ترمب عاد لينتقم... إليكم لائحة أهدافه الطويلة

من بينهم بايدن وعائلته وهاريس وزوكربيرغ

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب عاد لينتقم... إليكم لائحة أهدافه الطويلة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

أدار المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب حملة انتخابية قائمة على الانتقام، والآن بعد فوزه، أصبح في وضع مثالي لتنفيذ حملته الانتقامية، بحسب تقرير لمجلة «بوليتيكو».

لسنوات، كان ترمب يملأ خطاباته ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات انتقامية لمقاضاة خصومه السياسيين ومنتقديه وأعضاء وسائل الإعلام وسجنهم وترحيلهم وحتى إعدامهم. وفي الأسابيع الأخيرة من حملة 2024، صعَّد من وعوده بالانتقام إلى ذروتها.

والآن بعد فوزه، أصبح لديه تفويض شعبي وقوة لبدء تنفيذ برنامجه العقابي.

ووفق المجلة، رفض عدد من أنصار ترمب التهديدات بوصفها خطاب حملة انتخابية يهدف إلى تحريض قاعدته. وأشاروا إلى أن تحذيراته ضد أعدائه نادراً ما أدت إلى اتخاذ إجراءات خلال السنوات الأربع الأولى من توليه منصبه.

لكن آخرين، بما في ذلك بعض أقرب مستشاري ترمب، حذَّروا بشكل ينذر بالسوء من أنه من المرجح أن ينفذها في فترة ولاية ثانية، إذ لن تثنيه الحاجة عن الترشح لإعادة انتخابه. وسوف يشجعه حكم المحكمة العليا الذي يمنح الرؤساء حصانة واسعة من المساءلة الجنائية بعد مغادرتهم مناصبهم. ومن المتوقع أن يحيط به مساعدون أكثر استعداداً للاستغناء عن المعايير لتنفيذ رغباته.

واستناداً إلى كلمات ترمب نفسه، عرضت «بوليتيكو» الأشخاص الذين سينتقم منهم ترمب وفق ما يلي:

الرئيس جو بايدن

وصف ترمب بايدن مراراً وتكراراً بالفاسد، وفي يونيو (حزيران)، أعاد نشر رسالة على موقع «Truth Social» قالت إنه يجب «اعتقاله بتهمة الخيانة».

وفي خطاب ألقاه العام الماضي، تعهد ترمب: «سأعيّن مدعياً خاصاً حقيقياً لملاحقة الرئيس الأكثر فساداً في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، جو بايدن، وعائلة بايدن الإجرامية بأكملها».

نائبة الرئيس كامالا هاريس

وصف ترمب فشل هاريس في السيطرة على الهجرة بأنه شديد لدرجة أن الناس «قُتلوا بسبب تصرفاتها على الحدود».

في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال ترمب في تجمع انتخابي في بنسلفانيا إنه «يجب عزل هاريس ومحاكمتها» لدورها في السماح بما سمَّاه «غزو» الولايات المتحدة من قِبَل المهاجرين غير المسجلين.

الرئيس الأسبق باراك أوباما

في عام 2020، اتهم ترمب أوباما بـ«الخيانة» لما وصفه بمراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي لحملته الرئاسية لعام 2016 بسبب علاقاتها بروسيا.

في الواقع، كان التجسس على البريد الإلكتروني يستهدف مستشاراً سابقاً للسياسة الخارجية لتلك الحملة.

في أغسطس (آب) من هذا العام، أعاد ترمب نشر رسالة على موقع «Truth Social» يدعو فيها إلى «محاكمات عسكرية عامة» لأوباما.

وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون

«احبسوها!» كانت لازمة لا تُنسى في تجمعات حملة ترمب الانتخابية لعام 2016، في إشارة غامضة إلى استخدام كلينتون لحساب بريد إلكتروني خاص أثناء عملها وزيرة للخارجية، والتحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد ذلك، الذي لم يثبت أي اتهامات.

في مقابلة أجريت معه في يونيو من هذا العام، اقترح ترمب أن تواجه كلينتون النوع نفسه من الملاحقات الجنائية التي أقيمت ضده.

