«لوغان» يهدده بالسجن 3 أعوام... هل انتهك ترمب القانون باتصاله ببوتين؟

صورة أرشيفية للقاء بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
صورة أرشيفية للقاء بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT

«لوغان» يهدده بالسجن 3 أعوام... هل انتهك ترمب القانون باتصاله ببوتين؟

صورة أرشيفية للقاء بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
صورة أرشيفية للقاء بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

أثار ما جاء في كتاب جديد للصحافي الأميركي المخضرم بوب وودوورد، حول إبقاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على علاقة شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ نهاية ولايته تساؤلات حول ما إذا كان ترمب قد انتهك القانون الأميركي.

وفي الكتاب الذي يحمل عنوان «War» (حرب) والذي تداولت وسائل إعلام أميركية مقتطفات مما ورد فيه قبل صدوره المقرر في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، يتحدث وودوورد عن إبقاء ترمب على علاقة شخصية مع بوتين، حيث نقل الصحافي الأميركي عن مساعد لترمب - لم يذكر اسمه - قوله إن الرئيس السابق تواصل مع بوتين 7 مرات منذ نهاية ولايته الرئاسية مطلع عام 2021، على الرغم من أن الولايات المتحدة، بإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، هي أبرز داعمي أوكرانيا سياسياً وعسكرياً في مواجهة الغزو الروسي.

ونفت حملة ترمب والكرملين ما ورد في الكتاب.

ولفتت أنباء هذا التواصل المزعوم بين ترمب وبوتين انتباه خصومه باعتبار ذلك انتهاكاً محتملاً لـ«قانون لوغان»، بحسب ما نقله موقع «أكسيوس» الإخباري.

ما هو قانون لوغان؟

«قانون لوغان» هو قانون اتحادي صدر عام 1799 يحظر على المواطنين الأميركيين غير المصرح لهم التفاوض مع القوى الأجنبية، التي هي في حالة نزاع مع الولايات المتحدة.

وقال جوليان كو، أستاذ القانون في جامعة هوفسترا، إن «تطبيق هذا القانون يتطلب التأكد من نية الشخص المعني التأثير على سلوك حكومة أجنبية فيما يتعلق بنزاع مع الولايات المتحدة أو «تقويض السياسة الأميركية أو موقف الحكومة تجاه أزمة ما».

ويمكن لمنتهكي هذا القانون أن يواجهوا عقوبات تتراوح بين الغرامة المالية أو ما يصل إلى 3 سنوات في السجن.

وعلى الرغم من أن قانون لوغان صدر في عام 1799، فإنه نادراً ما يتم تطبيقه، وفقاً لتقرير صادر عام 2018 عن دائرة أبحاث الكونغرس.

ولم تكن هناك سوى ملاحقتين قضائيتين بموجب قانون لوغان - في عامي 1803 و1853 - ولم تسفر أي منهما عن إدانة.

ونادراً ما يتم استخدام القانون بسبب التساؤلات حول دستوريته، بما في ذلك ما إذا كان ينتهك حماية حرية التعبير، وفقاً للتقرير.

ويرجع هذا جزئياً إلى أن القانون صدر في وقت تم فيه تفسير التعديل الأول للدستور الأميركي، الذي يكفل حرية التعبير، بشكل مختلف عما هو عليه اليوم، وفقاً لكو.

هل انتهك ترمب قانون لوغان؟

صرّح متحدث باسم حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس لـ«أكسيوس» بأن تواصل ترمب مع بوتين غير قانوني بموجب قانون لوغان، وهي وجهة نظر رددتها مستشارة البيت الأبيض السابقة في عهد بايدن سوزان رايس، أمس (الأربعاء).

وكتبت منظمة «مشروع لينكولن»، التي تضم مجموعة من الجمهوريين المناهضين لترمب، في بيان لها أمس: «يُحظر على المواطنين العاديين بموجب قانون لوغان الفيدرالي الانخراط في السياسة الخارجية التي تقوض أميركا. فلماذا إذن أجرى المواطن العادي دونالد ترمب 7 مكالمات هاتفية على الأقل مع بوتين منذ مغادرته البيت الأبيض (في ذلك الوقت غزا بوتين أوكرانيا)؟».

إلا أن كو أشار إلى أن حقيقة انتهاك ترمب للقانون تعتمد على محتوى محادثاتهما، الذي لا يزال غير معروف.

وقال كو: «ربما كانا يتحدثان فقط عن الطقس، على سبيل المثال، وفي هذه الحالة لا يوجد انتهاك... أما إذا كانا قد تحدثا عن خطة لتقويض السياسة الأميركية تجاه روسيا، فإن هذا من شأنه أن ينتهك قانون لوغان».

وأضاف: «ومع ذلك، فإن الانتقادات الموجهة لقانون لوغان، باعتباره انتهاكاً محتملاً للتعديل الأول من الدستور، تعني أنه حتى لو كانت المحادثات بين ترمب وبوتين تنتهك القانون، فإن الرئيس السابق سيظل لديه دفاع جيد جداً يتعلق بالتعديل الأول، إذا وصل إلى المحكمة».

