قبيل الانتخابات... ترمب وهاريس يسعيان لكسب تأييد نورث كارولاينا

المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)
المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)
TT

قبيل الانتخابات... ترمب وهاريس يسعيان لكسب تأييد نورث كارولاينا

المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)
المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)

تتوجه الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، المرشحان للرئاسة الأميركية، إلى نورث كارولاينا، اليوم السبت؛ لمحاولة الفوز بدعم الولاية المتأرجحة في جنوب شرقي البلاد قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات التي ستُجرى يوم الثلاثاء، وفقاً لوكالة «رويترز».

وستمثل الزيارة رابع يوم على التوالي تزور فيه نائبة الرئيس والرئيس السابق ترمب الولاية نفسها في اليوم ذاته، ما يبرز الأهمية الكبيرة للولايات السبع التي من المرجح أن تحسم الانتخابات، والتي تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة فيها.

وذكر موقع «إلكشن لاب» الإلكتروني التابع لجامعة فلوريدا أن ما يزيد على 70 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم بالفعل، وهو دون معدل قياسي للتصويت المبكر لعام 2020 خلال جائحة «كوفيد - 19»، لكنه لا يزال يشير إلى ارتفاع مستوى إقبال الناخبين.

كما أن اليوم هو آخر أيام التصويت المبكر في نورث كارولاينا؛ إذ أدلى 3.8 مليون ناخب بأصواتهم في وقت تتعافى فيه الأجزاء الغربية من الولاية من آثار فيضان نجم عن الإعصار «هيلين» وأسقط قتلى.

وتعتزم هاريس الظهور مع نجم موسيقى الروك جون بون جوفي في شارلوت، أكبر مدن نورث كارولاينا، التي تملك مثل ولاية جورجيا 16 صوتاً في المجمع الانتخابي، حيث يلزم حصد 270 صوتاً لضمان الفوز بالرئاسة.

ودعمت نورث كارولاينا ترمب في 2020، لكنها انتخبت حاكماً ديمقراطياً في اليوم نفسه، ما يمنح أملاً لكلا الحزبين.


مقالات ذات صلة

كيف أعاد ترمب إحياء مسيرته السياسية بعد السقوط في الهاوية؟

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب (رويترز)

كيف أعاد ترمب إحياء مسيرته السياسية بعد السقوط في الهاوية؟

عندما خسر المرشح الجمهوري دونالد ترمب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأميركية عام 2020، بدا أن ذلك كان بمثابة «ناقوس الموت» في مسيرته السياسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس (رويترز)

هاريس: الانتخابات القادمة هي الأهم في حياتنا... وسأكون رئيسة لكل الأميركيين

أكدت مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، لشبكة تلفزيون «سي إن إن»، السبت، أن الانتخابات المقررة الثلاثاء هي «الأهم في حياتنا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المرشحة الديمقراطية  للرئاسة الأميركية كامالا هاريس (أ.ب)

قرية هندية صغيرة تشجع وصول هاريس إلى البيت الأبيض... ما العلاقة بينهما؟

يتابع جميع سكان قرية ثولاسندرابورام الصغيرة، في ولاية تاميل نادو بجنوب الهند الأخبار المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية بشغف.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) ويليام ج. بيرنز (رويترز)

تقرير: مدير «سي آي أيه» أجرى زيارة سرية إلى مقديشو

كشف موقع «الصومال الجديد» اليوم (السبت) عن قيام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام ج. بيرنز أول من أمس (الخميس) بزيارة سرية إلى العاصمة الصومالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ناخب يُسقط بطاقة اقتراع بالبريد في أحد الصناديق أثناء التصويت في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية (أ.ب)

الجمهوريون يخسرون قضية تتعلق بقواعد التصويت البريدي في بنسلفانيا... ما القصة؟

قضت المحكمة العليا الأميركية بخسارة الجمهوريين في قضية تتعلق بقواعد التصويت البريدي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، قبل أيام فقط من الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
TT

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)

زُرعت شجرة في حدائق البيت الأبيض رمزاً للصداقة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي يومها دونالد ترمب، لكنها تلفت بعد فترة قصيرة تزامناً مع بدء توتر العلاقة بينهما.

كلٌّ على طريقته، كسر الزعيمان القواعد السائدة وقت وصولهما إلى سدّة الرئاسة عام 2017، وجمعتهما بداية علاقة خاصة اختلطت فيها مبادرات التودّد بموازين القوى.

بدأ «شهر العسل» سنة 2017 في باريس بمأدبة عشاء في برج إيفل، واستعراض عسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز)، سعى الرئيس الأميركي إلى تقليده في واشنطن لكن من دون جدوى.

المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب (رويترز)

وفي العام التالي زار الرئيس الفرنسي الولايات المتحدة، يومها بادر الرئيس الأميركي السابق إلى إزالة قشرة الرأس عن كتف ماكرون، وتصافح الرجلان بحرارة، واستمرّت أطول مصافحة بينهما 29 ثانية.