وقال ترمب لـ«نيوزماكس»: «ألا يكون من الرهيب أن نلقي بزوجة الرئيس ووزيرة الخارجية السابقة... في السجن؟ إنه مسار رهيب، رهيب، يقودوننا إليه ومن المحتمل جداً أن يحدث لهم ذلك».

رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي

في سبتمبر، قال ترمب إن بيلوسي يجب أن تواجه اتهامات جنائية فيما يتعلق ببيع زوجها لأسهم «فيزا» قبل بضعة أشهر من مقاضاة وزارة العدل للشركة بتهمة انتهاكات مكافحة الاحتكار المزعومة. وقال ترمب: «يجب محاكمة نانسي بيلوسي على ذلك».

وقال أيضاً إن بيلوسي يجب أن تُحاكم لفشلها في ضمان الأمن الكافي في مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما اقتحم أنصار ترمب المبنى بينما كان الكونغرس يستعد للتصديق على فوز بايدن في السباق الرئاسي لعام 2020.

في خطاب ألقاه يوم الاثنين، قال ترمب إن بيلوسي «كان من الممكن أن تذهب إلى السجن» لتمزيقها بشكل مسرحي نسخة من خطاب حالة الاتحاد لترمب، أثناء جلوسها خلفه على منصة مجلس النواب في عام 2020.

المدعية العامة لنيويورك ليتيسيا جيمس

أثارت جيمس غضب ترمب نتيجة الدعوى القضائية التي رفعتها زاعمة وجود احتيال واسع النطاق في إمبراطورية ترمب التجارية. وأسفرت القضية عن حكم بأكثر من 450 مليون دولار ضد ترمب الذي استأنف الحكم.

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال ترمب على «Truth Social» إنه «يجب مقاضاة جيمس» لدورها في الدعوى. وفي يناير الماضي، قال في تجمع انتخابي في ولاية أيوا إنه «يجب اعتقال جيمس ومعاقبتها وفقاً لذلك».

أفادت التقارير أيضاً بأن ترمب أعرب عن حماسه للخطط التي ناقشها بعض مؤيديه القانونيين لمقاضاة جيمس بتهمة التدخل في الانتخابات.

قاضي مانهاتن آرثر إنغورون

واجه إنغورون، قاضي المحاكمة في نيويورك، سيلاً من الهجمات من ترمب أثناء رئاسته قضية الاحتيال المدني لجيمس.

في حدث انتخابي في وقت سابق من هذا العام، قال ترمب إنه «يجب اعتقال إنغورون ومعاقبته وفقاً لذلك».

النائبة السابقة ليز تشيني

أغضبت تشيني (جمهورية وايومنغ) ترمب أثناء عملها نائبة لرئيس لجنة مجلس النواب المختارة التي حققت في هجوم 6 يناير 2021 على «الكابيتول». وهي أيضاً إحدى أبرز الشخصيات الجمهورية التي أيدت هاريس علناً.

في مارس (آذار) الماضي، أعلن ترمب على موقع «Truth Social» أنه «يجب أن تذهب تشيني إلى السجن».

وفي يونيو، أعاد نشر رسالة تصف تشيني بأنها «مذنبة بالخيانة». وفي الأيام الأخيرة من حملة 2024، قال ترمب: «دعونا نوقفها هناك مع 9 براميل أخرى، ونطلق النار عليها». وقال إنه يتهمها بالنفاق لدعم الحرب في العراق.

المستشار الخاص جاك سميث

سميث، هو مَن رفع القضيتين الجنائيتين الفيدراليتين ضد ترمب. وفي العام الماضي، أعاد ترمب نشر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي مع مقدم البرامج الحوارية المحافظ مارك ليفين، يقول فيها إن سميث «يجب أن يذهب إلى السجن».

في أغسطس، أعاد ترمب نشر رسالة قال فيها «جاك سميث... مجرم محترف»، وأضاف: «يجب محاكمته بتهمة التدخل في الانتخابات وسوء السلوك في الادعاء».

وفي الشهر الماضي، ظهر ترمب في برنامج إذاعي، ووصف سميث بأنه «مختل عقلياً»، وقال إنه «يجب طرده من البلاد».

المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براغ

ومن بين خصوم ترمب في قاعة المحكمة، براغ، الذي رفع القضية التي أدت إلى إدانة الرئيس السابق بـ34 تهمة جنائية ناجمة عن مخطط لدفع 130 ألف دولار سراً إلى نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز؛ لإبقائها صامتة خلال انتخابات عام 2016 بشأن مزاعمها عن لقاء جنسي مع ترمب.

وقال ترمب للصحافيين خلال المحاكمة في مايو (أيار): «هناك قضية يجب طرحها... يجب محاكمة المدعي العام».

رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي

لأكثر من ثلاث سنوات، انتقد ترمب، ميلي، مدعياً ​​أن اتصال الجنرال بمسؤول صيني خلال فترة الانتقال المتوترة قبل أربع سنوات يرقى إلى مستوى الخيانة.

وكتب ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي: «هذا عمل فظيع لدرجة أنه في الأوقات الماضية، كانت العقوبة هي الموت!».

اشتعلت العداوة مرة أخرى في الأيام الأخيرة بعد أن وصف ميلي ترمب بأنه «فاشي حتى النخاع».

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي

أقال ترمب كومي في عام 2017 ودفع من دون جدوى وراء الكواليس لمقاضاة كومي بسبب تفاعلاته مع الصحافيين.

وعندما أصدر كومي كتاباً في العام التالي، انتقد ترمب ذلك على «إكس» (تويتر آنذاك)، مدعياً أن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق «سرَّب معلومات سرية، ويجب محاكمته بسببها»، وكذب على الكونغرس.

رفضت وزارة العدل توجيه أي اتهامات إلى كومي بعد أن برأه تحقيق المفتش العام من تسريب معلومات سرية، لكنها انتقدته لانتهاك سياسات وزارة العدل بشأن التعامل مع المعلومات الحساسة.

هانتر وبقية عائلة بايدن

قال ترمب إنه سيعين مستشاراً خاصاً للتحقيق فيما يقول إنه فساد يتعلق بعائلة بايدن.

كان غامضاً بشأن مَن سيتم التحقيق معه، ولماذا، لكنه تحدث أحياناً عن الأموال التي قبلها نجل بايدن، هانتر، من مصادر صينية.

وقال ترمب، العام الماضي: «عندما أعود إلى منصبي، سأعين مدعياً خاصاً حقيقياً للتحقيق في كل تفاصيل عائلة بايدن الإجرامية والفساد».

وأدين هانتر بايدن بتهم تتعلق بالسلاح في يونيو، وأقر بالذنب في انتهاكات ضريبية في سبتمبر، ولم يواجه أي تهمة تتعلق مباشرة بعمله لصالح كيانات أجنبية.

العميل الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بيتر ستروزك

لأكثر من 6 سنوات، يتهم ترمب ستروزك بالخيانة بناءً على رسائل نصية تبادلها أثناء عمله على جوانب التحقيق في التأثير الروسي المحتمل على حملة ترمب عام 2016.

أظهرت بعض الرسائل التي أصدرها مسؤولو وزارة العدل في عام 2017 أن ستروزك ينتقص من ترمب بوصفه «أحمق»، ويقول في إشارة إلى احتمال تولي ترمب منصب الرئيس: «أخشى ألا نتمكن من تحمل هذه المخاطرة».

وقد طعن ستروزك في تفسير ترمب للرسائل، وقال إنه لم يكن يقترح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيمنع ترمب من تولي منصب الرئيس.

المحامية السابقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي ليزا بيج

كما انتقد ترمب، بيج، التي كانت في علاقة رومانسية مع ستروزك، مشيراً إلى أنها مذنبة بالخيانة بناءً على تعليقاتها في تبادل الرسائل النصية.

النائب آدم شيف

انتقد ترمب مراراً وتكراراً شيف (ديمقراطي من كاليفورنيا)، الذي انتُخب لمجلس الشيوخ، الثلاثاء، وشغل منصب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عندما كان ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وكان تحت التدقيق الشديد بشأن علاقاته بروسيا.

