بعد دعمه لـ«حزب البديل»... ماسك يطالب بريطانيا بالإفراج عن يميني متطرف

دعا على «إكس» إلى إطلاق سراح تومي روبنسون وهاجم حكومة ستارمر

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

بعد دعمه لـ«حزب البديل»... ماسك يطالب بريطانيا بالإفراج عن يميني متطرف

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

دعا إيلون ماسك صاحب شركتي «إكس» و«تسلا»، والمقرّب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السلطات البريطانية، الخميس، للإفراج عن تومي روبنسون، الشخصية البارزة في اليمين المتطرف، في أحدث مواقفه المرتبطة بشؤون دول أخرى، والتي لم تخلُ من انتقادات لرئيس الوزراء كير ستارمر.

وتأتي تصريحات إيلون ماسك التي عبّر عنها من خلال عشرات المنشورات في الأيام الماضية، في ظل مخاوف في بريطانيا من أن يقدّم ملايين الدولارات لدعم حزب «الإصلاح» اليميني المتطرف.

كما تأتي عقب دعمه لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، ما عرّضه لانتقادات حادّة في هذا البلد المقبل على انتخابات تشريعية.

وسبق لماسك، الذي أوكل إليه ترمب المشاركة في قيادة إدارة معنية بـ«الكفاءة الحكومية»، أن وجّه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء العمالي ستارمر خلال احتجاجات عنيفة مناهضة للهجرة شهدتها مدن بريطانية العام الماضي.

وفي سلسلة منشورات عبر «إكس»، ليل الأربعاء - الخميس، قال إيلون ماسك إن روبنسون، واسمه الحقيقي جون ياكسلي - لينون، موقوف «في السجن الانفرادي لأنه قال الحقيقة»، ويجب «أن يتمّ إطلاق سراحه».

ولقيت مواقف ماسك ترحيباً لدى مناصري اليمين المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً من سياسيين يمينيين متطرفين، مثل الهولندي غيرت فيلدرز.

ويمضي روبنسون، الذي كان سابقاً من مثيري الشغب المعروفين في كرة القدم، ويفاخر بصدور إدانات جنائية بحقه، عقوبة بالسجن 18 شهراً إثر سلسلة مخالفات متعلقة بازدراء المحكمة.

واكتسب روبنسون شعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما قاد لأعوام حملات مناهضة للمسلمين والهجرة.

وسُجن روبنسون، المتهم بالمساهمة في تأجيج احتجاجات صيف 2024 في بريطانيا، في أكتوبر (تشرين الأول) بعد إقراره بازدراء المحكمة في قضية تشهير تتعلق بلاجئ سوري.

وأبرز إيلون ماسك في منشوراته تسليط روبنسون الضوء على فضائح تاريخية تتعلق بشبكات استمالة الأطفال لاستغلالهم جنسياً في شمال إنجلترا.

وأثار الاستغلال الواسع النطاق للفتيات، الذي كشف عنه قبل أكثر من عقد في مدن وبلدات إنجليزية، الجدل طويلاً. وانتهت سلسلة من الدعاوى القضائية بإدانة عشرات الرجال، غالبيتهم مسلمون من جنوب آسيا. وكشفت سلسلة من التقارير الرسمية اللاحقة بشأن أسباب عجز الشرطة والعاملين الاجتماعيين عن وقف استغلال الأطفال، أن المسؤولين المعنيين غضّوا الطرف عن بعض الحالات، خشية أن يفسّر تحركهم على أنه يتمّ بدوافع عنصرية. وسعت شخصيات من اليمين المتطرف، ومنهم روبنسون، إلى استغلال هذه القضايا.

ونشر ماسك سلسلة مزاعم بشأن الفضائح التي استمرت عقوداً، مشيراً إلى أن القرار بشأن ملاحقة المشتبه بهم كان يعود إلى النيابة العامة الملكية. وسأل: «من كان على رأس النيابة العامة الملكية عندما سُمح لعصابات الاغتصاب باستغلال الفتيات من دون مواجهة العدالة؟ كير ستارمر 2008 - 2013».

وتولى ستارمر النيابة العامة في تلك الفترة، لكن التحقيقات المتعلقة بالفضائح لم تحمّله المسؤولية أو لمحت إلى أنه حاول وقف التعقبات بحق المشتبه بهم على خلفية رهاب الإسلام، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي 2012، حمّل ستارمر النهج الخاطئ للنظام القضائي مسؤولية فضائح الاستغلال الجنسي، وأمر بإعادة هيكلة شاملة لتعامل النيابة العامة مع ذلك.


