ترمب يُعزّز قاعدته... وهاريس تسعى لسدّ الفجوة بين الناخبين السود واللاتينيين

أكثر من نصف مليار دولار أنفقتها حملتاهما في 16 يوماً

أنصار ترمب يحملون لافتة انتخابية تفيد بأن «5 نوفمبر هو أهم يوم في تاريخ بلدنا» بميشيغان 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
أنصار ترمب يحملون لافتة انتخابية تفيد بأن «5 نوفمبر هو أهم يوم في تاريخ بلدنا» بميشيغان 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

ترمب يُعزّز قاعدته... وهاريس تسعى لسدّ الفجوة بين الناخبين السود واللاتينيين

أنصار ترمب يحملون لافتة انتخابية تفيد بأن «5 نوفمبر هو أهم يوم في تاريخ بلدنا» بميشيغان 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
أنصار ترمب يحملون لافتة انتخابية تفيد بأن «5 نوفمبر هو أهم يوم في تاريخ بلدنا» بميشيغان 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

مع دخول سباق الرئاسة الأميركية شوطه الأخير، يضاعف المرشحان؛ نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترمب، جهودهما لاستقطاب كل صوت انتخابي متاح لهما، ولا تزال استطلاعات الرأي تُظهر «تعادل» حظوظ مرشحَي الحزب الديمقراطي والجمهوري على المستوى الوطني، ونِسباً متفاوتة في الولايات المتأرجحة لا تتجاوز هامش الخطأ.

تكساس تحتضن نقاش الهجرة... والإجهاض

أنصار هاريس يرفعون لافتات كُتب عليها «حرية» خلال تجمّع انتخابي في هيوستن بتكساس 25 أكتوبر (إ.ب.أ)

واختار كل من هاريس وترمب زيارة تكساس، في نهاية أسبوع انتخابي حامٍ، حيث تطرّقت الأولى لموضوع الإجهاض والحقوق الإنجابية، والثاني لأزمة الهجرة.

وفاجأت هذه المحطّة مراقبي الحملة الديمقراطية على وجه الخصوص، بوصف تكساس ولاية جمهورية «حمراء» بامتياز. وانضمّت المغنية الأميركية بيونسيه إلى حملة هاريس في هيوستن، وقالت أمام قرابة 22 ألف شخص: «لست هنا بصفتي شخصية مشهورة، ولست هنا بصفتي السياسية، أنا هنا بصفتي أُماً»، وتابعت: «أنا أمّ قلقة على مصير العالم الذي ينشأ فيه أطفالي، وكل أطفالنا، عالم ننْعَم فيه بحرية التحكم بأجسادنا»، ودعت الشعب الأميركي إلى أداء «أغنية جديدة بصوت واحد».

المغنيتان بيونسيه وكيلي رولاند أثناء مشاركتهما في تجمّع انتخابي دعماً لهاريس في هيوستن بتكساس 25 أكتوبر (د.ب.أ)

وشكرت هاريس بحرارة النجمة الأميركية على المسرح، قبل أن تنبّه الحضور إلى «أننا على مسافة 11 يوماً من الانتخابات التي ستقرِّر مستقبل الولايات المتحدة، ومعها حرية كل النساء في اتخاذ قرارات تتعلق بأجسادهن»، ولا تملك نائبة الرئيس الديمقراطي أي فرصة للفوز بأصوات الناخبين الكبار في ولاية تكساس المحافِظة في جنوب البلاد، لكنها اختارتها بسبب رمزيتها، بعدما منعت السلطات فيها الإجهاض، إثر قرار المحكمة الأميركية العليا في 2022 رفع الحماية الفيدرالية لهذا الحق.

ترمب برفقة أميركية قُتلت ابنتها على يد مهاجرين غير شرعيين في تجمّع انتخابي بأوستن في تكساس 25 أكتوبر (أ.ف.ب)

في المقابل، سخِر ترمب من حملة هاريس، وقال إنها «موجودة في تكساس للظهور برفقة مشاهير يَلقَون رواجاً، لكنها لن تقابل أياً من ضحايا الجرائم التي ارتكبها مهاجرون»، وانتقد الرئيس الجمهوري السابق مجدّداً سهولة اختراق حدود الولايات المتحدة الجنوبية، متحدّثاً في أوستن عاصمة ولاية تكساس، وعشية ذلك أكّد ترمب الذي واصل تشديد لهجته حول موضوع الهجرة، أن الولايات المتحدة «أصبحت مَكَبّ نفايات العالم».

