هاريس تلتزم «التباعد الانتخابي» مع بايدن… وتحافظ على ولائها له

الشرق الأوسط يبقى القضية الأعقد أمامها قبل 27 يوماً من الانتخابات

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (رويترز)
TT

هاريس تلتزم «التباعد الانتخابي» مع بايدن… وتحافظ على ولائها له

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (رويترز)

مع اقتراب السباق الرئاسي الأميركي من شوطه الأخير، سعت المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى إيجاد توازن دقيق يتمثل بالابتعاد مسافة كافية عن الرئيس جو بايدن، الذي تدنت شعبيته إلى مستويات قياسية، مع الحفاظ على ولائها له والإفادة قدر الإمكان مما بقي له من تأثير على بعض أوساط الناخبين الأميركيين.

وفي حين تواجه اتهاماً بأنها تدور في فلك إدارة بايدن، يركز المسؤولون في حملة هاريس على المزايا الشخصية للمرشحة الديمقراطية، وعلى مواقفها من قضايا رئيسية تراوح بين حقوق الإجهاض وأمن الحدود وحرب غزة. وتمثل خطاباتها المباشرة الأخيرة حول هذه المواضيع جهداً لتمييز نهجها عن بايدن، على رغم أن نفوذه لا يزال موجوداً على مسار الحملة الانتخابية لهاريس.

ونظراً إلى حساسية هذه العلاقة وعلى رغم أنهما ظهرا معاً مرة واحدة من انتقال البطاقة الانتخابية منه إليها في يوليو (تموز) الماضي، لم تعلن حملة الديمقراطيين أو البيت الأبيض حتى الآن أي موعد لمناسبة مشتركة إضافية بين بايدن وهاريس، علماً أنه لم يبق هناك إلا 27 يوماً قبل موعد الانتخابات.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون عن مستشار لدى نائبة الرئيس أن «التحدي» المتمثل في وجود القليل من الوقت حتى موعد الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل هو أنه «عندما تحاول الوصول إلى الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم، فكيف يمكنك بالفعل توصيل الاختلاف مع بايدن؟»، مع الوضع في الحسبان أن الترشح امتداداً للرئيس بايدن لا يمثل موقفاً قوياً، والاستعاضة عن ذلك بالتأكيد أن هاريس تمثل موقفاً صلباً في الكثير من القضايا التي تشغل هؤلاء الناخبين.

ويفيد أحد كبار المساعدين بأن هاريس «تريد إيجاد مساحة، على ألا تكون كبيرة للغاية»؛ لأنها «تريد أن تكون مخلصة». وفي الوقت ذاته «تريد الفوز» ضد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.

صورة مركَّبة للمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

التباعد الانتخابي

ولا تزال هاريس تضغط على بايدن، الذي يسافر الثلاثاء إلى ميلووكي بولاية ويسكونسن المتأرجحة لحضور مناسبة يعلن فيها المزيد من المشروعات التي صارت ممكنة بفضل جهود إدارته، من أجل تشجيع أعضاء النقابات على الالتزام بالتصويت لمصلحتها، أو حتى الذهاب بنفسه إلى بنسلفانيا، وهي أيضاً ساحة معركة انتخابية رئيسية، لدفع جهود حملتها السياسية في الأسابيع الأخيرة. غير أن أعضاء فريقها غير منزعجين من حقيقة أن بايدن سيتوجه لمدة أسبوع كامل من الشهر الحالي إلى كل من أنغولا وألمانيا في رحلة دبلوماسية غير ملحة. وأوردت «سي إن إن» أن «البعض يتمنى أن يغيب لفترة أطول».

ولوحظ أن كلاً من بايدن وهاريس ظهرا بشكل منفصل خلال التعامل مع أضرار إعصار هيلين الأربعاء الماضي، على رغم إعلان بايدن الجمعة أنهما «يغنيان النغمة ذاتها». وتأكد التباعد عندما قرر بايدن الذهاب إلى نورث كارولينا؛ مما اضطر هاريس إلى إرجاء رحلتها إلى هذه الولاية المتأرجحة.

