​كارثة «هيلين» تتحوّل لقضية انتخابية مع تكثيف ترمب هجومه على إدارة بايدن

هاريس تتفقد المناطق المتضررة... وحصيلة القتلى مرشّحة للارتفاع

تسبب إعصار هيلين في دمار واسع بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
تسبب إعصار هيلين في دمار واسع بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
TT

​كارثة «هيلين» تتحوّل لقضية انتخابية مع تكثيف ترمب هجومه على إدارة بايدن

تسبب إعصار هيلين في دمار واسع بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
تسبب إعصار هيلين في دمار واسع بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)

يزور الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، مناطق دمّرها الإعصار هيلين، بعد أن حوّل المرشّح للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب طريقة إدارتهما للكارثة إلى قضية سياسية. ويزور بايدن ولاية كارولاينا الشمالية، حيث سيحلق في طائرة هليكوبتر فوق مدينة آشفيل التي غمرتها الفيضانات، وهي من أكثر المناطق تضرّراً جراء العاصفة التي خلّفت 155 قتيلاً على الأقل في جنوب شرقي الولايات المتحدة؛ كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وسيزور بايدن أيضاً مركز قيادة الإنقاذ في الولاية، حيث قُتل أكثر من 70 شخصاً قبل زيارة كارولاينا الجنوبية المجاورة.

دمار «فوق الوصف»

عدا عن القتلى، ما زال هناك ما يصل إلى 600 شخص في عداد المفقودين في عدّة ولايات جرّاء الإعصار الذي ضرب اليابسة، الجمعة. وتوجّهت هاريس، المرشّحة الديمقراطية لانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، بشكل منفصل إلى ولاية جورجيا الجنوبية التي لحقت بها أضرار كبيرة جرّاء العاصفة التي تسببت بفيضانات خلّفت دماراً هائلاً، وعزلت مُدناً وقرى عن العالم.

وما زال يتعذّر الوصول إلى كثير من المناطق عن طريق البر. وحتى مساء الثلاثاء، كان أكثر من 1.4 مليون منزل وشركة من دون كهرباء، وفق موقع متخصّص. وقال حاكم كارولاينا الشمالية، راي كوبر: «نعلم أن الدمار الذي سببه الإعصار هيلين يفوق الوصف».

المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتلقّى إحاطة حول الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين في جورجيا 30 سبتمبر (أ.ب)

وكارولاينا الشمالية وجورجيا من الولايات السبع الحاسمة التي يمكن أن تُقرر نتيجة الانتخابات. وقال بايدن إنه لم يتمكّن من السفر في وقت سابق؛ لأن أجهزة الإنقاذ قالت إن تأمين زيارته سيؤثر على جهودهم المستمرة. وقال البيت الأبيض إنه سيسافر أيضاً إلى فلوريدا وجورجيا في الأيام المقبلة. وقال بايدن للصحافيين، الثلاثاء، إن «أولويتي القصوى هي ضمان حصول المدن والبلدات التي دمرها هذا الإعصار على المساعدة والدعم الذي تحتاجه في أسرع وقت ممكن».

هجوم... وهجوم مضاد

استغلّ المرشح الجمهوري كارثة الإعصار لتحقيق مكاسب سياسية، مُتّهماً إدارة بايدن بتجاهل الأزمة وحرمان أنصاره من المساعدة. كما انتقد بايدن وهاريس لخروجهما من واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد وصول الإعصار. واتّهم ترمب بايدن بأنه «نام» في منزله على الشاطئ في ديلاوير، بينما كانت هاريس في حملة لجمع التبرعات على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، توجّه ترمب إلى منطقة الكارثة، الاثنين، حيث زار بلدة فالدوستا المنكوبة في جورجيا. ووعد «بتوفير كميات كبيرة من مواد الإغاثة، بما في ذلك الوقود والمعدات والمياه وأشياء أخرى».

من جانبه، اتهم بايدن ترمب بنشر الأكاذيب. وقال للصحافيين، الاثنين: «إنه يكذب»، مُضيفاً أنه تحدّث إلى الحاكم راي كوبر وأخبره: «هو يكذب. لا أعرف لماذا يفعل ذلك... هذا ببساطة غير صحيح، وهو تصرّف غير مسؤول».

مفاجأة أكتوبر

جانب من زيارة هاريس إلى مقرّ الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بواشنطن في 30 سبتمبر (أ.ب)

وتأتي العاصفة السياسية بشأن هيلين في الوقت الذي يواجه فيه بايدن وهاريس سلسلة من الأزمات، قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية الحاسمة. وبينما يُنسقان جهود الإغاثة، يتابع بايدن وهاريس تداعيات الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، والتوغل الإسرائيلي في لبنان، وارتفاع مستوى التصعيد في الشرق الأوسط. ويحاول البيت الأبيض أيضاً إيجاد حلّ بعد الإضراب الذي ينفذه عمال الموانئ في الولايات المتحدة ويهدد الاقتصاد. ودفعت الأزمات الثلاث إلى الحديث عما يُسمى «مفاجأة أكتوبر (تشرين الأول)» التي قد تؤثر على الانتخابات.