في عام 2019، اشتبك ترمب مع شيف بعد أن قرأ شيف ما اعترف بأنه نسخة مُبالغ فيها لما قد يقوله ترمب في مكالمة هاتفية مثيرة للجدل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكتب ترمب على «إكس»: «لم يكن لها أي علاقة بما قلته في المكالمة. اعتقال بتهمة الخيانة؟».

واستمرت هجمات ترمب اللاذعة ضد شيف، حيث نشر على موقع «Truth Social»، العام الماضي: «شيف حقير وخائن، ويجب محاكمته على الضرر الذي ألحقه ببلدنا!».

مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ

كان ترمب وبعض حلفائه منتقدين بشدة لزوكربيرغ بعد أن تبرع هو وزوجته بريسيلا تشان بمبلغ 420 مليون دولار في عام 2020 لتحسين البنية التحتية للانتخابات.

ويزعم أنصار ترمب أن الأموال كانت مؤامرة مبطنة لتقويض إعادة انتخابه. وفي كتاب صدر في سبتمبر، اتهم ترمب زوكربيرغ بـ«مؤامرة مخزية ... ضد الرئيس» وحذر: «نحن نراقبه عن كثب، وإذا فعل أي شيء غير قانوني هذه المرة فسوف يقضي بقية حياته في السجن».

مساعد المدعي العام السابق في مانهاتن مارك بوميرانتز

هاجم ترمب المدعي العام السابق بوميرانتز، الذي استقال من مكتب براغ بعد أن رفض براغ في البداية توجيه اتهامات ضد الرئيس السابق. وفي منشور على موقع «Truth Social»، العام الماضي، قال ترمب إن بوميرانتز انخرط في «سلوك مشين» بكتابة كتاب عن عمله، وقال إن المدعي العام قد يواجه تهمة جنائية لإفشاء معلومات سرية عن هيئة المحلفين الكبرى. وقال بوميرانتز إنه كان حريصاً في كتابه على عدم الكشف عن معلومات هيئة المحلفين الكبرى، ولم يتم تقديم أي تهمة على الإطلاق.

محامي ترمب السابق مايكل كوهين

لقد هاجم ترمب مراراً وتكراراً كوهين، محاميه السابق، ومصلحه الذي انقلب عليه بعد نحو عام ونصف العام من رئاسته، وأصبح شاهداً رئيسياً في محاكمة الأموال السرية. كتب ترمب على موقع «Truth Social»، العام الماضي: «يجب محاكمة كوهين بتهمة الكذب وكل الضجة والتكاليف التي تحملها مكتب المدعي العام».

وبعد أن أدلى كوهين بشهادته في قضية الاحتيال المدني ضد ترمب وشركاته العام الماضي، أعاد ترمب نشر رسالة نقلاً عن محاميته ألينا هابا تقول فيها إن «كوهين حنث باليمين، يجب محاكمة كوهين على ما فعله في تلك القاعة».

ملازم شرطة الكابيتول الأميركي مايكل بيرد

انضم ترمب إلى أنصاره الذين شارك بعضهم في أعمال الشغب في الكابيتول للمطالبة بمحاكمة بيرد، ضابط شرطة الكابيتول الأميركي الذي أطلق النار على المشاغبة آشلي بابيت، وقتلها أثناء محاولتها اقتحام مدخل بهو المتحدث أثناء إخلاء أعضاء مجلس النواب.

وأعلنت وزارة العدل في أبريل (نيسان) 2021 أنها أغلقت التحقيق في وفاة بابيت، ولن يتم توجيه أي اتهامات ضد بيرد.

والعام الماضي، وصف ترمب بيرد بأنه «بلطجي وجبان»، مضيفاً: «أشلي بابيت قُتلت!».

النائب جمال بومان

بعد أن سحب بومان (ديمقراطي من نيويورك) إنذار حريق في مبنى مكاتب مجلس النواب العام الماضي بينما سعى حزبه إلى تأخير التصويت على مشروع قانون الإنفاق، دعا ترمب إلى توجيه تهمة عرقلة الكونغرس إليه.

وكتب ترمب على موقع «Truth Social»: «لقد كان ذلك بمثابة عرقلة خطيرة للغاية لإجراءات رسمية، وهو الشيء نفسه الذي تم استخدامه ضد سجناء (J-6). في الواقع، ربما كان فعله أسوأ. يجب أن يعاني من مصيرهم نفسه. متى ستبدأ محاكمته؟».