شبح سيناريو 2016

ويرى كثيرون من الديمقراطيين في بايدن تجسيداً للقلق من تكرار شبح سيناريو انتخابات 2016، حين فاز ترمب بصورة غير متوقعة على المرشحة الرئاسية عامذاك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وهم يشعرون بالإحباط لأنه حتى الآن، يبدو أن تصريحات ترمب الهجومية، وأكاذيبه، ومشاكله القانونية لم تهز الدعم الذي يتلقاه من قاعدة شعبية ثابتة على تأييده. وهذا ما دفع مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس حاكم مينيسوتا تيم والز الذي قال صراحة: «سأذهب إلى قبري من دون أن أفهم السبب، لكنني أعلم أنه من المؤكد أن هذا سيكون سباقاً ضمن هامش الخطأ».

في المقابل، يحاول ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس السناتور جاي دي فانس تصوير هاريس على أنها الرئيسة الحالية، ويتحدثان كما لو كانت هي التي وقَّعت الأوامر التنفيذية خلال السنوات الثلاث الماضية. وهي تجد نفسها مضطرة إلى الموازنة بين إقناع الناخبين الذين يتطلعون إلى التغيير، والرد على الجمهوريين الذين يتساءلون عن سبب عدم تنفيذها وعودها بالتغيير وهي لا تزال موجودة في البيت الأبيض نائبةً للرئيس.

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في شيكاغو (أ.ف.ب)

الشرق الأوسط

ولا توجد عند هاريس قضية شائكة أكثر من العنف المتصاعد في الشرق الأوسط بعد عام من الذكرى السنوية الأولى لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) التي نفَّذتها «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية المحيطة بغزة، في ظل وجود مئات الآلاف من الأصوات على المحك في ميشيغان، وهي أيضاً ساحة معركة انتخابية. وعلى رغم جهودها الشخصية وجهود مجموعة من المسؤولين الذين يدفعونها إلى النأي بنفسها عن خط بايدن فيما يتعلق بحرب غزة والآن «الغزو الإسرائيلي المحدود» للأراضي اللبنانية. لكن مساعديها يدركون أن الناخبين من أصول عربية ومسلمة يعرفون أنها تجلس على يمين بايدن في غرفة العمليات.

وعندما سُئلت عن الدور الذي تريده لبايدن في الشوط الأخير من حملة هاريس، تجنبت النائبة الديمقراطية عن ميشيغان ديبي دينجل، التي كانت من مؤيدي بايدن، أن تدق ناقوس الخطر في ولايتها «الجدار الأزرق».

«أنا لست بايدن»

وأظهر مسح داخلي أجرته حملة هاريس حول المناظرة الرئاسية اليتيمة التي أجرتها مع ترمب في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن إحدى أكثر اللحظات شعبية لنائبة الرئيس كانت عندما قالت: «من الواضح أنني لست جو بايدن».

وبعد أسابيع من شكوى بعض مساعدي البيت الأبيض، علق بايدن الأسبوع الماضي بأن هاريس «كانت لاعباً رئيسياً في كل ما فعلناه، بما في ذلك تمرير التشريع الذي قيل لنا إننا لا نستطيع تمريره أبداً»، مضيفاً أنها «كانت، وموظفوها متشابكون معي فيما يتعلق بكل الأمور التي نقوم بها».

وفي منتصف الشهر الماضي، أجرت مبادرة «بلوبرينت» للبحث والاستطلاع الديمقراطي مسحاً وطنياً لاختبار سلسلة التصريحات المحتملة التي يمكن أن تدلي بها هاريس عن نفسها وبايدن، فتبيَّن أن الذين حققوا أفضل أداء «هم الذين أظهروا انفصالاً واضحاً بينها وبين بايدن»، في حين أن أولئك الذين حققوا أسوأ أداء كانوا «الذين صوَّروا إدارة هاريس المستقبلية على أنها تبني على إنجازات حقبة بايدن».

ووجد الاستطلاع أن أي ذِكر لبايدن أدى إلى انخفاض الدعم حتى لو كان الموقف الذي اتخذته هاريس هو نفسه.

المقارنة مع ترمب

المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في ويسكونسن (رويترز)

وأفادت «سي إن إن» بأن الانفصال عن ترمب أقل حرجاً بكثير من الانفصال عن بايدن. قال حاكم بنسلفانيا الديمقراطي جوش شابيرو إن «هناك تبايناً واضحاً مع ترمب، وبقدر ما يمكن عرض هذا التباين الواضح، فهذا أمر جيد. كل يوم يقارن فيه الناس فوضى دونالد ترمب بآراء وقيم كامالا هاريس هو يوم جيد لكامالا هاريس». وأكد أن بايدن «قدم الكثير لبنسلفانيا - خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية ووظائف الطاقة. تذكروا: في عهد جو بايدن وكامالا هاريس ذهب عدد أكبر بكثير من الناس إلى العمل مقارنة بعهد دونالد ترمب».

