، موعد المصادقة على نتائج الانتخابات.

فشوارع المدينة هادئة؛ بل وصامتة على خلاف المشاهد العاصفة التي عاشتها قبل 4 أعوام، عندما اقتحم مناصرو الرئيس السابق المنتخب دونالد ترمب مبنى «الكابيتول» احتجاجاً على نتائج الانتخابات. عاصفة هذا العام هي من نوع آخر، كللت الشوارع والطرق بالبياض، ودفعت بسكانها إلى البقاء في منازلهم احتماء من الثلوج التي تساقطت بكثافة، وأدت إلى إغلاق المرافق الحكومية لأبوابها، باستثناء مبنى «الكابيتول» الذي استقبل المشرِّعين للمصادقة رسمياً على انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

مشهد مختلف

جلسة المصادقة على نتائج الانتخابات في 6 يناير 2021 برئاسة مايك بنس ونانسي بيلوسي (أ.ب)

​لكن العاصفة الثلجية ليست وحدها سبب الهدوء، فهذا العام مختلف جذرياً عن عام 2021، حين وقف ترمب أمام جموع مناصريه أمام البيت الأبيض، رافضاً الاعتراف بفوز بايدن عليه، وداعياً نائبه حينها مايك بنس الذي ترأس جلسة المصادقة على النتائج في الكونغرس إلى رفضها. اليوم وللمفارقة، تترأس منافسة ترمب السابقة، ونائبة بايدن الحالية، كامالا هاريس، جلسة المصادقة، للإشراف على عد الأصوات، والإعلان رسمياً عن فوز خصمها السابق.

ورغم خسارتها الكبيرة أمام ترمب، فإن هاريس اعترفت فوراً بهذه الخسارة، وتعهدت إلى جانب بايدن بانتقال سلمي للسلطة، من دون أي عراقيل أو احتجاجات تُذكَر، ما ضمن عقد إجراءات دستورية روتينية داخل المبنى التشريعي الذي عاش ساعات طويلة من الاحتجاجات العنيفة في المرة الأخيرة التي شهد فيها إجراءات مماثلة، أدت إلى توجيه الاتهامات بحق نحو 1600 شخص، وإدانة نحو 1270 منهم، على خلفية اقتحامهم للمبنى وتخريبه واعتدائهم على رجال الأمن.

عفو عن المتهمين باقتحام «الكابيتول»

أدت أحداث الاقتحام إلى إصابة أكثر من 140 عنصراً من الشرطة (أ.ب)

يقبع اليوم أكثر من 660 متهماً باقتحام «الكابيتول» في السجون الأميركية، وفقاً لأرقام صادرة عن مكتب المدعي العام لواشنطن، بينما تتراوح الأحكام ما بين بضعة أيام من السجن، و22 عاماً، لزعيم تنظيم «براود بويز» إنريكي تاريو، المدان بالتآمر والتحريض.

وقد تعهد ترمب بالعفو عن عدد من هؤلاء بعد تسلمه الرئاسة في العشرين من يناير «مع بعض الاستثناءات في حال وجود شخص متشدد أو مجنون» على حد تعبيره، ما أدى إلى موجة من الانتقادات؛ خصوصاً أن غالبية الأحكام صدرت بعد اعتراف المتهمين بارتكاب الجنح، ووصلت إلى حد كتابة بايدن لمقال رأي في صحيفة «واشنطن بوست» حذَّر فيه الأميركيين من نسيان يوم الاقتحام، ووصفه بأصعب الأيام في التاريخ الأميركي. وتحسباً لازدياد انتقادات من هذا النوع، أعلن فريق ترمب أن قرارات العفو هذه ستنظر في كل قضية على حدة.