مقالات ذات صلة

«ارتبط بأفضل زوجة»... جيمي كارتر أرجع الفضل في طول عمره إلى زواجه السعيد

يوميات الشرق جيمي كارتر يعانق زوجته روزالين في مقر حملته الانتخابية بأتلانتا عام 1966 (أ.ب)

«ارتبط بأفضل زوجة»... جيمي كارتر أرجع الفضل في طول عمره إلى زواجه السعيد

كان الرئيس الأسبق جيمي كارتر أطول الرؤساء عمراً في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أرجع طول عمره جزئياً إلى «ارتباطه بأفضل زوجة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ فرق الإطفاء تكافح حريقاً في منطقة ويست هيلز بلوس أنجليس (أ.ب)

حرائق لوس أنجليس تتسبب بـ10 قتلى وتلتهم 10 آلاف مبنى

كشف مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس الأميركية، في تحديث بوقت متأخر من أمس (الخميس) أن عدد القتلى جراء الحرائق الهائلة في المقاطعة ارتفع إلى عشرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (حساب كوستا عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الأوروبي رداً على ترمب: «نحن أقوى معاً»

شدّد رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أنّ الولايات المتحدة وأوروبا «هما أقوى معاً».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ جهود لمكافحة الحرائق في هوليوود هيلز بلوس أنجليس (أ.ف.ب)

5 وفيات بسبب حرائق هائلة في لوس أنجليس أطلقت سحابة كثيفة من الدخان والرماد

ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن حرائق الغابات في مدينة لوس أنجليس الأميركية إلى 5 أشخاص، وفقاً لما أعلنته إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» ( لوس أنجليس)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس التحالف الدولي الذي يقدّم دعماً عسكرياً لأوكرانيا بـ«ألّا يضعف»، في وقت تخشى فيه كييف من أن تفقد دعم بلاده الأساسي.


لماذا يريد ترمب غرينلاند وهل يمكنه الحصول عليها؟

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
TT

لماذا يريد ترمب غرينلاند وهل يمكنه الحصول عليها؟

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه يريد أن يجعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة وإنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار الدنمرك على منحها لواشنطن.

* لماذا يريد ترمب غرينلاند؟

ربما تكون سيطرة الولايات المتحدة بصورة أكبر على غرينلاند مفيدة لواشنطن بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها، فهي تقع على أقصر طريق من أوروبا إلى أميركا الشمالية، وهي بذلك مهمة للنظام الأميركي للتحذير من الصواريخ الباليستية. وعبرت الولايات المتحدة عن اهتمامها بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.

وتتميز الجزيرة بثرواتها من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، إلا أن التنمية فيها بطيئة. وتبعد نوك عاصمة غرينلاند عن نيويورك مسافة أقل مما تبعد عن العاصمة الدنمركية كوبنهاجن. وأظهر مسح أجري في 2023 أن 25 من أصل 34 معدنا تعتبرها المفوضية الأوروبية من «المواد الخام الأساسية» تسنى العثور عليها في غرينلاند. وتشمل هذه المعادن المواد المستخدمة في البطاريات مثل الغرافيت والليثيوم وما تسمى بالعناصر الأرضية النادرة المستخدمة في المركبات الكهربائية ومولدات طاقة الرياح.

وتحظر غرينلاند استخراج النفط والغاز الطبيعي لأسباب بيئية، كما واجه تطوير قطاع التعدين فيها عراقيل بسبب البيروقراطية ومعارضة السكان الأصليين. وأدى هذا إلى اعتماد اقتصاد غرينلاند على الصيد الذي يمثل أكثر من 95 بالمئة من الصادرات، وعلى الإعانات السنوية من الدنمرك والتي تغطي ما يقرب من نصف الميزانية العامة. وتنفق الدنمرك في المجمل ما يقل قليلا عن مليار دولار سنويا على غرينلاند، أو 17500 دولار سنويا لكل فرد من سكانها البالغ عددهم 57 ألفا.

* ما الوجود الأميركي في غرينلاند الآن؟

للجيش الأميركي وجود دائم في قاعدة بيتوفيك الجوية في شمال غرب غرينلاند. ونص اتفاق عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمرك على حق واشنطن في بناء قواعد عسكرية في غرينلاند وحرية نقل قواتها على أراضيها ما دامت أخطرت الدنمرك وغرينلاند.