وأيَّده السناتور الديمقراطي مارك كيلي من أريزونا المتأرجحة بعدما انضم إلى هاريس خلال زيارتها إلى الحدود الأسبوع الماضي. وقال: «لا أعتقد أن الرئيس ونائبة الرئيس متماثلان تماماً في كل قضية. أعتقد أن لديها خطة ذكية وهي عبَّرت عنها بشكل جيد هناك». وأضاف: «هناك فرق كبير بينها وبين دونالد ترمب في شأن هذه القضية».


مقالات ذات صلة

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات

الولايات المتحدة​ صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات

بينما دخل السباق نحو البيت الأبيض شهره الأخير، واشتدت الحملة الانتخابية، تبادلت نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب، الاتهامات بـ«عدم الكفاءة»

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس بنيفادا 13 سبتمبر (رويترز)

ترمب يلقي باللوم على «الجينات السيئة» في ارتكاب المهاجرين غير الشرعيين للجرائم

زعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، أن المهاجرين غير الشرعيين ببلاده الذين ارتكبوا جرائم لديهم «جينات سيئة»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب»

مع دخول السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلته الأخيرة، تبادَل المرشحان؛ الجمهوري دونالد ترمب، والديمقراطية كامالا هاريس، الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب».

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تقرير: خطب ترمب «الغاضبة» تثير تساؤلات حول ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن خطب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الغاضبة والتي يركز فيها على الماضي، أثارت مخاوف بشأن ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة تتحدث في مناظرة رئاسية مع الرئيس السابق دونالد ترمب في فيلادلفيا (رويترز)

العجز المالي المرتقب يعمّق انقسام الآراء حول خطط هاريس وترمب

من غير المرجح أن يسعد العجز المتوقع، وفقاً لتحليل جديد للخطط الاقتصادية للمرشحين الرئاسيين الأميركيين كامالا هاريس ودونالد ترمب، أحداً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب»

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
TT

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب»

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

مع دخول السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلته الأخيرة، تبادَل المرشحان؛ الجمهوري دونالد ترمب، والديمقراطية كامالا هاريس، الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب».

وأطلقت هاريس، وزميلها المترشح على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس؛ تيم والز، حملة دعائية مكثّفة، الأحد، فظهر الاثنان في عدد من المقابلات مع شخصيات إعلامية بارزة، في رد واضح على انتقادات الجمهوريين الذين انتقدوا مشاركاتها الخجولة مع الصحافة، وأيضاً رداً على حملة هاشتاغ أطلقها السيناتور جيه دي فانس، زميل الرئيس السابق ترمب في الترشح، بعنوان «#WheresKamala» (أين كامالا هاريس؟).

ولم تكن الانتقادات من الجمهوريين فقط، بل عبّر عدد من الديمقراطيين أيضاً عن مخاوفهم من أن حملة هاريس تخشى المخاطرة، وتتجنّب الأسئلة الصعبة، ما أثار الجدل حول قدراتها في الحديث دون خطابات مُعَدّة مسبقاً.

وقال تقرير للموقع الإخباري الأميركي «أكسيوس»، إن حملة هاريس أجرت مقابلات أقل من أي مرشح رئاسي في التاريخ الحديث؛ إذ منذ دخولها السباق الرئاسي في أواخر يوليو (تموز) بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، واجهت نائبة الرئيس انتقادات متكرّرة حول مشاركتها المحدودة مع وسائل الإعلام، وكانت أول مقابلة لها في 29 أغسطس (آب) مع شبكة «سي إن إن»، وشاركت مع أوبرا وينفري في فعالية بعنوان «Unite For America» في 19 سبتمبر (أيلول) بولاية ميشيغان.

