​الناخبون الأميركيون يخشون العنف والمساعي لقلب النتائج بعد الانتخابات الرئاسية

خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

​الناخبون الأميركيون يخشون العنف والمساعي لقلب النتائج بعد الانتخابات الرئاسية

خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
خلال فعالية انتخابية في ميشيغان 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

يقترب الناخبون الأميركيون من الانتخابات الرئاسية بقلق عميق بشأن ما قد يتبع العملية الانتخابية، بما في ذلك احتمال اندلاع عنف سياسي، ومحاولات لقلب نتائج الانتخابات وتداعياتها الأوسع على الديمقراطية، وفقاً لاستطلاع رأي جديد.

تتحدث نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز «أسوشييتد برس - نورك» لأبحاث الشؤون العامة، عن مخاوف مستمرة بشأن هشاشة أقدم ديمقراطية في العالم، بعد ما يقرب من أربع سنوات من رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبول نتائج انتخابات 2020، مما ألهم آنذاك حشداً من أنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة عنيفة لوقف انتقال السلطة السلمي.

يقول نحو 4 من كل 10 ناخبين أميركيين مسجلين إنهم قلقون «للغاية» أو «جداً» بشأن المحاولات العنيفة لقلب النتائج بعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة. كما تشعر نسبة مماثلة بالقلق بشأن القيام بجهود قانونية لقلب نتائج الانتخابات.

ويقول نحو 1 من كل 3 ناخبين إنهم «قلقون للغاية» أو «جداً» بشأن محاولات مسؤولي الانتخابات المحليين أو الحكوميين لمنع الانتهاء من إعلان النتائج.

عدد قليل نسبياً من الناخبين - نحو الثلث أو أقل - «ليسوا قلقين للغاية» أو «ليسوا قلقين على الإطلاق» بشأن حدوث أي من ذلك.

وواصل ترمب منذ أربع سنوات الإصرار على أنه لم يخسر الانتخابات، ويتوقع مرة أخرى أنه لا يمكنه الخسارة هذه المرة إلا إذا تم تزوير الانتخابات ضده، وهي الاستراتيجية التي استخدمها منذ ترشحه الأول لمنصبه.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وبجواره زوجته ميلانيا خلال تجمع جماهيري في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك 27 أكتوبر 2024 (رويترز)

ورفع حلفاؤه واللجنة الوطنية الجمهورية، التي أعاد ترمب تشكيلها، دعاوى قضائية في جميع أنحاء البلاد، والتي تعد مقدمة محتملة للتحديات القانونية بعد الانتخابات في حالة خسارته.

وقالت أوستارا كاي من داوني بكاليفورنيا، عن ترمب: «اعتقدت أنه بعد 6 يناير (كانون الثاني) 2021 سيكون لدى الحزب الجمهوري الحس لرفضه بوصفه مرشحا. وبما أنه لم يفعل ذلك، لذا أعتقد أن هذا شجعه على الاعتقاد بأنه قادر على فعل أي شيء، وسيظل الحزب متمسكاً به».

يعتقد كثير من الناخبين بأن ترمب لن يعترف بالهزيمة إذا خسر. أدت محاولات ترمب الواسعة النطاق لرفض إرادة الناخبين والبقاء في السلطة بعد خسارته في عام 2020 إلى مخاوف من أنه سيفشل مرة أخرى في الاعتراف بالهزيمة إذا خسر أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسب تقرير وكالة «أسوشييتد برس».

وقال ما يقرب من 9 من كل 10 ناخبين إن الخاسر في الانتخابات الرئاسية ملزم بالاعتراف بالهزيمة بمجرد انتهاء كل ولاية من فرز أصواتها وحل التحديات القانونية، بما في ذلك نحو 8 من كل 10 من المنتمين إلى الحزب الجمهوري. لكن نحو ثلث الناخبين فقط يتوقعون أن يقبل ترمب النتائج ويعترف بالهزيمة إذا خسر.

