تقرير: خطب ترمب «الغاضبة» تثير تساؤلات حول ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

تقرير: خطب ترمب «الغاضبة» تثير تساؤلات حول ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن خطب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الغاضبة، والتي يركز فيها على الماضي، أثارت مخاوف بشأن ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً.

وعرضت الصحيفة نماذج لأخطاء قالها ترمب البالغ من العمر 78 عاماً، مثل أن كوريا الشمالية تحاول اغتياله بينما كان يقصد إيران، وكذلك عندما أشار إلى الجمهور الذي كان يحضر مناظرته مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، ولكن الحقيقة أن المناظرة كانت من دون جمهور، وفي سبتمبر (أيلول)، بعد أكثر من شهر من انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات، كان ترمب يتحدث كما لو كان لا يزال يترشح ضده، وليس هاريس.

وذكرت الصحيفة أن ترمب يتذكر الأشياء بشكل خاطئ، لدرجة أنه لم يعد يجذب كثيراً من الاهتمام. ولفتت إلى أنه بعد رحيل بايدن، أصبح ترمب أكبر مرشح في تاريخ الولايات المتحدة، وسيصبح أكبر رئيس على الإطلاق إذا فاز وأنهى فترة ولاية أخرى، وفي نهايتها سيكون عمره 82 عاماً.

وأشارت إلى مراجعة أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية خلصت إلى أنه على مدار السنوات التسع التي قضاها ترمب على الساحة السياسية، أصبحت خطاباته أكثر كآبة وأطول وأكثر تركيزاً على الماضي، ووجدت الصحيفة أن خطابات ترمب متوسطها ​​82 دقيقة مقارنة بـ45 دقيقة في عام 2016، كما أنه يستخدم مصطلحات مثل «دائماً» و«أبداً» بنسبة 13 في المائة أكثر اليوم مما كان عليه قبل 8 سنوات.

ويستخدم كلمات سلبية بنسبة 32 في المائة أكثر من الكلمات الإيجابية حالياً، وفي عام 2016، كان هذا الرقم 21 في المائة، وهي علامة أخرى محتملة على التغيرات في القدرة المعرفية، كما أنه يستخدم كلمات بذيئة بنسبة 69 في المائة أكثر مما كان عليه خلال حملته الأولى.

صورة مركَّبة للمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

وقالت «إندبندنت» إن بعض الخبراء يرى أن هذا مؤشر على أن شخصاً ما يتقدم في السن، وأضافوا أن ترمب تظهر عليه علامات التدهور المعرفي، وذكر عالم النفس الدكتور بن مايكلز، مؤكداً أنه لم يفحص ترمب شخصياً ولا يمكنه تقديم أي تشخيص رسمي على أن الرئيس السابق «ليس في حالة معرفية قوية حقاً».

وأشار مايكلز إلى أن مناظرة ترمب ضد هاريس الشهر الماضي، بدأت في الساعة 9 مساءً، وقال: «هناك مصطلح عندما تتحدث عن الأشخاص المصابين بالخرف يسمى غروب الشمس، يكون الأمر أصعب كثيراً بالنسبة لهم مع نهاية اليوم».

وأضاف: «من الصعب جداً عليهم الحفاظ على التركيز على موضوع ما. فكرة القدرة على الحفاظ على هذا المستوى من التركيز لهذه الفترة الزمنية، في وقت متأخر من اليوم».

وقال أنتوني سكاراموتشي الذي كان مدير الاتصالات في البيت الأبيض لمدة 10 أيام خلال إدارة ترمب، والآن يدعم هاريس، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إنه «لا يتنافس على المستوى الذي كان يتنافس عليه قبل 8 سنوات، لقد فقد القدرة على تكوين الجمل القوية».

وقالت نائبة المتحدثة السابقة باسم ترمب سارة ماثيوز للصحيفة: «خطبه الأخيرة تبدو أكثر تناقضاً، وهو يثرثر أكثر من ذلك بكثير، وكان لديه بعض لحظات الارتباك الملحوظة، وعندما كان يترشح ضد بايدن، ربما لم يكن الأمر بارزاً كثيراً».

وتذكرت ماثيوز الفترة التي أمضتها في البيت الأبيض، قائلة: «كانت هناك غالباً مناقشات حول ما إذا كان يمكنه فهم السياسة، ولم يرغب أحد في قول ذلك صراحةً؛ هل هو لائق عقلياً؟ ولكن بالتأكيد كانت لدي لحظات حيث شككت شخصياً في الأمر».

من جانبه، رفض ترمب فقدانه التركيز، حيث قال مؤخراً: «أتكلم لساعتين من دون أجهزة التلقين، وإذا قلت كلمة واحدة خاطئة، يقولون إنه يعاني من ضعف إدراكي».

