ترمب «ديكتاتوراً» في «يومه الأول» بالحكم... ما التغييرات الكبرى التي سيجريها؟

حمل أحد المؤيدين لافتة مكتوباً عليها «ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الآن» بينما يتحدث دونالد ترمب في تجمع انتخابي (أ.ف.ب)
حمل أحد المؤيدين لافتة مكتوباً عليها «ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الآن» بينما يتحدث دونالد ترمب في تجمع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

ترمب «ديكتاتوراً» في «يومه الأول» بالحكم... ما التغييرات الكبرى التي سيجريها؟

حمل أحد المؤيدين لافتة مكتوباً عليها «ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الآن» بينما يتحدث دونالد ترمب في تجمع انتخابي (أ.ف.ب)
حمل أحد المؤيدين لافتة مكتوباً عليها «ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الآن» بينما يتحدث دونالد ترمب في تجمع انتخابي (أ.ف.ب)

من المتوقع أن يبدأ الرئيس المنتخب دونالد ترمب العمل فور توليه منصبه على سن تغييرات كبرى في مجالات الهجرة والطاقة والسياسة الخارجية.

وأشار ترمب، في أواخر العام الماضي، إلى أنه لن يكون ديكتاتوراً «باستثناء اليوم الأول»، في إشارة إلى أنه ينوي استخدام السلطة التنفيذية بقوة لتنفيذ التغييرات على سياسة الهجرة وسياسة الطاقة على وجه الخصوص.

كما قال ترمب إنه سيتحرك بسرعة لإلغاء الحماية للمتحولين جنسياً، وإنه سيطرد الرجل الذي يقيم قضية جنائية ضده.

وفيما يلي نظرة على ما قال ترمب إنه سيفعله «في اليوم الأول» وفق تقرير لصحيفة «ذا هيل»:

الهجرة

من المرجح أن يركز جزء كبير من أجندة ترمب في اليوم الأول على القضاء على الهجرة.

وقال مستشار الحملة البارز جيسون ميلر، يوم الأربعاء، في برنامج «توداي» على قناة «إن بي سي»: «كل سياسات الحدود الآمنة التي وضعناها مع الرئيس ترمب، يمكنه ببساطة قلب المفتاح وإعادتها إلى مكانها كما كانت من قبل. لم تكن بحاجة إلى قانون من الكونغرس».

وفي كل تجمع انتخابي تقريباً خلال هذه الدورة، تضمنت تصريحات الرئيس السابق المعدة سلفاً السطر التالي: «في اليوم الأول، سأطلق أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي».

إن تنفيذ عملية ترحيل ضخمة كهذه، قال ترمب إنها ستستهدف أولئك الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني خاصة أولئك الذين لديهم سجلات إجرامية، سيكون بمثابة رفع لوجيستي هائل. وقال إنه سيعتمد على أقسام الشرطة المحلية للمساعدة، لكن الجهد سيتطلب تنسيقاً مكثفاً مع الوكالات الفيدرالية ومن المرجح أن يواجه مقاومة من بعض السلطات القضائية المحلية.

تدابير الطاقة والمناخ

تعهد ترمب في اليوم الأول بـ«الحفر، يا حبيبي، الحفر»، وهو شعار حملة غامض يشير إلى أنه سيسعى إلى زيادة إنتاج النفط من مستويات قياسية بالفعل. كما حدد خطوات أكثر تحديداً سيتخذها لعكس اللوائح البيئية في عهد بايدن.

وعلى موقع حملته على الإنترنت، أدرج ترمب تعهداً «بالتراجع عن كل سياسات بايدن التي تقسو على عمال السيارات الأميركيين» في اليوم الأول.

وأشار ترمب مراراً وتكراراً إلى أنه سيسعى إلى التراجع عن اللوائح التي تتطلب من شركات صناعة السيارات تلبية معايير انبعاثات معينة تحفز زيادة إنتاج المركبات الكهربائية.

وقال ترمب في أغسطس (آب) إنه سيلغي قاعدة إدارة بايدن التي تشن حملة صارمة على الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وغيرها من التلوث من محطات الطاقة. خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، أصدر ترمب قواعد أقل صرامة بشكل كبير لمحطات الطاقة.