يختلف الديمقراطيون والجمهوريون على نطاق واسع في وجهات النظر حول هذه المسألة: يعتقد نحو ثلثي الناخبين الجمهوريين أن ترمب سيعترف بالهزيمة، مقارنة بنحو 1 من كل 10 ديمقراطيين فقط. ولا ينطبق القلق نفسه على هاريس. وقال ما يقرب من 8 من كل 10 ناخبين إن هاريس ستقبل النتائج وتعترف بالهزيمة إذا خسرت الانتخابات، بما في ذلك أغلبية كبيرة من الناخبين الجمهوريين.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة تتحدث خلال تجمع جماهيري في فيلادلفيا 27 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

انقسام حول الخطر على الديمقراطية

ينقسم الديمقراطيون والجمهوريون حول من قد يضعف الديمقراطية، كما أن لدى أعضاء كلا الحزبين مخاوف واسعة النطاق بشأن كيفية أداء الديمقراطية الأميركية، اعتماداً على نتيجة انتخابات نوفمبر المقبل.

بشكل عام، يعتقد نحو نصف الناخبين بأن ترمب سيضعف الديمقراطية في الولايات المتحدة «كثيراً» أو «إلى حد ما» إذا فاز، بينما قال نحو 4 من كل 10 الشيء نفسه عن هاريس.

وليس من المستغرب أن يكون الأميركيون منقسمين بشدة على أسس آيديولوجية.

قال نحو 8 من كل 10 جمهوريين إن فترة ولاية أخرى لترمب من شأنها أن تعزز الديمقراطية «كثيراً» أو «إلى حد ما»، بينما قالت نسبة مماثلة من الديمقراطيين الشيء نفسه عن رئاسة هاريس. وقال نحو 9 من كل 10 ناخبين في كل حزب أن مرشح الحزب المعارض من المرجح أن يضعف الديمقراطية «إلى حد ما» على الأقل إذا تم انتخابه.

وصفت كاي، وهي عاملة متقاعدة في نظام الرعاية الصحية، ترمب بأنه «تهديد وجودي للدستور». وقالت إن أحد الاحتمالات التي تخيفها هو أنه إذا فاز ترمب، فإنه من المرجح أنه لن تكون لديه الحواجز الواقية في إدارته الجديدة التي كانت موجودة في الإدارة الأخيرة.

وقالت الناخبة الجمهورية ديبورا أبوداكا، 60 عاماً، من توسون بأريزونا، إن هاريس هي التهديد الأكبر للديمقراطية. وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعطت أولوية كبيرة للمساعدات الخارجية، وأظهرت عدم اهتمامها بشعبها.

وقالت: «أموال ضرائبنا نرسلها إلى كل مكان. إنها لا تبقى هنا. لماذا لا نعتني بأميركا؟». وتابعت: «لماذا يجب أن ندفع الضرائب إذا كنا نرسلها بعيداً؟».

وأضافت أن هذا الافتقار إلى الاهتمام يشمل أيضاً الحدود، عادّةً أن فوز هاريس سيكون «نهاية دورية الحدود».

ويشكّل الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2020 جزءاً من الانقسامات التي تفرق بين الناخبين الأميركيين حول آرائهم بشأن الديمقراطية الأميركية، ومن يتحمل اللوم على الهجوم.

فمن المرجح أن يلقي الديمقراطيون والمستقلون «قدراً كبيراً» من المسؤولية على عاتق ترمب مقارنة بالناخبين الجمهوريين.

الآراء حول هجوم 6 يناير 2020 ليست الوحيدة التي انقسم فيها الناخبون الأميركيون على أسس آيديولوجية.

باتباع خطى ترمب، تؤكد غالبية الجمهوريين أن الرئيس جو بايدن لم يُنتخب بشكل شرعي. ويعتقد جميع الديمقراطيين تقريباً ونحو 7 من كل 10 مستقلين أن بايدن انتخب بشكل شرعي.