يوم «أمني وطني خاص»

تم فرض تعزيزات أمنية مشددة حول مبنى «الكابيتول» يوم المصادقة على نتائج الانتخابات في السادس من يناير 2025 (د.ب.أ)

صنَّفت الحكومة الفيدرالية في سبتمبر (أيلول) الماضي يوم المصادقة على نتائج الانتخابات يوماً «أمنياً وطنياً خاصاً» تحسباً لأي أعمال شغب مشابهة ليوم اقتحام «الكابيتول»، ويهدف هذا التصنيف الذي صدر قبل فوز ترمب إلى تعزيز الأمن في «الكابيتول»، وفرض إجراءات مشددة حول المبنى وداخله، بما فيها تأمين الحماية للمشرِّعين، وذلك بعد الإخفاقات الأمنية الكثيرة التي شهدتها أحداث الاقتحام التي أدت إلى إصابة أكثر من 140 عنصراً من شرطة «الكابيتول». وستستمر هذه التعزيزات حتى يوم تنصيب ترمب في الجهة الغربية من المبنى في العشرين من الحالي، بالإضافة إلى المراسم المرتبطة بتكريم الرئيس الراحل جيمي كارتر في المبنى.


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء غرينلاند يعلن استعداده للتحدث مع ترمب

أوروبا رئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيد خلال مؤتمر صحافي (رويترز)

رئيس وزراء غرينلاند يعلن استعداده للتحدث مع ترمب

قال رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيد، إنه مستعد للتحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي قال إنه يريد السيطرة على الجزيرة.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب يستعد للاجتماع ببوتين لإنهاء «الفوضى الدموية»

يشكّل إعلان ترمب إجراء ترتيب للاجتماع ببوتين، وترحيب الكرملين به، أحدث إشارة إلى نية ترمب إحداث تغيير جوهري في مقاربة واشنطن للحرب الأوكرانية.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)

طموحات ترمب وأطماعه تثير قلق الأوروبيين

تتزايد مخاوف الأوروبيين من السياسات التي سيتبعها الرئيس دونالد ترمب إزاء مجموعة من الملفات التي تشغل أذهان التكتل الأوروبي.

ميشال أبونجم (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومحاميه خلال حضور المحاكمة عن بُعد من فلوريدا (أ.ب)

ترمب ينال إطلاق سراح غير مشروط في قضية «أموال الصمت»

حكم قاضٍ، الجمعة، على دونالد ترمب بالإفراج غير المشروط بتهمة التستر على أموال دفعها لإسكات نجمة أفلام إباحية، رغم جهوده لتجنب أن يصبح أول رئيس مُدان.

علي بردى (واشنطن)
خاص زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

خاص مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

أكدت واشنطن أنها تُجري محادثات «بناءة» مع الإدارة السورية الجديدة، معلنة أن أولوياتها مع دمشق تشمل المشاركة الجامعة للسوريين ومكافحة الإرهاب وإضعاف إيران وروسيا

علي بردى (واشنطن)

خطاب ختامي لبايدن الاثنين المقبل حول إرثه بالسياسة الخارجية

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
TT

خطاب ختامي لبايدن الاثنين المقبل حول إرثه بالسياسة الخارجية

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)

ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم إلقاء خطاب ختامي حول إرثه في السياسة الخارجية، يوم الاثنين المقبل.

ومن المتوقع أن يستخدم الرئيس المنتهية ولايته خطابه في وزارة الخارجية لتسليط الضوء على جهود إدارته لتوسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وحشد العشرات من الحلفاء لتزويد أوكرانيا بتدفق ثابت من المساعدات العسكرية لقتال روسيا، وصياغة اتفاق تاريخي بين اليابان وكوريا الجنوبية لتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي وأكثر من ذلك، حسب مسؤول كبير في الإدارة، طلب عدم الكشف عن هويته في استعراض خطط الخطاب.

واختار بايدن أيضاً وزارة الخارجية لإلقاء أول خطاب رئيسي له حول السياسة الخارجية، في بداية رئاسته، قبل حوالي أربع سنوات.

وخلال ذلك الخطاب، الذي ألقاه في فبراير (شباط) 2021، سعى بايدن إلى إرسال إشارة لا لبس فيها إلى العالم، مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف دورها كزعيم عالمي، بعد أربع سنوات، أكد فيها الرئيس دونالد ترمب على أجندة «أميركا أولاً».