«جمهوريو أميركا» يبسطون سيطرتهم على المرافق الفيدرالية
بسط الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس الأميركي (أ.ب)
وقع مجلس النواب في قبضة الجمهوريين، ليلوّن المرافق الفيدرالية باللون الأحمر، ويمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب لبسط سيطرته وتمرير أجنداته التي وعد بها خلال السباق إلى البيت الأبيض.
ورغم أن العد لا يزال جارياً لحسم الأرقام النهائية، فإن موقع «decision desk HQ» أعطى أغلبية 218 مقعداً للجمهوريين، في انتظار أن تعزَّز هذه الأغلبية في الأيام المقبلة مع توقعات بحصد الحزب نحو 223 مقعداً في الكونغرس رقم «119».
وبهذا يستعد الجمهوريون، الذين سيسيطرون على مرافق الحكم كافة، للغوص في تفاصيل أجندة طموح يعملون على إقرارها؛ من أمن الحدود إلى الضرائب، مروراً بالمصادقة على تعيينات ترمب الرئاسية، ومساعي «إصلاح» الحكومة الفيدرالية.
لكن في انتظار يوم 3 يناير (كانون الثاني) المقبل، موعد التئام الكونغرس بأغلبيته الجديدة، فإنه لا يزال أمام المشرعين مدة نحو شهرين لتصريف الأعمال وإنهاء مشروعات عالقة، مثل ملف تمويل المرافق الفيدرالية، في ديسمبر (كانون الأول) خلال مدة تُعرف بـ«فترة البطة العرجاء» التي عادة لا تشهد حركة تشريعية حاسمة، خصوصاً مع قلب الموازين لمصلحة الجمهوريين في مجلس الشيوخ واحتفاظهم بالأغلبية في مجلس النواب.
انتخاب قيادات
وفي حين يلتئم الكونغرس لأول مرة بعد الانتخابات الأميركية يوم الثلاثاء، فإن الحزبين يستعدان لانتخاب قياداتهما في مجلسَي الشيوخ والنواب. ولا يتوقع أن يشهد مجلس النواب تغييراً يذكر في الوجوه، فسيحافظ ستيف سكاليز على موقعه زعيماً للأغلبية الجمهورية، فيما يبقي حكيم جيفريز على منصبه زعيماً للأقلية الديمقراطية، على أن ينتخب رئيس مجلس النواب مايك جونسون بشكل رسمي في جلسة مفتوحة للمجلس يوم 3 يناير المقبل.
لكن الأمر مختلف في مجلس الشيوخ الذي يشهد منافسة شرسة بين الجمهوريين على مقعد الزعامة. فتنحي السيناتور ميتش مكونيل عن مقعد زعيم الأغلبية الجمهورية ولّد سباقاً شرساً لانتزاع المنصب الذي من شأن صاحبه أن يتحكم في أجندة المجلس وتعيينات اللجان، وطرح مشروعات.
وهنا يتنافس كل من السيناتور عن ولاية فلوريدا ريك سكوت، المقرب من ترمب، والسيناتور عن ولاية تكساس جون كورنين، بالإضافة إلى السيناتور عن ولاية ساوث داكوتا جون ثون. مع الإشارة إلى أن كورنين وثون هما من قيادات المجلس.
توازن هش
رغم انتزاع الجمهوريين الأغلبية في مجلس النواب، فإن الفارق الضئيل ما بينهم وبين الديمقراطيين سيحتم عليهم التعاون مع حزب الأقلية، ومن المتوقع أن يخسر الحزب الجمهوري وجهين على الأقل في الكونغرس المقبل، هما النائبة عن ولاية نيويورك أليز ستيفانيك التي اختارها ترمب مندوبة لدى الأمم المتحدة، والنائب عن ولاية فلوريدا مايك والتز لمنصب مستشار ترمب للأمن القومي. وثمة توقعات بأن يختار ترمب رئيس لجنة القوات المسلحة، مايك روجرز، وزيراً للدفاع، مما سيسلب الجمهوريين 3 مقاعد مهمة جداً في ظل التوازن الهش. وستُجرى انتخابات خاصة في ولاياتهم لشغر مقاعدهم.