51 من خبراء الاستخبارات الذين وقّعوا على رسالة حول جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن

لا يزال ترمب منزعجاً من رسالة من خبراء الاستخبارات قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية عام 2020، زاعمين أن إصدار رسائل بريد إلكتروني من هانتر بايدن «يحمل كل السمات الكلاسيكية لعملية معلومات روسية». اعترف المسؤولون السابقون في الرسالة بأنهم لا يعرفون على وجه اليقين ما إذا كانت رسائل البريد الإلكتروني «حقيقية»، لكنهم قالوا إن الإفصاحات كانت «مشبوهة».

تدعم التقارير اللاحقة والأدلة التي قدمها المدعون في محاكمة هانتر بايدن في ديلاوير، في وقت سابق من هذا العام، صحة الرسائل. واستخرج المدعون عدداً من رسائل بايدن من جهاز كومبيوتر محمول تركه للإصلاح في متجر كومبيوتر بالقرب من منزله.

في عام 2022، أعاد ترمب نشر غلاف «نيويورك بوست» على موقع «Truth Social» الذي أطلق على الموقّعِين لقب «الجواسيس الذين يكذبون»، ورسالة أخرى تسأل: متى سيتم سجن ضباط الاستخبارات الذين وقّعوا على رسالة «كومبيوتر هانتر بايدن هي معلومات مضللة روسية؟».

وأضاف ترمب في تجمع حاشد في يونيو: «يجب محاكمتهم على ما فعلوه».

أعضاء لجنة 6 يناير (كانون الثاني)

رغم أن ترمب خص تشيني بالازدراء بشكل خاص، فإنه انتقد أيضاً الأعضاء الثمانية الآخرين في لجنة 6 يناير، وحث مراراً وتكراراً على مواجهتهم بتهم جنائية.

وكتب ترمب على موقع «Truth Social» العام الماضي: «لقد فقدت لجنة المتسللين والبلطجية السياسيين غير المختارة مصداقيتها تماماً. يجب محاكمتهم بتهمة الاحتيال والخيانة، ويجب تبرئة أولئك المسجونين والمضطهدين وإطلاق سراحهم الآن».

أشخاص غير محددين متورطون في احتيال انتخابي

على الرغم من وجود أمثلة قليلة على احتيال انتخابي تم التحقق منه، فإن ترمب قد هدد بعواقب جنائية شديدة لأي شخص ينخرط في مثل هذا السلوك، وقد عكر المياه من خلال الإشارة إلى أن مثل هذا التلاعب حدث أثناء سباق 2020، وكان من المقرر أن يحدث في عام 2024 أيضاً.

قال ترمب على «Truth Social» في سبتمبر: «عندما أفوز، سيتم محاكمة هؤلاء الأشخاص الذين غشوا إلى أقصى حد يسمح به القانون، الذي سيشمل أحكاماً بالسجن لفترات طويلة حتى لا يحدث هذا الفساد في العدالة مرة أخرى».

وأضاف: «يرجى الحذر من أن هذا التعرض القانوني يمتد إلى المحامين والعاملين السياسيين والمانحين والناخبين غير الشرعيين ومسؤولي الانتخابات الفاسدين. سيتم البحث عن المتورطين في سلوك عديم الضمير والقبض عليهم ومحاكمتهم بمستويات، للأسف، لم نشهدها من قبل في بلدنا».


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سياسته المحتملة في الشرق الأوسط باختياره المبكر شخصيات لا تخفي توجهها اليميني وانحيازها لإسرائيل.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. واختار ترمب سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع روبيو play-circle 01:45

ترمب يختار روبيو وزيراً للخارجية بعدما تأكد من ولائه وتبنّيه شعارات «ماغا»

بينما يراقب العالم السياسات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي ستتحدّد على أساس شعاره «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا)، بادر ترمب إلى تشكيل.

