مُنفذ هجوم نيو أورليانز زار مصر وكندا في 2023

شمس الدين جبار استخدم نظارة «ميتا» لتصوير الحي الفرنسي في المدينة

صورة لشمس الدين جبار من فيديو وزعه مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس (أ.ف.ب)
صورة لشمس الدين جبار من فيديو وزعه مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس (أ.ف.ب)
TT

مُنفذ هجوم نيو أورليانز زار مصر وكندا في 2023

صورة لشمس الدين جبار من فيديو وزعه مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس (أ.ف.ب)
صورة لشمس الدين جبار من فيديو وزعه مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس (أ.ف.ب)

قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن مرتكب هجوم رأس السنة الجديدة المميت في نيو أورليانز زار مدينة لويزيانا مرتين في الأشهر التي سبقت الهجوم، وارتدى نظارات ميتا الذكية، أثناء استطلاعه المشهد وأثناء الحادث نفسه.

كما سافر شمس الدين جبار إلى مصر وكندا في عام 2023، على الرغم من أنه لم يتضح بعدُ ما إذا كانت هذه الرحلات مرتبطة بالمؤامرة، وفق ما قال المحققون.

وقُتل أربعة عشر شخصاً، وأُصيب ما لا يقل عن 35 آخرين، عندما استهدف سائق الشاحنة الصغيرة المحتفلين في الحي الفرنسي، في هجوم يقول مسؤولون أميركيون إنه مستوحى من تنظيم «داعش».

وجبار جندي سابق في الجيش الأميركي يبلغ من العمر 42 عاماً، وكان قد بايع تنظيم «داعش». ويقول مكتب التحقيقات الاتحادي إنه نفَّذ الهجوم من تلقاء نفسه.

وقُتل جبار في تبادل إطلاق النار مع الشرطة، عقب الهجوم الذي شهد أيضاً إصابة عشرات من الناس، وصنَّفه مكتب التحقيقات بأنه عمل إرهابي.

وقال ليونيل ميرثيل، المسؤول بمكتب التحقيقات الاتحادي في نيو أورليانز، خلال مؤتمر صحافي: «سافر جبار إلى القاهرة من 22 يونيو (حزيران) حتى الثالث من يوليو (تموز) 2023. وبعد أيام قليلة، سافر جواً إلى أونتاريو بكندا في العاشر من يوليو، ثم عاد إلى الولايات المتحدة في 13 يوليو 2023»، وفق ما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف ميرثيل: «عملاؤنا يجمعون معلومات عن الأماكن التي سافر إليها والأشخاص الذين قابلهم، واحتمال أن تكون للرحلتين صلة بما فعله في مدينتنا نيو أورليانز».

نظارة «ميتا»

وقال المكتب إن جبار زار نيو أورليانز مرتين على الأقل، في الأشهر التي سبقت الهجوم؛ واحدة في أكتوبر (تشرين الأول)، والأخرى في نوفمبر (تشرين الثاني). وذكر ميرثيل أن المشتبَه به أقام في منزل مستأجر في نيو أورليانز، خلال تلك الفترة، مضيفاً أنه سجل مقاطع فيديو باستخدام نظارة ميتا أثناء تجوله في الحي الفرنسي؛ حيث وقع الهجوم في شارع بوربون.

ليونيل ميرثيل المسؤول بمكتب التحقيقات الاتحادي في نيو أورليانز خلال مؤتمر صحافي (أ.ب)

وأوضح ميرثيل أن جبار أقام في منزل مستأجر بنيو أورليانز من 30 أكتوبر من العام الماضي لبضعة أيام، وتُظهر كاميرات المراقبة أنه كان يركب دراجة في الحي الفرنسي مرتدياً «نظارة ميتا» القادرة على التسجيل أو البث المباشر.