وفي تجمع حاشد في نيوجيرسي في وقت سابق من هذا العام، أخبر ترمب الحشد أنه سيوقع على أمر تنفيذي في «اليوم الأول» لوقف مشاريع طواحين الهواء، مستهدفاً مصدراً رئيسياً للطاقة النظيفة.

يمكن لترمب أيضاً أن يتحرك للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ مرة أخرى، مما يخرج الولايات المتحدة من الاتفاق العالمي لخفض الانبعاثات.

وانسحب ترمب من الاتفاقات خلال فترة ولايته الأولى، لكن الرئيس بايدن أعاد الانضمام إلى الاتفاقية بعد توليه منصبه.

السياسة الخارجية

تعهد ترمب في اليوم الأول بالعودة «إلى سياسة خارجية تضع مصالح أميركا أولاً»، وهو تراجع حاد عن إدارة بايدن، التي أكدت على التحالفات الدولية وقادت الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

لقد أكد أنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل توليه منصبه، رغم أنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية القيام بذلك. وتسببت تعليقات ترمب في إثارة القلق بين حلفاء أوكرانيا من أنه سيدعو إلى اتفاق سلام يسمح لروسيا بالمطالبة بالأراضي الأوكرانية التي غزتها.

وعلى نحو مماثل، أثار ترمب مخاوف بشأن التزامه بحلف شمال الأطلسي. ففي العام الماضي، وافق الكونغرس على تشريع من شأنه أن يمنع أي رئيس من سحب الولايات المتحدة من التحالف دون موافقة مجلس الشيوخ أو قانون من الكونغرس.

كما تساءل الرئيس السابق عن أنه لن يحمي حليفاً في حلف شمال الأطلسي من هجوم إذا لم يسهم بمبلغ كافٍ في الإنفاق الدفاعي.

عكس أوامر بايدن بشأن المساواة

كانت إحدى كبرى لحظات التصفيق لترمب في التجمعات دائماً عندما تعهد بإبعاد الرجال عن الرياضات النسائية وإنهاء «جنون المتحولين جنسياً»، وقد تحدث بالفعل كيف سيتراجع عن الحماية للشباب المتحولين جنسياً.

وقال ترمب إنه في اليوم الأول، سيلغي حماية الطلاب المتحولين جنسياً التي أقرتها إدارة بايدن في وقت سابق من هذا العام.

وكشفت وزارة التعليم في أبريل (نيسان) عن مجموعة نهائية من التغييرات على العنوان التاسع لتغطية التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية لأول مرة.

وانحازت المحكمة العليا في أغسطس إلى 10 ولايات يقودها الحزب الجمهوري التي رفعت دعاوى قضائية لمنع تطبيق القواعد الجديدة.

وقال ترمب أيضاً إنه سيتحرك في اليوم الأول لإلغاء أمر تنفيذي صادر عن بايدن «لتضمين مبادئ المساواة والسياسات والنهج في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية». وأشار إلى أنه سيعيد فرض أمر صادر عام 2020 يحظر الترويج لمفاهيم مفادها أن الولايات المتحدة عنصرية أو جنسية بشكل أساسي أو أن عرقاً أو جنساً واحداً متفوق بطبيعته.

كما هدد الرئيس السابق بقطع التمويل الفيدرالي عن المدارس التي تروج لفرض اللقاحات. وظهر التهديد وسط اشتباكات حول لقاح «COVID-19» ومتطلبات الكمامات، لكنه أثار قلق خبراء الصحة العامة الذين يخشون أن ينطبق على لقاحات أخرى مثل الحصبة.

إقالة جاك سميث والعفو عن مرتكبي جرائم 6 يناير

أشار ترمب إلى أنه سيتحرك فور توليه منصبه تقريباً لإقالة المستشار الخاص جاك سميث، الذي يشرف على القضية الفيدرالية ضد ترمب في واشنطن العاصمة، بشأن جهوده لتخريب انتخابات 2020 والبقاء في السلطة.

قال ترمب في أواخر أكتوبر (تشرين الأول): «سأطرده في غضون ثانيتين».

كما تعهد الرئيس المنتخب مراراً وتكراراً بالعفو عن الأفراد المدانين بجرائم عن أفعالهم في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول بعنف لوقف التصديق على نتائج الانتخابات.

قال ترمب، في تجمع حاشد في سبتمبر (أيلول): «في اللحظة التي نفوز فيها، سنراجع بسرعة حالات كل سجين سياسي وقع ضحية ظلماً لنظام هاريس. وسأوقع على عفوهم في اليوم الأول».

