الجمهوريون يسعون لكسب أصوات مسيحيي «الآميش» في بنسلفانيا المتأرجحة

أبناء الطائفة المحافِظة نادراً ما يدلون بأصواتهم في الانتخابات

لافتة تدعم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
لافتة تدعم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

الجمهوريون يسعون لكسب أصوات مسيحيي «الآميش» في بنسلفانيا المتأرجحة

لافتة تدعم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
لافتة تدعم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

في أحد أيام الأسبوع الأخير، سار رجل من طائفة «الآميش» في عربة تجرها الخيول عبر تقاطع مزدحم لحركة المرور في مقاطعة لانكاستر في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، متجاوزاً لوحة إعلانية مكتوباً عليها: «صلوا من أجل رحمة الله لأمتنا».

عرضت اللوحة الإعلانية صورة كبيرة لقبعة من القش ذات حافة عريضة يعتمرها «الآميش» عادة. وإذا كان هناك أي شك آخر بشأن الجمهور المستهدف من الإعلان، فقد أدرجت الطباعة الأصغر حجماً على اللوحة الإعلانية صورة راعٍ باسم «Fer Die Amische» - في إشارة إلى «الآميش» باللهجة الألمانية البنسلفانية، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

لوحة إعلانية على طريق في لانكاستر بولاية بنسلفانيا الأميركية تتوجه إلى طائفة «الآميش» في 17 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

يقول الباحثون إن معظم «الآميش» لا يتسجلون للتصويت، وهو ما يعكس الانفصال التاريخي لهذه الحركة المسيحية عن المجتمع السائد، تماماً كما حافظوا على لغتهم الألمانية ووسائل النقل التي تجرها الخيول. لكن أقلية صغيرة منهم صوتت، و«الآميش» هم الأكثر عدداً في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة المهمة للغاية؛ لذا فإنهم مستهدَفون هذا العام في أحدث جهود لتسجيل مزيد منهم للتصويت.

يسعى الجمهوريون للحصول على أصوات «الآميش» من خلال اللوحات الإعلانية والحملات الدعائية واللقاءات الخاصة بمجتمع «الآميش».

يرى الناشطون الجمهوريون أن «الآميش» متقبلون لطروحات الحزب الجمهوري - حكومة أصغر، ونظم أقل، وحرية دينية.

قال النائب الأميركي لويد سموكر، جمهوري من ولاية بنسلفانيا، وتضم دائرته مقاطعة لانكستر، التي تضم أكبر عدد من «الآميش» في البلاد: «إنهم (الآميش) يريدون فقط أن تبقى الحكومة بعيداً ليس فقط عن أعمالهم ولكن أيضاً عن دينهم».

عربة لأحد أبناء طائفة «الآميش» على طول طريق في ستراسبورغ بمقاطعة لانكاستر بولاية بنسلفانيا الأميركية في 17 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

توقع سموكر، الذي تعود خلفيته العائلية إلى «الآميش»، زيادة كبيرة في تصويتهم، «بناءً على الحماس الذي نراه».

لا يصوِّت أغلب «الآميش»، لكن كل صوت مهم في ولاية متأرجحة مثل بنسلفانيا. «وفي حين أن هذه الجهود الجمهورية لزيادة تصويت (الآميش) قد تسفر عن زيادة في التصويت لدى أبناء هذه الطائفة، فلا يُتوقع أن يغيِّر تصويت الآميش بشكل كبير النتيجة النهائية لولاية كيستون»، وفق ستيفن نولت، مدير مركز يونغ للدراسات المعمدانية في كلية إليزابيثتاون في مقاطعة لانكاستر.

وقال: «بالنسبة لمعظم تاريخ (الآميش) وفي معظم مجتمعات الآميش، اليوم، لا يصوِّتون». وأضاف: «لم يصوِّتوا، ولن يصوتوا، وأعتقد أنه من الآمن أن نقول في المستقبل القريب إننا لن نتوقع منهم التصويت».

تُظهر هذه الصورة الجوية الملتقَطة في 17 أكتوبر 2024 مزرعة في لانكاستر بولاية بنسلفانيا الأميركية (أ.ف.ب)

لكن «الآميش» في مجموعة من المستوطنات في لانكاستر وأماكن أخرى صوَّتوا، وعادة ما يكون ذلك أقل من 10 في المائة من سكانهم، كما قال نولت، وفق تحليلات ما بعد الانتخابات لاتجاهات تسجيل التصويت في المناطق ذات الكثافة السكانية الآميشية الكبيرة - وهو بحث يتضمن التحقق المتبادل من قوائم الناخبين ودلائل الكنيسة يدوياً، ولا يمكن إجراؤه في الوقت الفعلي أثناء الانتخابات.