كما زار الجاني نيو أورليانز في 10 نوفمبر، ولا يزال المحققون يتتبعون تحركاته خلال تلك الرحلة. وقال المسؤولون إن جبار ارتدى أيضاً زوجاً من نظارات ميتا الذكية، أثناء تنفيذ الهجوم في يوم رأس السنة الجديدة، لكنه لم يُنشّط وظيفة البث المباشر. وقد عُثر على النظارات معه بعد وفاته، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

صورة وزعها مكتب التحقيقات الفيدرالي لشمس الدين جبار وهو يصور نفسه مرتدياً نظارة ميتا (أ.ف.ب)

وفي الساعة 03:15 بالتوقيت المحلي في يوم رأس السنة الجديدة، قاد جبار شاحنة صغيرة عبر حشودٍ تجمعت في شارع بوربون - المعروف عالمياً بأنه أحد أكبر الأماكن لحفلات ليلة رأس السنة الجديدة - في قلب الحي الفرنسي بنيو أورليانز. وقال المحققون إن جبار خرج من السيارة مرتدياً سترة واقية من الرصاص وخوذة، وبدأ إطلاق النار على ضباط الشرطة، مما أدى إلى إصابة اثنين.

ويعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن السفر إلى نيو أورليانز، برفقة السيدة الأولى جيل بايدن، الاثنين؛ «لمواساة العائلات وأفراد المجتمع المتأثرين بهذا الهجوم المأساوي».


مقالات ذات صلة

مقتل 4 وإصابة 16 بـ«حادثة تدافع» في المسجد الأموي بدمشق

المشرق العربي زحام شديد أمام المسجد الأموي في دمشق (أ.ب)

مقتل 4 وإصابة 16 بـ«حادثة تدافع» في المسجد الأموي بدمشق

قُتل 4 أشخاص وأصيب 16 بجروح، الجمعة، في حصيلة جديدة لحادثة تدافع وقعت في باحة المسجد الأموي، وفق ما أفاد مدير صحة دمشق وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق الحادث أصبح أكثر تعقيداً بسبب حقيقة أن المهاجمين كانوا من الماشية وليسوا حيوانات أليفة (رويترز)

تناولتها جزئياً... امرأة أميركية تُقتل على يد خنازير جارها

تعرَّضت امرأة من ولاية أوهايو الأميركية للهجوم والقتل والأكل الجزئي في منزلها من قبل خنازير جارها في يوم عيد الميلاد، وفقاً للشرطة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا عناصر من الحماية المدنية في محافظة البحيرة أثناء البحث عن أحياء (وسائل إعلام محلية)

وفاة شخص وإصابة 3 آخرين في انهيار منزل بشمال مصر

تُوفي شخص وأصيب ثلاثة آخرون، والبحث جارٍ عن مفقودين، اليوم الأربعاء؛ جراء انهيار منزل بالبحيرة في شمال مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق فيل يرعى في حديقة حيوان في برلين - ألمانيا 3 يناير 2025 (أ.ب)

فيل مذعور يقتل سائحة إسبانية في محمية تايلاندية

أعلنت الشرطة التايلاندية، الاثنين، أن فيلاً «مذعوراً» قتل سائحة إسبانية أثناء وجودها بجانبه خلال استحمامه في مياه محمية في جنوب تايلاند.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا ألمان يضعون وروداً قرب موقع عملية الدهس في ماغدبورغ 21 ديسمبر (رويترز)

وفاة سيدة متأثرة بإصابتها في هجوم ماغدبورغ بألمانيا... والحصيلة 6 قتلى

ارتفعت حصيلة قتلى هجوم الدهس الذي وقع في مدينة ماغدبورغ الألمانية قبل أسابيع قليلة إلى ستة أفراد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

كيف تسعى غرينلاند للاستفادة من رغبة ترمب في ضمها؟

TT

كيف تسعى غرينلاند للاستفادة من رغبة ترمب في ضمها؟

الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إن غرينلاند التي تُعدّ أكبر جزيرة في العالم تتطلع إلى الاستفادة من رغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في ضمها إلى الولايات المتحدة.