وأشار الرئيس السابق أيضاً إلى أنه سيسعى إلى ملاحقة المدعين الديمقراطيين رداً على القضايا القانونية المرفوعة ضده في السنوات الأخيرة بشأن تعامله مع وثائق سرية، وجهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020 وممارساته التجارية.

وفي مقطع فيديو نشرته حملته في أبريل 2023 قال: «في شيكاغو وسان فرنسيسكو ولوس أنجليس وكل مدينة أخرى استولى عليها هؤلاء المجانين، يجب أن تواجه مكاتب المدعي العام استدعاءات فيدرالية لموظفيها ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم وسجلاتهم لتحديد ما إذا كانوا قد انتهكوا قانون الحقوق المدنية الفيدرالية بشكل صارخ».


مقالات ذات صلة

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

رفضت محكمة الاستئناف في نيويورك طلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تأجيل النطق بالحكم بشأن إدانته بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الولايات المتحدة​ ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب إلى الكونغرس للدفع بأجندته

عمد ترمب إلى زيارة المشرعين الجمهوريين في معقلهم في مجلس الشيوخ لإجراء لقاء مغلق يهدف إلى رسم استراتيجية منسقة لتسهيل إقرار أجندته الطموحة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جلسة الكونغرس الأميركي للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

الكونغرس الأميركي يُصادق على فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية

صادق الكونغرس الأميركي، اليوم الاثنين، على فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ف.ب)

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، إن عاصفة شتوية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع للتصديق رسمياً على انتخاب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

ترمب يشتكي من تنكيس الأعلام في يوم تنصيبه

اشتكى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الجمعة، من أن الأعلام الأميركية ستظل منكسة حداداً على الرئيس الراحل جيمي كارتر خلال حفل تنصيب ترمب في 20 يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يريد ترمب غرينلاند وهل يمكنه الحصول عليها؟

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
TT

لماذا يريد ترمب غرينلاند وهل يمكنه الحصول عليها؟

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه يريد أن يجعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة وإنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار الدنمرك على منحها لواشنطن.

* لماذا يريد ترمب غرينلاند؟

ربما تكون سيطرة الولايات المتحدة بصورة أكبر على غرينلاند مفيدة لواشنطن بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها، فهي تقع على أقصر طريق من أوروبا إلى أميركا الشمالية، وهي بذلك مهمة للنظام الأميركي للتحذير من الصواريخ الباليستية. وعبرت الولايات المتحدة عن اهتمامها بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.

وتتميز الجزيرة بثرواتها من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، إلا أن التنمية فيها بطيئة. وتبعد نوك عاصمة غرينلاند عن نيويورك مسافة أقل مما تبعد عن العاصمة الدنمركية كوبنهاجن. وأظهر مسح أجري في 2023 أن 25 من أصل 34 معدنا تعتبرها المفوضية الأوروبية من «المواد الخام الأساسية» تسنى العثور عليها في غرينلاند. وتشمل هذه المعادن المواد المستخدمة في البطاريات مثل الغرافيت والليثيوم وما تسمى بالعناصر الأرضية النادرة المستخدمة في المركبات الكهربائية ومولدات طاقة الرياح.

وتحظر غرينلاند استخراج النفط والغاز الطبيعي لأسباب بيئية، كما واجه تطوير قطاع التعدين فيها عراقيل بسبب البيروقراطية ومعارضة السكان الأصليين. وأدى هذا إلى اعتماد اقتصاد غرينلاند على الصيد الذي يمثل أكثر من 95 بالمئة من الصادرات، وعلى الإعانات السنوية من الدنمرك والتي تغطي ما يقرب من نصف الميزانية العامة. وتنفق الدنمرك في المجمل ما يقل قليلا عن مليار دولار سنويا على غرينلاند، أو 17500 دولار سنويا لكل فرد من سكانها البالغ عددهم 57 ألفا.

* ما الوجود الأميركي في غرينلاند الآن؟

للجيش الأميركي وجود دائم في قاعدة بيتوفيك الجوية في شمال غرب غرينلاند. ونص اتفاق عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمرك على حق واشنطن في بناء قواعد عسكرية في غرينلاند وحرية نقل قواتها على أراضيها ما دامت أخطرت الدنمرك وغرينلاند.