واستغلّ ترمب وجوده في تكساس لإجراء مقابلة مع جو روغان، مقدّم أكثر مدونة صوتية (بودكاست) استماعاً في العالم. ومن خلال البودكاست، يواصل ترمب حملته التي تستهدف الرجال، ولا سيما الشباب منهم، وخصوصاً من الطبقات الشعبية الذين يجذبهم إليه خطابه الذكوري.

أكثر من نصف مليار دولار

وأنفقت الحملتان، وفقاً للجنة الانتخابات الفيدرالية، أكثر من نصف مليار دولار خلال 16 يوماً فقط، بين 1 و16 أكتوبر (تشرين الأول)، على الإعلانات والاتصال بالناخبين، وأنفقت حملتا هاريس وترمب معاً حوالي 265 مليون دولار خلال تلك الفترة، وأنفقت لجنة العمل السياسي الرئيسية المؤيدة لهاريس، بالإضافة إلى لجان العمل السياسي الرئيسية الـ4 المؤيدة لترمب، ما يقرب من 260 مليون دولار إضافية.

ترمب خلال تجمّع انتخابي في ترافرس سيتي بميشيغان 25 أكتوبر (أ.ب)

في المقابل، جمعت هاريس إلى جانب اللجان المتحالفة مع حملتها، 182.6 مليون دولار في أوائل أكتوبر، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، وبلغ حجم المبالغ التي جمعتها هاريس مع الرئيس بايدن منذ بداية السباق الانتخابي 1.8 مليار دولار، في حين جمع ترمب ولجانه المتحالفة 921 مليون دولار، أي حوالي نصف إجمالي ما جمعته هاريس خلال الفترة نفسها. لكن ترمب لم يتمكن إلا مؤخراً من تجاوز عتبة المليار دولار الذي جمعه مع الحزب منذ إعلانه عن ترشحه للرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

تحفيز الناخبين

أنصار ترمب يجتمعون قبل فعالية انتخابية بمدينة نوفي بميشيغان 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

وعلى الرغم من تقدّم هاريس في سباق جمع التبرّعات، فإنها تدرك حجم التّحدي الذي تواجهه، ولا سيّما بين أنصار حزبها التقليديين الذين يتردّدون في التصويت لصالحها.

وتُكثّف هاريس جهود التواصل مع الناخبين السود واللاتينيين، لمحاولة سد الفجوة مع ترمب، وبينما تسعى للفوز يتعيّن على هاريس تعزيز ائتلاف لا يزال مُتأخراً في الولايات الرئيسية عمّا كان عليه أداء حزبها عام 2020، وبرغم احتفاظها بميزة كبيرة بين الناخبين صغار السن، وخصوصاً النساء، فإن هاريس تكافح لتأمين الدعم بين الناخبين الذكور الشباب، بعدما دقّ الديمقراطيون ناقوس الخطر، حيث إن كل صوت انتخابي مطلوب في منافسة متقاربة.

«مكبّ نفايات»

ترمب يخاطب أنصاره خلال تجمّع انتخابي في ترافرس سيتي بميشيغان 25 أكتوبر (أ.ب)

في المقابل يتمثل هدف ترمب، ليس فقط في إخراج قاعدته الموالية للتصويت بكثافة، ولكن أيضاً زيادة عدد الأصوات الداعمة لحملته بين الرجال السود واللاتينيين، ولا يزال ترمب يحقّق معظم مكاسبه بين الناخبين السود واللاتينيين الذين لا يتم تمثيلهم بشكل كافٍ في ساحات المعارك الانتخابية في ولايات الشمال.

ووصف ترمب الولايات المتحدة بأنها تُشبه «مكبّ نفايات العالم»، في إشارة إلى تدفق المهاجرين إليها، خلال نشاط انتخابي في لاس فيغاس بولاية نيفادا المتأرجحة، حيث تعيش أقلية كبيرة من أصول لاتينية، وكرَّر وُعوده بإغلاق الحدود، وترحيل جميع المهاجرين غير النظاميين، وإنهاء تحقيقات وزارة العدل التي تستهدفه إذا تم انتخابه، وتعهّد بتطبيق قانون «الأعداء الأجانب» الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، لتمكين عمليات الترحيل الجماعي التي يتوقع الخبراء أن تواجه طريقاً طويلاً في المحاكم.