ووفقاً لبحث مركز يونغ، الذي يستند إلى عدد من المصادر، يوجد حالياً نحو 92 ألف فرد من الآميش من جميع الأعمار في ولاية بنسلفانيا، نحو نصفهم في منطقة لانكاستر والبقية منتشرة في جميع أنحاء الولاية، ولكن في مجتمع به كثير من الأطفال، فإن أقل من نصف «الآميش» في سن التصويت، بحسب نولت.

وفي عام 2020، قُدِّر أن نحو 3 آلاف من «الآميش» صوَّتوا في منطقة لانكاستر، وعدة مئات في أماكن أخرى.


مقالات ذات صلة

ترمب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة

الولايات المتحدة​ سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

ترمب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»، لتولي منصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب لتشكيل إدارته؛ حيث زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون سمحت بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
TT

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتشكيل إدارته المقبلة، فبعدما أعلن مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس) سحب ترشّحه، بعدما واجهت تسميته معارضة واسعة حتى داخل حزبه الجمهوري على خلفية اتّهامه بدفع مبلغ مالي لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون التي اختارها ترمب لقيادة وزارة التعليم، سمحت «عن علم» بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتزعم الدعوى القضائية الحديثة أن مكماهون «مكّنت عن عمد من الاستغلال الجنسي للأطفال» من قِبل موظف في منظمة المصارعة العالمية «وورلد ريسلينغ إنترتينمنت» أو «WWE» في وقت مبكر من ثمانينات القرن العشرين، وهي ادعاءات تنفيها مكماهون.

ومكماهون هي الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «WWE» التي أسستها مع زوجها فينس. وقد تنحت عن منصبها في عام 2009 للترشح لعضوية مجلس الشيوخ، لكنها خسرت في ولاية كونيتيكت في عامي 2010 و2012.

وتزعم الدعوى أن مكماهون وفينس قد مكّنا عن علم الاستغلال الجنسي للأطفال، وأن مكماهون كانت «الرائدة في محاولة إخفاء ثقافة الاعتداء الجنسي في (WWE)». وتزعم الدعوى أيضاً أن مكماهون وفينس سمحا عمداً للموظف «ملفين فيليبس جونيور» باستخدام منصبه بصفته مذيعاً في الصف الأول في الحلبة لاستغلال الأطفال جنسياً، وأن فيليبس كان يقوم بذلك أمام المصارعين والمديرين التنفيذيين في منطقة خلع الملابس، كما أنه كان يصوّر في كثير من الأحيان عملية الاعتداء الجنسي، وفقاً للدعوى القضائية.

وتم رفع الدعوى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مقاطعة بالتيمور بولاية ميريلاند، نيابة عن خمسة من أفراد عائلة جون دوس الذين يقولون إن أعمارهم كانت تتراوح بين 13 و15 عاماً عندما التقى معهم فيليبس الذي تُوفي عام 2012. ويقول كل منهم إنهم عانوا من أضرار عقلية وعاطفية نتيجة للإساءة الجنسية المزعومة.

وتزعم الدعوى القضائية أن عائلة مكماهون كانت «مهملة في دورها كأرباب عمل وفشلت في حماية المدعين»، الذين يطالبون بتعويضات تزيد على 30 ألف دولار.

وحسب الدعوى، فقد كان كل من مكماهون وفينس على علم بسلوك فيليبس. واعترف فينس أنه وليندا كانا على علم منذ أوائل ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي بأن فيليبس كان لديه «اهتمام غريب وغير طبيعي» بالأولاد الصغار.

ووصفت لورا بريفيتي، محامية مكماهون، هذه المزاعم بأنها كاذبة. كما لم تستجب «WWE» إلى طلب من شبكة «سي إن إن» للتعليق.

وانسحب مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس)، وهو متّهم بأنه دفع قبل سنوات مبلغاً لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، وهو أمر ينفيه بشدّة.

وفُتح تحقيق بشأنه بتهمة تعاطي مخدرات وتحويل أموال خاصة بالحملة الانتخابية لاستخدام شخصي ومشاركة صور وفيديوهات غير لائقة في مجلس النواب، وغير ذلك من التهم.