وقال مدير الاتصالات في حملة ترمب، ستيفن تشيونغ، لصحيفة «تايمز»، إن ترمب «يتمتع بطاقة أكبر وقدرة أكبر على التحمل من أي شخص في عالم السياسة، وهو الزعيم الأكثر ذكاءً الذي شهدته هذه البلاد على الإطلاق».


مقالات ذات صلة

فانس وروبيو «خليفتا» ترمب يتوليان «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري قبل 2028

خاص نائب الرئيس الأميركي يعانق وزير الخارجية وإلى جانبهما مؤسس «أميركان كومباس» خلال حفل في المتحف الوطني للبناء (أ.ف.ب)

فانس وروبيو «خليفتا» ترمب يتوليان «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري قبل 2028

بدا احتفال ذكرى تأسيس «أميركان كومباس» بمثابة تمهيد لانتخابات 2028، حيث تولى نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

«رئيساً للأبد»... ترمب ينشر فيديو يظهر بقاءه في الحكم لما بعد ولايته الثانية

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، مقطع فيديو عبر منصة «تروث سوشيال»، يظهر فيه، بشكل افتراضي على غلاف مجلة «تايم»، فوزه بعدد لا نهائي من الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي حينها جو بايدن يلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك... 24 سبتمبر 2024 (رويترز)

بايدن: التحيز على أساس الجنس والعنصرية ساهما في خسارة هاريس الانتخابات الرئاسية

عزا الرئيس الأميركي السابق جو بايدن خسارة كامالا هاريس، جزئيا على الأقل، إلى التحيز على أساس الجنس والعنصرية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (رويترز)

كتاب جديد: فريق بايدن ناقش إخضاعه لاختبار إدراكي قبل تنحيه عن الانتخابات

كشف كتاب جديد أن كبار مساعدي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن درسوا بجدية فكرة إخضاعه لاختبار إدراكي، العام الماضي، استعداداً لإعادة ترشحه للانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس (رويترز) play-circle

«صدّقت الضجة الإعلامية»... كامالا هاريس «صُدمت تماماً» من الخسارة أمام ترمب

صُدمت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس من هزيمتها أمام الرئيس دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن «صدقت» الضجة الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إطلاق سراح الناشط المؤيد للفلسطينيين محمود خليل بأمر من قاضٍ أميركي

الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (أ.ب)
الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (أ.ب)
TT

إطلاق سراح الناشط المؤيد للفلسطينيين محمود خليل بأمر من قاضٍ أميركي

الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (أ.ب)
الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (أ.ب)

غادر محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، مركز احتجاز المهاجرين في ولاية لويزيانا الأميركية أمس (الجمعة)، بعد ساعات من صدور أمر من القاضي بالإفراج عنه، وهو ما يعد انتصاراً كبيراً للجماعات الحقوقية التي تحدت ما وصفته باستهداف إدارة ترمب غير القانوني لناشط مؤيد للفلسطينيين.

وقال عند إطلاق سراحه في بلدة جينا في ريف لويزيانا: «رغم أن العدالة انتصرت، فإن ذلك تأخر كثيراً جداً. ما كان ينبغي أن يستغرق ذلك ثلاثة أشهر».

وكان خليل من الشخصيات البارزة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لحرب إسرائيل على غزة، وألقى مسؤولو الهجرة القبض عليه من سكنه الجامعي في مانهاتن في الثامن من مارس (آذار).

ووصف ترمب الاحتجاجات بأنها معادية للسامية، وتوعد بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين فيها، وأصبح خليل أول هدف لهذه السياسة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وبعد الاستماع إلى المرافعات الشفوية من محامي خليل ووزارة الأمن الداخلي، أمر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية مايكل فاربيارز في نيوارك بولاية نيوجيرسي وزارة الأمن الداخلي بإطلاق سراحه من الحجز في مركز احتجاز للمهاجرين في ريف لويزيانا في موعد أقصاه الساعة 6:30 مساء (7:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة) أمس الجمعة. وقال فاربيارز إن الحكومة لم تبذل أي محاولة لدحض الأدلة التي قدمها محامو خليل على أنه لا يشكل خطراً على المجتمع، أو أنه لن يهرب.

وأضاف القاضي في معرض إصدار حكمه: «هناك على الأقل جانب يشوب الادعاء الأساسي وهو وجود محاولة لاستغلال تهمة الهجرة هنا لمعاقبة مقدم الالتماس (خليل)»، وأضاف أن معاقبة شخص في قضية هجرة مدنية أمر غير دستوري.

الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (أ.ب)

ويقول خليل، الحاصل على إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، إنه يعاقب على خطابه السياسي، في مخالفة للتعديل الأول للدستور الأميركي. واستنكر خليل معاداة السامية والعنصرية في مقابلات مع شبكة «سي إن إن»، وغيرها من وسائل الإعلام العام الماضي.

