أوباما يحشد الدعم لحملة هاريس في بنسلفانيا

TT

أوباما يحشد الدعم لحملة هاريس في بنسلفانيا

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يشارك في حملة نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية في 10 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يشارك في حملة نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية في 10 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

دعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حملة كامالا هاريس الانتخابية، اليوم (الخميس)، عبر حشد الأصوات لمصلحتها في بنسلفانيا التي تُعدّ من الولايات الحاسمة بالنسبة إلى نتيجة الاقتراع.

ودخل أول رئيس للولايات المتحدة من أصول أفريقية على خط الحملة الانتخابية في مدينة بيتسبرغ المعروفة بصناعة الفولاذ، غداة إقامة منافس هاريس الجمهوري دونالد ترمب تجمّعات انتخابية في الولاية التي يُعدّ الفوز فيها مهماً جداً، حسب تقرير «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحضّ الرئيس الديمقراطي السابق (الذي ما زال يتمتع بنفوذ قوي) الناس على التصويت المبكر شخصياً أو بالبريد، في وقت تسعى فيه هاريس لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات في السباق الذي تتقارب فيه النتائج إلى حد كبير بين المرشحين.

وأشار أوباما في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا (شمال شرقي البلاد) إلى أنه «في الولايات المتحدة التي لا تزال تعاني تضخم ما بعد مرحلة (كوفيد - 19) هناك كثير من الأميركيين الذين يعانون... لذلك أتفهم لماذا يريد الناس التغيير».

وأضاف: «ما لا أستطيع أن أفهمه هو كيف يمكن لأي شخص أن يصدق أن دونالد ترمب سيغير الأمور بطريقة جيدة بالنسبة لكم».

الرئيس السابق باراك أوباما في مكتب الحملة الميداني في إيست ليبرتي، قبل تجمع جماهيري لدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس، في بيتسبرغ، بنسلفانيا، الولايات المتحدة، الخميس 10 أكتوبر 2024 (رويترز)

وقدّم أوباما اتهامات مفصلة للملياردير الجمهوري أمام حشدٍ أطلق صيحات الاستهجان في بعض الأحيان ضد ترمب. وعدّد أوباما ما قال إنها أكاذيب حملة ترمب الانتخابية، وخطاباته اللاذعة ضد المهاجرين، وتهديداته التي تتعلق بتغطية الرعاية الصحية وزيادة الرسوم الجمركية التي اعتبر أوباما أنها تهدد برفع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين.

وقال أوباما: «لا تطلقوا صيحات الاستهجان! صوِّتوا!»، مشيداً بـ«الخطة» التي اقترحتها كامالا هاريس لمنح تخفيضات ضريبية للطبقة الوسطى ودعم إنشاء الشركات الصغيرة. وأصر على أن «هاريس مستعدة للقيام بهذه المهمة»، قائلاً: «لسنا بحاجة إلى سنوات أربع آخر من الغطرسة والحماقات والانقسام. أميركا مستعدة لقلب الصفحة».

وأقام ترمب من جانبه تجمّعات انتخابية في مدينة سكرانتون حيث نشأ الرئيس الأميركي جو بايدن في بنسلفانيا، وتوجّه الخميس إلى ديترويت، عاصمة قطاع صناعة السيارات في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة أخرى (أي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين).

وفي إطار سعيه لكسب أصوات الناخبين من الطبقة العاملة في مدينة تعدين الفحم السابقة، سكرانتون، تعهد ترمب بـ«الحفر ثم الحفر» لاستخراج النفط، وندد بسياسات هاريس المرتبطة بالاقتصاد.

وكشف ترمب في ميشيغان النقاب عن تفاصيل جديدة عن خططه الحمائية فيما يتعلق بصناعة السيارات الأميركية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على السيارات غير المصنوعة في الولايات المتحدة.

المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس تصل إلى تجمع انتخابي في مركز روهايد للأحداث - 10 أكتوبر 2024 في تشاندلر بأريزونا (أ.ف.ب)

أسفٌ لاستبعاد المناظرة الثانية

وفي عاصمة صناعة السيارات، ديترويت، ندَّد ترمب بسماح الولايات المتحدة للشركات الأجنبية بـ«غزو بلادنا». وأمام نادي ديترويت الاقتصادي، أضاف الرجل الذي اتبع سياسة اقتصادية حمائية للغاية في ظل رئاسته: «يرسلون لنا سياراتهم كما لو كنا مجموعة من الحمقى. (بي إم دبليو)، (مرسيدس)، (فولكس فاغن)، الملايين والملايين والملايين والملايين. لن ننخدع بعد الآن... الآن عليهم أن يلتزموا بقواعدنا».

وواصل ترمب البالغ 78 عاماً أيضاً إثارة الجدل فيما يتعلق بإدارة الأعاصير الأخيرة، متهماً الحكومة بعدم مساعدة المناطق ذات الغالبية الجمهورية، من دون أن يقدم دليلاً على ذلك.