إيلي يوسف (واشنطن)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

TT

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

تعهد ترمب بإنهاء الحروب التي جرت في عهد بايدن (أ.ف.ب)
تعهد ترمب بإنهاء الحروب التي جرت في عهد بايدن (أ.ف.ب)

ترمب «رمز للسلام وقاهر الحروب»، هكذا صوّر الرئيس المنتخب نفسه في حملته الانتخابية التي مهّدت لولايته الثانية في البيت الأبيض. فالرئيس الـ47 انتزع الفوز من منافسته الديمقراطية، بانياً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية وهي على مشارف عامها الثالث.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، خطط ترمب لإنهاء النزاعات، ودلالات اختياره وجوهاً معيّنة في إدارته لديها مواقف متناقضة بعض الأحيان في ملفات السياسة الخارجية.

التصعيد في المنطقة

دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب بإنهاء الحروب ووقف التصعيد المستمر في المنطقة. ومع استمرار الحرب في غزة ولبنان، تعتبر دانا ستراول، نائبة وزير الدفاع سابقاً لشؤون الشرق الأوسط ومديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه لا يزال من المبكّر قراءة المشهد في إدارة ترمب المستقبلية، مشيرة إلى أن الرئيس المنتخب «وعد بإحلال سلام في منطقة لم تنعم بالسلام أبداً». وتقول ستراول: «دونالد ترمب يعد بإحلال السلام في المنطقة من جهة، لكنه يعد من جهة أخرى بالدعم القاطع لإسرائيل. وهذا يُعدّ مشكلةً حقيقية؛ لأن من الأمور التي يجب أن تحصل لتحقيق السلام إعطاء الأولوية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، والمدنيين اللبنانيين في لبنان، والحرص على وصول المساعدات الإنسانية لهؤلاء وتوفير الأمن لهم وما يحتاجون إليه من قادتهم. لكن ذلك سيتطلّب قرارات صعبة في إسرائيل. والسؤال الأكبر برأيي هو ما إذا كان دونالد ترمب يستطيع دفع هؤلاء القادة على الاتفاق هذه المرة، وهم لم يتفقوا أبداً في السابق».

ويتحدث كيفن بارون، الصحافي المختص بالشؤون العسكرية والمدير التحريري السابق في «Politico Live»، عن تحديات كثيرة يواجهها فريق ترمب الذي اختاره لقيادة السياسة الخارجية، مشيراً إلى أنه مؤلّف من «مزيج من التقليديين الذين يرغبون في علاقات قديمة الطراز مع الشرق الأوسط والقادة هناك، وبين من هم أكثر تقدماً ويبحثون عن مهاجمة إيران، والرد بالمثل وتغيير الديناميكية التي برأيهم كانت لينة جداً خلال السنوات الأربع الماضية تحت جو بايدن».

ويتساءل بارون: «هل ستتمكن هاتان المجموعتان من الالتقاء في الوسط؟» ويعطي بارون مثالاً «معرقلاً للسلام» في فريق ترمب، وهو السفير الأميركي المعيّن في إسرائيل، مايك هاكابي، الداعم بشدة لتل أبيب والرافض للاعتراف بالضفة الغربية وحقوق الفلسطينيين. ويقول بارون: «إن تعيين مايك هاكابي مثال جيد هنا، فهو داعم قوي لدولة إسرائيل مهما كلّف الأمر. لكنه يدعمها من وجهة نظر معينة؛ فهو مسيحي قومي وهو جزء من حركة متنامية ومجموعة من الأميركيين المسيحيين الذين يشعرون بأن وجود علاقة قوية مع دولة إسرائيل اليهودية أفضل من عدم وجودها لأسباب دينية».