اتهامات متبادلة

 

المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس بولاية نيفادا (أ.ب.أ)

وواجهت هاريس هذه الانتقادات بمشاركتها في بودكاست الشهير «Call Her Daddy»، الأحد، حيث شنّت هجوماً لاذعاً ضد منافسها الجمهوري دونالد ترمب الذي اتهمها مراراً بـ«عدم الكفاءة»، والذكاء المحدود. وكرّرت نائبة الرئيس الديمقراطية تنديدها بالعنف ضد المرأة، ودافعت عن الحق في الإجهاض، مشيرةً إلى «أكاذيب» ترمب الذي اتهمها بأنها تؤيد «إعدام أطفال» في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل. وقالت هاريس: «إنه أمر غير دقيق، ومهين بشكل فاضح، أن يوحي بأن هذا يحدث، وبأن نساءً يفعلن ذلك»، مشدّدةً على أن تصريحات «هذا الرجل مليئة بالأكاذيب».

وبينما حاول ترمب مراراً تصوير نفسه على أنه «حامي» النساء خلال حملته الانتخابية، أشارت هاريس إلى أن «هذا هو الرجل نفسه الذي قال إنه يجب معاقبة النساء لأنهن أجهضن».

ويشكّل الإجهاض إحدى القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية التي يأمل الديمقراطيون في الاستفادة منها، بينما يحاول الرئيس السابق تجنّب اتخاذ موقف واضح، مشيراً إلى أن القرار يجب أن يكون متروكاً للولايات .

ماراثون إعلامي

ويمثّل بودكاست «Call Her Daddy» المرحلة الأولى من ماراثون إعلامي سيشهد ظهور هاريس على مدار الأسبوع في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية في أوقات الذروة، ويجتذب البودكاست عدداً كبيراً من النساء وشباب جيل الألفية، وقد تحدثت خلاله عن حقوق الإنجاب، والقضايا الاقتصادية، كما هاجمت السيناتور جي دي فانس والجمهوريين الذين أطلقوا هجمات ضد النساء اللاتي لم ينجبن، بعنوان «سيدات القطط بلا أطفال»، في إشارة غير مباشرة إلى هاريس، وردّت هاريس على هذه التصريحات بأنها شريرة ودنيئة.

وفي الاقتصاد سلّطت هاريس الضوء على ما ستقدّمه من خصم ضريبي لقيمة 6 آلاف دولار للأُسر التي لديها أطفال أقل من عام واحد، وقالت إنها ستواصل العمل من أجل تخفيف ديون الطلاب إذا تم انتخابها.

وشاركت هاريس أيضاً في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس»، وفي مقتطفات بثّتها الشبكة قبل إذاعة الحلقة كاملة، مساء الاثنين، واجهت هاريس أسئلة حول القضايا الخلافية بينها وبين ترمب، مثل قضية الهجرة، وسِجلّها في منصب نائبة للرئيس بايدن، والاختلافات بينها وبين ترمب. كما واجهت أسئلة حول موقفها من دعم إسرائيل، وعلاقتها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وموقفها من إيران، ومبادرة وقف إطلاق النار، واحتمالات توسّع الحرب إلى حرب إقليمية.

ويُعدّ برنامج «60 دقيقة» من البرامج الشهيرة التي دأبت على استضافة المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين للرئاسة، لكن هذا العام تراجع ترمب عن المشاركة في البرنامج، وكانت آخر مشاركة له في برنامج «60 دقيقة» قبل انتخابات عام 2020، حين انسحب من المقابلة مع المذيعة ليزلي ستاهل، بسبب غضبه من الأسئلة المتعلقة بروسيا، وأشار ترمب في فعالية انتخابية بمدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن إلى أنه يريد اعتذاراً قبل إجراء مقابلة معهم.

أخطاء والز

تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس (أ.ب)

 

بدوره، ظهر والز في برنامج «Fox News Sunday»، الأحد، في أول مقابلة له منذ أصبح مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الديمقراطي، حيث قال: «سأعترف عندما أتحدث بشكل خاطئ، سأعترف عندما أرتكب خطأ»، وواجه والز انتقادات كثيرة حول تصريحات لم تكن صادقة حول سفره إلى الصين عندما كان يعمل مدرساً، ومشاركته في الحرب، وتصريحات أخرى حول علاجات للخصوبة تلقّاها هو وزوجته.

وتشارك كل من هاريس ووالز في برامج كوميدية في وقت لاحق من الأسبوع، حيث تظهر نائبة الرئيس في برنامج «The Late Show With Stephen Colbert»، يوم الثلاثاء، بينما سيجلس والز مع جيمي كيميل يوم الاثنين في برنامج «Jimmy Kimmel Live»، وهما من أشهر البرامج الكوميدية التي تجتذب الكثير من المشاهدين، وتركز على الجوانب الشخصية للمرشحين.