وخلال تجمع انتخابي في أريزونا (جنوب غربي البلاد) الخميس، أوضحت نائبة الرئيس كامالا هاريس أنها شاركت في اجتماع عن بُعد مع البيت الأبيض لتنسيق الاستجابة للإعصار «ميلتون». وقالت: «تحدثتُ إلى مسؤولين محليين، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لإعلامهم بأننا سنكون إلى جانبهم طوال عملية التعافي وإعادة الإعمار».

كما أعربت الديمقراطية عن أسفها لأن منافسها استبعد بشكل نهائي إجراء مناظرة رئاسية ثانية معها. وقالت: «أعتقد أن هذا إساءة للناخبين»، معتبرة ذلك «علامة ضعف».

وستتوجّه هاريس إلى ولاية متأرجحة أخرى، هي نيفادا، لمناشدة الناخبين اللاتينيين، لكن البيت الأبيض لفت إلى أنها ستبقى على اطلاع على آخر التطورات المرتبطة بالإعصار «ميلتون».

وضرب الإعصار الضخم فلوريدا، ليل الأربعاء، فيما حذّر بايدن من أنه قد يكون «إعصار القرن».

وتُعدّ زيارة أوباما لبنسلفانيا أول محطة في إطار شهر من الحملات الداعمة لهاريس في الولايات السبع المتأرجحة التي يرجّح أن تحسم نتيجة انتخابات عام 2024.

وما زالت الاستطلاعات تظهر تعادل ترمب وهاريس في الأصوات؛ سواء على الصعيد الوطني أو في الولايات الحاسمة، بما في ذلك بنسلفانيا.

وتعتمد حملة هاريس على أوباما (63 عاماً) الذي تولى الرئاسة من عام 2009 حتى يناير (كانون الثاني) 2017 لحشد الناخبين السود والشباب، فيما تسعى للتفوق على ترمب في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

الناس ينتظرون وصول الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى حدث الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس في جامعة بيتسبرغ بفيتزجيرالد فيلد هاوس في بيتسبرغ ببنسلفانيا في الولايات المتحدة - 10 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«كل ما في وسعه»

لكن رسالة أوباما الرئيسية، الخميس، ستتمثل في إقناع الناخبين بالتصويت مبكراً.

ولطالما فضّل الديمقراطيون التصويت المبكر مقارنة بالجمهوريين.

في هذه الأثناء، ندَّد ترمب مراراً بأي عمليات تصويت لا تتم في يوم الانتخابات؛ إذ ألقى باللوم مراراً على التصويت عبر البريد، في هزيمته عام 2020 أمام جو بايدن، التي ما زال يرفض القبول بها.

وشكك المرشح الجمهوري مرات عدة في التصويت المبكر، رغم جهود حملته للترويج للخطوة.

وقال إريك شولتس، المستشار البارز لأوباما، في بيان، إن «الرئيس أوباما يعتقد أن تداعيات هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون أكبر، ولذا فإنه يبذل كل ما في وسعه لدعم انتخاب نائبة الرئيس؛ هاريس».

وألقى أوباما والسيدة الأولى السابقة، ميشيل أوباما، خطابات قوبلت بحماسة بالغة في دعمهما لهاريس أثناء «المؤتمر الوطني الديمقراطي» في مدينته (شيكاغو)، أغسطس (آب)، مع تصوير هاريس (أول امرأة وأول شخصية من أصول أفريقية وجنوب آسيوية تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة) على أنها الوريثة السياسية للمسار الذي بدأه أوباما بنفسه.

وقاد أوباما الحشد الذي هتف: «نعم... إنها قادرة»، في استعارة لشعار حملته عام 2008 («نعم... نحن قادرون»)، لكنه حذّر من أن نتائج انتخابات عام 2024 ستكون متقاربة جداً «في بلد يعاني انقسامات شديدة».

وجمع الرئيس السابق أكثر من 76 مليون دولار من أجل الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية لهذا العام.

ودعم هاريس (59 عاماً)، بعدما انسحب بايدن فجأة من السباق في يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

العالم علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ المشتبه بتنفيذه هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن شمس الدين جبار منفذ هجوم نيو أورليانز؟

قالت أليثيا دنكان، من مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مؤتمر صحافي بعد ظهر الأربعاء، إن جبار - الذي توفي في مكان الهجوم - كان مواطناً أميركياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الحادثة تأتي بعد تحطم طائرة تابعة لشرك «جيجو إير» في كوريا الجنوبية (رويترز)

طائرة أميركية تُجبر على العودة إلى المطار بعد اصطدامها بنسر

اضطرت رحلة تابعة لشركة «هوريزون إير» إلى العودة والهبوط في المطار بعد اصطدامها بنسر، بحسب صحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

تقرير: الحكومة الصينية اخترقت مكتب العقوبات بوزارة الخزانة الأميركية

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (الأربعاء)، أن متسللين تابعين للحكومة الصينية اخترقوا مكتب وزارة الخزانة الأميركية، المسؤول عن العقوبات الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مبنى الكابيتول الأميركي يظهر بعد تشييد سياج وقائي مؤقت جديد (أ.ف.ب)