هل اتُّهم ترمب بانتهاك قانون لوغان من قبل؟

نعم، اتُّهم الرئيس السابق بانتهاك قانون لوغان في مارس (آذار) من خلال استضافة اجتماع مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في منتجع مارالاغو بفلوريدا.

وزعم أوربان أن ترمب وعده بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا - وهو تناقض مباشر مع سياسة الولايات المتحدة الحالية لدعم أوكرانيا.

إلا أن هذا الاتهام لم يصل لملاحقة قضائية.

ويقول كو: «خلاصة القول، في حين أن تصرفات ترمب قد تكون (غير لائقة)، فإن تاريخ قانون لوغان وحقيقة أنه لم يتم اختباره قانونياً يعني أنه ليس (قانوناً ذا معنى من المرجح أن يُستخدم على الإطلاق)، ضد ترمب أو أي شخص آخر».


مقالات ذات صلة

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

الولايات المتحدة​ ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب لتشكيل إدارته؛ حيث زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون سمحت بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)

ترمب يختار بوندي بعد انسحاب غايتز لوزارة العدل

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مساء الخميس، بام بوندي المقربة منه والعضوة في فريق الدفاع عنه خلال محاولة عزله الأولى عام 2020، لمنصب وزيرة العدل.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي «مستعد» لأي عودة للتوتر في عهد ترمب

أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة، يوفيتا نيلوبشينه، اليوم (الجمعة)، أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتعامل مع أي عودة للتوتر التجاري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
TT

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتشكيل إدارته المقبلة، فبعدما أعلن مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس) سحب ترشّحه، بعدما واجهت تسميته معارضة واسعة حتى داخل حزبه الجمهوري على خلفية اتّهامه بدفع مبلغ مالي لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون التي اختارها ترمب لقيادة وزارة التعليم، سمحت «عن علم» بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتزعم الدعوى القضائية الحديثة أن مكماهون «مكّنت عن عمد من الاستغلال الجنسي للأطفال» من قِبل موظف في منظمة المصارعة العالمية «وورلد ريسلينغ إنترتينمنت» أو «WWE» في وقت مبكر من ثمانينات القرن العشرين، وهي ادعاءات تنفيها مكماهون.

ومكماهون هي الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «WWE» التي أسستها مع زوجها فينس. وقد تنحت عن منصبها في عام 2009 للترشح لعضوية مجلس الشيوخ، لكنها خسرت في ولاية كونيتيكت في عامي 2010 و2012.

وتزعم الدعوى أن مكماهون وفينس قد مكّنا عن علم الاستغلال الجنسي للأطفال، وأن مكماهون كانت «الرائدة في محاولة إخفاء ثقافة الاعتداء الجنسي في (WWE)». وتزعم الدعوى أيضاً أن مكماهون وفينس سمحا عمداً للموظف «ملفين فيليبس جونيور» باستخدام منصبه بصفته مذيعاً في الصف الأول في الحلبة لاستغلال الأطفال جنسياً، وأن فيليبس كان يقوم بذلك أمام المصارعين والمديرين التنفيذيين في منطقة خلع الملابس، كما أنه كان يصوّر في كثير من الأحيان عملية الاعتداء الجنسي، وفقاً للدعوى القضائية.

وتم رفع الدعوى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مقاطعة بالتيمور بولاية ميريلاند، نيابة عن خمسة من أفراد عائلة جون دوس الذين يقولون إن أعمارهم كانت تتراوح بين 13 و15 عاماً عندما التقى معهم فيليبس الذي تُوفي عام 2012. ويقول كل منهم إنهم عانوا من أضرار عقلية وعاطفية نتيجة للإساءة الجنسية المزعومة.

وتزعم الدعوى القضائية أن عائلة مكماهون كانت «مهملة في دورها كأرباب عمل وفشلت في حماية المدعين»، الذين يطالبون بتعويضات تزيد على 30 ألف دولار.

وحسب الدعوى، فقد كان كل من مكماهون وفينس على علم بسلوك فيليبس. واعترف فينس أنه وليندا كانا على علم منذ أوائل ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي بأن فيليبس كان لديه «اهتمام غريب وغير طبيعي» بالأولاد الصغار.

ووصفت لورا بريفيتي، محامية مكماهون، هذه المزاعم بأنها كاذبة. كما لم تستجب «WWE» إلى طلب من شبكة «سي إن إن» للتعليق.

وانسحب مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس)، وهو متّهم بأنه دفع قبل سنوات مبلغاً لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، وهو أمر ينفيه بشدّة.

وفُتح تحقيق بشأنه بتهمة تعاطي مخدرات وتحويل أموال خاصة بالحملة الانتخابية لاستخدام شخصي ومشاركة صور وفيديوهات غير لائقة في مجلس النواب، وغير ذلك من التهم.