مقالات ذات صلة

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض في 13 نوفمبر 2024 (أ.ب)

لن يرد بالمثل... بايدن يحضر حفل تنصيب ترمب

أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أنّ الرئيس جو بايدن سيحضر حفل تنصيب دونالد ترمب في يناير، على الرغم من أنّ الأخير تغيّب قبل 4 سنوات عن مراسم أداء القسم الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب: القضايا المرفوعة ضدي «فارغة ولا أسس قانونية لها»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الاثنين، على منصته «تروث سوشيال»، إن القضايا القانونية ضده «فارغة ولا أسس قانونية لها وما كان يجب رفعها».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي «حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان اليوم الاثنين إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض، مؤكدا أن الحركة معنية في الوقت نفسه بوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)

أزمة في الكونغرس بسبب «الحمامات» مع وصول أول نائبة متحولة جنسياً

وافق رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون على تشريع قدمته النائبة الجمهورية نانسي ماس مؤخراً يحظر على النساء المتحولات جنسياً استخدام حمام النساء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

استعرضت صحيفة «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة؛ مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة مثل تركيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، في كتابين صدرا مؤخراً.

وأضافت أن هيغسيث الذي سيقود الجيش الأميركي ربط السياسة الخارجية الأميركية بالكامل تقريباً بأولوية إسرائيل، التي يقول عنها: «إذا كنت تحب أميركا، فيجب أن تحب إسرائيل».

وذكر أن الجيش الأميركي يجب أن يتجاهل اتفاقيات جنيف وأي قوانين دولية تحكم سلوك الحرب، وبدلاً من ذلك «يجب إطلاق العنان له ليصبح قوة قاسية وفتاكة ومجهزة لكسب حروبنا وفقاً لقواعدنا الخاصة».

وقالت إن وجهات نظر هيغسيث السياسية قد تثير مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، وتصعيد التوترات مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وإفلات مجرمي الحرب الأميركيين من العقاب، مثل أولئك الذين أقنع ترمب بالعفو عنهم في ولايته الأولى.

وقال توم هيل، المدير التنفيذي لمركز السلام والدبلوماسية، لـ«الغارديان»، إن ترشيح هيغسيث يعكس حقيقة مفادها أن «أحد أسس الدعم التي يدين بها دونالد ترمب هي الحركة الإنجيلية القومية المسيحية».

وقال هيل إن هيغسيث «يقدم سياسة إسرائيل وتشويه السياسة الخارجية لصالح إسرائيل مكافأة لهذه القاعدة القومية المسيحية».

وفي كتابه «الحملة الصليبية الأميركية»، الذي نُشر عام 2020، يسأل هيغسيث: «لماذا نمول الأمم المتحدة المناهضة لأميركا؟ لماذا تركيا الإسلامية عضو في (الناتو)؟».

وفي هذا الكتاب، ينتقد هيغسيث قوة حفظ السلام التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي أُرسلت إلى أفغانستان في عام 2006، مع ادعاءات تستند إلى خدمته الخاصة في أفغانستان: «على زي التمويه الخاص بي، ارتديت العلم الأميركي على كتفي وشارة إيساف على الآخر»، يكتب، مضيفاً: «كانت النكتة الجارية للقوات الأميركية في أفغانستان أن شارة إيساف تعني في الواقع (رأيت الأميركيين يقاتلون)».

ومثل ترمب، يصف هيغسيث حلفاء «الناتو» بأنهم لا يدفعون أموالاً: «حلف (الناتو) ليس تحالفاً، إنها ترتيبات دفاعية لأوروبا، تدفعها وتمولها الولايات المتحدة».

كما يدمج هيغسيث انتقاداته لحلف شمال الأطلسي في مزاعم عن نهاية العالم على غرار «الاستبدال العظيم» للهجرة الأوروبية.

ويقول: «لقد سمحت أوروبا لنفسها بالفعل بالغزو. لقد اختارت عدم إعادة بناء جيوشها، وتقبلت بسعادة استعداد أميركا للقتال والفوز بالحروب».

ويشعر هيغسيث بالغضب بشكل خاص من ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، ويزعم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يحلم علانية باستعادة الإمبراطورية العثمانية»، وهو «لديه رؤى إسلامية للشرق الأوسط».

وكتب هيغسيث: «إن الدفاع عن أوروبا ليس مشكلتنا؛ لقد كنا هناك وفعلنا ذلك مرتين»، مضيفاً: «حلف شمال الأطلسي هو من بقايا الماضي ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من أجل الدفاع عن الحرية، وهذا ما يقاتل من أجله ترمب».

من ناحية أخرى، يصف الأمم المتحدة بأنها «منظمة عالمية بالكامل تعمل بقوة على تعزيز أجندة معادية لأميركا وإسرائيل والحرية، وهذه مجموعة من القواعد للولايات المتحدة وإسرائيل، ومجموعة أخرى للجميع».

