بالابتسامات والمجاملات... كيف يستعد قادة العالم لولاية ترمب الثانية؟

ترمب مرحّباً بنتنياهو وزوجته في مارالاغو 26 يوليو (نيويورك تايمز)
ترمب مرحّباً بنتنياهو وزوجته في مارالاغو 26 يوليو (نيويورك تايمز)
TT

بالابتسامات والمجاملات... كيف يستعد قادة العالم لولاية ترمب الثانية؟

ترمب مرحّباً بنتنياهو وزوجته في مارالاغو 26 يوليو (نيويورك تايمز)
ترمب مرحّباً بنتنياهو وزوجته في مارالاغو 26 يوليو (نيويورك تايمز)

عندما التقى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، مع دونالد ترمب في «برج ترمب» بنيويورك لتناول العشاء يوم 26 سبتمبر (أيلول)، كان ذلك جزءاً من هجوم بريطاني «ناعم» لتعزيز العلاقة بين زعيم يساري ورئيس يميني محتمل. لذا، عندما التفت ترمب إلى ستارمر قبل أن يفارقه وقال له: «نحن أصدقاء»، وفقاً لشخص مشارك في تلك الأمسية، لم يمر الأمر دون أن يلحظه أحد. رغم ذلك، لا يُمكن لأحد الجزم بما إذا كانا سوف يظلان صديقين.

على مدى أشهر سبقت عودة ترمب السياسية، وفي الأيام المثيرة منذ تأكيد فوزه، سارع القادة الأجانب، مجدداً، إلى مجاملته. وقد عمل مبعوثوهم على تنمية علاقات مع أشخاص في دائرة ترمب، أو مع مؤسسات بحثية من المتوقع أن تكون مؤثرة في وضع السياسات لإدارة ترمب الثانية. يقوم بعض القادة، مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بصياغة مواقفهم لاستمالة الطبيعة البراغماتية لدى ترمب في التعامل؛ وقام آخرون، مثل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بإرسال فرق من المسؤولين إلى الولايات المتحدة لزيارة عشرات من القادة الجمهوريين، على أمل أن يتمكنوا من تخفيف غرائز ترمب الأكثر تشدّداً في فرض الرسوم الجمركية.

التجهيز لحقبة ترمب

ترمب وزيلينسكي في مانهاتن 26 سبتمبر (نيويورك تايمز)

يشير التاريخ إلى أن كثيراً من جهود بناء الجسور هذه سوف تفشل. بحلول نهاية ولايته الأولى، كان ترمب قد تدهورت علاقته مع عدد من القادة الذين بدأ معهم بعلاقات جيدة، فقد غدت سياسته التجارية الحمائية، ونفوره من التحالفات، إضافة إلى شخصيته المتقلّبة، سبباً في نشوب صدامات تجاوزت مستوى الصداقة التي عمل القادة على تنميتها.

وقال مالكولم تورنبول، رئيس وزراء أستراليا السابق، في مقابلة أجريت معه: «لقد كان هناك نوعان من سوء الفهم بشأن ترمب؛ الأول: أنه سيكون مختلفاً في منصبه عما كان عليه في الحملة الانتخابية، والثاني: أن أفضل طريقة للتعامل معه هي مجاملته».

في يناير (كانون الثاني) 2017، أجرى تورنبول مكالمة هاتفية عنيفة مع ترمب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحترم اتفاقاً أُبرم في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما لقبول 1250 لاجئاً، الأمر الذي عارضه ترمب (انتهى الأمر بالولايات المتحدة بقبولهم). وقال تورنبول إنه وجد في وقت لاحق أرضية مشتركة أخرى مع ترمب، حتى إنه أقنعه بالتراجع عن فرض رسوم جمركية على بعض الصادرات الأسترالية. وأضاف تورنبول أن الفرق هذه المرة هو أن «الجميع يعرفون تماماً ما الذي سيحصلون عليه. إنه مولع بأسلوب التبادل. يجب أن تكون قادراً على إثبات أن مساراً معيناً من العمل يصب في مصلحته».