وقال محامو خليل إن موكلهم، الذي وُلد في سوريا، يعتزم العودة إلى نيويورك ليكون إلى جانب زوجته الدكتورة نور عبد الله وابنهما الرضيع الذي وُلد خلال فترة احتجازه التي استمرت 104 أيام. وقالت نور في بيان: «نحتفل اليوم بعودة محمود إلى نيويورك ليلتئم شمل عائلتنا الصغيرة والمجتمع الذي دعمنا منذ يوم اعتقاله ظلماً بسبب مناصرته لحرية فلسطين».

واستنكر البيت الأبيض قرار الإفراج عن خليل، مؤكداً أنه يجب ترحيله بتهمة ممارسة «سلوك يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية»، والحصول على تأشيرة دراسية عن طريق الاحتيال. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون في بيان: «لا أساس لأمر قاضٍ اتحادي محلي في نيوجيرسي -والذي يفتقر إلى الاختصاص القضائي- بالإفراج عن خليل من مركز احتجاز في لويزيانا». وأضافت: «نتوقع تأكيد صحة موقفنا في الاستئناف، ونتطلع إلى ترحيل خليل من الولايات المتحدة».

ورغم صدور أمر قضائي بالإفراج عن خليل، فإن إجراءات سلطات الهجرة بحقه لا تزال مستمرة. وندد خليل، الذي كان يرتدي الكوفية ويرفع قبضته اليمنى أثناء اقترابه من الصحافيين خارج مركز الاحتجاز، بما وصفها بأنها سياسات الهجرة العنصرية لإدارة ترمب. وقال إنه يترك وراءه مئات الرجال الموجودين في مركز الاحتجاز الذين لا ينبغي أن يكونوا هناك. وقال أمام بوابات المنشأة: «تبذل إدارة ترمب قصارى جهدها لتجريد الجميع هنا من إنسانيتهم. لا أحد غير قانوني، لا يوجد إنسان غير قانوني». وأضاف، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء أن الوقت الذي قضاه في الحجز غيّره. وقال: «بمجرد دخولك إلى هناك، ترى واقعاً مختلفاً. واقعاً مختلفاً عن هذا البلد الذي يفترض أنه يدافع عن حقوق الإنسان، والحرية، والعدالة».

الناشط محمود خليل خريج جامعة كولومبيا خلال إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في جينا (رويترز)

ورفض قاضي الهجرة في لويزيانا الذي نظر في قضيته أمس الجمعة طلب اللجوء الذي تقدم به، وقضى بإمكانية ترحيله بناء على ادعاءات الحكومة بالاحتيال في مسألة الهجرة، ورفض جلسة لنظر الإفراج عنه مقابل كفالة. وجعل قرار فاربيارز طلب الكفالة غير ذي جدوى.

وسبق أن أصدر فاربيارز حكماً هذا الشهر قضى فيه بأن الحكومة انتهكت حق خليل في حرية التعبير من خلال احتجازه بموجب قانون نادر الاستخدام يمنح وزير الخارجية صلاحية طلب ترحيل غير المواطنين إذا اعتُبرت إقامتهم في البلاد تتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية.

لكن القاضي رفض في 13 يونيو (حزيران) الأمر بالإفراج عن خليل من مركز احتجاز في لويزيانا بعد أن أعلنت إدارة ترمب أن خليل محتجز على خلفية تهمة أخرى تتعلق بإخفائه معلومات في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة بشكل قانوني.

وينفي محامو خليل هذا الادعاء، ويقولون إن الناس نادراً ما يُحتجزون بمثل هذه التهم. وحثوا فاربيارز في 16 يونيو على الموافقة على طلب منفصل من موكلهم بالإفراج عنه بكفالة، أو نقله إلى مركز احتجاز المهاجرين في نيوجيرسي ليكون أقرب إلى عائلته في نيويورك.

وفي جلسة أمس الجمعة، قال فاربيارز إنه «من غير المعتاد للغاية» أن تسجن الحكومة مهاجراً متهماً بإهمال في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة. وأصبح خليل، البالغ من العمر 30 عاماً، مقيماً دائماً في الولايات المتحدة العام الماضي، وزوجته وابنه حديث الولادة مواطنان أميركيان.

وكتب محامو إدارة ترمب في ملف قدموه في 17 يونيو أن طلب خليل الإفراج عنه يجب أن يُوجه إلى القاضي المشرف على قضيته المتعلقة بالهجرة، وهي عملية إدارية تتعلق بإمكانية ترحيله، وليس إلى فاربيارز، الذي ينظر فيما إذا كان اعتقال خليل في الثامن من مارس واحتجازه اللاحق دستورياً.