بلينكن يلمح إلى التجاوب مع ضرب أوكرانيا عمق روسيا

السماح باستخدام الأسلحة الغربية أمام بايدن وستارمر في واشنطن اليوم

الرئيس البولندي أندريه دودا (الثالث من اليسار) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الثالث من اليمين) خلال اجتماع في بلفيدير بوارسو (إ.ب.أ)
الرئيس البولندي أندريه دودا (الثالث من اليسار) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الثالث من اليمين) خلال اجتماع في بلفيدير بوارسو (إ.ب.أ)
TT

بلينكن يلمح إلى التجاوب مع ضرب أوكرانيا عمق روسيا

الرئيس البولندي أندريه دودا (الثالث من اليسار) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الثالث من اليمين) خلال اجتماع في بلفيدير بوارسو (إ.ب.أ)
الرئيس البولندي أندريه دودا (الثالث من اليسار) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الثالث من اليمين) خلال اجتماع في بلفيدير بوارسو (إ.ب.أ)

توّج وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جولته الأوروبية التي شملت 3 دول بالتلميح إلى احتمال استجابة الولايات المتحدة لطلب أوكرانيا السماح لها باستخدام الأسلحة الغربية، لشن ضربات بعيدة المدى داخل روسيا.

وبعد لقاءاته في لندن، وترافقه مع نظيره البريطاني ديفيد لامي إلى كييف، حيث تعهدا بعرض طلب القيادة الأوكرانية على الرئيس جو بايدن، ورئيس الوزراء كير ستارمر، اللذين سيجتمعان الجمعة، توجّه كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى وارسو؛ حيث لمّح إلى أن واشنطن ولندن صارتا أكثر تقبلاً للسماح للقوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الأميركية والبريطانية لضرب أهداف في عمق روسيا.

وخلال مؤتمر صحافي في العاصمة البولندية، قال بلينكن إنه «مع تغيُّر ما تفعله روسيا، ومع تغيُّر ساحة المعركة، تكيّفنا» أكثر مع طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدما سمحت إدارة بايدن لأوكرانيا قبل أشهر بإطلاق صواريخ قدمتها الولايات المتحدة عبر الحدود إلى روسيا دفاعاً عن النفس، لكنه حدَّ بشكل كبير من المسافة التي يمكن أن تصل إليها.

وأضاف أن «أحد أهداف زيارتي لكييف كان الاستماع إلى شركائنا الأوكرانيين حول ما يعتقدون أنهم بحاجة إليه الآن للتعامل مع ساحة المعركة الحالية، بما في ذلك في شرق أوكرانيا وأجزاء أخرى من البلاد».

وزاد: «أستطيع أن أخبركم أنه مع تقدمنا ​​إلى الأمام، سنفعل بالضبط ما قمنا به بالفعل، وهو أننا سنعدل حسب الضرورة (...) من أجل الدفاع ضد العدوان الروسي».

وهو كان قد قدّم رسالة مماثلة في كييف قبل يوم واحد. في كلتا الحالتين، كانت اللغة مماثلة لتلك التي استخدمها في مايو (أيار) الماضي، قبل وقت قصير من إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية داخل الأراضي الروسية مباشرة.

جندي من وحدة الاستخبارات الأوكرانية «أوتشي» يعمل على طائرة مسيّرة هجومية في بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك (إ.ب.أ)

مواجهة التصعيد الروسي

وتزامنت الزيارة في وقت يُهاجم فيه الجيش الروسي، وهو الأكبر والأفضل تجهيزاً منطقة دونيتسك الشرقية في أوكرانيا، وينفذ هجمات جوية على المدن في كل أنحاء البلاد باستخدام الصواريخ والقنابل الانزلاقية والمسيرات التي تؤدي إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.

أكد زيلينسكي، الخميس، أن روسيا تشن هجوماً مضاداً ضد قوات بلاده في منطقة كورسك الروسية، بعد أكثر من شهر على إطلاق كييف هجومها على المنطقة. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في كييف: «إن الروس أطلقوا هجوماً مضاداً، وهو ما يتوافق مع خطتنا الأوكرانية».

وأعلنت روسيا، الخميس، أن جيشها استعاد 10 قرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك. وقالت وزارة الدفاع في بيان نشر على منصة «تلغرام»: «إن وحدات من جنود فرقة (الشمال) حررت 10 قرى في غضون يومين».

وكانت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، والتي تشترك في حدود مع أوكرانيا، داعمة للأوكرانيين. واستمع بلينكن إلى طلبات لتخفيف القيود على استخدام الأسلحة من وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، الذي قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية ضد روسيا للدفاع عن النفس، لأن «روسيا ترتكب جرائم حرب بمهاجمة أهداف مدنية»، مضيفاً أن «الصواريخ التي تصيب هذه الأهداف المدنية تُطلق من طائرات قاذفة من فوق أراضي روسيا. تقلع هذه القاذفات من مطارات على أراضي روسيا»، ومن ثم «لضحية العدوان الحق في الدفاع عن نفسه (...) لذا أعتقد أن لأوكرانيا الحق في استخدام الأسلحة الغربية لمنع جرائم الحرب».

وكذلك اجتمع بلينكن في وارسو مع الرئيس أندريه دودا، ورئيس الوزراء دونالد توسك، اللذين يتقاسمان موقف سيكورسكي المؤيد لأوكرانيا.