وأضافت الوكالة أن تهديدات ترمب بالسيطرة على غرينلاند تلعب دوراً في دفعها نحو الاستقلال عن الدنمارك، ووضعها في موقف قوي غير متوقَّع.

ولفتت إلى أنه في حين تم رفض محاولة ترمب لضم الجزيرة في عام 2019، فإن توقيت تهديدات ترمب هذه المرة أفضل بالنسبة لها، حيث يكثف سكانها جهودهم من أجل الاستقلال عن الدنمارك، وفي غضون الأشهر الثلاثة المقبلة سيعقدون انتخابات عامة ستختبر تلك العلاقة.

ووفقاً للوكالة، فإن الأهمية الجيوسياسية للجزيرة تتزايد مع ذوبان الجليد من حولها؛ حيث تقع في أقصى الشمال بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهي موطن لقاعدة عسكرية أميركية تراقب الفضاء وتكتشف التهديدات الصاروخية، وتحتوي على احتياطيات كبيرة من الذهب والماس واليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية. ومن المتوقع أيضاً أن تكون جزءاً رئيسياً من طرق الشحن العالمية في العقود المقبلة.

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)

وستساعدها الشهرة الدولية التي اكتسبتها من تهديدات ترمب في دفع حركة استقلالها، التي نمت جنباً إلى جنب مع استياء سكانها من الدنمارك، التي تسيطر على غرينلاند منذ أكثر من 3 قرون، ولكن أصبحت أفعالها الاستعمارية السيئة في السنوات الأخيرة أكثر وضوحاً؛ فقد تم الكشف في عام 2022 عن أن أطباء دنماركيين فرضوا على الفتيات المراهقات في غرينلاند في الستينات والسبعينات من القرن الماضي استخدام وسائل منع الحمل، بينما لا يزال سكان غرينلاند يبلغون عن تعرضهم للتمييز العنصري من قبل الدنماركيين.

وتقدم الانتخابات المقبلة لغرينلاند فرصة لإعادة تقييم هذه العلاقة، مع التركيز على الاستقلال على الأرجح.

وبموجب نظام الحكم الحالي، الذي تم تبنيه في عام 2009، تسيطر غرينلاند على القضايا المحلية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والقضاء، بينما تتنازل عن مسائل السياسة الخارجية والمالية والأمنية والدستورية للدنمارك.

وحث رئيس وزراء غرينلاند، ميوت إيجيدي، الذي يترشح لإعادة انتخابه، في خطاب ألقاه في يوم رأس السنة الجديدة، على إزالة «أغلال العصر الاستعماري»، ولم يغب هذا عن ترمب.

وقال جاكوب كارسبو، المحلل السابق في الاستخبارات الدنماركية: «ترمب يستغل تماماً مساعي غرينلاند نحو الاستقلال، ويمكنني بسهولة أن أرى سيناريو ابتعاد غرينلاند عن الدنمارك بعد الانتخابات المقبلة».

وتُعدّ أكبر عقبة أمام استقلال الجزيرة هي الاقتصاد؛ فهي تتلقى نحو 600 مليون دولار سنوياً من كوبنهاغن للإنفاق على الخدمات الرئيسية لسكانها، مثل الرعاية الصحية والتعليم، وكلاهما مجاني للمواطنين.

واعتباراً من عام 2021، قُدِّر الاقتصاد الكامل للجزيرة بنحو 2.4 مليار دولار، إذا أعلنت غرينلاند استقلالها، فستحتاج إلى إيجاد شركاء جدد لدعمها اقتصادياً، وهنا قد يأتي دور ترمب.

وقال بيتر فيجو جاكوبسن، الأستاذ في مركز دراسات الحرب في جامعة جنوب الدنمارك ومحاضر في الكلية الملكية الدنماركية للدفاع: «إذا كنتَ تريد السيطرة على غرينلاند أو جَعْلها أقرب إلى الولايات المتحدة، فيجب أن يتم ذلك من خلال تقديم المزيد من المال لهم مما يحصلون عليه حالياً من الدنمارك في شكل إعانات، وإذا كان بإمكان ترمب أن يقدم لشعب غرينلاند صفقة أفضل، فيمكنني بسهولة أن أتخيل أن غالبية السكان سيعلنون الاستقلال».