مقالات ذات صلة

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

المشرق العربي إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ صواريخ يمكنها حمل أقمار اصطناعية بقاعدة فضائية في شيتشانغ جنوب غربي الصين (أ.ف.ب)

تزايد المخاوف بشأن اصطدام الأقمار الاصطناعية في الفضاء مع كثرة أعدادها

لم يسلم الفضاء من تزايد التنافس الاقتصادي والتكنولوجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، وسط تحذيرات من الخبراء من التعقيدات التي يسببها الازدحام الفضائي

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية ويندل سمولود (الشرق الأوسط)

نجم كرة القدم الأميركية جونيور يعترف بالاحتيال

اعترف اللاعب السابق في فريق "فيلادلفيا إيغلز" لكرة القدم الأميركية ويندل سمولود جونيور بأنه مذنب في جرائم احتيال اتحادية بعد أن تم اتهامه بتقديم إقرارات ضريبية.

«الشرق الأوسط» (بنسلفانيا)
أوروبا لقطة تُظهر المنازل بعد غروب الشمس في تاسيلاك بغرينلاند (أ.ب)

بعد تأكيد ترمب رغبته بالسيطرة عليها... الدنمارك تعزز دفاعاتها في غرينلاند

أعلنت الحكومة الدنماركية عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي على غرينلاند، بعد ساعات من تكرار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب رغبته في شراء المنطقة القطبية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون (أ.ب)

الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون يغادر المستشفى بعد علاجه من الإنفلونزا

قال أنجيل أورينا نائب كبير موظفي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن كلينتون غادر مستشفى في واشنطن اليوم الثلاثاء بعد خضوعه للعلاج من الإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشرطة تحدد هوية الرجل الذي أضرم النار في امرأة بمترو أنفاق نيويورك

المشتبه به الذي حددته الشرطة باسم سيباستيان زابيتا يواجه تهم القتل والحرق العمد لامرأة داخل قطار أنفاق في نيويورك (أ.ب)
المشتبه به الذي حددته الشرطة باسم سيباستيان زابيتا يواجه تهم القتل والحرق العمد لامرأة داخل قطار أنفاق في نيويورك (أ.ب)
TT

الشرطة تحدد هوية الرجل الذي أضرم النار في امرأة بمترو أنفاق نيويورك

المشتبه به الذي حددته الشرطة باسم سيباستيان زابيتا يواجه تهم القتل والحرق العمد لامرأة داخل قطار أنفاق في نيويورك (أ.ب)
المشتبه به الذي حددته الشرطة باسم سيباستيان زابيتا يواجه تهم القتل والحرق العمد لامرأة داخل قطار أنفاق في نيويورك (أ.ب)

قالت الشرطة ومسؤولون اتحاديون إن مواطناً من غواتيمالا يبلغ من العمر 33 عاماً يواجه تهماً بالقتل والحرق العمد بعد أن أشعل النار في امرأة وشاهدها تحترق حتى الموت في مترو أنفاق مدينة نيويورك هذا الأسبوع.

وأُلقي القبض على سيباستيان زابيتا بعد نحو ست ساعات من إضرامه النار بواسطة قداحة في ملابس امرأة بدت نائمة في عربة متوقفة بمحطة مترو أنفاق كوني آيلاند-ستيلويل أفينيو في بروكلين.

مشاهد للرجل المطلوب من إدارة شرطة نيويورك والمتهم بقتل امرأة أضرم فيها النيران خلال نومها في مترو الأنفاق بنيويورك (رويترز)

دخل المشتبه به إلى الولايات المتحدة دون تصريح في عام 2018 وجرى ترحيله إلى غواتيمالا بعد بضعة أيام. وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في بيان إنه لم يتضح متى عاد إلى البلاد بشكل غير قانوني.

وقالت الشرطة إنها وجهت إليه تهمتي القتل والحرق العمد، الاثنين. وتعتقد الشرطة أنه لم يكن هناك أي تعامل سابق بين المهاجم والضحية التي لم يتم التعرف عليها بعد، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

واستخدم عمال مترو الأنفاق ورجال الشرطة في المحطة معدات إطفاء الحرائق لإخماد النيران التي التهمت المرأة، وأُعلنت وفاتها في مكان الحادث.