وأعلن بلينكن ولامي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعهدتا بتقديم نحو 1.5 مليار دولار مساعدات إضافية لأوكرانيا خلال زيارتهما لكييف. كما أعلن بلينكن عن تقديم أكثر من 700 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، في حين أكد لامي أن بلاده ستقدم 782 مليون دولار أخرى في شكل مساعدات وضمانات قروض. وكان جزء كبير من الجهد يهدف إلى تعزيز شبكة الطاقة التي ضربتها روسيا مراراً قبل شتاء صعب متوقع.

أمنيات أوكرانية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يتصافحان أثناء حضورهما اجتماعاً في وارسو ببولندا (رويترز)

ولدى الجانب الأوكراني قائمة أمنيات طويلة، ومنها المساعدة غير العسكرية، لكن المسؤولين الأوكرانيين أوضحوا أن طلبهم الأكثر أهمية هو تخفيف القيود على الأماكن التي يمكن استخدام الأسلحة الغربية فيها. ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية مراراً أثناء زيارة بلينكن ولامي، ما تسبب في تأخير جدول أعمالهما، وأجبرهما على إلغاء بعض المراسم.

وقال بلينكن إنه سيعيد المناقشة مع زيلينسكي في شأن الصواريخ «إلى واشنطن لإطلاع الرئيس»، وأن بايدن وستارمر «لا شك» سيتحدثان عن القضية عندما يلتقيان في واشنطن العاصمة، الجمعة.

وتوترت العلاقات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين بشكل متزايد بسبب نداءات كييف المتكررة للحصول على إذن الغرب باستخدام أسلحة بعيدة المدى من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لضرب أهداف أعمق داخل روسيا.

واكتسبت هذه القضية إلحاحاً إضافياً بعد آخر عملية استحواذ روسية على صواريخ باليستية من إيران، لكن القادة الغربيين ترددوا حتى الآن في تلبية طلب أوكرانيا، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب.

وقال زيلينسكي إن لديه خطة لتحقيق النصر تتضمن مكونات عدة، ومنها الأهداف التي تأمل أوكرانيا في تحقيقها على ساحة المعركة، إضافة إلى الأهداف الدبلوماسية والاقتصادية. وفي أواخر أغسطس (آب) الماضي، توغلت القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية بوصفها جزءاً من هذه الخطة.

وأضاف أن بلاده أزالت التهديد الروسي من مناطق خاركيف وسومي وتشرنيغوف في أوكرانيا. وأمل في تقديم الخطة لنائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في سبتمبر (أيلول) الحالي.


مقالات ذات صلة

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»

أوروبا 
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»

شغلت أوكرانيا حيزاً أساسياً في خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، بالإليزيه أمس، موجهاً رسائل بشأنها في اتجاهات

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه الاثنين (رويترز) play-circle 00:43

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» ويعتبر ماسك خطراً على الديمقراطية

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» وحث الأوروبيين على التعويل على أنفسهم دفاعيا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا أوكرانيون أمام منزل دمَّره هجوم صاروخي روسي في تشيرنيهيف بأوكرانيا 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على بلدة كوراخوف شرق أوكرانيا

تسعى روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز موقفهما، في ظل تكهنات كثيرة حول شروط مفاوضات السلام المستقبلية، قبل وصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة بعد أسبوعين.

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رفض طلب ترمب تأجيل نطق الحكم بقضية «شراء الصمت»

رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
TT

رفض طلب ترمب تأجيل نطق الحكم بقضية «شراء الصمت»

رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)

أحبطت محاولة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الإثنين، لتأجيل جلسة النطق بالحكم المقررة هذا الأسبوع إلى أجل غير مسمى في قضيته المعروفة بـ«شراء الصمت»، بينما يستأنف حكما أيد الإدانة ويمهد الطريق ليصبح أول رئيس يتولى منصبه وهو مدان بجرائم.

وأمر القاضي خوان ميرشان في مانهاتن بالمضي قدما في جلسة النطق بالحكم يوم الجمعة المقبل كما هو مقرر، رافضا دفوع محاميي ترمب التي طالبت بتأجيلها أثناء تقديمهم طلبا لمحكمة الاستئناف لإلغاء قراره بالإبقاء على الإدانة. ولا يزال بإمكان ترمب مطالبة محكمة الاستئناف بالتدخل وإصدار قرار بتأجيل الجلسة. وخلاف ذلك، سيتم النطق بالحكم عليه قبل أكثر من أسبوع بقليل من حفل تنصيبه لولاية ثانية.

وأبلغ محامو ترمب القاضي ميرشان بأنه إذا عقدت جلسة النطق بالحكم، فسيحضرها عبر الفيديو بدلا من الحضور شخصيا، حيث منحه القاضي هذا الخيار نظرا لمتطلبات عملية الانتقال الرئاسي. وكان القاضي ميرشان رفض، يوم الجمعة الماضي، محاولة ترمب إلغاء الحكم بسبب عودته الوشيكة إلى البيت الأبيض، لكنه أشار إلى أنه من غير المرجح أن يفرض على ترمب أي عقوبة بالسجن على إدانته بـ 34 تهمة جنائية بتزوير السجلات التجارية.