قبل فترة طويلة من الانتخابات، بدأ القادة في التجهيز لفوز ترمب، من خلال السعي إلى مقابلته. التقى زيلينسكي مع ترمب في نيويورك في أسبوع لقائه نفسه مع ستارمر. وسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى مارالاغو، مقرّ ترمب في بالم بيتش بفلوريدا، في يوليو (تموز)، وكذلك فعل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الشعوبي الذي يُعدّ أسلوبه الاستبدادي نموذجاً للبعض في حركة «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، التي يتزعمها ترمب، وربما كان الأقرب إلى فك شفرة التعامل مع الرئيس المنتخب. إذ يلتقي الاثنان ويتحدثان بانتظام عبر الهاتف، ويثني أحدهما على الآخر. وقال ترمب إن أوربان «قائد عظيم للغاية، ورجل قوي للغاية»، ولا يحبه البعض فقط «لأنه قوي للغاية». ومن جانبه، أشاد أوربان بترمب بوصفه الأمل الوحيد للسلام في أوكرانيا، ولهزيمة «أنصار العولمة التقدميين».

أسلوب إقناع ترمب

إقناع ترمب بأن أولويات أوكرانيا تصب في مصلحته الخاصة يكمن في صميم استراتيجية الضغط التي ينتهجها زيلينسكي. تشكُّك ترمب في الدعم العسكري لأوكرانيا ضد روسيا معروف جيداً؛ فهو يزعم أنه يستطيع إنهاء الحرب في يوم واحد، ربما حتى قبل توليه منصبه، رغم أنه لم يذكر كيف يمكن ذلك.

ويخشى المحللون من أنه قد يُجبر زيلينسكي على التوصل إلى تسوية سلمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من شأنها ترسيخ المكاسب الإقليمية لروسيا في أوكرانيا.

في اجتماعهما في نيويورك، ساق زيلينسكي الحجة بأن الدفاع عن أوكرانيا يصُبّ في المصلحة الاقتصادية للولايات المتحدة؛ وذلك لأن كثيراً من المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة تعود بالفائدة على المتعاقدين مع قطاع الدفاع في البلاد، على سبيل المثال، شركة «لوكهيد مارتن»، التي تصنع نظام صواريخ «هيمارس»، والذي صار سلاحاً حيوياً في الترسانة الأوكرانية. وعمل المسؤولون الأوكرانيون مع الحلفاء الجمهوريين في واشنطن على تطوير سبل جديدة لتنظيم المساعدات العسكرية، بما في ذلك إنشاء برنامج إقراض وتأجير بقيمة 500 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. كان ذلك من بنات أفكار مايك بومبيو، وزير الخارجية السابق، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية في إدارة ترمب الأولى، والذي قد يضطلع بدور بارز في الإدارة الجديدة.

لدى كل من زيلينسكي وترمب أثقال وأعباء؛ إذ حركت مكالمة ترمب الهاتفية التي أجراها عام 2019 مع الزعيم الأوكراني -التي حثه فيها الرئيس الأميركي على التحقيق مع جو بايدن- أول إجراءات العزل بحقه. غير أن زيلينسكي كان من أوائل القادة الذين هنّأوا ترمب، وقدّم للرئيس المنتخب ثناءً غير محدود، على ما سمّاه «النصر التاريخي الساحق». وقال زيلينسكي: «لقد كانت محادثة دافئة للغاية». ولم يذكر ترمب أن إيلون ماسك، ملياردير وادي السيليكون الذي دعم حملته، شارك في المكالمة.

شبكة واسعة

جانب من قمة مجموعة السبع في شارلوفوا بكندا 8 يونيو 2018 (نيويورك تايمز)

كما شكّلت كندا أيضاً شبكة واسعة من ممثليها للتأثير على الإدارة المقبلة. وابتداءً من يناير الماضي، أرسل ترودو وزراء في الحكومة الكندية في زيارات منتظمة إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين فيدراليين ومسؤولين في الولايات لتعزيز العلاقة التجارية الممتدة بين الولايات المتحدة وكندا.