وتشارك هاريس أيضاً أثناء وجودها بمدينة نيويورك يوم الثلاثاء في برنامجي «The View» و«The Howard Stern Show». وقد سبق أن شارك الرئيس بايدن في برنامج «The View» أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو برنامج اجتماعي نسائي.

وقبل أقل من شهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية تُكثّف حملة هاريس عقد اللقاءات والفعاليات الانتخابية في الولايات المتأرجحة التي تُعدّ ساحة معارك مع منافسها ترمب، ومن المقرّر أن تزور نائبة الرئيس ولاية نيفادا يوم الخميس، ثم تتوجّه يوم الجمعة إلى أريزونا، وهي ولاية متأرجحة أخرى يبدأ فيها التصويت المبكر في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ترمب وويسكونسن

جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس يتحدث إلى ممثّلي وسائل الإعلام (أ.ب.أ)

وينظر الجمهوريون إلى السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، بوصفه الأكثر لباقةً في الحديث مع وسائل الإعلام، وقد شارك مع ترمب يوم السبت في حشد انتخابي بمدينة باتلر بولاية بنسلفانيا، وهو نفس الموقع الذي شهد محاولة اغتيال ترمب الأولى التي نجا منها، وهذه المرة كان ترمب يتحدث خلف زجاج مضاد للرصاص، وهاجم فانس كلاً من بايدن وهاريس، مشيراً إلى أن خطابهما تسبّب في إطلاق النار على ترمب.

وفي تجمّع حاشد في ويسكونسن يوم الأحد، حاول ترمب استعادة الزخم الذي كان لديه قبل انسحاب بايدن من السياق، وقد خسر أصوات ولاية ويسكونسن في انتخابات عام 2020، علماً بأنه كان كسبها في السابق في انتخابات 2016، ويحاول استعادتها، كونَها تُعدّ من الولايات المتأرجحة التي تحمل 10 أصوات في المجمع الانتخابي.

الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب.أ)

وتطرّق ترمب إلى مواضيع حملته المعتادة، من السيطرة على الهجرة إلى الحدّ من التضخم، متهِماً منافِسته هاريس بأنها تريد اتباع سياسة «شيوعية»، كما وصفها بأنها «غير كفؤة بشكل صارخ»، وضرب مثالاً على ذلك بعدم استجابة الحكومة الفيدرالية، على حد قوله، لمساعدة سكان جنوب شرقي الولايات المتحدة الذين تضرّروا بشدة من إعصار هيلين. وقال ترمب إن هاريس «تريد سرقة ثروتكم، والتخلّي عنكم وعن عائلاتكم»، وطالب ترمب الناخبين في ويسكونسن بالمشاركة في التصويت المبكر بالولاية.

وتُعدّ زيارة ترمب لولاية ويسكونسن، الأحد، هي الزيارة الرابعة خلال 8 أيام، بما يسلّط الضوء على هذه الولاية المحورية، حيث يشعر الجمهوريون بالقلق بشأن قدرة مرشحهم على كسب أصوات الولاية. وقال ترمب: «يقولون إن ويسكونسن هي على الأرجح أصعب الولايات المتأرجحة للفوز بها، لا أعتقد ذلك»، وأضاف: «إذا فُزنا بولاية ويسكونسن فسنفوز بالرئاسة». وزار ترمب لأول مرة مقاطعة دان التي تُعدّ ثاني أكثر مقاطعات ويسكونسن اكتظاظاً بالسكان وأسرعها نمواً.

لغة المال

وأنفقت حملة ترمب 35 مليون دولار على الإعلانات في ويسكونسن، بينما أنفقت حملة هاريس على الإعلانات بالولاية 31 مليون دولار، ويركّز المرشحان للسباق الرئاسي على ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، أي ولايات «الجدار الأزرق» التي صوّتت لترمب في عام 2016، وانقلبت لصالح بايدن في الانتخابات التالية، وبينما تتفاءل حملة ترمب بشأن فرص فوزه بأصوات بنسلفانيا (19 صوتاً في المجمع الانتخابي)، وكذلك ولايات «حزام الشمس»، يُنظر إلى ويسكونسن على أنها تشكّل تحدياً أكبر، وتُظهر استطلاعات الرأي أن المرشحَين متقاربان، بينما أعرب مشرّعون ومحلّلون عن قلقهم إزاء تزايد اللغة العدائية خلال الحملة الانتخابية.