وقال كريستيان سوبي كريستنسن الباحث الكبير في مركز الدراسات العسكرية بجامعة كوبنهاجن إن الدنمرك استضافت تاريخيا الجيش الأميركي في غرينلاند لأن كوبنهاجن لا تملك القدرة على الدفاع عن الجزيرة الشاسعة بنفسها، وكذلك بسبب الضمانات الأمنية الأميركية المقدمة للدنمرك من خلال حلف شمال الأطلسي.

* ما وضع غرينلاند الآن؟

تخضع غرينلاند لسيطرة الدنمرك منذ قرون، في السابق كمستعمرة والآن كإقليم شبه مستقل تحت مملكة الدنمرك. وتخضع للدستور الدنمركي، ما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلا دستوريا. وفي عام 2009، مُنحت الجزيرة حكما ذاتيا واسع النطاق يشمل الحق في إعلان الاستقلال عن الدنمرك عبر استفتاء. ودأب ميوتي إيجيدي رئيس وزراء غرينلاند الذي كثف جهوده من أجل الاستقلال على قول إن الجزيرة ليست للبيع وأن الأمر متروك لشعبها لتقرير مستقبله.

وقبل عقود، سعت الولايات المتحدة في عهد الرئيس هاري ترومان آنذاك إلى شراء الجزيرة كأصل استراتيجي أثناء الحرب الباردة مقابل 100 مليون دولار في صورة ذهب، لكن كوبنهاجن رفضت البيع. وعرض ترمب شراءها خلال ولايته الأولى في عام 2019 لكن غرينلاند والدنمرك رفضتا العرض.

* ماذا تريد غرينلاند؟

توترت العلاقات بين غرينلاند والدنمرك بعد الكشف عن انتهاكات تاريخية وقعت في غرينلاند أثناء فترة الاستعمار. وتدعم غالبية سكان غرينلاند الاستقلال، لكنهم منقسمون على توقيت ذلك وتأثيره المحتمل على مستويات المعيشة.

ودأب الساسة في غرينلاند منذ عام 2019 على قول إنهم مهتمون بتعزيز التعاون والتجارة مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من هذا، قالت آيا كمنتس، العضو البرلمان الدنمركي عن غرينلاند، إن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على الجزيرة يجب رفضها بشدة. وكتبت «لا أريد أن أكون أداة لتحقيق أحلام ترمب المحمومة بتوسيع إمبراطوريته لتشمل بلادنا».

* ماذا لو أصبحت غرينلاند مستقلة؟

إذا أصبحت غرينلاند مستقلة، فقد تختار الارتباط بالولايات المتحدة بطرق لا تصل إلى حد أن تصبح أرضا أميركية. وعلى الرغم من رغبة سكان غرينلاند في الاستقلال، فإنهم يدركون جيدا اعتمادهم الاقتصادي على الدنمرك. وقد يكون أحد الخيارات هو تشكيل ما يسمى «الارتباط الحر» مع الولايات المتحدة الذي من شأنه أن يستبدل بالإعانات الدنمركية دعما وحماية أميركية في مقابل الحقوق العسكرية على غرار وضع جزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو، وهي دول جزرية تقع في المحيط الهادي.

وقال أولريك برام جاد الباحث الكبير والمختص في شؤون غرينلاند «تتحدث غرينلاند عن الاستقلال عن الدنمرك، لكن لا أحد من سكان غرينلاند يريد الانتقال إلى مستعمر جديد فحسب». وأضاف أن سكان غرينلاند ربما يستهدفون ضمان رفاههم في المستقبل قبل أي تصويت على الاستقلال.

* ماذا تقول الدنمرك؟

رفضت الدنمرك بشدة عرض ترمب شراء الجزيرة في عام 2019 ووصفته رئيسة الوزراء مته فريدريكسن بأنه «سخيف». وعندما سُئلت عن تجديد ترمب اهتمامه هذا الأسبوع، قالت فريدريكسن «نحن بحاجة إلى تعاون وثيق للغاية مع الأميركيين».

وأضافت «من ناحية أخرى، أود أن أشجع الجميع على احترام حقيقة أن سكان غرينلاند هم شعب، وهي بلدهم، وأن غرينلاند وحدها هي القادرة على تحديد مستقبلها وتقرير مصيرها».