وقال ترمب إنه يريد أن تخضع جميع السلع المستوردة لتعريفة جمركية قدرها 10 بالمائة أو أعلى، وسيكون ذلك كارثياً بالنسبة لكندا. وكان مبعوثو ترودو يدفعون بأن الأمر سيكون سيئاً بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً. وانطلقوا إلى 23 ولاية، مستهدفين القادة الجمهوريين.

وكان ترودو على علاقة مُتقلّبة مع ترمب. وفي وقت من الأوقات، وقع الرجلان في خلاف حاد حول التعريفات الجمركية؛ إذ انسحب ترمب من اجتماع لمجموعة الدول السبع في كندا عام 2018، ووصف ترودو بأنه «غير أمين وضعيف». ولكن نائبة رئيس الوزراء الكندي، كريستيا فريلاند، حافظت على علاقات جيدة مع روبرت لايتهايزر، كبير مستشاري ترمب لشؤون التجارة، منذ عملهما معاً للتفاوض على اتفاق تجاري خلفاً لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية.

من الداخل والخارج

إن التعامل مع إدارة ترمب الجديدة أسهل بالنسبة لبعض الدول. على مدى عدة أشهر، قدّم مسؤولون إسرائيليون إحاطات إعلامية حول الحرب في قطاع غزة إلى جاريد كوشنر، صهر ترمب، الذي عمل على قضايا الشرق الأوسط خلال فترة ولايته الأولى، وأيضاً إلى ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب سفير ترمب في إسرائيل، وفقاً لما ذكره مسؤولان إسرائيليان، تحدّثا بشرط عدم الكشف عن هويتيهما، لمناقشة اجتماعات حساسة.

وقالت إستر ألوش، المتحدثة باسم يوسي داغان، زعيم المستوطنين الإسرائيليين الذي كان من مؤيدي ترمب، إن داغان تلقّى دعوة لحضور مراسم التنصيب في واشنطن. وقد استضاف داغان فريدمان في مناسبة للترويج لكتاب فريدمان بعنوان: «دولة يهودية واحدة» الشهر الماضي.

وكان علاقة نتنياهو بترمب، على غرار ترودو، متأرجحة. وخلال فترة ولايته الأولى، اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، ما منح نتنياهو انتصاراً كبيراً. ولكن في عام 2020، أغضبه نتنياهو بتهنئة بايدن على فوزه في الانتخابات الرئاسية. وكان نتنياهو، بعد زيارته إلى مارالاغو لإصلاح العلاقات مع ترمب، من بين أوائل القادة الذين اتصلوا بالرئيس المنتخب الأربعاء، لإجراء ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه محادثة «دافئة وودية».

أما رئيس كينيا، ويليام روتو، وهو الزعيم الأفريقي الوحيد الذي استضافه بايدن في زيارة دولة، فقال إن فوز ترمب كان بمثابة تكريم لـ«قيادته الحكيمة والجريئة والمبتكرة». وتعد تايوان، التي يتعرض حكمها الذاتي للتهديد من قبل الصين، من بين النقاط الساخنة العالمية، والأكثر حرصاً على كسب اهتمام ترمب. وتلقّى ترمب اتصالاً هاتفياً، عام 2016، من تساي إينغ وين، رئيسة تايوان وقتذاك، ما يمثل انقطاعاً عن التقليد الأميركي إزاء الاتصالات السياسية رفيعة المستوى مع تايوان، بعد أن حوّلت واشنطن الاعتراف الدبلوماسي إلى بكين عام 1979. كان ذلك يُنبئ بدعم أقوى لتايوان في عهد ترمب. ولكن مزاجه تجاه الجزيرة أصبح بارداً منذ ذلك الحين، ولا توجد علامات حتى الآن تُشير إلى اتصال بينه وبين الرئيس التايواني الحالي لاي تشينغ تي. وبعث كل من لاي والرئيس الصيني شي جينبينغ رسائل تهنئة إلى ترمب.