مهاجر غير شرعي

كانت تقارير إخبارية أميركية قد ذكرت أن المشتبه به يقيم في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وفق مسؤولي الهجرة الأمريكيين، وأنه دخل إلى الولايات المتحدة لأول مرة عام 2018، ولكن تم ترحيله بعد عدة أيام، ثم عاد إلى البلاد في وقت لاحق، حسبما أفادت به التقارير، نقلاً عن إدارة الهجرة والجمارك الأميركية.

وأُلقي القبض على المشتبه به يوم الأحد، ووُجِّهت إليه تهم القتل من الدرجة الأولى، والحرق العمد، وتهم أخرى، يوم الاثنين. وكان آخر عنوان سكن له مأوى للمشردين متخصص في إعادة التأهيل من المخدرات، وفقاً للتقارير.

وقالت مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، في مؤتمر صحفي، يوم الأحد، إن المشتبه به «اقترب بهدوء» من الضحية، التي كانت جالسة، واستخدم ما تعتقد الشرطة أنها قدّاحة لإشعال ملابس المرأة، مما أدى إلى اشتعالها «في غضون ثوانٍ». وتم استدعاء خدمات الطوارئ لإطفاء النيران، ولكن جرى إعلان وفاة المرأة في المكان، حسبما قالت تيش.

كاميرات ساعدت في القبض عليه

وتعرَّف ثلاثة طلاب من المدارس الثانوية في نيويورك على الرجل واتصلوا بخط الطوارئ، وبعدها تم القبض على المشتبه به، الذي تم العثور على قدّاحة في جيبه، حسبما ذكرت تيش.

وأشار المسؤولون إلى أن تركيب كاميرات الفيديو في قطارات مترو نيويورك كان «تغييراً كبيراً» ساعد المحققين ليس فقط في هذه الجريمة، بل في كثير من الجرائم الأخرى.

وإلى الآن ليست هناك معلومات متوفرة عن الضحية، ولكن خلال أشهر الشتاء يستخدم كثير من المشردين نظام المترو في نيويورك للهرب من البرد. وفي الوقت الحالي، فإن درجات الحرارة في نيويورك شديدة البرودة، حيث تنخفض إلى أقل من 10 درجات تحت الصفر خلال الليل.

سياسة ترمب تجاه المهاجرين غير الشرعيين

وتقع هذه الحادثة في الوقت الذي توقعت فيه مصادر أن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته لإنفاذ قوانين الهجرة وإلغاء برامج الرئيس جو بايدن المتعلقة بالدخول القانوني إلى الولايات المتحدة. وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قد قالت لـ«رويترز» الشهر الماضي، إنه من المتوقع أن تمنح هذه الإجراءات التنفيذية مسؤولي الهجرة الاتحاديين حرية أكبر للقبض على الأشخاص الذين ليست لديهم سجلات جنائية، وزيادة القوات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، واستئناف بناء الجدار الحدودي.

وسوف تمثل هذه الإجراءات بداية تنفيذ سياسات ترمب المتعلقة بالهجرة، والتي تتضمن وعداً بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.

وقدَّرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية عدد المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية بنحو 11 مليون مهاجر في عام 2022، وربما زاد هذا العدد الآن.

وأعلن ترمب، أنه سيعيد توم هومان، القائم بأعمال مدير وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك السابق، لتولي مسؤولية الوكالة المكلفة الإشراف على حدود الولايات المتحدة في إدارته المقبلة. وقال ترمب في منشور له على منصة «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي الشهر الماضي: «يسعدني أن أعلن أن المدير السابق لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة، والخبير البارز في السيطرة على الحدود، توم هومان، سينضم إلى إدارة ترمب ليكون مسؤولاً عن حدود أمتنا».