الأمر مختلف في مجلس الشيوخ؛ فقد اختار ترمب السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية. هناك، سيعين حاكم الولاية الجمهوري، رون ديسنتس، خلفاً لروبيو، وهو ما لن يغير من المعادلة في المجلس تحت السيطرة الجمهورية.
يسعى ماكرون لأن يكون صلة الوصل بين ترمب وزيلينسكي وقد استقبلهما، في اجتماعين منفصلين، بعد الظهر في قصر الإليزيه فيما كان طموح باريس النجاح في جمع الرئيسين معاً.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما جمع السبت في قصر الإليزيه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مواصلة العمل المشترك
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الصراع في سوريا، حيث تهدد الفصائل المسلحة حكومة الرئيس بشار الأسد.
ارتياح غربي ودعوات لاستعادة الاستقرار بعد سقوط نظام الأسدhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5089361-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AD-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF
رجل يحتفل بعد سقوط نظام الأسد بالقرب من معبر المصنع الحدودي في لبنان (رويترز)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
ارتياح غربي ودعوات لاستعادة الاستقرار بعد سقوط نظام الأسد
رجل يحتفل بعد سقوط نظام الأسد بالقرب من معبر المصنع الحدودي في لبنان (رويترز)
أعلن مقاتلون من المعارضة السورية فجر اليوم (الأحد)، إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعدما حكم سوريا لنحو ربع قرن، مؤكدة أنه «هرب» مع دخول قواتها إلى دمشق.
وأبلغت قيادة الجيش السوري الضباط اليوم (الأحد)، بأن حكم الأسد قد انتهى، حسبما قال ضابط سوري مطلع على الأمر لوكالة «رويترز» للأنباء، وذلك في أعقاب هجوم سريع شنته المعارضة وفاجأ العالم.
وفيما يلي أبرز ردود الفعل الدولية على الأحداث في سوريا:
بايدن «يتابع عن كثب»
قال البيت الأبيض في بيان: «الرئيس بايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا، وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين».
وفي سياق متصل، أكد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو، خلال مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين، أن الولايات المتحدة ستظل في شرق سوريا، وستتخذ التدابير اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم «داعش». ودعا شابيرو، جميع الأطراف، إلى حماية المدنيين، خصوصاً الأقليات، والالتزام بالمعايير الدولية.
ترمب: روسيا تخلت عن الأسد
قال ترمب عبر منصة «إكس»: «لقد رحل الأسد. فر من بلاده. ولم تعد حاميته، روسيا، روسيا، روسيا، بقيادة فلاديمير بوتين، مهتمة بحمايته بعد الآن». وأضاف: «روسيا وإيران في حالة ضعف، أليس كذلك؟ الآن، إحداهما بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاح (عملياتها) القتالية».
Opposition fighters in Syria, in an unprecedented move, have totally taken over numerous cities, in a highly coordinated offensive, and are now on the outskirts of Damascus, obviously preparing to make a very big move toward taking out Assad. Russia, because they are so tied up...
أعربت الصين اليوم (الأحد)، عن أملها في أن تستعيد سوريا «الاستقرار في أسرع وقت ممكن»، وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان، بأن بكين «تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا، وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن».
وأشارت إلى أن «الحكومة الصينية ساعدت مواطنين صينيين كانوا يريدون مغادرة سوريا بطريقة آمنة ومنظمة، وحافظت على الاتصال مع المواطنين الصينيين الذين بقوا في سوريا». وأضافت: «ندعو الأطراف السورية المعنية إلى اتخاذ إجراءات عملية لضمان سلامة المؤسسات والأفراد الصينيين في سوريا». وتابعت: «في الوقت الراهن، ما زالت السفارة الصينية في سوريا قيد الخدمة، وسنواصل تقديم المساعدة الكاملة للمواطنين الصينيين الذين يحتاجون إليها».
الأردن
ومن جهته، أكد الأردن اليوم (الأحد)، أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصادر حكومية: «يجري العمل على تعزيز حالة الأمن والاستقرار في المنطقة».
وذكرت قناة «المملكة الأردنية» على موقعها الإلكتروني، أنه تم السماح بمغادرة السوريين واللبنانيين بمركباتهم لمن دخلوا سابقاً بها. وأضافت أن حركة عودة الأردنيين من سوريا عبر مركز حدود جابر اليوم قليلة، مشيرة إلى السماح للسوريين واللبنانيين الذين دخلوا بمركباتهم إلى الأردن المغادرة باتجاه سوريا.