بثاني أعلى وسام مدني... بايدن يكرّم قائدي التحقيقات في اقتحام الكابيتول

يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن منح ثاني أعلى وسام مدني لليز تشيني وبيني تومسون، وهما المشرعان اللذان قادا التحقيق البرلماني في أعمال الشغب العنيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خدم بالجيش وعانى من مشكلات مادية... ماذا نعرف عن شمس الدين جبار منفذ هجوم نيو أورليانز؟

المشتبه بتنفيذه هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار (أ.ف.ب)
المشتبه بتنفيذه هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار (أ.ف.ب)
TT

خدم بالجيش وعانى من مشكلات مادية... ماذا نعرف عن شمس الدين جبار منفذ هجوم نيو أورليانز؟

المشتبه بتنفيذه هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار (أ.ف.ب)
المشتبه بتنفيذه هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار (أ.ف.ب)

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، عن أن المشتبه به الذي صدم حشداً وسط احتفالات رأس السنة الجديدة في نيو أورليانز بولاية لويزيانا الأميركية، وتسبب بمقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، هو شمس الدين جبار.

قالت أليثيا دنكان، من مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مؤتمر صحافي بعد ظهر الأربعاء، إن جبار - الذي توفي في مكان الهجوم - كان مواطناً أميركياً وُلد في تكساس.

كما أعلن «إف بي آي» أنه تم العثور على راية تنظيم «داعش» في المركبة المُستخدَمة في عملية الدهس.

مشكلات مادية

يبدو أن جبار عانى من مشكلات عائلية ومادية. في عام 2012، انتهى زواج جبار وناكيدرا شارل جبار. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن زواجه الثاني انتهى أيضاً في عام 2022.

وأفادت الصحيفة أيضاً أن لجبار طفلين. وأظهرت وثائق المحكمة التي استعرضتها شبكة «فوكس نيوز ديجيتال» أن المشتبه به لم يدفع المبالغ المخصصة لإعالة طفليه.

وكشفت وثيقة للمحكمة قدمها المشتبه به في أغسطس (آب) 2022 بوصفها جزءاً من إجراءات الطلاق، عن أنه عمل في شركة المحاسبة «ديلويت»، وكسب نحو 120 ألف دولار سنوياً، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

ولكن في رسالة بريد إلكتروني في وقت سابق من ذلك العام، تحدَّث المشتبه به عن مشكلات مالية. وقال إنه مدين بأكثر من 27 ألف دولار في مدفوعات متأخرة للمنزل الذي كان معرضاً لخطر الحجز.

وأشار إلى إنه تحمَّل ديوناً بقيمة 16 ألف دولار على بطاقات الائتمان؛ بسبب نفقات المعيشة، والحاجة إلى تعيين محامٍ، على ما يبدو من أجل الطلاق.

الخدمة العسكرية

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضاً عن أن جبار كان من قدامى المحاربين في الجيش.

قالت دنكان: «ما يمكنني أن أخبركم به هو أن الشخص كان من قدامى المحاربين في الجيش. نعتقد أنه حصل على تسريح مشرف. لكننا نحاول معرفة التفاصيل كلها».

خدم جبار في الجيش متخصصاً في الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات من مارس (آذار) 2007 حتى يناير (كانون الثاني) 2015.

بعد الخدمة الفعلية، خدم في احتياطي الجيش متخصصاً في تكنولوجيا المعلومات من يناير 2015 حتى يوليو (تموز) 2020.

خلال فترة خدمته، أُرسل الى أفغانستان بين فبراير (شباط) 2009 ويناير 2010.

كما حصل على مجموعة متنوعة من الأوسمة طوال خدمته، بما في ذلك ميدالية الخدمة في الحرب العالمية ضد الإرهاب.

قبل خدمته في الجيش، أكدت شبكة «فوكس نيوز» أنه حاول أولاً الانضمام إلى البحرية. تم تسريحه قبل أن يتمكَّن من التدرب هناك.

وقال المتحدث باسم البحرية الأميركية: «تظهر سجلاتنا أن شمس الدين بهار جبار التحق بالخدمة في منطقة تجنيد البحرية في هيوستن في الثاني عشر من أغسطس 2004 وتم تسريحه من برنامج التجنيد المؤجل بعد شهر واحد في الثالث عشر من سبتمبر (أيلول) 2004. ولم يلتحق بقيادة تدريب المجندين».

السجل الجنائي

اتُّهم جبار بارتكاب جريمتين بسيطتين في عامَي 2002 و2005، وفقاً للوثائق التي استعرضتها «فوكس نيوز».

في عام 2002، تم اتهامه بالسرقة في كاتي بتكساس، وفي عام 2005 اتُّهم بالقيادة برخصة غير صالحة.

سجل التصويت

لدى جبار سجل تصويت نشط في تكساس، ولكن هذه الولاية لا تتضمن تسجيلاً على أساس الميول الحزبية.

وكان جبار يقيم سابقاً في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث تم تسجيله ديمقراطياً في عام 2012.