لكن سرعان ما بدأت الانتقادات من كلّ حدب وصوب لاستراتيجية الرئيس الفرنسي الذي لم يُفلح في ثني نظيره عن بعض القرارات المهمّة، مثل الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ، أو التراجع عن الاتفاق النووي مع إيران.

ولفتت نيكول باشران، المتخصصة في العلاقات الفرنسية الأميركية، إلى أن «إيمانويل ماكرون يبالغ في تقدير قدرته على التأثير سياسياً، بالتعويل على مهاراته» الشخصية.

ويدحض المقرّبون من ماكرون هذه الانتقادات، بوصف أن الرئيس أدّى واجبه حتّى لو لم تكن النتائج مُرْضية.

وأيّاً يكن الرئيس الأميركي الجديد، يتوقّع إيمانويل ماكرون أن تصبح الولايات المتحدة أقلّ التفاتاً إلى أوروبا، داعياً إلى أن تُمسك القارّة العجوز بمصيرها.

وبات الفتور يخيّم على علاقة الرجلين بدفْعٍ من تغريدات قوية وتصريحات نارية، وازداد دونالد ترمب انتقاداً لإيمانويل ماكرون، إلى درجة لم يتوانَ عن التنديد بـ«غبائه».

ولا شيء في حملته الانتخابية يَشِي بانفراجة في العلاقات؛ إذ يقلّد الزعيم الشعبوي الرئيس الفرنسي ولَكْنته، ويهزأ منه، ويتّهمه حتى بـ«التملّق» للرئيس الصيني.

وفي حال فاز المرشح الجمهوري الذي اتّسمت حملته الانتخابية بالتشدُّد والتفلُّت من الضوابط، قد تكتسي العلاقات الفرنسية الأميركية ملامح مختلفة.

ولاحظت نيكول باشران أن «أيّاً منهما لم يَعُد في الوضع الذي كان فيه في 2017، فترامب إن فاز سيكون منتشِياً بنصره، وسيشعر بأنه لا يُقهَر، في وجه ماكرون الذي أضعفَته مشاكل سياسية داخلية».

وشبَّهَت ترمب «بسمكة قرش تُحدِث جرحاً مُمِيتاً في حال اشتمَّت دماً».

وقد تكون المواجهات محمومة بين الرجلين على عدّة جبهات، منها الدعم لأوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط، والمناخ والتجارة، وقد يتسارع الانسحاب الأميركي من عدّة ملفّات بوتيرة فائقة، وفق محلّلين فرنسيين.

وفي حال كانت الرئاسة الأميركية من نصيب كامالا هاريس تتوقّع باريس علاقة أكثر تقليديةً كما كانت الحال إبّان عهد جو بايدن، لكنها لن تكون خالية من الخيبات؛ إذ إن الولايات المتحدة تنحو نحو الانسحاب من عدّة جبهات.

وإن كان ماكرون يشيد بالدعم الذي ما انفكّ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن يُعرب عنه لكييف وللأوروبيين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد لا يخفى عليه أن واشنطن تفضّل أن تبقى تغرِّد خارج السرب، أيّاً كان سيّد البيت الأبيض.

والأمثلة على ذلك كثيرة، أبرزها الانسحاب الفوضوي من أفغانستان من دون استشارة الحلفاء، أو إقامة تحالف أميركي أسترالي بريطاني طعن فرنسا في الظهر، وأفقَدها صفقة ضخمة لبيع غواصات، فضلاً عن قانون خفض التضخُّم الذي ينصّ على استثمارات طائلة في مجال الانتقال على صعيد الطاقة الذي رأى فيه ماكرون حمائية «جدّ شديدة».

ماكرون متحدثاً في «قصر الإليزيه» الجمعة بمناسبة تدشين معرض «صنع في فرنسا»

وفي خطاب بجامعة السوربون في أبريل، صرّح الرئيس الفرنسي بأن «الولايات المتحدة الأميركية لها أولويتان؛ أوّلاً الولايات المتحدة الأميركية، وهذا من المسلّمات، وثانياً مسألة الصين»، مشيراً إلى أن «أوروبا ليست ضمن أولوياتها الجيوسياسية للسنوات والعقود المقبلة».

وسواءٌ أكان الرئيس الأميركي ديمقراطياً أو جمهورياً، ينصبّ تركيز الدبلوماسيين الفرنسيين على الجهة التي ستكلِّف رسم ملامح السياسة الخارجية؛ لأن المعسكرين يعيشان تجاذُباً بين نزعة انعزالية، وأخرى تحبّذ التدخل.

وقال أحد الدبلوماسيين الفرنسيين: «لا نظن أن ترمب لديه سياسة كاملة سيطبّقها في حال فوزه»، وأورد آخر: «في أي حال، ينبغي على الأوروبيين الكف عن التموضع بحسب الانتخابات الأميركية، والإمساك بزمام أمورهم».