وفي الاتحاد الأوروبي، أدّى القلق من عودة ترمب أيضاً إلى عصف ذهني استباقي. ففي الأسابيع الأخيرة، عقد بيورن سيبرت، كبير مساعدي رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اجتماعات مع سفراء لمناقشة سيناريوهات الإدارة المقبلة. وقال عدد من المسؤولين الأوروبيين إن هذه الإجراءات تركّزت على ترمب وعلى التجارة. والواقع أن الدبلوماسيين الأوروبيين واقعيون في التعامل مع المهمة التي تواجههم. ولكنهم يتمسّكون بفكرة أنه من خلال نهج سليم، يمكنهم التأثير على ترمب.

وقالت كارين بيرس، سفيرة بريطانيا لدى الولايات المتحدة: «إن التعامل مع الرئيس ترمب يدور حول فن الممكن. وإذا كان بوسعنا أن نشرح (لترمب) ما الذي يمكننا القيام به معاً، وكيف يمكننا تحسين الأمور على نحو كبير، فعندئذ يمكننا أن نحرز تقدماً».

* خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مارك روان يشارك في حلقة نقاشية في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)

مارك روان مرشح جديد بارز لمنصب وزير الخزانة في إدارة ترمب

برز الملياردير مارك روان، صاحب رأس المال الخاص، كأحد أبرز المرشحين لمنصب وزير الخزانة في إدارة دونالد ترمب، وسيلتقي الرئيس المنتخب اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

مدعون: يجب تعليق قضية شراء الصمت ضد ترمب

قال ممثلو ادعاء في نيويورك إن القضية التي أدين فيها دونالد ترمب باتهامات جنائية تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية مقابل شراء صمتها يجب أن تتوقف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس المنتخب لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يتحدث مع النائب الأميركي السابق مات غايتس الذي رشحه ترمب لمنصب وزير العدل وزوجته جينجر لوكي غايتس في حفل معهد أميركا أولاً للسياسة الذي أقيم بمارالاغو ببالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

ترمب يضغط على مجلس الشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح

دفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمصادقة على مرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة وبينهم مرشحه لوزارة العدل مات غايتس الذي تلاحقه فضائح أخلاقية

علي بردى (واشنطن)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية والتوصيل وآخرين من العاملين في المجال الإنساني، الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

وقال المكتب إن إراقة الدماء في الشرق الأوسط كانت أكبر سبب لحالات الوفاة البالغة 281 بين العاملين في المجال الإنساني على مستوى العالم هذا العام.

وأضاف المتحدث باسم المكتب ينس لاركه: «حتى قبل انتهاء العام، أصبحت 2024 السنة الأكثر فتكاً التي يجري تسجيلها للعاملين في المجال الإنساني حول العالم».

وأوضح للصحافيين في جنيف أن الرقم تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 280 وفاة للعام بأكمله في 2023.

وتابع أن العاملين في المجال الإنساني «يعملون بكل شجاعة وإيثار في أماكن مثل غزة والسودان ولبنان وأوكرانيا... إلى آخره، ويظهرون أفضل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية، ويُقتلون في المقابل بأرقام قياسية».

وقالت الأمم المتحدة إن الأرقام تأتي من «قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة»، وهو مشروع بتمويل أميركي تديره منظمة تسمى «هيومنيتاريان أوتكامز»، ومقره بريطانيا.

ومن بين الـ268 فرداً من عمال الإغاثة الذين قُتلوا - بما في ذلك من منظمات لا تتبع الأمم المتحدة مثل «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»- هم من الطاقم الوطني، بينما 13 من الطاقم الدولي.

وأظهرت قاعدة البيانات، الجمعة، أن نحو 230 من عمال الإغاثة قُتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم توضح ما إذا كان ذلك في غزة أم في الضفة الغربية.

وقال لاركه إن التهديدات لعمال الإغاثة «تمتد لما وراء غزة، حيث توجد مستويات مرتفعة من العنف والإصابات نتيجة عمليات الخطف والمضايقات والاحتجاز التعسفي» في أفغانستان والكونغو ودولة جنوب السودان والسودان وأوكرانيا واليمن وأماكن أخرى.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن إجمالي 333 من عمال الإغاثة قُتلوا منذ اندلاع الحرب الجارية حالياً بين إسرائيل و«حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).