وعن وصف هيغسيث لتركيا بأنها «إسلامية»، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمه لتنظيمات مسلحة مثل «داعش»، قال هيل: «هذا خطاب متطرف يحاول تصوير الحلفاء باعتبارهم جهات فاعلة غير شرعية».

ويعكس اعتقاد هيغسيث بتحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل أعمق التزاماته الواضحة: أي رؤية للتعاون الدولي متجذرة في دعمه لإسرائيل، الذي يصوغه في بعض الأحيان بمصطلحات دينية.

ففي فقرة بكتابه «العالم في زمن الحرب»، يقدم دعمه لإسرائيل باعتباره تجديداً للحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وذكر: «لحظتنا الحالية تشبه إلى حد كبير القرن الحادي عشر، ونحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخواننا المسيحيين قبل ألف عام، يجب أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى حملة صليبية أميركية».

ويضيف: «نحن المسيحيين - إلى جانب أصدقائنا اليهود وجيشهم الرائع في إسرائيل - بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وبالنسبة لنا كصليبيين أميركيين، تجسد إسرائيل روح حملتنا الصليبية الأميركية».

وتابع: «إذا كنت تحب هذه الأشياء: الإيمان، والأسرة، والحرية، فتعلم أن تحب دولة إسرائيل».

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

وقال هيل إن القومية المسيحية التي يتبناها هيغسيث، والتي ترجع جذورها إلى المسيحية الأصولية، تشكل مفتاحاً لفهم وجهة نظره بشأن إسرائيل.

وأضاف: «هو يركز على إسرائيل في كل شيء بسبب اللاهوت ونهاية العالم وتفسير نبوي لسفر الرؤيا - المجيء الثاني، وهرمجدون، وعودة المسيح، وهو أمر مهم حقاً، وإسرائيل تشكل محوراً لهذا العلم نهاية العالم».

وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن هيغسيث، يحمل وشماً لشعار الصليبيين على نحو مماثل للصراع ضد «الأعداء الداخليين» بوصفه «حملة صليبية» أو «حرباً مقدسة».

وفي كتابه «الحرب الصليبية»، يربط بشكل صريح بين هذه الحملة الصليبية المحلية ودعمه لإسرائيل، فكتب: «لدينا أعداء محليون، ولدينا حلفاء دوليون، لقد حان الوقت للوصول إلى الأشخاص الذين يقدرون المبادئ نفسها، وإعادة تعلم الدروس منها، وتكوين روابط أقوى».

وأضاف أن «النزعة الأميركية حية في إسرائيل، حيث يقف بنيامين نتنياهو بجرأة ضد معاداة السامية الدولية والإسلاموية».

وتابع: «النزعة الأميركية حية في قلوب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة الذين يتوقون إلى السيادة الوطنية. والنزعة الأميركية حية في أماكن مثل بولندا، التي ترفض الرؤى العالمية للبيروقراطيين اليساريين في أوروبا القديمة، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل هزيمة أعدائها الإسلاميين - بفضل الجدار الكبير الجميل والجيش الكبير الجميل الذي بنته».

وفي كتاب «الحرب على المحاربين» الصادر في عام 2024، يزعم هيغسيث أن القوات الأميركية لا بد أن تتجاهل اتفاقيات جنيف وغيرها من عناصر القانون الدولي التي تحكم سلوك الحرب.

ويتساءل هيغسيث: «إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه جيلنا عن الحروب في العراق وأفغانستان أكثر تعقيداً: ماذا تفعل إذا لم يحترم عدوك اتفاقيات جنيف؟ ولم نحصل على إجابة قط، فقط المزيد من الحروب، والمزيد من الضحايا ولا انتصار»، وكانت إجابة هيغسيث أنه لا بد أن نتجاهل الاتفاقيات.

وقال: «ماذا لو تعاملنا مع العدو بالطريقة التي تعاملوا بها معنا؟ وألا يشكل هذا حافزاً للطرف الآخر لإعادة النظر في همجيته؟ مهلاً، أيها القاعدة: إذا استسلمتم فقد ننقذ حياتكم، وإذا لم تفعلوا فسوف ننزع أسلحتكم ونطعمها للخنازير».

وكتب هيغسيث، الذي أقنع ترمب في عام 2019 بالعفو عن الجنود الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب: «سترتكب قواتنا أخطاء، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تحصل على الاستفادة الساحقة من الشك».