وقال كريستيان سوبي كريستنسن الباحث الكبير في مركز الدراسات العسكرية بجامعة كوبنهاجن إن الدنمرك استضافت تاريخيا الجيش الأميركي في غرينلاند لأن كوبنهاجن لا تملك القدرة على الدفاع عن الجزيرة الشاسعة بنفسها، وكذلك بسبب الضمانات الأمنية الأميركية المقدمة للدنمرك من خلال حلف شمال الأطلسي.

* ما وضع غرينلاند الآن؟

تخضع غرينلاند لسيطرة الدنمرك منذ قرون، في السابق كمستعمرة والآن كإقليم شبه مستقل تحت مملكة الدنمرك. وتخضع للدستور الدنمركي، ما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلا دستوريا. وفي عام 2009، مُنحت الجزيرة حكما ذاتيا واسع النطاق يشمل الحق في إعلان الاستقلال عن الدنمرك عبر استفتاء. ودأب ميوتي إيجيدي رئيس وزراء غرينلاند الذي كثف جهوده من أجل الاستقلال على قول إن الجزيرة ليست للبيع وأن الأمر متروك لشعبها لتقرير مستقبله.

وقبل عقود، سعت الولايات المتحدة في عهد الرئيس هاري ترومان آنذاك إلى شراء الجزيرة كأصل استراتيجي أثناء الحرب الباردة مقابل 100 مليون دولار في صورة ذهب، لكن كوبنهاجن رفضت البيع. وعرض ترمب شراءها خلال ولايته الأولى في عام 2019 لكن غرينلاند والدنمرك رفضتا العرض.

* ماذا تريد غرينلاند؟

توترت العلاقات بين غرينلاند والدنمرك بعد الكشف عن انتهاكات تاريخية وقعت في غرينلاند أثناء فترة الاستعمار. وتدعم غالبية سكان غرينلاند الاستقلال، لكنهم منقسمون على توقيت ذلك وتأثيره المحتمل على مستويات المعيشة.

ودأب الساسة في غرينلاند منذ عام 2019 على قول إنهم مهتمون بتعزيز التعاون والتجارة مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من هذا، قالت آيا كمنتس، العضو البرلمان الدنمركي عن غرينلاند، إن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على الجزيرة يجب رفضها بشدة. وكتبت «لا أريد أن أكون أداة لتحقيق أحلام ترمب المحمومة بتوسيع إمبراطوريته لتشمل بلادنا».

* ماذا لو أصبحت غرينلاند مستقلة؟

إذا أصبحت غرينلاند مستقلة، فقد تختار الارتباط بالولايات المتحدة بطرق لا تصل إلى حد أن تصبح أرضا أميركية. وعلى الرغم من رغبة سكان غرينلاند في الاستقلال، فإنهم يدركون جيدا اعتمادهم الاقتصادي على الدنمرك. وقد يكون أحد الخيارات هو تشكيل ما يسمى «الارتباط الحر» مع الولايات المتحدة الذي من شأنه أن يستبدل بالإعانات الدنمركية دعما وحماية أميركية في مقابل الحقوق العسكرية على غرار وضع جزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو، وهي دول جزرية تقع في المحيط الهادي.

وقال أولريك برام جاد الباحث الكبير والمختص في شؤون غرينلاند «تتحدث غرينلاند عن الاستقلال عن الدنمرك، لكن لا أحد من سكان غرينلاند يريد الانتقال إلى مستعمر جديد فحسب». وأضاف أن سكان غرينلاند ربما يستهدفون ضمان رفاههم في المستقبل قبل أي تصويت على الاستقلال.

* ماذا تقول الدنمرك؟

رفضت الدنمرك بشدة عرض ترمب شراء الجزيرة في عام 2019 ووصفته رئيسة الوزراء مته فريدريكسن بأنه «سخيف». وعندما سُئلت عن تجديد ترمب اهتمامه هذا الأسبوع، قالت فريدريكسن «نحن بحاجة إلى تعاون وثيق للغاية مع الأميركيين».

وأضافت «من ناحية أخرى، أود أن أشجع الجميع على احترام حقيقة أن سكان غرينلاند هم شعب، وهي بلدهم، وأن غرينلاند وحدها هي القادرة على تحديد مستقبلها وتقرير مصيرها».