ولفتت إلى استمرار دخول الشاحنات إلى الأردن وفق عملية تبادل البضائع داخل الحدود وخروج الشاحنات التي تم التخليص عليها، وعمل الإجراءات الجمركية اللازمة لها من داخل الأراضي السورية.
الإمارات تحضّ على «تجنب الفوضى»
حضّ مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، السوريين، الأحد، على التعاون لتجنّب حصول «فوضى»، وقال قرقاش خلال مداخلة في منتدى المنامة المقام بالبحرين: «نأمل في أن يعمل السوريون معاً لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى».
وبخصوص التكهنات عن مكان وجود الأسد، رفض قرقاش تأكيد أو نفي احتمال أن يتخذ الأسد من الإمارات ملاذاً له. وأفاد قرقاش خلال المنتدى: «عندما يسأل الناس، إلى أين يتجه بشار الأسد؟ فهذا في نهاية المطاف مجرد معلومة على الهامش في التاريخ».
وحين طرح الصحافيون السؤال مجدداً، أضاف المسؤول الإماراتي: «لا أعتقد أن هذا مهم. وكما قلت، في نهاية المطاف هذه مجرد معلومة على الهامش في التاريخ بالنسبة للأحداث الكبرى».
تركيا تدعو لـ«فترة انتقالية جيدة وسلسة»
حثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان «انتقال سلس» للسلطة في سوريا، بعد إعلان الفصائل المسلحة إسقاط الرئيس بشار الأسد و«هروبه» من دمشق. وقال الوزير التركي خلال منتدى الدوحة: «علينا أن نعمل بجد، كما ذكرت، علينا أن نعمل مع الشعب السوري، وليس تركيا فحسب، ولكن أيضاً الأطراف الإقليميون والأطراف الدوليون لضمان وجود فترة انتقالية جيدة وسلسة، وعدم إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين».
إيطاليا
كتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على «إكس»: «أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا. وأنا على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء. دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 بوزارة الخارجية».
استعداد أممي لدعم الشعب السوري
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، في بيان، الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة. وحث جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفاً أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل.
من جانبه، توم فليتشر وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن «الأحداث في سوريا تمضي بسرعة كبيرة. وقد أدى الصراع الذي استمر لما يزيد على عقد إلى نزوح الملايين. والآن أصبح مزيد من الأفراد في خطر». وأضاف: «سنظل نتعامل أينما ووقتما وكيفما استطعنا لدعم المحتاجين، بما في ذلك في مراكز الاستقبال بالغذاء والمياه والوقود والخيام والبطانيات».
بريطانيا: تغيير مرحب به
قالت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر: «الديكتاتورية والإرهاب يخلقان مشاكل للشعب السوري الذي عانى الكثير بالفعل، كما أنهما يزعزعان استقرار المنطقة. ولهذا السبب يتعين علينا إيجاد حل سياسي وصولاً إلى حكومة تعمل لصالح الشعب السوري. وهذا ما نريد أن نراه». وتابعت: «هذا هو شكل الديمقراطية التي نقول إنها مناسبة للعالم، ونأمل في أن يتمتع بها الشعب السوري... إذا رحل الأسد، فهذا تغيير مرحب به، لكن ما سيأتي بعد ذلك لا بد أن يكون حلاً سياسياً، ولا بد أن يعملوا لصالح الشعب السوري».
فرنسا: حان وقت الوحدة
رحبت فرنسا اليوم (الأحد)، بأنباء سقوط حكم الأسد، ودعت إلى إنهاء القتال وطالبت بانتقال سياسي سلمي في البلاد. وقالت وزارة الخارجية في بيان: «الآن هو وقت الوحدة في سوريا»، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.
ارتياح ألماني
أعربت ألمانيا الأحد، عن «ارتياحها الكبير» لسقوط حكم الأسد في سوريا، محذّرة في الوقت عينه من وصول «متشددين» إلى السلطة. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان: «يجب على البلاد الآن ألا تسقط بين أيدي متشددين آخرين تحت أي شكل كان. لذلك ندعو كل الأطراف إلى تحمّل جميع مسؤولياتها تجاه كل السوريين».