حتى الآن، كما هو الحال مع العديد من أفكار الرئيس المنتخَب. لا يوجد شيء ملموس على الطاولة، وإحدى السبل تعميق الاستثمار في قطاع المعادن الحاسم في الجزيرة، الذي تعتبره الولايات المتحدة أمراً بالغ الأهمية لمواجهة الهيمنة الصينية في العالم.

وكانت هناك مناقشات بين الفريق الانتقالي لترمب وأشخاص من القطاع الخاص منذ نوفمبر (تشرين الثاني) حول آفاق الأعمال المحتملة في غرينلاند، وفقاً لشخص مطلع على المحادثات.

وتُعد مشاريع تعدين المعادن النادرة وبناء منشأة للطاقة الكهرومائية من بين المشاريع الرئيسية التي تم طرحها.

وتأتي المناقشات التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً بعد أن هدَّد ترمب بفرض تعريفات جمركية على الدنمارك، يوم الثلاثاء، إذا لم تتنازل عن السيطرة على غرينلاند.

وكانت تصريحات ترمب غير متوقّعة، مما أجبر فريقه على ابتكار نهج أكثر بناءً بسرعة.

طائرة تحمل رجل الأعمال الأميركي دونالد ترمب جونيور تصل إلى نوك في غرينلاند (أ.ف.ب)

ويبدو أن موازين القوة تتحول بالفعل لصالح غرينلاند؛ ففي يوم الأربعاء، بعد يوم واحد فقط من زيارة مفاجئة قام بها دونالد ترمب الابن لعاصمة غرينلاند، نوك، لمدة 5 ساعات، وافقت الدنمارك على مساعدة الإقليم في تمويل مشروع جديد للطاقة الكهرومائية.

وفي الشهر الماضي، عندما أعلن ترمب عن اهتمامه بغرينلاند، كشفت الحكومة الدنماركية عن استثمارات جديدة لتحسين القدرات الدفاعية.

كما قام الملك فريدريك العاشر في الدنمارك بتغيير شعار البلاد لتبرز غرينلاند بشكل أكبر، واتخذت الحكومة خطوات لمزيد من دمج الإقليم في اتحاد الكومنولث، كما تم جلب مترجمين من غرينلاند إلى البرلمان الدنماركي لتحسين التواصل أثناء التشريع والمناقشات.

كما ستمنح الدنمارك غرينلاند دوراً أكبر في السياسة الخارجية، وأوضحت أن سكان غرينلاند أحرار في اختيار مستقبلهم. وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن لمحطات البث المحلية هذا الأسبوع: «إنها بلادهم، وغرينلاند فقط هي القادرة على تحديد مستقبلها».

دونالد ترمب (رويترز)

وفي حال الانفصال، فإن المسار الأكثر وضوحاً لغرينلاند هو التحالف من خلال «الارتباط الحر»، وهو ترتيب سياسي تدخل فيه منطقة طوعاً في شراكة رسمية مع دولة أخرى.

ولدى كل من جزر كوك ومارشال مثل هذه الصفقات مع الولايات المتحدة. وإذا أبرمت غرينلاند شيئاً مشابهاً، فستكون قادرة على العمل كدولة مستقلة والحصول على السيطرة الكاملة على مواردها الطبيعية مع الاستمرار في تلقي الدعم المالي للخدمات العامة.

وقال أولريك برام جاد، الخبير في شؤون غرينلاند بالمعهد الدنماركي للدراسات الدولية: «حتى الآن، كان ساسة غرينلاند غامضين بشأن الشكل الذي قد تبدو عليه الجزيرة المستقلة»، وأضاف: «للمرة الأولى، يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر تحديداً بشأن ما يقصدونه بالاستقلال».