ترمب والسفير المعين في إسرائيل مايك هاكابي خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وهنا يسلّط ريتشارد لوبارون، السفير الأميركي السابق إلى الكويت ونائب مدير البعثة الأميركية إلى تل أبيب سابقاً وكبير الباحثين في معهد «ذي أتلانتيك»، الضوء على سياسة الرؤساء الأميركيين بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط، مذكراً بأنهم لا يريدون تورطاً عميقاً في المنطقة. ويتحدث عن ترمب بشكل خاص فيقول: «ترمب لم يُنتخب من قبل أشخاص يهتمون بالشرق الأوسط، بل انتخبه الأشخاص الذين يرغبون بجعل أميركا عظيمة مجدداً، وهذه وجهة نظر انعزالية. لذا أعتقد أنه سيضغط للتوصل إلى حلول تخرج الولايات المتحدة من مستوى تورطها الحالي في الشرق الأوسط، لا أعتقد أنه سيكون متعاطفاً مع التورط في صراعات كبرى، وسيرغب بالحفاظ على أسعار منخفضة للنفط بسبب تأثير ذلك على الداخل. لكنه سيفاجأ على غرار معظم الرؤساء الأميركيين بقدرة الشرق الأوسط على جذبهم إلى داخله رغم جهود البقاء بعيداً».

ترمب يعتمر قبعة تحمل شعار «اجعل أميركا عظيمة مجدداً» (أ.ف.ب)

وتوافق ستراول مع مقاربة الانعزالية في فريق ترمب، مشيرة إلى وجود وجوه كثيرة ضمن فريقه من الداعمين للانعزالية الذين يسعون للتركيز على الوضع الداخلي و«جعل أميركا عظيمة مجدداً»، وأن هؤلاء سيعملون على تقليص الدور العسكري للولايات المتحدة حول العالم، ومنح دولارات دافعي الضرائب الأميركيين لأي بلد.

لكن ستراول تُذكّر في الوقت نفسه بأن العامل المشترك في فريق ترمب الذي اختاره، هو أنه «يريد من الفريق المحيط به أن يفكّر فيه هو وفي ما يريده». وتفسر قائلة: «ما نعلمه من رئاسته الأولى هو أن ما يريده أو ما يفكّر به قد يتغير من يوم إلى آخر، ومن ساعة إلى أخرى. هذا النوع من الغموض عادة ما لا يكون جيداً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وبالنسبة إلى الحلفاء والشركاء في أماكن مثل الشرق الأوسط، وهي أماكن نريد التعاون معها. فهم يطلبون قيادة أميركية يمكن الاتكال عليها ومستقرة. وبرأيي، استناداً إلى الفريق الذي يتم تشكيله حتى الآن، حيث يقوم أناس مختلفون بقول أشياء مختلفة وعقد اجتماعات مختلفة، فإنه من غير الواضح إن كانوا سيتمكنون في الواقع من العمل بعضهم مع بعض».

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

وضمن الحديث عن حلول واستراتيجيات في المنطقة، يعرب لوبارون عن تشاؤمه من فرص التوصل إلى حلّ الدولتين، مُرجّحاً أن تقوم إسرائيل «بضم الأراضي المحتلة والضفة الغربية بموافقة أميركية، أو حتى من دونها». ويضيف السفير السابق: «هناك أيضاً احتمال استمرار وجود انقسام في إسرائيل حول هذه القضايا، وسنضطر إلى التدخل بسبب علاقتنا. أعتقد أن هناك مسائل وجودية بحتة ينبغي أن تواجهها إسرائيل حول ماذا تريد أن تصبح بعد 5 إلى 10 سنوات، أو حتى بعد 20 أو 50 سنة. هل تريد أن تصبح دولة ديمقراطية؟ أو أن تكون متورطة في صراع إلى الأبد في الشرق الأوسط؟ أو هل تريد التوصل إلى سلام حقيقي يحترم الآمال الفلسطينية؟».

ويُفسر لوبارون أسباب استمرار الحرب في لبنان وغزة فيقول: «من الأسباب المحزنة لاستمرار الحرب في لبنان وفي غزة أن نتنياهو لا يمكنه الاستغناء عن الحرب، وهذه إحدى مشاكل علاقته مع ترمب. فترمب لا يريد الحرب، لكن نتنياهو يحتاج إليها وسيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيف سيقوم الاثنان على الاتفاق خلال الـ6 أشهر أو السنة المقبلة. لكن لحظة الحساب قادمة في إسرائيل، وهي تأجلت بسبب النزاع. سيكون لها نتائج كبيرة، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى إن كان ترمب سيقرر اللعب في السياسة الإسرائيلية المحلية كما فعل نتنياهو في السياسة المحلية الأميركية».