مقالات ذات صلة

أميركا تحث إسرائيل على تجنب استهداف المدنيين في لبنان

الولايات المتحدة​ مبان متضررة نتيجة لغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (إ.ب.أ)

أميركا تحث إسرائيل على تجنب استهداف المدنيين في لبنان

كشفت وزارة الخارجية الأميركية اليوم (الأربعاء) أن واشنطن حثت إسرائيل على تجنب استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية في لبنان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب) play-circle 00:33

«ستتحمل مسؤولية أفعالها»... تحذير أميركي لإيران في مجلس الأمن

حذّرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، من استهدافها أو استهداف إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ينظر الناس إلى بقايا صاروخ باليستي واضح في الصحراء بعد هجوم شنته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)

مسؤول أميركي: واشنطن أيضا تفكر بخيارات الرد على هجوم إيران

أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل، اليوم (الأربعاء)، أن إسرائيل ليست وحدها التي تفكر في خيارات الرد على هجوم إيران، بل أميركا أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق النجمة الأميركية سيلينا غوميز (أ.ب)

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا صورة الملياردير الأميركي إيلون ماسك تظهر إلى جانب شعار منصة «إكس» (أ.ف.ب)

تقرير: قيمة «إكس» تراجعت بنحو 80 % عما كانت عليه قبل ماسك

كشفت تقديرات شركة الاستثمار Fidelity، عن أن قيمة منصة «إكس» المعروفة سابقًا باسم «تويتر» تقل بنحو 80 في المائة عما كانت عليه قبل عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«ستتحمل مسؤولية أفعالها»... تحذير أميركي لإيران في مجلس الأمن

TT

«ستتحمل مسؤولية أفعالها»... تحذير أميركي لإيران في مجلس الأمن

السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

حذّرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، من استهدافها أو استهداف إسرائيل، في الوقت الذي قال فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن «دوامة تبادل العنف الدامية في الشرق الأوسط لا بد أن تتوقف... الوقت ينفد»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وعقد المجلس المكون من 15 عضواً اجتماعاً بعد أن قتلت إسرائيل زعيم جماعة «حزب الله» اللبنانية، وبدأت هجوماً برياً ضد الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، وهجوم إيران على إسرائيل في ضربة أثارت مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

وقالت السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة»، ليندا توماس غرينفيلد، لمجلس الأمن: «أفعالنا دفاعية بطبيعتها».

وأضافت: «دعوني أوضح، سيتحمل النظام الإيراني مسؤولية أفعاله. ونحذر بشدة من قيام إيران أو حلفائها بأي أعمال ضد الولايات المتحدة، أو أي أعمال أخرى ضد إسرائيل».

وأكد السفير الفرنسي لدى «الأمم المتحدة»، نيكولا دو ريفيير، أن فرنسا تريد من مجلس الأمن «إظهار الوحدة والتحدث بصوت واحد» لتهدئة الموقف.

ومضت السفيرة الأميركية قائلة إن مجلس الأمن يجب أن يدين الهجوم الإيراني، ويفرض «عواقب وخيمة» على «الحرس الثوري الإيراني» بسبب أفعاله.

وقالت: «نحن مسؤولون بشكل جماعي، كأعضاء في مجلس الأمن، عن فرض عقوبات أخرى على (الحرس الثوري الإيراني) بسبب دعمه للإرهاب وانتهاكه لكثير من قرارات هذا المجلس».

وأفاد غوتيريش أمام مجلس الأمن أنه يدين بشدة الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم، أنه حظر دخول غوتيريش إلى إسرائيل، لأنه لم يندد بالهجوم الإيراني.

وأشاد السفير الروسي لدى «الأمم المتحدة»، فاسيلي نيبينزيا، بضبط النفس «الاستثنائي» الذي أبدته إيران في الأشهر الأخيرة. وقال إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل لا يمكن «تقديمه وكأن كل هذا قد حدث من فراغ... وكأن شيئاً لم يحدث... كأن شيئاً لم يحدث في لبنان وغزة، وفي سوريا، وفي اليمن».

وأضاف: «لكن (شيئاً) حدث، وأدى إلى دوامة جديدة وخطيرة للغاية من الصراع الآخذ في الاتساع في الشرق الأوسط».

وقالت إيران، في رسالة إلى مجلس الأمن، أمس (الثلاثاء)، إن هجومها على إسرائيل دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي، مشيرة إلى «الأعمال العدوانية» التي قامت بها إسرائيل، ومن بينها انتهاكات لسيادة إيران.

وجاء في الرسالة أن «إيران... في امتثال كامل لمبدأ التمييز بموجب القانون الإنساني الدولي، استهدفت المنشآت العسكرية والأمنية فقط للنظام (الإسرائيلي) بضرباتها الصاروخية الدفاعية».

ورفض السفير الإسرائيلي لدى «الأمم المتحدة»، داني دانون، اليوم، حديث إيران عن الدفاع عن النفس.

وقال للصحافيين قبل اجتماع مجلس الأمن: «كان هجوماً محسوباً على السكان المدنيين... لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي في مواجهة مثل هذا العدوان. سترد إسرائيل. وسيكون ردنا حاسماً، ونعم سيكون مؤلماً، ولكن على عكس إيران سنتصرف بما يتفق تماماً مع القانون الدولي».