كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في ترشيح حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس بديلاً محتملاً لبيت هيغسيث، الذي اختاره وزيراً للدفاع، وسط مخاوف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن المزاعم المتزايدة حول الحياة الشخصية لمذيع قناة «فوكس نيوز» السابق.
ووصفت الصحيفة اختيار دي سانتيس، منافس الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية لعام 2024 للرئاسة، بأنه يرقى إلى تحول مذهل لترمب، لكنه سيجد في الحاكم نفس وجهة النظر بشأن تقليص ما يعدّونه السياسات «التقدمية» في الجيش التي تدعو للتنوع.
ويعتقد حلفاء ترمب بشكل متزايد أن هيغسيث قد لا ينجو من مزيد من التدقيق، وفقاً لأشخاص مقربين من فريق الرئيس المنتخب، والذي يرى أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة حاسمة لمصيره.
كان ديسانتيس، الذي عمل محامياً للبحرية في العراق ومعتقل غوانتانامو، على قائمة سابقة للمرشحين المحتملين لمنصب وزير الدفاع التي قدمها الفريق الانتقالي إلى ترمب الذي اختار هيغسيث، ولكن مع تعثر ترشيح هيغسيث، عادت القائمة وأصبح ديسانتيس مرة أخرى من بين الخيارات التي يفكر فيها ترمب.
وقال أحد الأشخاص إن المناقشات في مراحلها المبكرة، مضيفاً أن ترمب طرح اسم ديسانتيس في محادثات غير رسمية مع الضيوف في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا.
وأضافوا أن ترمب قد يقرر عدم اختيار ديسانتيس واختيار بديل آخر، إذا فشل ترشيح هيغسيث والمرشح المحتمل الآخر هو إلبريدج كولبي، وهو مسؤول سابق في البنتاغون وحليف لنائب الرئيس المنتخب جي دي فانس، وقال بعض الأشخاص إن ترمب يفكر أيضاً في السيناتور جوني إيرنست.
وكان يُنظر إلى ديسانتيس على أنه مؤيد لترمب، لكن قراره بتحدي الرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024 أنشأ صراعاً مريراً بينهما، حيث وصف ترمب ديسانتيس بأنه غير مخلص، وانتصر بسهولة في الانتخابات التمهيدية، وعمل أصدقاء الاثنين على إصلاح العلاقة.
وحضر ترمب وديسانتيس حفل تأبين، الثلاثاء، لضباط إنفاذ القانون الذين سقطوا في مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا، وتم تقديم الفكرة إلى ديسانتيس في الأيام الأخيرة، وفقاً لشخص مطلع.
لم يستجب متحدث باسم ديسانتيس لطلب التعليق.
ويكره بعض الأشخاص المقربين لترمب ديسانتيس، وقد يؤدي ذلك إلى إحباط أي فرصة قد تكون لديه لاستبدال هيغسيث.
ولكن إذا حصل ديسانتيس على الترشيح، فقد يكون لذلك آثار كبيرة على فلوريدا، مما يؤدي إلى صراع بين مجموعة من السياسيين الجمهوريين الطموحين.
وكان ديسانتيس يستعد لتسمية بديل مؤقت للسيناتور ماركو روبيو، الذي رشحه ترمب وزيراً للخارجية. كان حلفاء ترمب يدفعون من أجل أن يكون هذا الشخص هو لارا ترمب، زوجة ابن الرئيس المنتخب، التي انتُخبت في مارس (آذار) رئيسةً مشاركة للجنة الوطنية الجمهورية.
كان ديسانتيس عضواً في الكونغرس غير معروف عندما دخل سباق عام 2018 لمنصب الحاكم، متحدياً جمهورياً اعتقد الكثيرون أنه سينجح بسهولة لكن ديسانتيس فاز بتأييد ترمب جزئياً من خلال ظهوره على قناة «فوكس نيوز» مهاجماً التحقيق الذي أجراه المستشار الخاص روبرت مولر بشأن علاقة ترمب بروسيا.
وجعلته جائحة «كوفيد - 19» شخصية وطنية، حيث حارب عمليات الإغلاق، ولكن بعد ذلك بدأ يتطلع إلى منصب أعلى بعد فوزه المدوي في إعادة انتخابه عام 2022، وبدأ الخلاف مع ترمب وحتى قبل دخول الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في مايو (أيار) 2023، وصفه ترمب بأنه «غير متدين وغير مخلص».
وأصبح أكثر انتقاداً لترمب، ووصفه بأنه غير قادر على الفوز، وسخر من ترمب لدفعه «أموالاً لإسكات نجمة أفلام إباحية»، وقال إن ترمب قام في ولايته الأولى بترحيل عدد أقل من الأشخاص مقارنة بالرئيس باراك أوباما، وأنه لم يجعل المكسيك تدفع ثمن جدار حدودي، وهو أحد موضوعات حملة ترمب.
كما تساءل ديسانتيس عن عمر ترمب، مشيراً إلى أنه في يناير (كانون الثاني)، عندما يتولى منصبه، سيكون ترمب أكبر سناً من الرئيس جو بايدن في عام 2021.
وقال ديسانتيس لشبكة «سي إن إن»: «هذا ليس نفس الرجل الذي كان عليه ترمب في عامي 2015 و2016»، متهماً ترمب بعدم القيام بحملة قوية، لكن حملة ديسانتيس واجهت صعوبات وانسحب قبل الانتخابات التمهيدية وأيد ترمب.
وحتى الآن، لم يعلن أي من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين علناً أنهم سيعارضون ترشيح هيغسيث، ولا يزال ترمب يدعمه علناً.
ولقد فاجأت مزاعم الاعتداء الجنسي في عام 2017 التي اتُّهم بها هيغسيث، والتي دفع لاحقاً لمتهمته لإبقائها سرية، مسؤولي فريق ترمب.
واستمرت مزاعم أخرى في الظهور، مما أثار المزيد من التساؤلات حول ملاءمته للمنصب؛ ففي الأسبوع الماضي، ظهرت رسالة بريد إلكتروني إلى هيغسيث من والدته استنكرت فيها معاملته للنساء في خضم طلاقه عام 2018 من زوجته آنذاك سامانثا.
وجاء في الرسالة، التي أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز»: «أنت مسيء للنساء»، وقالت الصحيفة إن والدته اعتذرت على الفور عن البريد الإلكتروني.
وكان ترمب خسر محاولته لترشيح النائب الجمهوري السابق مات غيتز من فلوريدا لمنصب النائب العام، بعد أن رفض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون ذلك.