إيران وسياسة الضغط القصوى

تعهد ترمب باستعادة سياسة الضغط القصوى مع إيران (أ.ف.ب)

تلعب إيران دوراً بارزاً في التصعيد في المنطقة، ومع استعداد ترمب لتسلُّم الرئاسة في العشرين من يناير (كانون الثاني)، تزداد التساؤلات حول ما إذا كان سيعود إلى سياسة الضغط القصوى التي اعتمد عليها في إدارته الأولى. وهنا يتساءل بارون: «ترمب يعد بالانسحاب من الحروب الخارجية بينما يخوض حروباً خارجية فيما يتعلق بإيران». ويضيف: «إذن، ماذا يعني الضغط الأقصى على الإيرانيين؟ أتوقع أموراً مثل دعم نتنياهو وإسرائيل بالكامل حين يقومون بهجمات في لبنان وغيره من دون أي انتقاد، ومن دون أي قيود. قد يعني أيضاً القتال في أماكن مثل سوريا والعراق ومناطق أخرى لم نسمع عنها كثيراً علناً».

وهنا تشدد ستراول على أن سياسة الضغط القصوى هي «نشاط»، وليس هدفاً، وتفسر قائلة: «ما لم نره بعد من فريق ترمب هو تحديد أو عرض الهدف المثالي: هل الهدف احتواء البرنامج النووي الذي تم الاستثمار فيه بشكل كبير؟ هل الهدف التراجع عن هذا البرنامج أو تفكيكه أو القضاء عليه؟ هل الهدف صد دعم إيراني للإرهاب؟ لتحقيق ذلك، سيحتاج إلى أكثر من سياسة ضغط قصوى، وسيحتاج للتعاون مع حلفاء وشركاء أي أنه سينبغي أن يبذل جهوداً دبلوماسية، لأن الأمر لا يتعلّق فقط بما يمكن أن نقوم به عسكرياً، فسيتوجب عليه أن يرغب بإقامة حوار مع النظام في طهران على بعض النقاط».

الحرب الروسية - الأوكرانية

ترمب يصافح بوتين في مؤتمر صحافي في هلسنكي 16 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

من الوعود التي أطلقها ترمب إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية في 24 ساعة. ويصف لوبارون الوضع الحالي بمثابة «رقصة بين بوتين وترمب للوصول إلى طريقة لإنهاء هذا النزاع». وأوضح: «لقد انضم زيلينسكي إلى تلك الرقصة مؤخراً. يجب أن نتذكر أن هذين الخصمين قد أرهقتهما الحرب، لا يمكنهما العثور على المزيد من العناصر من شعبهم للقتال، كما يريان أن تسلُّم ترمب الرئاسة سيضع حدوداً على الفترة التي يستطيعان فيها الاستمرار بهذه الحرب». ويرجّح السفير السابق أن تنتهي الحرب «بحل دبلوماسي غير مناسب وغير مرض لن يسعد أياً من الأطراف، على غرار كل الحلول الدبلوماسية. وهذا سيشكل نقطة يعلن فيها ترمب عن نجاحه ليقول: لقد أنهيت الحرب في أوكرانيا».

ويشير بارون إلى رفع إدارة بايدن الحظر عن أوكرانيا لاستعمال الأسلحة الأميركية في روسيا، فيقول إن «ما تغيّر هو أن ترمب فاز بالانتخابات، وهناك فترة شهرين سيسعى بايدن خلالهما لتقديم كل ما بوسعه إلى أوكرانيا؛ لأن الأمور ستتغير في 20 يناير عندما يتولى ترمب منصبه». ويضيف: «إذن، الفكرة هي التوفير لأوكرانيا أكبر قدر من الدفاعات الآن لكي ينتقلوا إلى طاولة المفاوضات».

وتوافق ستراول مع هذا التقييم قائلة: «إن هذا التصعيد الذي يجري حالياً هو فرصة لكل من الطرفين لكي يعززا موقفهما قبل تنصيب دونالد ترمب، الذي بدوره صرّح بأنه سيطالب أن ينضم الجميع إلى طاولة المفاوضات. وسيعمل على تقليل سلطة التفاوض الأوكرانية عبر التهديد بإيقاف المساعدات العسكرية».